بايدن يغضب الخليج وبوتين يتودد إليه.. هل تحل روسيا محل أمريكا؟| س/ج في دقائق

بايدن يغضب الخليج وبوتين يتودد إليه.. هل تحل روسيا محل أمريكا؟| س/ج في دقائق

16 Mar 2021
الخليج الشرق الأوسط الصين روسيا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

في الوقت الذي شهد تصعيدًا أمريكيًا ضد السعودية إما من خلال إصدار تقرير مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، أو إعلان توقف الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في اليمن، ورفع الحوثيين من قوائم الإرهاب، بدأت روسيا في التحرك سريعًا في المنطقة، من خلال زيارة لوزير خارجيتها لثلاث دول خليجية.

تكمن أهمية جولة لافروف الخليجية في سعي موسكو الواضح لاستغلال أخطاء واشنطن دبلوماسياً وعسكرياً واقتصادياً، حيث تعمل روسيا على الاستفادة من الوضع المشوش بين واشنطن وحلفائها التقليديين في الخليج وتعرض بدائل للرياض على وجه الخصوص.

تأمل روسيا، المدعومة من الصين، في استغلال الشكوك المتزايدة في الخليج العربي حول مصداقية الولايات المتحدة باعتبارها الضامن الأمني ​​الوحيد للمنطقة، ولذلك تقترح إصلاحا جذريا للبنية الأمنية  في المنطقة، من شأنه أن يحل محل مظلة الدفاع الأمريكية في الخليج ويضع روسيا كوسيط قوي إلى جانب الولايات المتحدة

إذا تم تبني الاقتراح الروسي، فستنجر الصين وروسيا إلى صراعات الشرق الأوسط المتعددة وستكونا مجبرتين على الانحياز إلى طرف ، على الرغم من قدرتهما حتى الآن على الحفاظ على علاقات وثيقة مع جميع أطراف الانقسامات الإقليمية – وخاصة السعودية وإيران،

كما سيؤدي ذلك إلى إبراز الخلافات الكامنة بين الصين وروسيا.

مزيد من التفاصيل:

س/ ج في دقائق


ما أهمية زيارة وزير الخارجية الروسي للمنطقة في الوقت الراهن؟

تزامنا مع تصعيد أمريكي ضد السعودية، بدأت روسيا في التحرك سريعًا في المنطقة.

وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، زار الرياض وأبو ظبي والدوحة، في الأولى طالب بضرورة تعزيز التعاون في سوق الهيدروكربونات العالمي، والتعاون في مشاريع الفضاء والطاقة النووية، ووعد بتوطين إنتاج اللقاح الروسي لفيروس كورونا بالسعودية.

ومن أبوظبي اتفق مع نظيره الإماراتي على ضرورة عودة سوريا إلى محيطها العربي، وهاجما سويا قانون قيصر، وطالب وزير الخارجية الإماراتي في مؤتمر صحفي مشترك ضرورة فتح حوار مع الإدارة الأمريكية حول هذا القانون.

وأثناء زيارة الدوحة، أعلن وزراء الخارجية الروسي والقطري والتركي عن إطلاق عملية تشاورية جديدة بين دولهم بشأن التسوية السورية.

في تلك الأثناء، نبه رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم دول الخليج، إلى ضرورة الاستعداد للتصدي للتداعيات والمتغيرات الناجمة عن المواجهة الأمريكية مع كل من روسيا والصين، حيث قال:

“روسيا بالنسبة لأمريكا مهمة من حيث كونها منافسا عسكريا لا يستهان به، وسوف تعمل واشنطن كذلك على منع أي نفوذ عسكري روسي في منطقتنا أو إبقائه في أضيق الحدود.. ونحن في منطقتنا الخليجية لا بد أن تطالنا بعض حرارة الحرب الاقتصادية بين أمريكا والصين لأن الولايات المتحدة ستضغط بكل الوسائل علينا كي لا نطور التعاون الاقتصادي والعسكري مع الصين”.

الحرب الرقمية | هل تعرض لعنة وا-وي دول الخليج لانتقام أمريكي؟ | س/ج في دقائق


وكيف نظرت دول الخليج لهذه الزيارة؟

صحيفة العرب القطرية اعتبرت أن لافروف جاء للاستفادة من أخطاء بايدن، حيث أن توقيت الزيارة جاء في وقت تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة ودول الخليج أزمة ثقة والعديد من الشكوك.

