التبول اللاإرادي عند الأطفال، أو قد يسمى أيضًا بالسلس البولي الليلي، مشكلة معروفة عند الكثير من الأطفال. قد يتعلم الأطفال التحكم في التبول خلال فترة النهار عندما يفهمون طريقة امتلاء المثانة وأنه بمجرد حدوث هذا، يتعلمون التحكم بوعي في عضلة مثانتهم.
يحدث التبول اللاإرادي عند الأطفال تقريباً بسن الرابعة وفي العادة ما يستغرق التحكم في المثانة أثناء الليل وقتًا أطول قد يكون ما بين سن الخامسة والسابعة.
التبول اللاإرادي يعتبر حالة حرجة للغاية وفي الكثير من الأوقات يصعب إدارة هذه الحالة. قد يشعر الطفل بالحرج أو التوتر بسبب عدم قدرته على التحكم في البول بالأخص خلال الليل.
من الممكن أن يساعد التشجيع الإيجابي ومحاولات التغيير السلوكي لفترة ما قبل النوم للأطفال الذين يعانون من التبول اللاإرادي الليلي. ويمكن للطبيب أن يقدم اختيارات العلاج إذا لم تحقق التغييرات السلوكية نجاحاً ويصبح الطفل أكثر جفافاً.
جيسي تايلور.. حلم النجومية على انستجرام يتحطم بـDelete | الحكاية في دقائق
قد يكون التبول اللاإرادي مرتبطًا بعرض أو أكثر من القائمة أدناه:
– تنمو مثانة الطفل بشكل أبطأ من الطبيعي.
– الطفل مثانته لا تتسع إلا لكمية قليلة من البول.
– قد تكون الحالة وراثية من الآباء والأمهات الذين كانوا يعانون من التبول اللاإرادي وهم أطفال، فيكون أطفالهم معرضين للإصابة أيضًا.
– قلة مستويات الفازوبريسين وهو هرمون يقلل من إنتاج البول.
– الدخول في النوم العميق الذي قد يمنع الطفل من الشعور بامتلاء المثانة.
نادرًا ما تسبب المشاكل الجسدية أو العاطفية التبول اللاإرادي. لا يعاني أغلب الأطفال من التبول اللاإرادي بسبب وجود مشكلة طبية، ولكن قد تكون نتيجة لعوامل نفسية. أما المشاكل الطبية التي قد تتسبب في التبول اللاإرادي، فهي مرض السكري أو التهاب المسالك البولية أو فيروسات في المثانة أو الديدان الدبوسية، والفشل الكلوي، أو وجود مشاكل في النوم مثل توقف التنفس أثناء النوم، وهذه الحالات يتم تشخيصها في أغلب الأحوال بسهولة.
يمكن أن يؤدي الإمساك، وهو من الحالات الشائعة عند الأطفال، لحدوث التبول اللاإرادي. فإذا كانت حركات أمعاء للطفل بطيئة، فيجب ذكرها أيضًا للطبيب المعالج.
هناك نوعان رئيسيان من التبول اللاإرادي هما:
أولاً التبول اللاإرادي الأولي: يحدث هذا التبول اللاإرادي حينما يكون الشخص يعاني من التبول اللاإرادي طوال الليل لفترة ستة أشهر متتالية أو أكثر.
ثانياً التبول اللاإرادي الثانوي: يحدث التبول اللاإرادي الليلي الثانوي حين يعاني منه الشخص مرة أخرى بعد شفائه منها لمدة ستة أشهر أو أكثر. وفي العادة ما يكون التبول اللاإرادي الثانوي نتيجة لحالة طبية أو نفسية.
يعتقد الكثيرين أن إصابة أطفالهم بالتبول اللاإرادي، تكون بسبب مشاكل نفسية، لكن قد أوضح بحثًا جديدًا أنه يمكن الإصابة بهذه الحالة بسبب مشاكل فسيولوجية.
ووفقًا لما قد نُشر في صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، بعد إتمام دراسة عن هذا الأمر، أن العامل الوراثي يؤثر على الذكور بنسبة 40 % للتبول اللاإرادي في السرير.
ومن المفترض أن يتوقف عن التبول اللاإرادي بدايةً من سن الخامسة، لكن في سن العاشرة فقد يوجد واحد من بين كل 20 طفل يعاني من هذه المشكلة، ويتأثر بها واحد من كل 50 مراهقًا.
وقد تم بحث على 40 ألف طفل دنماركي، منهم قرابة 4000 طفل يعانون من التبول اللاإرادي، وتم وصف أدوية لهم. ومن بعد النظر للحمض النووي الخاص بهم، حدد الباحثين 6 متغيرات جينية في منطقتين بالجسم، والتي ارتفعت بها فرصة حدوث المشكلة بحوالي 40 %.
