السرقة عند المراهقين | الفرق بين السرقة عند المراهقين والسرقة عند الأطفال وطرق العقاب

السرقة عند المراهقين | الفرق بين السرقة عند المراهقين والسرقة عند الأطفال وطرق العقاب

23 Feb 2024
بنك المعرفة دقائق.نت
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

السرقة عند المراهقين هي مسألة شائعة، حيث إن المراهقة هي فترة حساسة في حياة الإنسان تتسم بالتغييرات الجسدية والنفسية الكبيرة، والتي قد تكون مصحوبة بعدم الاستقرار والبحث عن الهوية.

خلال هذه المرحلة، يتعرض المراهقون لضغوطات وتحديات متعددة تشمل العلاقات الاجتماعية، والتعليم، والمسؤوليات المتزايدة. ومن هنا، قد يلجأ بعض المراهقين إلى سلوكيات غير مألوفة كوسيلة للتعبير عن غضبهم أو عدم الارتياح، وهنا تأتي السرقة كخيار محتمل.

تسبب العوامل الاجتماعية في زيادة تعقيد مشكلة السرقة عند المراهقين. تأثير وسائل الإعلام، وضغوط الأقران، والفقر، وغياب التوجيه الأسري الفعّال، كلها تعد عوامل قوية تسهم في زيادة انتشار هذه الظاهرة. يصبح من الضروري فهم هذه العوامل وتأثيرها على سلوك المراهقين لتطوير استراتيجيات وحلول فعالة لمواجهة هذا التحدي.

الفرق بين السرقة عند المراهقين والسرقة عند الأطفال

يوجد اختلاف كبير بين السرقة التي تقوم بها الأطفال الصغار وتلك التي تحدث في مرحلة المراهقة، وهذا الاختلاف يتعلق بالدوافع والسياق النفسي والاجتماعي. من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الأهل والمربون هو معاملة السرقة عند المراهقين بنفس الطريقة التي يتعاملون بها مع السرقة عند الأطفال الصغار، أو العكس. في الواقع، تختلف طبيعة السرقة ودوافعها بشكل جوهري بين الفئتين، وبالتالي يجب تبني أساليب مختلفة للتعامل معها.

السرقة عند الأطفال الصغار:

عندما يقوم الأطفال الصغار بالسرقة، يكون ذلك غالبًا بسبب فضولهم وعدم الوعي بمفهوم الملكية والقيمة المعنوية للأشياء. يميل الأطفال في مرحلة مبكرة من النمو إلى أخذ ما يجذب انتباههم بدون التفكير في عواقب أفعالهم. في هذه المرحلة، يتعين على الأهل توجيه الطفل وتعليمه مفهوم الملكية والأمانة، وتوجيه انتباههم نحو سلوكيات صحيحة من خلال التفاهم والشرح.

السرقة عند المراهقين:

في مرحلة المراهقة، يتغير سياق السرقة تمامًا. يصبح لدى المراهقين وعي أكبر بمفهوم الحقوق والواجبات، وقد يلجأون إلى السرقة لأسباب متعددة ومعقدة. قد تكون الدوافع تشمل الرغبة في الانتماء لمجموعة أو الحصول على الاعتراف من الأقران، وأحيانًا قد تكون هناك مشكلات نفسية أو اجتماعية تساهم في السلوك السرقي.

يجب على الأهل والمربون أن يتبنوا نهجًا مختلفًا للتعامل مع السرقة عند المراهقين. يجب البدء بفهم الدوافع وراء السلوك، وعرض المساعدة اللازمة في حال وجود مشكلات نفسية أو اجتماعية. من المهم تشجيع المراهقين على التعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم بطرق صحية، وتقديم الإرشاد والتوجيه لهم لفهم تبعات أفعالهم وتطوير مهارات التحكم في النفس وحل المشكلات.

