استمع أولا إلى بودكاست ” اتفاقية سلام السعودية وإسرائيل | هل تصبح الرياض نووية مقابل التقارب بوساطة أمريكية؟”، أو واصل القراءة إن أردت:
أشارت تقارير إسرائيلية وأمريكية إلى مفاوضات جديدة لاتفاقية إطلاق علاقات دبلوماسية بين السعودية وإسرائيل في المستقبل القريب بوساطة أمريكية.
طبقًا لما ورد في التقارير، فإن السعودية أظهرت انفتاحا لكن بشروط وضعت نتنياهو وبايدن في مأزق.
ما الجديد في مفاوضات اتفاقية السلام بين السعودية وإسرائيل حاليًا؟
بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وضع نجاحه في توقيع اتفاقية سلام السعودية وإسرائيل على رأس قائمة أولوياته.
ويعتبرها انتصار سياسي ضخم بالنسبة له، وسط المعارضة الحادة التي يواجهها في الداخل الإسرائيلي؛ بسبب تعديلاته الدستورية.
لماذا تجدد الحديث عن ملف توقيع اتفاقية سلام السعودية وإسرائيل في هذا الوقت تحديدًا؟
بحسب الصحيفة الإسرائيلية، هناك مفاوضات غير مباشرة جديدة بوساطة منفصلة: أمريكا من ناحية والبحرين من الناحية الأخرى. وإن كانت إسرائيل تفضل أمريكا كوسيط.
مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، وصف تلك الصفقة بأنها “مصلحة للأمن القومي” الأمريكي. وفي 5 يونيو 2023، وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، صرح بإن من مصلحة واشنطن القصوى توقيع اتفاقية سلام السعودية وإسرائيل بأسرع وقت.
هل يوجد اتصالات مباشرة بين السعودية وإسرائيل الآن؟
انتشرت الأخبار عن إجراء اتصال مباشر بين السعودية وإسرائيل خلال عام 2020، لكن بدون أي تأكيد.
أما الآن، طبقًا لما ورد في القناة الـ 12 الإسرائيلية العامة، أجرى نتنياهو اتصالا هاتفيا مباشرا مع ولي عهد السعودية محمد بن سلمان يوم 6 يونيو 2023 في إطار مفاوضات “معقدة للغاية”.
نسبت القناة تلك المعلومة لمصادر سعودية وإسرائيلية وأمريكية. وإن كانت الجهات الرسمية نفت بشكل قاطع حدوث مكالمة مشابهة.
كيف بدأت الاتصالات بين السعودية وإسرائيل؟
منذ مدة أعلنت السعودية فتح مجالها الجوي أمام جميع الخطوط الجوية، آنذاك، أشارت كافة التقارير إلى أن المقصود فتح الباب لرحلات مباشرة مع إسرائيل.
لكن لم يتم إتخاذ أي خطوة إضافية. والآن مع اقتراب موسم الحج. فالسعودية تستعد لاستقبال الحجاج المسلمين من إسرائيل، لكن بشرط الوصول عبر دولة ثالثة؛ مما يؤدي لزيادة التكلفة على الحجاج.
ومن المتوقع هذا العام دخول 4500 حاج يحملون جواز السفر الإسرائيلي إلى السعودية لتأدية المناسك. وبدأت الاتصالات في الأساس من منطلق رغبة إسرائيل في تسهيل الحج على الحجاج الإسرائيليين والوصول من مطارات إسرائيل إلى السعودية مباشرة. ومن هنا، تم فتح باب مفاوضات أوسع على توقيع اتفاقية إقامة علاقات دبلوماسية، بحسب الميديا الأمريكية والإسرائيلية.
ما هو موقف السعودية المعلن؟!
موقف السعودية المعلن أنها لن تُنفذ أي خطوة مماثلة قبل إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية. أما التقارير الجديدة، تؤكد على إن السعودية وضعت مجموعة من الشروط الضخمة مقابل توقيع اتفاق مماثل. بعض تلك الشروط يخص السعودية نفسها، والبعض الآخر يتعلق بالملف الفلسطيني، باعتبار الرياض راعية مبادرة السلام العربية.