عند استخدام العلاج في الأغلب ما يوصى بالعلاج الذي يقوم على تغيير السلوك. فإن العلاج السلوكي يحسن من الحالة لأكثر من 75 % من المرضى وقد يقوم على:
الحد من تناول السوائل قبل النوم: لا يشرب الطفل أي مشروبات قبل النوم بساعتين كحد أدنى. التأكد من أن الطفل يشرب سوائل كافية خلال النهار. إن هذه الطريقة قد لا تمنع دائمًا التبول اللاإرادي، ولكنها تعمل على التقليل من كمية التبول في الليل.
الذهاب إلى الحمام قبل النوم: التأكد من ذهاب الطفل إلى الحمام وإفراغ المثانة بالكامل قبل الخلود إلى الفراش. حتى وإن لم يكن الطفل يريد التبول سندفعه أيضًا للمحاولة للتبول أو الجلوس على المرحاض لبضع دقائق قبل النوم لمحاولة تفريغ مثانته.
ضبط المنبه: جهاز إنذار يقوم بإصدار ضوضاء عالية ليقوم بإيقاظ الطفل عندما يحدث بلل في السرير. فهو يحتوي على مستشعر يقوم بتشغيل المنبه حتى يتم الاستيقاظ واستكمال التبول في الحمام. ومع الوقت، سيتمكن الطفل من الاستيقاظ حين تكون مثانته ممتلئة، وفي النهاية قد يستطيع الطفل أن ينام طوال الليل دون الحاجة إلى التبول. قد يأخذ الأمر بعض الأشهر لحين أن يتم معالجته بالكامل.
علاج المثانة: قد تكون هذه الطريقة طريقة علاجية تدريجية من خلال تحسين القدرة الوظيفية لمثانة الطفل من خلال جعل الطفل ينتظر قبل الذهاب إلى الحمام خلال النهار. تساهم زيادة المدة الزمنية بين الحمام على تكبير المثانة ومن ثم للسماح لها بحبس المزيد من البول.
بيرون دينتون.. مراهق يمثل الثراء على جمهور السوشيال ميديا.. انظروا ما حدث لهم | الحكاية في دقائق
سنعرض في الأسطر القادمة بعض من النصائح لمساعدة طفلك على التكيف مع التبول اللاإرادي:
ركز على المشكلة: يجب أن نتجنب لوم الطفل أو معاقبته عن هذه الحالة. تذكر أن الطفل لا يمكنه التحكم في التبول اللاإرادي وأسلوب اللوم والعقاب سيجعل المشكلة تتفاقم.
كن صبورًا وداعمًا: يجب طمأنة الطفل وتشجيعه باستمرار وكثيرًا. لا تجعل التبول اللاإرادي حاجز بينك وبينه. إذا قام الأب أو الأم بتبليل السرير في صغرهما، يمكن سرد هذا الأمر للطفل أنهما قد تعرض لنفس المشكلة وتجاوزاها في النهاية.
ثبت قاعدة لعدم إحراج هذا الطفل في الأسرة: لا يُسمح لأي شخص أن يحرج الطفل بخصوص التبول اللاإرادي بما في هذا من هم خارج الأسرة. كذلك يجب عدم مناقشة مشكلة التبول اللاإرادي أمام أفراد الأسرة الأبعد.
شجع المسؤولية، يجب مساعدة الطفل على فهم أن مسؤولية الجفاف تقع على عاتقه هو وليس على الآباء. طمئن الطفل أنك ترغب في مساعدته في التغلب على الأمر. بالإضافة إلى ذلك اطلب منه أن يساعد نفسه في عملية التنظيف.
اجعل عملية التنظيف سهلة: حتى يشعر الطفل بمزيد من الراحة، يمكن استخدام الملاءات الماصة والقابلة للغسل وأن تكون كل أغطية الأسرة مقاومة للماء مع وضع مزيلات للروائح في الغرفة.
التبول اللاإرادي حالة معروفة ولا تدوم عادة كثيراً. في الأغلب عندما ينمو الأطفال تذهب هذه الحالة ويستطيعون التحكم في مثانتهم. إذا تحولت إلى حالة مزمنة فسيوصي بالعلاج لأنه سيوقف أو يقلل من التبول اللاإرادي. قد تستغرق إدارة التبول الليلي بعض الوقت، لكنها حالة ممكن علاجها.
يمكن أن تكون هذه الحالة مرهقة جدًا لأي شخص يعاني أطفاله منها. وقد يجد بعض الناس الراحة في التحدث مع أخصائي نفسي. فيمكن الانفتاح في الحديث معه عن كل المخاوف والمشكلات التي يتم التعرض لها.
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