السرقة عند المراهقين

أسباب السرقة عند المراهقين والأطفال الكبار

تمثل السرقة إحدى السلوكيات المعقدة من حيث الدوافع وتطورها، وترتبط بشكل كبير بالجوانب النفسية والسلوكية، وقد تتضمن دوافع جنائية أيضًا. يُمكن تلخيص الأسباب الرئيسية للسرقة لدى المراهقين على النحو التالي: [2,3,4]

  1. ضغط الأقران: يلجأ المراهقون في كثير من الأحيان إلى السرقة للانتماء إلى مجموعتهم. يمكن أن يتسبب الضغط من الأقران في دفع المراهق إلى السرقة كوسيلة للتأكيد على شجاعته أو تحديه، أو للحصول على أغراض قيمة يمكنهم مشاركتها والتفاخر بها.
  2. رغبة في المغامرة والتحدي: يكون لدى المراهقين غالبًا دافع قوي لخوض تجارب جديدة ومغامرات. في بعض الحالات، يمكن أن تكون السرقة واحدة من الوسائل التي يستخدمونها لاختبار حدودهم والتعبير عن استقلاليتهم.
  3. رغبة في الاستقلالية المالية: يمكن أن تدفع رغبة المراهقين في الاستقلالية المالية بعضهم إلى السرقة. يسعى المراهقون إلى الحصول على المال الذي يمكنهم إنفاقه بمعاييرهم الخاصة دون التوسل إلى أهلهم.
  4. حاجة ملحة للمال: قد يجد المراهقون أنفسهم في حاجة إلى المال لتلبية احتياجاتهم غير العادية، مثل شراء سلع تحظى بشعبية بين الأقران أو تكاليف خاصة مثل الكحول والتدخين.
  5. رغبة في الاهتمام والانتباه: في بعض الحالات، قد يلجأ المراهقون إلى السرقة لجذب الانتباه إليهم، خاصة إذا كانوا يشعرون بالإهمال أو عدم التقدير من قبل الأهل أو المجتمع.
  6. سرقة بهدف الإيذاء: قد تتعلق السرقة لدى المراهقين برغبتهم في إيذاء الآخرين أو التعبير عن غضبهم. قد يستخدمون السرقة كوسيلة لتحقيق هذه الأغراض.
  7. ابتزاز وتهديد: يُمكن للمراهقين أن يتعرضوا لابتزاز من قبل أقرانهم أو منصات التواصل الاجتماعي، ويمكن أن تكون السرقة وسيلة لتجنب هذا الابتزاز أو تلبية مطالب المبتزين.
  8. غياب العواقب: إذا لم تواجه السرقة عواقب جدية أو إذا لم تتخذ إجراءات مناسبة ضدها، قد يتطور هذا السلوك ويتحول إلى عادة سيئة.

باختصار، تعد السرقة سلوكًا يستدعي فهم العوامل النفسية والاجتماعية المحيطة بها، ويجب التعامل معها بشكل تعليمي وتوجيهي يراعي التطورات النمائية لدى المراهقين والأطفال الكبار.

هل السرقة مرض وراثي؟

لا يمكن الجزم بأن السرقة هي في حد ذاتها مرض وراثي، حتى إذا كانت تظهر كسلوك متكرر بين أفراد من نفس العائلة.

يمكن أن تكون السرقة نتيجة لنقل سلوكيات غير صحيحة بين أفراد الأسرة نتيجة لبيئة تربوية مشتركة، ولكن يمكن أن يكون هناك مرض معين مثل هوس السرقة (المعروف أيضًا بـ”السرقة القهرية”) يرتبط بعوامل وراثية معقدة وليست مباشرة.

تشير البحوث إلى أن هوس السرقة قد يكون له ارتباط بالعوامل الوراثية على نحو معقد، مثل الاضطرابات الشخصية التي يمكن أن تكون مؤثرة في تطور هذا النوع من السلوك. قد يلعب الوراثة دورًا في تحديد تلك الاضطرابات وتفاقمها، مثل الأمور المتعلقة بالهرمونات مثل هرمون السيروتونين.

من الجدير بالذكر أن أسوأ طرق التعامل مع سلوك السرقة لدى المراهقين هو تذكيرهم بأشخاص سرقوا من نفس العائلة، مثل قول “أخذت هذه الخصلة من خالك أو عمك!”. فهذا النوع من التذكير يمكن أن يعزز من تسامح المراهق مع سلوك السرقة ويجعله يشعر بأن هذا السلوك مقبول، وربما يدفعه لتقليد مزيد من السلوكيات السلبية من أفراد عائلته.

بالتالي، يجب أن يكون التعامل مع سلوك السرقة لدى المراهقين استنادًا إلى فهم دقيق للعوامل النفسية والاجتماعية المؤثرة، ويجب توجيههم وتقديم الإرشاد اللازم لهم لتطوير سلوكيات إيجابية وتعزيز قيم المسؤولية والأمانة.

كيف أعاقب ابني إذا سرق

السرقة عند المراهقين هي مشكلة شائعة ومزعجة للآباء والأمهات، وقد تكون لها أسباب مختلفة وعواقب وخيمة. لذلك، يجب التعامل معها بحكمة وحنان، وتوجيه الطفل إلى تصحيح سلوكه وتقدير قيمة الأمانة والصدق.

إذا كنت تريد معرفة كيف تعاقب ابنك إذا سرق، فإليك بعض النصائح التي قد تساعدك:

  • حاول أن تفهم سبب سرقة ابنك. قد يسرق الطفل لأنه يشعر بالحرمان أو الغيرة أو الانتماء أو الانتباه أو المغامرة. قد يسرق أيضاً لأنه يقلد أصدقاءه أو يتأثر بالإعلام أو يختبر حدودك. اسأل ابنك عن دوافعه بطريقة هادئة وصادقة، واستمع إلى إجابته بتفهم وصبر.
  • اشرح لابنك عواقب السرقة على نفسه وعلى الآخرين. علّم ابنك أن السرقة هي مخالفة للقانون والدين والأخلاق، وأنها تؤذي صاحب المال أو الممتلكات. كما علّمه أن السرقة تضر بسمعته وثقته بنفسه، وأنها قد تجعله يفقد أصدقاءه وأحبابه. استخدم مثالات حقيقية أو قصصية لإيصال رسالتك بشكل واضح.
  • ضع عقابًا مناسبًا لسرقة ابنك، يتناسب مع عمره وشدة المخالفة. العقاب يجب أن يكون رادعًا لابنك، ولكن لا يجب أن يكون عنيفًا أو مهينًا. بعض الأمثلة على العقاب هي: إجبار ابنك على إعادة المسروقات إلى صاحبها، والاعتذار منه شفويًا أو كتابيًا. خصم قيمة المسروقات من مصروف ابنك، أو حرمانه من شيء يحبه لفترة محدودة. جعل ابنك يؤدي خدمات مجتمعية أو مهام منزلية إضافية.
  • اشجع ابنك على تطوير سلوك إيجابي، يحل محل سلوك السرقة. ساعد ابنك على تحديد حاجاته وطموحاته، وأظهر له كيف يستطيع تحقيقها بطرق شرعية وشريفة. دعم ابنك في تطوير مواهبه وإبراز قدراته، واحترم اختياراته ورغباته. امنح ابنك مصروفًا مناسبًا، وعلّمه كيف يدخره وينفقه بحكمة.
  • حافظ على اتصال جيد مع ابنك، وأظهر له حبك وثقتك. تحدث مع ابنك بانتظام، واستمع إلى مشاكله ومخاوفه. أبدي اهتمامك بأنشطته وأصدقائه، وشاركه بعض النصائح والخبرات. أشعر ابنك بأنك تقدره وتفخر به، وأنك تثق في قدرته على التغيير للأفضل.

علاج السرقة عند المراهقين وتعديل سلوك المراهق السارق

وفقًا للطبيب النفسي كارل بيكهارت، يتضمن علاج سلوك السرقة لدى المراهقين ثلاثة خطوات أساسية:

  1. إعادة تعليم المراهق: من خلال توضيح الآثار العاطفية والمادية التي يمكن أن يسببها سلوك السرقة على العائلة والآخرين.
  2. تعويض الضحايا: عن طريق التعويض المادي والنفسي للضحايا وتوضيح العواقب الجمّة للسرقة.
  3. تقييم وتعديل السلوك: عن طريق فحص دوافع المراهق وربط السرقة بأسباب أخرى محتملة، والعمل على تعديل سلوكه.