تكمن أهمية جولة لافروف الخليجية في سعي موسكو الواضح لاستغلال أخطاء واشنطن دبلوماسياً وعسكرياً واقتصادياً، حيث تعمل روسيا على الاستفادة من الوضع المشوش بين واشنطن وحلفائها التقليديين في الخليج وتعرض بدائل للرياض على وجه الخصوص.

وصفت مصادر دبلوماسية خليجية الزيارة بأنها مهمة من الناحية السياسية، فبغض النظر عن نوايا موسكو ورغبتها في الاستفادة من أخطاء الإدارة الأمريكية الجديدة، ستجد دول الخليج العربي في جولة لافروف فرصة لإظهار أن لديها بدائل وأصدقاء، وأن وضعها كدول نفطية غنية يوفر لها الفرص، لتحقيق التوازن في علاقاتها على أساس المصالح المشتركة مع مختلف الشركاء والقوى العالمية.

وأضافت المصادر الدبلوماسية أن إدارة بايدن ترتكب نفس الأخطاء التي ارتكبتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، والتي دفعت دول الخليج إلى التحول إلى الصين وروسيا والهند وبريطانيا وفرنسا وإبرام اتفاقيات كبرى مع هذه الدول،

ولفتت إلى أن دول الخليج ليست مجرد زبون هدفه شراء أسلحة وأنظمة دفاع فقط، فهي تمتلك إمكانيات وأصول اقتصادية كبيرة يمكن أن تدفع العديد من الدول إلى السعي وراء مصلحتها.

قال جيمس دورسي، الخبير في قضايا الشرق الأوسط، إن لافروف أراد اغتنام فرصة تجاهل بايدن القادة الرئيسيين في الشرق الأوسط، وسط تصريحات أمريكية عن إعادة ضبط العلاقات مع السعودية.


وكيف تخطط روسيا ومن ورائها الصين لتعزيز دورهما في المنطقة؟

تأمل روسيا، المدعومة من الصين، في استغلال الشكوك المتزايدة في الخليج العربي حول مصداقية الولايات المتحدة باعتبارها الضامن الأمني ​​الوحيد للمنطقة،

ولذلك تقترح إصلاحا جذريا للبنية الأمنية  في المنطقة، من شأنه أن يحل محل مظلة الدفاع الأمريكية في الخليج ويضع روسيا كوسيط قوي إلى جانب الولايات المتحدة

يستلزم الاقتراح الروسي إنشاء “تحالف لمكافحة الإرهاب من جميع أصحاب المصلحة”، والذي من شأنه أن يكون المحرك لحل النزاعات في جميع أنحاء المنطقة وتعزيز الضمانات الأمنية المتبادلة، وسيشمل ذلك إزالة “الانتشار الدائم لقوات من دول خارج المنطقة في أراضي دول الخليج” – في إشارة إلى القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية.

يدعو الاقتراح إلى نظام أمني “عالمي وشامل” يأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف الإقليمية والأطراف الأخرى المعنية، في جميع مجالات الأمن، بما في ذلك أبعادها العسكرية والاقتصادية والطاقة،

هذا التحالف سيضم دول الخليج وروسيا والصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والهند، بالإضافة إلى أصحاب المصلحة الآخرين (في إشارة إلى إيران)، وسيتم إطلاقه في مؤتمر دولي حول الأمن والتعاون في الخليج.


ولماذا قد تتحرك دول الخليج بعيدًا عن مظلة واشنطن؟

يشير بعض المحللين إلى أن الولايات المتحدة، التي لم تعد تعتمد على واردات النفط الخليجية، تخفض تدريجياً من التزامها تجاه المنطقة على الرغم من الارتفاع المؤقت في عدد القوات الأمريكية المرسلة إلى المنطقة نتيجة التوترات مع إيران.

ستيفن كوك، الباحث في مجلس العلاقات الخارجية، ومقره نيويورك، يقول إن الولايات المتحدة ستترك الخليج ليس بالضرورة هذا العام أو العام المقبل، ولكن لا شك في أن الولايات المتحدة في طريقها للخروج،

ويفهم القادة في الرياض وأبو ظبي والدوحة والمنامة ومسقط ما يحدث، ولذلك يتحوطون ضد الرحيل الأمريكي بمجموعة متنوعة من الطرق، بما في ذلك عن طريق الانفتاح على الصين وروسيا وإيران وتركيا.

