لم تخرج البشرية من أزمة جائحة كورونا بعد، إلا أن علماء المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها يحذرون من الوباء التالي الذي من المحتمل أن يأتي من فطريات تشبه الخميرة شبيهة إلى حد بعيد بفطر الطاعون الأسود.
المبيضات أوريس توصف بـ “المُمرِض المثالي” بوصف علماء المركز، ما دفعهم “نظريًا” لاعتبار أن العدوى الفطرية الشبيهة بالخميرة يمكن أن تكون سبب الجائحة التالية.
أفادت مرافق الرعاية الصحية في العديد من البلدان أن المبيضات أوريس تسبب مرضًا شديدًا للمرضى في المستشفى، في بعض المرضى، يمكن أن تدخل هذه الخميرة إلى مجرى الدم وتنتشر في جميع أنحاء الجسم، مما يسبب التهابات خطيرة.
خطورة هذه الخميرة أنها غالبًا لا تستجيب للأدوية المضادة للفطريات شائعة الاستخدام، مما يجعل علاج العدوى صعبًا.
والمرضى الذين دخلوا المستشفى سابقًا لفترة طويلة لأي سبب، أو لديهم قسطرة وريدية مركزية، أو خطوط أو أنابيب أخرى تدخل أجسامهم، أو سبق أن تلقوا مضادات حيوية أو أدوية مضادة للفطريات، هم الأكثر عرضة للإصابة بها.
س/ج في دقائق
متى ظهرت المبيضات أوريس لأول مرة؟
حدد الباحثون المبيضات أوريس لأول مرة في عام 2009 في اليابان، لكن مع المراجعة لمجموعات سلالتها تبين أن أقدم سلالة معروفة من المبيضات أوريس تعود إلى عام 1996 في كوريا الجنوبية.
يعتبر مركز السيطرة على الأمراض أن بكتيريا المبيضات أوريس أحد مسببات الأمراض الناشئة لأن أعدادًا متزايدة من الإصابات تم تحديدها في العديد من البلدان منذ التعرف عليها.
أوريس باللاتينية تعني الأذن، لكن على الرغم من اسمها، فيمكن أن تؤثر عدوى المبيضات أوريس على العديد من مناطق الجسم الأخرى ويمكن أن تسبب التهابات مجرى الدم والتهابات الجروح.
تم الإبلاغ عن عدوى بكتيريا المبيضات أوريس في أكثر من 30 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة. لكن نظرًا لأن تحديد المبيضات أوريس يتطلب طرقًا مختبرية متخصصة، فمن المحتمل أن تكون العدوى قد حدثت في بلدان أخرى ولكن لم يتم تحديدها أو الإبلاغ عنها.
أجرى مركز السيطرة على الأمراض تسلسل الجينوم الكامل لعينات المبيضات أوريس من بلدان في مناطق شرق آسيا وجنوب آسيا وجنوب إفريقيا وأمريكا الجنوبية، فوجد أن الحالات داخل كل منطقة متشابهة تمامًا مع بعضها البعض، لكنها مختلفة نسبيًا عبر المناطق.
تشير هذه الاختلافات إلى أن بكتيريا المبيضات أوريس ظهرت بشكل مستقل في مناطق متعددة في نفس الوقت تقريبًا. يقول الدكتور توم تشيلر، من مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها: إنها مخلوق من البحيرة السوداء، وخرجت عبر فقاعات، وهي الآن في كل مكان.
لماذا المبيضات أوريس مقلقة؟
يشعر مركز السيطرة على الأمراض بالقلق بشأن المبيضات أوريس لثلاثة أسباب رئيسية:
1- مقاومتها للأدوية المتعددة، مما يعني أنها مقاومة للعديد من الأدوية المضادة للفطريات التي يشيع استخدامها لعلاج عدوى المبيضات.
تقول جوانا رودس، عالمة الأوبئة في إمبريال كوليدج بلندن، إن المبيضات أوريس، تكاد تكون منيعة تجاه الأدوية المضادة للفطريات، وأضافت أن أحد الأشياء التي تجعل المبيضات أوريس مخيفة للغاية هي حقيقة أنها يمكن أن تبقى على الأسطح غير الحية لفترات طويلة وتتحمل كل ما ترميه عليها.
2- من الصعب التعرف عليها عبر الأساليب المختبرية القياسية، ويمكن التعرف عليها في المختبرات بدون تقنية محددة، وقد يؤدي خطأ التعرف عليها إلى علاجات غير مناسبة.
3- تسبب في تفشي المرض في أماكن الرعاية الصحية. لهذا السبب، من المهم التعرف بسرعة على إصابة مريض بالمبيضات أوريس في مستشفى ما حتى تتمكن مرافق الرعاية الصحية من اتخاذ احتياطات خاصة لوقف انتشارها.
مثل عدوى المبيضات الأخرى، عادة ما يتم تشخيص عدوى المبيضات أوريس عن طريق الدم أو سوائل الجسم الأخرى. ومع ذلك، يصعب التعرف على المبيضات أوريس عن أكثر من الأنواع الأخرى الأكثر شيوعًا من المبيضات.
على سبيل المثال، يمكن الخلط بينه وبين أنواع أخرى من الخمائر، وخاصة المبيضات الهايمولوني، ولذلك هناك حاجة لاختبارات معملية خاصة لتحديد المبيضات أوريس.
من الأكثر عرضة للإصابة بالمبيضات أوريس؟ وما مضاعفاتها؟
الأشخاص الذين أمضوا وقتًا طويلاً في المستشفيات، ولديهم خطوط وأنابيب تدخل إلى أجسامهم، مثل أنابيب التنفس وأنابيب التغذية والقسطرة الوريدية المركزية، هم الأكثر عرضة للإصابة.
تشير البيانات المحدودة إلى أن عوامل الخطر لعدوى أوريس تشبه عمومًا عوامل الخطر لأنواع أخرى من عدوى المبيضات، مثل الجراحة الحديثة ومرض السكري واستخدام المضادات الحيوية ومضادات الفطريات على نطاق واسع.
تم العثور على عدوى في المرضى من جميع الأعمار، من الأطفال الذين يولدون قبل موعدهم ويبقون لمدة في الحضانات إلى كبار السن.
تسبب بكتيريا المبيضات أوريس في التهابات مجرى الدم والتهابات الجروح والتهابات الأذن، كما تم عزلها من عينات الجهاز التنفسي والبول، لكن من غير الواضح ما إذا كان يسبب التهابات في الرئة أو المثانة.
كيف يتم علاج العدوى؟ وهل هي قاتلة؟
يمكن علاج معظم حالات عدوى أوريس بفئة من الأدوية المضادة للفطريات تسمى إشينوكاندين. مع ذلك، فإن بعض أنواع عدوى بكتيريا المبيضات أوريس تقاوم الفئات الرئيسية الثلاثة من الأدوية المضادة للفطريات، مما يجعل علاجها أكثر صعوبة. في هذه الحالة، قد تكون هناك حاجة لفئات متعددة من مضادات الفطريات بجرعات عالية لعلاج العدوى.
يمكن أن تكون العدوى بأي نوع من أنواع المبيضات قاتلة. لا نعرف ما إذا كان المرضى المصابون بعدوى بكتيريا أوريس أكثر عرضة للوفاة من المرضى المصابين بعدوى المبيضات الأخرى.
بناءً على معلومات من عدد محدود من المرضى، توفي 30-60٪ من الأشخاص المصابين بعدوى بكتريا أوريس. ومع ذلك، كان العديد من هؤلاء الأشخاص يعانون من أمراض خطيرة أخرى زادت أيضًا من خطر الوفاة.
موضوعات متعلقة