نصائح للتعامل مع السرقة عند المراهقين

  1. عدم التهمة دون تأكيد: يجب التحقق جيدًا قبل أن تتهم المراهق بالسرقة، واستخدام وسائل مناسبة لذلك.
  2. التواصل الهادئ والحازم: يمكن التعامل مع الموقف بحزم وقوة، ولكن من دون عنف أو إهانة.
  3. تجنب استخدام الألقاب: يجب تجنب استخدام ألقاب مهينة مثل “لص”، والتركيز بدلاً من ذلك على نبذ السلوك وتوضيح العواقب.
  4. استمع إلى دوافعه: حاول فهم دوافع المراهق للسرقة ومناقشتها بشكل مفتوح.
  5. تعريفه بأبعاد السرقة: قد يحتاج المراهق إلى فهم الأثر النفسي والعاطفي للسرقة على الأسرة والمجتمع.
  6. ضرورة إعادة المسروقات: يجب على المراهق إعادة المسروقات، سواء كان ذلك بالتوجيه إلى المتجر أو إعادة ما سرقه.
  7. تقديم تعويضات: يجب أن يقدم المراهق تعويضات مادية ونفسية للأسرة وإظهار التزامه بتعديل سلوكه.
  8. تعزيز الوعي بالعواقب: يجب توضيح للمراهق العواقب الجمّة لتكرار سلوك السرقة.
  9. تحديد عقوبات: يجب وضع عقوبات مناسبة للسرقة تكون تأديبية في البداية وتصبح أكثر جدية في حال التكرار.
  10. منح الثقة: يمكن أن تكون منح الثقة للمراهق فرصة لتحسين سلوكه واتخاذ خطوات نحو التعديل.

باستخدام هذه النصائح والخطوات، يمكن تعديل سلوك السرقة عند المراهقين وتقديم الدعم والإرشاد اللازم له لاتباع سلوكيات إيجابية.

هل يتطلب المراهق السارق العلاج النفسي؟

في السياق العام، يعتمد علاج السرقة السرقة عند المراهقين على تفهم طبيعة هذا السلوك ودوافعه من قبل الأهل، وتبني نهج صحيح ومتناسب للتعامل معه. في الحالات البسيطة، ربما يكون تعديل السلوك والتوجيه الوالدي كافيين، وفي حال تكرار السرقة، قد يلزم تطبيق نهج أكثر حزمًا مع مشورة تربوية تساعد الأهل في تحسين سلوك المراهق السارق.

مع ذلك، يرتبط العلاج النفسي للسرقة لدى المراهقين بالنظر إلى دوافع السرقة وتكرارها واستدامة هذا السلوك. يمكن أن يكون من الضروري اللجوء إلى معالجة نفسية محترفة عندما يصبح سلوك السرقة منتظمًا وتكراريًا، وعندما تكون أسباب السرقة غامضة وعندما لا تظهر الطرق التي يتبعها الأهل تأثيرًا فعالًا في تحسين السلوك.

يتضمن العلاج النفسي لـ السرقة عند المراهقين التقييم الشامل للحالة واستبعاد وجود أي اضطرابات نفسية أو عقلية تساهم في هذا السلوك. بناءً على التقييم، يمكن للمعالج النفسي تقديم جلسات علاجية مبنية على نهج العلاج السلوكي المعرفي. يتمثل هذا النهج في إعادة بناء المفاهيم الخاطئة لدى المراهق وتعزيز التفكير الإيجابي، بالإضافة إلى توجيه الأهل بشأن كيفية التعامل الفعّال مع ابنهم المراهق.

باختصار، يمكن أن يكون العلاج النفسي ضروريًا عندما يكرر المراهق سلوك السرقة بشكل منتظم وعندما تكون هناك عوامل معقدة وراء هذا السلوك. يهدف العلاج إلى تحليل وتعديل الأسباب المحتملة للسرقة وتزويد الأهل بالأدوات والاستراتيجيات الصحيحة لدعم المراهق وتعزيز سلوكه الإيجابي.

شاهد من أعمال دقائق

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك