ديكارت | حياة العالم والفيلسوف ديكارت وأهم نظرياته ومؤلفاته

ديكارت | حياة العالم والفيلسوف ديكارت وأهم نظرياته ومؤلفاته

2 Apr 2023
بنك المعرفة دقائق.نت
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

ديكارت فيلسوف وعالم فرنسي يُلقب “بأبي الفلسفة الحديثة”، نظرًا لكونه من أهم العلماء الذين أسسوا الفلسفة والرياضيات الحديثة، وهو صاحب أشهر مقولة فلسفية ” أنا أفكر إذن أنا موجود “.

ولد عام ١٥٨٦م في فرنسا ويُعد من رواد الفلاسفة الذين تدرس أطروحتهم في المدارس والجامعات حتى الآن، وله العديد من النظريات الفلسفية التي خالف فيها أرسطو وأنشأ نمط فلسفي جديد.

بالإضافة إلى نبوغه في علم الرياضيات الذي مكنه من إعداد نظام الإحداثيات الديكارتي.

حياة العالم والفيلسوف ديكارت

العالم رينيه ديكارت ولد في تاريخ ٣١مارس لعام ١٥٩٦م في مدينة لاهاي آن تورن في فرنسا، وله جذور هولندية تنسب لعائلته.

كان أبوه مستشارًا في احدى البرلمانات الإقليمية الفرنسية، وتنتمي أفراد عائلته إلى صغار النبلاء فكان جده طبيبًا، وجده من أمه حاكم إقليم بواتييه.

التحق ديكارت بإحدى المدارس الطائفية اليسوعية تسمى “مدرسة لافليش” عام ١٦٠٤م، والتي كان لها دور كبير في تعليمه أرقى التعاليم الفلسفية.

فضلًا عن تلقيه أصول الأدب، والرياضيات والفيزياء، ثم توجه إلى دراسة القانون المدني والديني بكلية حقوق بواتييه، وحصل على شهادة الليسانس فيهما عام١٦١٦م.

وفي عام ١٦١٨م ذهب ديكارت إلى هولندا للالتحاق بالجيش الهولندي الذي كان في ذلك الوقت أعظم وأقوى الجيوش.

وهناك تعرف على الطبيب “إسحاق بيكمان” الذي شجعه في التعمق بالعلوم الفيزيائية والرياضية مما أثر على فكره ونظرياته فيما بعد.

واستقر في هولندا بدايةً من عام١٦٢٨م وحتى ١٦٤٩م، تلك الفترة أحدث ديكارت فطرة في المجال الفلسفي والرياضيات، حيث قام بتأليف معظم مؤلفاته خلال هذه السنوات، والتي من أهمها كتاب “التأملات في الفلسفة الأولى” عام ١٦٤١م.

واستمر ديكارت بتكريس حياته واهتماماته للعلم حتى توفي في الحادي عشر من فبراير عام١٦٥٠م، إثر إصابته بالتهاب رئوي أصيب به أثناء تلبية دعوة ملكة السويد لمناقشة فلسفته.

حياة العالم والفيلسوف ديكارت 

أهم نظريات ديكارت

أسس ديكارت العديد من النظريات الفلسفية التي ساعدته في وضع أصول فلسفية حديثة، ولعل من أهم نظرياته وأفكاره هي “نظرية المعرفة” حيث أسس معرفته على اليقين التام.

بدأ ديكارت نظرياته الفلسفية بالبحث عن اليقين التام والمطلق، وطبق نظرياته الرياضية الناجحة في البحث الفلسفي وهي طريقة أنا أفكر، والتي من خلالها سعى لتجريد العقل البشري من كافة الأفكار والمعتقدات السابقة والبدء بالشك في كل ما سبق.

وأسس قواعد المنهج الأربعة لدراسة نظرية المعرفة، وهي كالآتي:

القاعدة الأولى

وتقوم هذه القاعدة على الحدس والاستنباط، والتي بناءً عليهم ينبغي على الباحث عدم القبول والتسليم بالأشياء على أنها حقيقة ما لم يتأكد بحدسه من كونها حقيقة، سواء بالحدس المباشر ولمسها أو غير المباشر بالنظر، لكي يتمكن العقل من استنباط حقيقتها على نحو لا يحمل الشك.

وتتميز تلك القاعدة بالوضوح القريب من اليقين، حيث اتبع ديكارت القواعد الرياضية المعتمدة على الشك الموصل لليقين في تلك القاعدة، والتي من خلالها ولد الشك الفلسفي الذي هو أساس منهجه.

القاعدة الثانية

تقوم هذه القاعدة على أساس التحليل الجزئي للشيء، ويرى ديكارت بأن على الباحث تقسيم الأفكار أو المشكلات إلى أجزاء صغيرة حتى يسهل عليه الوصول إلى المعرفة.

والتي ينتقل فيها من الكل إلى الجزء، أي الانتقال من الفكرة أو المشكلة المركبة إلى تقسيم حيثياتها ودراسة كلًا منها على حدى وبالتالي سوف تتمكن من حلها بسهولة.

القاعدة الثالثة

بينما تقوم تلك القاعدة على فكرة التركيب حيث يرى ديكارت بضرورة ترتيب وتنظيم الأفكار والبدء بالأسهل معرفته حتى الوصول التدريجي لأكثر تعقيدًا.

وتعتمد تلك القاعدة في الترتيب الهرمي الذي يبنى على الأخذ بالأسباب للوصول إلى الحقائق.

القاعدة الرابعة

وتلك القاعدة تؤكد استعارة ديكارت لأفكار المنهج الرياضي وتطبيقه في المنهج الفلسفي، حيث أطلق عليها الاستقراء التام، أو الاحصائيات الشاملة.

ويرى فيها بضرورة إجراء مراجعة شاملة للمشكلة من بدايتها مجددًا وعمل لها إحصائية كاملة للتأكد من ادراك ودراسة كافة الأمور وعدم الإغفال عن شيء.

مع ضرورة مراعاة المصداقية والموضوعية للتأكد من وصوله لنتائج يقينية صادقة.

أهم نظريات ديكارت

نظرية ثنائية المادة عند ديكارت

وفيها يفرق ديكارت بين العقل البشري والجسد ويرى أنهما مختلفان تمامًا ولكنها متصلان ببعض ويؤثر كلًا منهما بالآخر، وأن وظيفة العقل الإدراك الحدسي لما يحصل للجسد أو لما هو حولي.

وهنا تطرق ديكارت للمفهوم الآلهي والذي شبه بوجود العقل، نظرًا بتسليم وجود كلاهما على الرغم من عدم إدراكهم بالحدس المباشر وإثبات الوجود المادي.

حيث يرى بأن النفس والجسد يمثل اتحاد يجعلهم متميزين ولكنها لهم جوهران منفصلان.

المعتقدات الدينية عند ديكارت

على الرغم من اتباع ديكارت نظرية الشك في كافة الحقائق في منهجه ألا أنه لم يصل إلى الإلحاد، حيث انتقل من خلال الشك المنهجي إلى إثبات وجود الله.

وبالتالي استنتج ديكارت بأن فكرة الكمال واضحة وبسيطة يمكن للعقل إدراكه، وأثبت ذلك من خلال قياس فكرة الكمال على الذات واستنتج بأن الذات ناقصة ولو كان بقدرها خلق نفسها لسعت إلى الكمال، وبالتالي فإن هناك من خلقها وهو يتوافر فيه الكمال وبالتالي فكرة الله موجودة منطقيًا ومُمكنة واقعيًا.

أعمال ومؤلفات ديكارت

تعتمد جميع مؤلفات ديكارت على منهج خاص به.

وتعد من المؤلفات الفلسفية التي يُستعين بها حتى الآن في الجامعات والأقسام الفلسفية، وأيضًا الجامعات المتخصصة بالفيزياء وعلوم الرياضيات، ومن أهم مؤلفاته ما يلي:

كتاب مقال عن المنهج

وهو من أبرز مؤلفاته واسمه كاملًا “مقال عن المنهج المُتبع لحسن قيادة العقل والبحث عن الحقيقة” وقام بنشره لأول مرة عام١٦٣٧م باللغة اللاتينية.

وناقش فيه موضوعات فلسفية اختلف بشأنها العديد من الفلاسفة، فهو بمثابة السيرة الذاتية الفلسفية له، وأكثر ما يشتهر به ذلك الكتاب عبارة” أنا أفكر إذن أنا موجود”.

وأبرز ما يتضمنه الكتاب معالجة واضحة نظرية الشك.

كتاب مقالة الطريقة

كتبه ديكارت باللغة الفرنسية وناقش فيه الكثير من أفكاره، وتتكون المقالة من ستة أقسام يتضمن ملاحظات متعلقة بالعلوم، بينما القسمين الثاني والثالث يناقش فيه قواعد الطريقة والأخلاق.

وفيما يخص القسم الرابع والخامس يتضمن أسس علم ما بعد الطبيعة، وترتيب مسائل الطبيعة، ويشمل القسم الآخير الأسباب التي حملته على الكتابة.

كتاب تأملات الفلسفة الأولى

وفي ذلك الكتاب أثبت ديكارت وجود الله وأن النفس تختلف عن الجسد، حيث قام بترتيب الدلائل والبراهين تريبًا واضحًا ومفهومًا، وتم نشر تلك المطروحة الفلسفية عام١٦٤١م باللغة الفرنسية، ثم ترجمت إلى اللغة الفرنسية وقام ديكارت بالإشراف عليها.

كتاب قواعد لتوجيه الفكر

قدم في هذا الكتاب أهم القواعد الأساسية التي تساعد الإنسان في ترتيب أفكاره للوصول إلى المعرفة، ويقول فيه بأن أصل جميع العلوم هي الحكمة الإنسانية، والتي تبنى على أساس توحيد المعارف، كما وضح من خلاله علاقة النفس والجسد بشكل مفصل.

كتاب العالم

ويُعرف أيضًا باسم “تمرين على الضوء” ويفسر فيه عدة فرضية العالم الجديدة، كمل يُفسر الظواهر الطبيعية واقتصاره على المسائل الوجودية بأنواعها.

كتاب انفعالات النفس

وهو يتضمن شرح كافة الأهواء والانفعالات، وهو الكتاب الأخير الذي لم يحظى بأهمية كبيرة إلا مؤخرًا بعد اكتشاف العلماء أهميته ليصبح من أهم أطروحات ديكارت حيث استكمله عام١٦٤٩م، وقام بإهدائه الأميرة إليزابيث من بوهيما.

ويحاول ديكارت فيه شرح الانفعالات بالشكل الذي يساعد العقل في السيطرة عليها لخدمة إسعاد الفرد في حياته العاطفية.

شاهد من أعمال دقائق أيضًا

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك