العالم والمفكر والفيلسوف اليوناني أفلاطون صاحب مقولة الحب أعمى.
أغلب الأراء أكدت أنه ولد في أثينا، وقد شملت كتبه واهتماماته عدة مجالات مثل التعليم، والعدالة، والفلك والرياضيات وغيرها.
أحب أفلاطون الفلسفة ووجه كل حياته لدراستها، وبالفعل نبغ فيها.
كما كان يأخذ علمه وتعاليمه من أحد أشهر الفلاسفة وهو سقراط، وحسب ما قيل أنه توفى في عام 347 أو 348 قبل الميلاد.
البيدوفيليا | لم يرفضها أفلاطون.. اليونان القديمة والولدان | الحكاية في دقائق
الاسم الحقيقي له هو أرستوكليس بن أرستون، وسمي أفلاطون بمعنى عريض المنكبين، وهذا يعود لشكل جسده. والذي ولد عام 427 قبل الميلاد.
تعود أصوله إلى عائلة أرستقراطية كان لها دورًا مدويًا في المجتمع اليوناني والدته هي فريكتونا، بعد وفاة والده قام بتربيته زوج والدته فورلامس.
عاش بأثينا في أزهى عصورها حيث أكثر الفترات التي ازدهرت بها الثقافة اليونانية بالعلم السقراطي، وكما ذكر عن أفلاطون أن نسب والده يعود لملوك في أثينا.
كما كان له ثلاثة أخوة أكبرهم يدعى أدمينتوس وغيره يدعى قولاكن وأصغرهم الفتاة بوتون، وذكر الفيلسوف في أحد كتبه أن أخواه يكبرون عنه سنًا.
عرف عن العالم أنه لم يدخل إلى الحياة السياسية بشكل واضح، ولكنه دعا لتطبيق أفكاره التي تتمثل في تغيير مبادئ النظام السياسي.
وقد كان مقتنعًا تمامًا أن الفلاسفة يستطيعون تحويل مسار العالم بأكمله نحو الخير والحب، وتمنى أن يصبح الفلاسفة ملوكًا.
طرد أفلاطون من بلدة سيراكيوز وذلك لخوف حاكمها من أن يؤثر في شعبه بميوله السياسية، وفي نهاية المطاف لم يوفق في الحياة السياسية.
لم يتزوج ووهب حياته للتدريس والعيش وسط مجموعة تحبه من تلاميذه أشهرهم أرسطو، وهو أكبر دليل على نبوغه في مجال الفلسفة.
كما عاش حياة مرفهة وكانت عائلته ذات فكر عالي ومثقف، ولذلك لم يقتصر علمه على الفلسفة فقط بل تلقى العلوم المختلفة مثل الشعر والموسيقى والنحو والرسم.
كما ظهر حبه وميله الشديد للعلم الرياضي، ولكنه حول كل تفكيره لدراسة الفلسفة ونبغ بها، وعاش فترة من حياته بمصر وأعجب بأثارها.
تنقل بين عدة بلاد ونضج بما يكفي وعاد إلى أثينا حيث مسقط راسه، وأقام بها مدرسة على مساحة كبيرة جدًا من الأرض وسميت أكاديماس.
وشغل كل وقته بالكتابة والتعليم والتعلم أيضًا، ترك ممتلكاته في إفيستيادا لقريب صغير له يدعى أديمانتوس.
وقد تردد عن وفاته في عدد من الروايات والمصادر أنه مات في عمر فوق 80عام بسنوات قليلة ولكن لم توضح.
يعتبر أفلاطون هو أول الفلاسفة اليونانيين الذين تناقلت كتاباته وعاشت حتى وصلت لعصرنا.
وبسبب الشكوك حول كتابات العالم وأن بعضها نقلت ونسبت إليه، فقد قام العلماء بإرجاع الاختلاف بها لتغير عمر الفيلسوف ومراحل حياته.
ولأن كتاباته تميزت بطابع المحاورة، قاموا بتصنيفها وترتيبها حسب تطور عمره الزمني.
في كتابات عمر الشباب وضعوا مجموعة وأطلقوا عليها( المحاورات المبكرة)، أما الكتابات في الفترة التي جاءت بعد إنشائه للأكاديمية سميت باسم (محاورات المرحلة المتوسطة).
وفي مرحلة الكبر كتب عدد من المحاورات صنفت باسم (محاورات المرحلة الأخيرة)، وقد كان أفلاطون يطلق على كتبه عناوين ترجع تسميتها لأسماء أحد المتحدثين داخل المحاورة.
وبالرغم من تمسكه بنظرية الفكرة إلا أنه لم يكتب مؤلفًا واحدًا يشرحها فيه، ولكن كانت تغلب على كتاباته بعض الشيء.
كما ترددت بعض الأقوال التي تشبه الأساطير أنه كتب بغموض بعض المؤلفات عن الروحانيين، وقد قال تلميذه أرسطو أن محاضراته اختلفت عن مؤلفات.
بالإضافة إلى تميز أسلوب الفيلسوف بجذب القارئ، كما برع في معرفة شخصية الناس وتقدير المواقف حتى أنه لم يستطيع أحد من تحديد رأي واضح له.
