الأعمال الحرفية في المجتمع السعودي | أهم المهن التقليدية في المجتمع السعودي

الأعمال الحرفية في المجتمع السعودي | أهم المهن التقليدية في المجتمع السعودي

20 Jan 2023
بنك المعرفة دقائق.نت
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

تُعد الأعمال الحرفية في المجتمع السعودي جزء لا يتجزأ من الثقافة التراثية التي يفتخر بها كل مواطن سعودي، فبعض الأعمال اليدوية تُمثل عادات وتقاليد توارثتها الأجيال من أجدادهم وتطورت على مر العصور.

حيث إن الأعمال الحرفية تحظى بمكانة مميزة في العديد من الدول لما بها من إتقان وجهد يدوي مميز، ويمتاز المجتمع السعودي خاصةً بالعديد من الصناعات اليدوية والمهن التي تجسد الحضارات الأولى للمملكة.

هناك بعض المناطق والمحافظات تعتمد على تلك الحرف والصناعات كدخل أساسي لها، وتنفرد بتلك الصناعات دون عن غيرها كصناعة السبح، والمشالح، والحلى النسائية وغيرها من الحرف التقليدية التي استمرت منذ مئات السنين.

ما المقصود بالأعمال الحرفية؟

قبل أن نتطرق لعرض أهم وأبرز الأعمال الحرفية في المجتمع السعودي يجب أولًا تفسير المقصود بها، فيقصد بالصناعات الحرفية هي الأعمال التي يقوم بها الفرد أو مجموعة من الأفراد مستخدمين فيها أدوات بسيطة وتقليدية غير مكلفة وبعيدة تمامًا عن الآلات الحديثة، بهدف إنتاج سلع ومنتجات محلية الصنع بها طابع خاص شخصي وثقافي وتاريخي.

كما يوجد بعض الأعمال التي تصنع بالأيدي ولا تعمد على آلات ولكنها تعتمد في صنعها على الوقت الطويل وجهد، والإبداع والمهارات الذهنية بشكل رئيسي، وتكتسب تلك الأعمال بالممارسة والبعض منها نشأت علبه المجتمعات وورثه كل جيل للآخر.

جديرًا بالإشارة إن الحرف والأعمال اليدوية تمتلك تاريخ عريق على مستوى العالم يعود لأكثر من خمسة آلاف سنة، قديمًا كانت تعتمد عليها المجتمعات والبلدان كمصدر أساسي للمعيشة ولاقتصاد البلاد، أما في وقتنا هذا أصبح لها مكانة مميزة لما تجسده من هوية البلد الصانع؛ بعض الصناعات تستقطب إليها السياح خصيصًا.

كما هو الحال في المملكة العربية السعودية التي تجسد الأعمال اليدوية فيها الطابع الديني والإسلامي، ويحرص جميع زوار المملكة لاقتناء البعض منها كرمز للمكان كالسبح، وسجاجيد الصلاة ذات تصميم مميز، والزي السعودي وما يماثل ذلك من منتجات تُشير لحضارة المملكة.

الأعمال الحرفية في المجتمع السعودي

أشهر الأعمال الحرفية في المجتمع السعودي

بالرغم من التقدم الهائل الذي تشهده المملكة السعودية في عصرنا الحالي وبأنها أصبحت من أهم وأقوى الدول على مستوى العالم، إلا أنه مازال يوجد العديد من المجتمعات في مدن ومحافظات المملكة يحافظون على ممارسة الأعمال والمهن الحرفية التي تمثل هويتهم وتاريخهم.

حيث اشتهر المجتمع السعودي بالعديد من الأعمال الحرفية التقليدية التي لها روقنها وقيمتها الخاصة بين سائر الدول، ومن أهم وأبرز الأعمال الحرفية في المجتمع السعودي ما يلي:

صناعة البشوت

وهي حرفة الأجداد التي توارثها الأجيال وتمتعت بشهرة عالمية؛ البشت الحساوي الذي اشتهرت به مدينة الإحساء لما يمتاز به من دقة خياطته يدويًا، واستخدام فيه الخيوط الحريرية والقطن وتزيينه بالزري الذهبي والفضي.

فهو الزي الذي يتفاخر به الكبار والشباب في الأعياد والمناسبات، ويعبر عن الفخامة والذوق الرفيع معًا لذا تبدأ أسعاره من 2000ريال سعودي وحتى7000ريال ويحدد السعر حسب جودة الحياكة والأقمشة المستخدمة.

لذا تعد من الأعمال الحرفية التي امتهنها سكان الإحساء على مدار قرن من الزمن واستمرت حتى وقتنا هذا بنفس روقنها، وتنبع أهمية تلك الصناعة من الجهد المبذول فيها؛ حيث تستغرق حياكته من أسابيع لستة أشهر ويمر بالعديد من المراحل فصناعة المشلح الواحد يعمل عليه خمس أفرد.

الصناعات الليفية والنسيجية

تعد من أشهر الحرف التي تميز فيها نساء المملكة؛ حيث يستخدم فيها الخيوط الليفية المستخرجة من أشجار النخيل ليُصنع بها الحقائب، الحبال، وأيضًا النعال إلى جانب المفارش بغرض التزيين، وأما الصناعات النسيجية التي اشتهر بها المجتمع السعودي كالمفارش النسيجية اليدوية، والأغطية وبعض أنواع الملابس المميزة.

