استمع أولًا إلى بودكاست دقائق من هنا، أو واصل القراءة إن أرت:
تعاني أوروبا من أزمة شديدة في الغاز الطبيعي خاصة مع تخريب نورد ستريم .. في نفس الوقت، روسيا محاصرة بالعقوبات؛ لذا استغلت الصين الفرصة لتحقيق أعلى مكسب.
في 27 سبتمبر حدث تخريب نورد ستريم وتم رصد تسرب الغاز الروسي في بحر البلطيق. النتيجة قطع امدادات الغاز الروسي عن أوروبا.
في نفس الوقت، اشترت الصين من روسيا غاز زيادة بنسبة 30% في 2022م.
ولم تكن روسيا المصدر الوحيد الذي اشترت منه الصين الغاز، بل وضعت أمريكا اتفاقيات تجارية مع الصين لتوريد الغاز المسال عن طريق سفن شحن.
وهنا، طبقًا لجريدة “وول ستريت جورنال”: أصبح لدى الصين مخزون من الغاز يكفي الدولة ويمكن تصديره للخارج أيضًا.
ورطة بايدن لأوروبا | هل الشرق الأوسط مستعد لتعويض الغاز والنفط الروسيين؟ | س/ج في دقائق
كيف استفادت الصين من تخريب نورد ستريم وأزمة الدول الأوروبية مع الغاز؟
أصبح للصين مميزات في الاتفاقيات التجارية التي وقعت عليها، ومنها:
1- تحصل الصين على الغاز الروسي بسعر أقل من سعر السوق بنسبة 50% حتى نهاية 2022.
2- طبقًا للاتفاق التي تم عقده في فبراير الماضي، فإن روسيا تمد الصين بالغاز لمدة 30 سنة قادمة.
3- بالنسبة للاتفاقيات التجارية بين الصين وأمريكا تنص على توريد الغاز لمدة 25 سنة ويضمن مرونة محطات تسلم الشحنات، بمعنى أنه لا يُشترط أبدًا أن تخرج الشحنة السواحل الأمريكية وتتجه إلى الصين، بل من الممكن أن تحدد الصين مكان آخر للوصول.
والحقيقة أن الصين تشتري الغاز الأمريكي لتقوم ببيعه لأوروبا.
مصر “محدودة الإنتاج” ستصبح لاعبًا رئيسيًا في سوق الغاز المسال عالميًا.. كيف؟ | س/ج في دقائق
صرح المحلل الصيني “وي شيونغ” قائلًا: إن الموضوع مكسب للطرفين الأمريكي والصيني. أمريكا تصدر كمية كبيرة من الغاز والصين تحقق الربح من خلال بيع الغاز الزائد لديها بأسعار السوق، بعدما تستفيد من الغاز الرخيص من روسيا.
من المثير للدهشة أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هو الذي وقع تلك الاتفاقية مع الصين عام 2019م، وكان الاتفاق بقيمة 18 مليار دولار من الغاز الأمريكي لصالح الصين.
وفي عام 2021م تم الإعلان عن 17 صفقة بين الصين وأمريكا لتوريد الغاز. وشركة enn الصينية متعاقدة على حوالي مليون طن من الغاز الطبيعي يمكنها التصرف فيها بداية من شهر يوليو 2022م.
بحسب تصريحات “وو تشيونان” كبير الاقتصاديين في شركة بتروتشاينا، قال: إن شركته أعادت بيع الشحنات الأمريكية الموجودة لديها؛ لأن الأسعار مناسبة.
لكي ندرك حجم المبيعات الصينية دعنا نوضح أن الصين أصبح لديها 72 مليون طن من إمدادات الغاز الطبيعي، في حين أنها لا تحتاج إلا 66 مليون طن والباقي مفتوح للتجارة.