ما هي الشروط المتعلقة بالسعودية؟ وما هي المتعلقة بالقضية الفلسطينية؟
فيما يخص السعودية هو موافقة أمريكا على برنامج نووي مدني، والحصول على ضمانات أمريكية سياسية واقتصادية وأمنية للالتزام بأمن الخليج حال حصول هجوم إيراني.
أما المتعلق بالقضية الفلسطينية، ومن أجل تحقيق أي تعاون بين السعودية وإسرائيل فقد اشترطت السعودية قائمة تنازلات إسرائيلية ضخمة، منها: تسليم صلاحيات معينة في الضفة الغربية من الجيش الإسرائيلي لقوات السلطة الفلسطينية، ومنح قوات السلطة الفلسطينية السلطة الكاملة في الحرم القدسي وكنيسة القيامة.
كيف قابلت أمريكا وإسرائيل مطالب السعودية؟
أظهرت أمريكا اهتمام مبدئي بالتفاوض فيما يخص المطالب السعودية. لكن تخشى إسرائيل البرنامج النووي السعودي.
نقلت صحيفة جيروزاليم بوست، أن إسرائيل كاتز وزير الطاقة الإسرائيلي رفض البرنامج النووي السعودي؛ لأنه يراه خطرا على إسرائيل، خاصة وأن “دولا معادية في المنطقة” حاولت استخدام البرنامج النووي المدني كوسيلة لصناعة أسلحة نووية.
بالإضافة إلى ذلك، أشار الباحث في المجلس الأطلنطي أرييل كوهين، إلى أن الشروط السعودية ليست مجرد طلب برنامج نووي يتم التفاوض عليه بل برنامج نووي ذو قيود قليلة جدًا ويضم شرط تخصيب يورانيوم.
كما أكد كوهين على أن السعودية طلبت ضمانات ضخمة لأمن الخليج ضد إيران في حال وقوع هجوم إيراني، وأشار إلى أنه من الصعب على إدارة بايدن أن توافق على برنامج النووي بالشروط التي وضعتها السعودية.
ما هو رد إسرائيل على مطالب السعودية بشأن الملف الفلسطيني؟
هنا تظهر الأزمة لأن شركاء نتنياهو في الحكومة الإسرائيلية الحالية لا يمكن أن يسمحوا له بقبول تلك المطالب. وفي وسط أزمة سياسية كبيرة في إسرائيل حاليًا، فإن الحل هو تغيير الخريطة السياسية في إسرائيل.
تضم حكومة نتنياهو الحالية خليطا من الأحزاب الدينية واليمينية المتشددة، والتي لا يمكن أن تقبل تقديم أي تنازلات للفلسطينيين.
وبالتالي تؤكد التقارير على أن شروط السعودية تستدعي تغيير تشكيل الحكومة الإسرائيلية؛ لكي يتمكن نتنياهو من بناء تحالف جديد مع أحزاب من المعارضة التي سترحب بعقد اتفاقية سلام السعودية وإسرائيل في الوقت الحالي.
لكن تظل العقبة في أن بيني جانتز وزير الدفاع السابق ورئيس حزب أزرق أبيض الليبرالي، قال إنه لا يمانع دعم اتفاقية السلام مع السعودية لكن لن يُقدم عليها في ائتلاف مع نتنياهو، أي أنه سيدعم الصفقة وهو في المعارضة.
السبب في ذلك كان وجود تحالف انتخابي بينه وبين نتنياهو سابقًا، لكن نتنياهو فض الائتلاف وتسبب في إجراء انتخابات جديدة في 2020 لكي يمنع جانتز من رئاسة الوزراء بدلًا منه، حتى يأتي دوره في قيادة الائتلاف.
وبالتالي لن يثق جانتز في أي اتفاق بينه وبين نتنياهو.
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
