“لابتوب فتح أبواب الجحيم على جو بايدن”، تقول التايمز.
عرفنا سابقًا أن نجل الرئيس الأمريكي، هانتر بايدن، طرف في تحقيقات قضائية تتهمه باستغلال النفوذ وتعاملات مالية ربما تكون غير قانونية.
الجديد هذه المرة، أنه يملك حسابًا سريًا على موقع إباحي، وأنه نشر مقاطع فيديو جنس منزلي صورها بنفسه ورفعها إلى الحساب، وأنه تبادل تلك المقاطع مع والده!
كيف وصلت التسريبات للعلن؟ وما أبرز ما جاء بها؟ ولماذا يتعقد وضع بايدن في القضية؟ وهل يصل للسجن؟
س/ج في دقائق
لماذا تسربت محتويات لابتوب هانتر للعلن؟
لتسريب محتويات اللابتوب قصة طويلة، سينشرها بطل التسريب، جون بول ماك إسحاق، مالك محل الصيانة في ديلاوير، في كتاب يصدر نوفمبر 2022.
لكن ما نعرفه حاليًا إن “مخمورًا” وصل المحل بثلاثة أجهزة متعطلة طالبًا إصلاحها. وضمن سياسة المتجر، وقع على عقد ينقل ملكية الأجهزة لمالك المتجر إن لم يدفع مستحقات الإصلاح خلال 90 يومًا.
لم يعد مالك الأجهزة، فاستعاد مالك المتجر البيانات. للمزيد من التفاصيل، ستحتاج لزيارة الرابط:
بعد استعادة بيانات اللابتوب، عثر على ما اعتبرها أدلة تبرئ الرئيس دونالد ترامب في قضية التدخل الروسي، وتدين هانتر ووالده باستغلال النفوذ.
وبجانب ذلك، مقاطع جنسية وأخرى توثق تناول هانتر للمخدرات.
لم يثق مالك المتجر في سلطات تطبيق القانون في ولاية ديلاوير، فأرسل اللابتوب لنيو مكسيكو في يوليو 2019، حيث وصل محققو مكتب التحقيقات الفيدرالي لاستلامه.
من باب الاحتياط، احتفظ إسحاق بنسخة من محتويات اللابتوب عند صديق مقرب. وحين اعتقد أن هناك محاولة للتستر على القضية، تواصل بأعضاء مجلس الشيوخ، الذين لم يبدوا الاهتمام المطلوب.
فجأة، اتصل هانتر بايدن يسأل عن اللابتوب، فشك إسحاق في وجود “تواطؤ”، فأرسل المحتويات إلى محاميي ترامب، لتنشر القصة لأول مرة في نيويورك بوست في 14 أكتوبر 2020.
تجاهلت الميديا القصة، وتعمدت منصات السوشال ميديا تحجيم الوصول إليها، وتوالت التهديدات على إسحاق، فابتعد عن ولاية ديلاوير. وعمد لتوسيع دائرة نشر المحتويات.
كشفت المحتويات أن هانتر بايدن كان “مدمنًا للعلاقات الجنسية وتعاطي المخدرات، وتصوير نفسه في الحالتين”.
كما كشف سجل بحث هانتر بايدن على الإنترنت، الذي يغطي 6 أيام فقط في مارس 2019، عن هوس بالمواد الإباحية بما في ذلك تخيلات جنس الأقارب والأرامل، وتصوير نفسه خلال الممارسة مع البغايا، ونشر الأفلام عبر حساب سري على بورن هاب باسم “RHEast”.
تضمن اللابتوب كذلك إرشادات حول كيفية اختراق هاتف عشيقك، وعمليات بحث متكررة عن نفسه على جوجل.
وأظهرت السجلات أنه أرسل روابط لأفلام جنسية إلى رقم كان قد حفظه في جهة الاتصال باسم “Dad” في 22 أكتوبر 2018، وتظهر نصوص أخرى أنه تبادل مع والده روابط أخرى على نفسه الرقم في أوقات مختلفة.
هل توقفت العلاقة بين بايدن ونجله حول المقاطع الإباحية؟
لا. كشفت التسريبات أن هانتر جمع 11 مليون دولار في ست سنوات من 2013 إلى 2018، أنفقها كلها واستدان عليها 800 الف دولار، وطلب من والده سداد ديونه في 2019.