صناعة الخوص

الكثير من النساء السعوديات مازالوا متمسكين بتلك الحرفة التي بمثابة جسرًا بين الماضي والحاضر لتخليد التراث المحلي، فالعديد من الأماكن الشعبية والتقليدية في السعودية تعتمد في ديكوراتها على الخوص المزين، كانت تلك الصناعة منتشرة بكثرة في مدينة الدواسر.

ينتج منها أكثر من خمسة وستون نوع من المنتجات كاللوحة الفنية المتقن ألوانها مثل: الحقائب، القبعات، المراوح اليدوية، الحصير، المكانس، المفارش، وبعض المنتجات التي تصنع خصيصًا لنساء البدو.

تعتمد في أساسها على الخوص اللبة والسعف ويضاف إليها نبات الأسل وليف النخيل، وتعتمد على الخبرة العالية في اتقان حركات اليد واستخدام الأبر بمهارة وتنسيق الألوان، كما شهدت تلك الحرفة دعم ملحوظ من قبل الجهات المعنية في المملكة فلا يخلو مهرجان سياحي أو ثقافي وتراثي من جزء يعرض فيه تلك المشغولات الفريدة والمميزة.

صناعة الحلى النسائية

تشتهر المنطقة الشرقية من المملكة بتلك الصناعات التي تبدع فيها باستخدام الأحجار الكريمة المستخرجة من البحر كاللؤلؤ والمرجان إضافة إلى استخدام الفضة والذهب، وتمتاز السلاسل والخواتم السعودية بالتصميمات الفخمة.

أهم المهن التقليدية في المجتمع السعودي

بالإضافة إلى شهرة الأعمال الحرفية في المجتمع السعودي إلا أنه يوازيها شهرةً في المهن الصناعية التي حرص الكثيرين الحفاظ عليها، ومن أهمها ما يلي:

صناعة القوارب الخشبية

كانت تحظى تلك المهنة بأهمية بالغة من سكان المدن الساحلية؛ فقد كانوا يصنعون القوارب باستخدام الألواح الخشبية ويجهزونها للصيد، فهي من المهن التراثية التي تجسد أصول وبدايات المملكة.

صناعة السبح

تشتهر مكة المكرمة والمدينة المنورة  بصناعات السبح كواحدة من المهن المتصلة بهوية المملكة، وهي تندرج تحت الأعمال الحرفية لاستخدام أدوات تقليدية بسيطة في صنع السبح مثل: المسن، المثقاب، المخرطة، القوس، القردان، المثقاب.

من أكثر أنواع السبح شهرةً هي التي تصنع من عظام الحيوانات التي تستخرج من البحر، وتعد سبحة الكهرمان من أشهر الأنواع التي يحرص السياح في الاحتفاظ بها لما تتمتع به من فخامة ونقوش فريدة.

صناعة العصايب

تعد أقدم الحرف التي اشتهرت بها المنطقة الجنوبية وكانت تسمى “الخطوط العطرية” وتستخدم بوضعها فوق هامة الرأس في المناسبات؛ لتفوح منها روائح زهرية فريدة، الآن أصبحت تلك الحرفة صناعة ضخمة حيت تمتلك السعودية أكبر مصانع لصناعة العطور ذات شهرة عالمية.

مهنة الحدادة

تعد من المهن التي لازالت لها أهمية وتمتلك منطقة الإحساء والدمام أحرف الحدادين بخلاف سوق القيصرية الذي يتنافس الحدادين في إبراز مهاراتهم في صنع السيوف، والتماثيل الحديدة وغيره الكثير.

صناعة الخرازة

وهي من الحرف الشعبية القديمة المعتمدة على الجلود وتنتشر بكثرة في القصيم التي مازال بعض أهلها يقومون بصناعة الأحذية اليدوية البسيطة بمهارة وفن، وتقوم في المملكة بعض المعارض للافتخار بالمنتجات التقليدية.

أهمية وفوائد الأعمال الحرفية

إن الأعمال الحرفية في المجتمع السعودي والمهن التقليدية البسيطة لها فوائد وأهمية كبيرة، فضلًا عن كونها تعبر عن ثقافة المجتمع وتاريخ أفراده ويفتخر كل فرد في المجتمع بتوارثه مهنة أجداده، فهي لها فوائد أخرى أبرزها ما يلي:

إن كل حرفة تعد موهبة تعزز وتنمي الابتكار والجانب الفكري والابداعي لدى صاحبها، لذا حرصت المملكة على إنشاء دورات تدريبية ومناهج جديدة بشأن تعلم الأعمال اليدوية التي تساهم في ترسيخ تراث وحضارة المملكة، وزيادة معدل تنمية القدرات والمهارات البشرية إحدى أهدافها المستقبلية.

تمثل أيضًا المهن والحرف اليدوية البسيطة مصدر دخل للكثير من المجتمعات، بالإضافة إلى قيام بعض الدول بتصدير بعض الأعمال اليدوية التي تشتهر بها.

نظرًا لتلك الفائدة والأهمية تم إصدار مرسوم ملكي في تاريخ 12\1\1421هجريًا ينص على قيام هيئة السياحة والتراث الوطني بدعم الأعمال والحرف اليدوية، كما تعمل المملكة على تصدير بعض من تلك المنتجات بهدف تدشين مشروع وطني يساهم في توفير فرص عمل مستقرة لأصحاب تلك المهن.

بناءً على ذلك بلغ تقديريًا عدد الحرفيين في المملكة 20671 وترتكز نسبة 30% في حرف التطريز اليدوي، السدو، العطريات، الخوص.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك