طورت إيران خبرتها في مجال الألغام البحرية التي تعود إلى حقبة الحرب الإيرانية العراقية.
منذ ذلك الحين، ابتكرت تقنيات توزيع الألغام الصغيرة بشكل كبير باستخدام الصواريخ والقذائف الشاطئية أو الغواصات.
تتنوع الألغام من حيث الشكل والحجم، حيث يتراوح وزنها بين 0.5 و 1 طن. ويمكن للقوارب الإيرانية الصغيرة حمل ما بين واحد إلى أربعة ألغام لكل منها.
وفي حين أن لغمًا قويًا يمكن أن يلحق أضرارًا خطيرة بسفينة حربية، إلا أن الأمر سيستغرق أكثر من لغم لتعطيل ناقلة نفط.
تيارات المد والجزر القوية من ثلاثة إلى أربعة عقدة في المضيق تجعله غير مناسب لحرب الألغام ما لم تزرع في القاع، وهو ما تفعله إيران في المياه الضحلة للمضيق.
بذل الحرس الثوري جهودًا كبيرة لتطوير صواريخ ميدانية بمدى وقابلية كافية لتغطية معظم مضيق هرمز، باستخدام التكتيكات المأخوذة من معركة خليج موبايل 1864 في الحرب الأهلية الأمريكية، حيث يزرع الإيرانيون الألغام لإجبار السفن على المرور في خطوط سير مغطاة ببطاريات الصواريخ المنتشرة الساحلية.
تعتمد إيران في إمدادها بالصواريخ على مجمع فجر الصناعي في شيراز، وتتراوح هذه الأسلحة غير الموجهة من قاذفات صواريخ متعددة مثبتة الجيروسكوب عيار 107 ملم بمدى 8.5 كيلومتر، بعضها مثبت على زوارق سريعة، إلى صواريخ فجر التي تطلق من الشاطئ بمدى يصل إلى 180 كيلومترًا، ويُقال إنها مزودة أيضًا برؤوس حربية صغيرة.
طورت إيران كذلك عدة إصدارات من مدفع هاوتزر HM-41 عالي الحركة المثبت على الشاحنات من عيار 155 ملم، والذي يمكنه إطلاق مقذوفات قاعدية أو مقذوفات موجهة بالليزر على مسافة تصل إلى 42 كم و20 كم على التوالي.
يسمح جزء كبير من الساحل الإيراني بنشر بطاريات الصواريخ ورادارات التحكم، ومع ذلك فإن هذه البطاريات معرضة للهجمات الجوية ما لم تكن البطاريات الشاطئية مخفية أو محمية بشكل فعال، ولذلك تضع إيران عادة أنظمة الدفاع الجوي المتنقلة بجوار بطاريات الصواريخ الساحلية.
طورت إيران عدة أنواع من الطوربيدات الغاطسة، والتي يمكن أن تتسلل إلى الموانئ غير المحمية والمداخل والمراسي، وتتلف السفن البحرية المهمة أو تفجر اليخوت الملكية باهظة الثمن، كما يمكنها أيضًا إتلاف خطوط أنابيب النفط البحرية.
يعطي الإيرانيون أولوية لعمليات الغواصات في السنوات الأخيرة، ومن المرجح أن تستخدمها على الطرق الجنوبية الشرقية للمضيق حيث يبلغ العمق حوالي 90 مترًا وتكون تيارات المد والجزر ضعيفة.
سمح العدد المتزايد من الغواصات الإيرانية الصغيرة لقادتها باستخدام تكتيكات الحصار على غرار "وولف باك"، والتي تتضمن استخدام صف من الغواصات على بعد حوالي ميل واحد من بعضها البعض.
تنسيق مثل هذه العمليات صعب، لكنها تدعمها بمعدات اتصالات تحت الماء جديدة مصنوعة محليًا تدعي أنها توفر روابط بيانات بينها وبين مراكز القيادة البرية.
رغم تكديس عدد كبير من القوارب السريعة ذات الأحجام والتكوينات المختلفة للوفاء بمهام الحشد من الناحية الكمية، لم ينس الحرس الثوري الجوانب النوعية لقوته، وعلى رأسها السرعة.
تظهر السرعة في أحدث قواربهم المسلحة ذات الهندسة العكسية التي تتميز بسرعات قصوى تصل إلى 70 عقدة، ويُطلق عليه اسم سراج واحد.
ومنذ أواخر الثمانينيات، تعمل إيران على تطوير وإدخال زوارق "انتحارية" مليئة بالمتفجرات يتم التحكم فيها عن بعد، وقد جهزت إيران ما لا يقل عن 1,500 "زورق بدون قائد" عالية السرعة، كل منها مسلح بـ 500 كجم من المتفجرات، على طول ساحل الخليج.
صممت هذه الزوارق الآلية في الأصل لصد السفن الحربية وإحداث أضرار جسيمة إلى جانب نظيراتها الجوية والغواصات، وقد أصبحت أكثر تطوراً بشكل تدريجي من خلال توفير أجهزة استشعار ووصلات بيانات مختلفة.
بجانب عدد صغير من طائرات الهليكوبتر التابعة للحرس الثوري التي لديها القدرة على إطلاق صواريخ مضادة للسفن، يمكن لإيران أيضًا استخدام طائراتها الهجومية لإطلاق صواريخ من هذا النوع، حيث عدلت بعض طائرات فانتوم لحمل صواريخ C-801K وصواريخ نور وغدير الأطول مدى.
كما نشر الحرس الثوري عددًا من طائرات بافار في قاعدته البحرية في بندر عباس، حيث تتمتع هذه الطائرة في تكوينها الحالي بقدرات محدودة على التحمل والقتال، لكنها لا تزال توفر إمكانية العمل كمراقبة جوية، ومحطة ترحيل بيانات مستهدفة، ودوريات ساحلية إذا لم يتم إطلاق النار عليها أثناء القتال، كما تخطط إيران لتزويد نسخة أكبر وأكثر قوة بصواريخ خفيفة مضادة للسفن وقاذفات صواريخ.
يعد التهديد السيبراني للطاقة والبنية التحتية البحرية في المنطقة من قبل إيران ظاهرة جديدة نسبيًا لكنها مقلقة للغاية.
تتراوح مثل هذه التهديدات من التشويش والتزييف البسيط لإشارات GNSS / GPS، التي يُقال أنها تنشأ من جزيرة أبو موسى إلى الهجمات الانتهازية ضد أهداف البنية التحتية الحيوية مثل النفط والغاز والكهرباء ومحطات تحلية المياه، حتى أن إيران استكشفت طرقًا لإغراق السفن باستخدام الهجمات الإلكترونية من خلال التلاعب بنظام مياه الصابورة عن بُعد.
الحرس الثوري الإيراني ومنطقة الخليج العربي في فترة ردع متنازع عليه (معهد الشرق الأوسط)