جاء الدخل من عمله بمجلس إدارة شركة غاز طبيعي أوكرانية وصفقتين مع مصالح تجارية صينية، وأما الإنفاق فكان في المنازل والسيارات باهظة الثمن، والمشاريع الفاشلة، ونوادي التعري والإدمان على الخمور والكحول.
زوجته السابقة كاثلين بول قالت في مذكراتها، إنه طردته من المنزل عندما اكتشفت إحدى بناتها وجود علاقة بين هانتر وأرملة شقيقه بو، الذي توفى بسبب السرطان في 2015.
في رسائل هانتر تحدث على أنه سيذهب إلى “بنك والدي” لسداد الديون، على الرغم من تأكيد بايدن أنه ليس له علاقة بشؤون ابنه المالية.
وما دور بايدن في الأزمة؟
العلاقة بين بايدن وابنه متشابكة بسبب التسريبات.
قبل أشهر من الانتخابات التي فاز بها بايدن، كتبت كاتي دودج، مساعدة هانتر، في رسالة بريد إلكتروني في 17 يناير 2019 إلى “فريق VP” وهو محاسب وأحد مستشاري جو بايدن المقربين: “تحدثت مع هانتر اليوم بشأن فواتيره، وسيغطي والد هانتر هذه الفواتير على المدى القصير بينما ينتقل هانتر في حياته المهنية”.
لا يوجد ما يشير إلى ما إذا كان جو بايدن قد سدد المدفوعات أم لا، لكنه في هذا الوقت كان قادرًا على الدفع لتحقيقه هو وزوجته 15.6 مليون دولار أرباح 2017 و 2018 من الكتب والخطب.
الديمقراط منذ بداية نشر القصة يقولون إنها جزء من حملة تضليل روسية، لكنهم لم ينفوا ما بها من تفاصيل.
لكن هذا الادعاء سقط بخروج رسالة تقترح أسهمًا في مشروع مشترك صيني في 13 مايو 2017 لم يكتمل، وفيها يطلب هانتر بايدن نسبة 10% “للرجل الكبير”، وهو ما يعني أن هانتر كان يحتفظ بحصة لوالده.
هذا يعني أن بايدن كان شريكًا صامتًا لنجله، رغم أن البيت الأبيض أكد مرارًا أنه ليس له علاقة بالتعاملات التجارية لنجله.
كما استغل هانتر وجود والده كنائب للرئيس أوباما لطلب العمل بشركة الغاز الأوكرانية في 13 أبريل 2014، والحصول على مليون دولار رواتب سنويًا، وكان يشير في رسائل البريد الإلكتروني مع الشركة إلى “رجلي”، وهو يعني والده، الذي عقد مؤتمراً صحفياً في كييف مع رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك في 22 أبريل 2014.
بعدها بأيام، أصبح هانتر عضوا في مجلس إدارة شركة Burisma في 12 مايو 2014، وهو ما يضع بايدن في دائرة المسائلة إذا ما ثبت أن نجله استغله سلطته وأنه كان شريكًا له في الأعمال التجارية.
هل تعني المعلومات أن جو بايدن قد يحاكم؟
مدعٍ عام فيدرالي سابق وخبير في قانون غسل الأموال والضرائب الجنائية قال لديلي ميل إن مجرد تدفق الأموال بين هانتر بايدن ووالده قد يجعل الرئيس هدفًا للتحقيق.
المصدر قال إن التحقيق ضروري في الظروف الطبيعية. لكن الأمور معقدة لأن جو بايدن هو الرئيس الآن. بالتالي، يجب أن يجد المحققون سببًا وجيهًا للغاية لطلب التحقيق معه.
ضابط المخابرات الأمريكية السابق وخبير تحقيقات غسيل الأموال جون كاسارا قال أيضًا إن تحقيق النيابة مع شخص جو بايدن مؤكد باعتبار أن المعلومات المتاحة “مقلقة للغاية”. لكن كونه الرئيس، سيجعل الأمور أصعب.
موضوعات متعلقة