لأنه لم يقل كلمة على لسانه في محاوراته بل كان كل المتحدثين بها علماء ومثقفين من رجال عصره، كما بسط مؤلفاته بتناول الكلام الدارج بها.
فصعب أيضًا التفريق بين الأقوال الجادة و أقاويل المزاح، وترجمت أغلب كتب أفلاطون إلى اللغة العربية من عدة لغات أخرى أشهرها الجمهورية أو السياسية من اللغة الإنجليزية.
معضلة إفساد الأخلاق | من أفلاطون إلى عادل إمام.. هل نقلد الفن أم يقلدنا؟ | أمجد جمال
اعتقد البعض في مؤلفاته أنها عبارة عن تسلسل، ولكن لا أساس لهذا وجاء كل عمل له بشكل كامل.
ماعدا مؤلفات قليلة تناولت في كتبه عدة قضايا وعاد كتابتها لأكثر من مرة، ولكن كل مرة يجد لها حلاً مختلف عن الأخر.
وهنا قام المؤرخون في القرن التاسع عشر بترتيب أخر لمؤلفاته وأرفقوا مسمى لكل مرحلة من مراحل كتاباته التي ذكرناها في السطور السابقة.
المرحلة المبكرة سميت (السقراطية)، والمرحلة المتوسطة سميت (الإنشائية)، ومرحلة الكبر وهي المرحلة الأخيرة سميت (الديالكتيكية).
أكمل أفلاطون حياته بالتدريس في الأكاديمية الخاصة به وترك أثرًا ملحوظًا في مجال الفلسفة، حيث كانت له أفكاره في مجال العلوم والرياضيات والطبيعة.
كما وضع عدد من النظريات السياسية والفكرية، وأكد على ضرورة تواجد الرياضيات في التعليم لتوضيح المفاهيم الكونية.
بالإضافة إلى أنه وضع عملاً الأساس فيه هو استخدام العقل، ويعمل أيضًا على التطور المجتمعي العادل الذي يطبق المساواة، ومن أشهر نظرياته هي:
تعود أصول هذه النظرية إلى فكرة توضيح الفرق بين الحقيقة الكامنة والمظاهر، وكان أول من بدأ بتناول هذه الفكرة هو بارمنيدس ثم بعده فيثاغورس.
وجاء رأي أفلاطون أن العالم من حولنا ليس حقيقي وما هو إلا شيء مشابه لتلك العالم الحقيقي، ولكن في صورة ناقصة ويرى أن العالم الحقيقي يتسم بالكمال ولا يحتوي على أي أخطاء.
يرى أفلاطون أن معرفة الإنسان بالأفكار تأتي بالفطرة، وأن التعليم ما هو إلا طريقة لاستخراج وتطوير الأفكار الموجودة في أعماق الشخص، ولم يستخدمها من قبل.
كما يضيف وجهة نظر تفيد بأن أرواح الأفراد كانت متواجدة من قبل ميلاد الإنسان، ولهذا السبب عندما يتعلم فكرة فأنه يسترجعها من أعماقه لأنها موجودة بالفعل في السابق.
بحث عن القدوة الحسنة | أهمية القدوة الحسنة في حياة المسلم | نماذج عن القدوة الحسنة
ألف أفلاطون ما يزيد عن ثلاثين محاورة في مجالات فلسفية مختلفة تغير أسلوبه بها حسب فترات حياته، وما مر به من أحداث وتجارب حياتية مازالت تدرس إلى هذا الحين، وأبرزها:
عبارة عن حوار سقراطي مكتوب باللغة اليونانية عام 380 قبل الميلاد تناول به القضية السياسية من حيث عدالة الأشخاص والدول، كما أنه كان بمثابة الكتاب الأساسي الذي تناول السياسة، وأطلق عليه كاليبوس.
يعتبر الكتاب حوار أفلاطوني في شكل محادثة بين سقراط وكريتو بشأن رد الظلم ورأى سقراط أنه لا ضرورة لرد الظلم بالمثل، كما وضح رفضه لطلب كريتو أن يعينه على الهرب من السجن.
حوار أفلاطوني كتبه في نهاية حياته حيث وضع ضمن المرحلة الأخيرة الديالكتيكية عام 360قبل الميلاد، تناول فيه المعنى الحقيقي لسفسطائية الأشخاص.
وبين الفرق بين الفلاسفة ورجال الدولة، وأوضح أن كل منهم يتمتع بقدر مختلف من المعرفة.
يعتبر من أخر حوارات أفلاطون وأطولها حيث بلغت المحادثة إحدى عشر كتابًا، وقد أوضحت التأملات طبيعة السياسات الأخلاقية التي تتبعها الحكومة والقانون.
وظهر أنها تتناول مسائل سياسية بجانب كتاب الجمهورية.
كتب من خلاله ما يوضح رأيه في نشأة الكون ووجود الخالق ومسألة الطبيعة، وقد كان سقراط أحد المتحدثين في الحوار بجانب تيماوس وكريتياس.
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