تيك توك – الأويغور – بحر الصين الجنوبي.. 14 قضية تهدد بصدام أمريكي صيني | قوائم في دقائق


وهل ترث روسيا والصين مكانة الولايات المتحدة في المنطقة؟

من غير الواقعي أن يحل الروس بسرعة محل الولايات المتحدة كأهم شريك للخليج وخصوصًا السعودية، كما أوضح أرمان محمودان، الخبير في الشؤون الروسية والمستشار في شركة جلف ستيت أناليتيكس لاستشارات المخاطر الجيوسياسية ومقرها واشنطن.

يقول محمودان: “ترى السعودية في روسيا ورقة ضغط على الولايات المتحدة أكثر من كونها قوة بديلة للولايات المتحدة”.

هناك عاملان مهمان سيمنعان السعوديين من التفكير في أي محور جيوسياسي دائم بعيدًا عن واشنطن يجعل موسكو الشريك الدولي الأول للمملكة:

أولاً، روسيا أقل قوة من الولايات المتحدة كقوة عسكرية في الشرق الأوسط، ولا سيما في شبه الجزيرة العربية.

ثانيًا، لدى موسكو سياسة خارجية صديقة لإيران أدت إلى “نوع من عدم الثقة الحقيقي تجاه روسيا من جانب القيادة السعودية”.

قد تجعل التصورات الخاصة بتخفيض التزام الولايات المتحدة الاقتراح الروسي الخاص بنهج متعدد الأطراف أكثر جاذبية على المدى القصير، ومع ذلك، قد يكون الاعتماد على المدى الطويل على استمرار التحالف الروسي الصيني أمرًا صعبًا، لأن التحالف قد يكون انتهازيًا وليس استراتيجيًا، مما سيجبر دول الخليج على تسريع عملية تولي مسؤولية أمنها بنفسها.



وهل التدخل الروسي الصيني في المنطقة سيحقق مكاسب لهما؟

إذا تم تبني الاقتراح الروسي، فستنجر الصين وروسيا إلى صراعات الشرق الأوسط المتعددة وستكونان مجبرتين على الانحياز إلى جانب واحد، على الرغم من قدرتهما حتى الآن على الحفاظ على علاقات وثيقة مع جميع أطراف الانقسامات الإقليمية – وخاصة السعودية وإيران،

كما سيؤدي ذلك إلى إبراز الخلافات الكامنة بين الصين وروسيا.

فيلينا تشاكاروفا، التي أطلقت على التحالف الروسي الصيني اسم  “دراجون بير”، حذرت من أنه “ليس تحالفًا ولا زواج مصلحة، بل علاقة مؤقتة غير متكافئة، تكون فيها الصين صانعة جدول الأعمال، في حين أن روسيا هي صاحب الأجندة”، حيث سيعمل التقارب الروسي الصيني، على حد تعبير تشاكاروفا، وفقًا للمبدأ القائل “أبقِ أصدقاءك قريبين وأعداءك أقرب.

ستظل علاقة الوضع الراهن مقبولة وستتطور أكثر طالما أن صعود الصين لا يمثل تهديدًا مباشرًا لمصالح روسيا الإستراتيجية في الشرق الأوسط، ولكن عندما ستبدأ روسيا النظر إلى المصالح الصينية على أنها تهديد لمصالحها الخاصة ستحدث المشاكل.

قد يكون أحد الاختلافات هو قطاع الطاقة، بالنظر إلى أن روسيا هي واحدة من أكبر موردي النفط في العالم بينما الصين هي أكبر مستورد لها، فقد لا ترغب الصين، على المدى الطويل، في الاعتماد على روسيا في كل وارداتها.

قال الباحث في روسيا وأوراسيا بول سترونسكي، في إشارة إلى استدامة التحالف الروسي الصيني: “مع إدراك الصين أنها قد تحتاج إلى تعزيز وضعها الأمني، فمن غير الواضح إلى متى سيستمر هذا الاستقرار في العلاقة بينهما”.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

هل ستكون هناك بنية أمنية روسية صينية جديدة في الخليج؟ (مركز بيجن – السادات للدراسات الاستراتيجية)

هل يدفع بايدن السعودية إلى التقارب مع روسيا؟  (الديلي صباح)

لافروف في السعودية للاستفادة من أخطاء بايدن (عرب ويكيلي)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك