تحور كورونا | ماذا يعني؟ كيف يحدث؟ لماذا لن يبطل اللقاحات؟ وماذا لو أبطلها؟ | س/ج في دقائق

تحور كورونا | ماذا يعني؟ كيف يحدث؟ لماذا لن يبطل اللقاحات؟ وماذا لو أبطلها؟ | س/ج في دقائق

22 Dec 2020
كورونا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

ما أن بدأت اللقاحات في الوصول إلى الصفوف الأولى من الفئات الأكثر عرضة للخطر، أطلقت بريطانيا إنذارًا عاجلًا بشأن تحور كورونا. قالت إن ما وصفته بسلالة جديد من الفيروس أكثر نشرًا للعدوى ينتشر في البلاد، قبل أن تعاني دول أخرى، بينها إيطاليا، اكتشاف حالات مصابة بنفس السلالة.

تحور كورونا كان متوقعًا في سلسلة انتشار الفيروس بحسب العلماء، حيث يكتسب خلالها طفرات تكسبه قدرة على مقاومة الاستجابة المناعية. هذه الطفرات قد تؤثر على عمل اللقاحات، لكن هذا التأثير لن يكون وليد طفرة وحيدة، بل سيحتاج إلى آلاف الطفرات المتراكمة عبر سنوات، ولكي تستطيع البشرية مكافحتها سيتعين عليها تحديث اللقاح بشكل سنوي، تمامًا كما يحدث مع الأنفلونزا الموسمية.

لكن لدينا خبر سار.. تقنية الـ mRNA المستخدمة في لقاحات كورونا ستكون أسهل كثيرًا في التعديل والتحديث من اللقاحات التقليدية.

س/ج في دقائق


ماذا يعني تحور كورونا علميًا؟

يوجد 20 نوعًا فقط من الأحماض الأمينية التي يمكن من خلالها بناء 6 ملايين بروتين مختلف على الأرض.

الكثير من هؤلاء العشرين نوع متشابه جدًا ويمكن تصنيفها في مجموعات. هذه الأحماض الأمينية العشرين إذا جُمعت بترتيبات مختلفة وكميات مختلفة تخلق مجموعة من البروتينات المختلفة يقوم كل منها بوظائف محددة داخل الكائن الحي.

الحمض النووي، أو الحمض النووي الريبوزي في حالة فيروس كورونا، هو مجموعة التعليمات الجينية التي تخبر الكائن الحي عن اللبنات المطلوبة وبأي ترتيب لإنشاء البروتينات التي يحتاجها للبقاء على قيد الحياة.

تحور كورونا “وتحور الفيروسات عمومًا” يعني حدوث طفرة في هذه التعليمات ينتج عنها تغيير عدد أو نوع الأحماض الأمينية التي يتكون منها بروتين معين، بما يغير بدوره خصائص البروتين.

فقط الطفرات التي تمنح ميزة تبقى في الحمض النووي، وهي الطفرات التي قد تسهل انتشار الفيروس بين مضيفين جدد، وتكون نتائجها عشوائية لا يمكن التخطيط لها أو توقعها.

يتم طي البروتينات في أشكال ثلاثية الأبعاد معقدة للغاية، اعتمادًا على التفاعلات بين الأحماض الأمينية في نفس السلسلة، وفي الطفرة يؤدي تغيير حمض أميني أساسي لتغيير الشكل، مثل تبديل أحد الأحماض الموجبة ب سالبة الشحنة.

مع ذلك، معظم الطفرات لا تؤدي إلى تغيير جذري في خصائص البروتين على الإطلاق، ومن المرجح أن تؤدي الطفرات التي تغير خصائص البروتين إلى إضعاف الفيروس بدلًا من تقويته.

كورونا | تشريح قاتل يتنكر في هيئة رسول الأوامر العلوية | س/ج في دقائق


ما المعلومات المتاحة عن تحور كورونا الأخير في بريطانيا؟

شهد فيروس كورونا في بريطانيا حوالي 20 طفرة، بما في ذلك العديد من الطفرات التي تؤثر على كيفية استهداف الفيروس للخلايا البشرية وإصابتها.

موج سيفيك، المستشار العلمي للحكومة البريطانية، يقول إن هذه الطفرات قد تسمح لفيروس كورونا بالتكاثر والانتقال بكفاءة أكبر، قدرتها الحكومة البريطانية بـ 70%، لكن التقديرات لم تتأكد في تجارب معملية.

هذا التغير- جرى رصده في حيواني المنك الدنماركي.

وفي بريطانيا رصد في مريض يعاني من ضعف المناعة وأصبح أقل حساسية للعلاج ببلازما النقاهة- يعمل على حساسية الجسم المضاد، وهو ما يعرف تقنيًا بـ “حذف مزدوج للبروتين في المواضع “69/70″ بالحمض النووي للفيروس” بما يعني وجود أحرف مفقودة في الشفرة الجينية.

يؤدي الحذف الجيني الجديد إلى تغيير البروتين الشوكي “التاج” الموجود على سطح فيروس كورونا والذي يستخدمه في اختراق لإصابة البشرية.

ظهر تحور كورونا مع هذا الحذف في تايلاند وألمانيا في أوائل 2020، وانتشر في الدنمارك وإنجلترا في أغسطس.


كيف تحور كورونا مؤخرًا؟ وهل يستحق القلق؟

رغم قلق العلماء من تحور كورونا الأخير، إلا أن لم يكن مفاجئًا. كل الفيروسات تتغير مع الوقت. وفي حالة كورونا، سجل الباحثون آلاف التعديلات الطفيفة في مادته الوراثية أثناء انتقاله عبر العالم.

سبب تحور كورونا هو انتشاره مع كثرة إصابته للبشر واختلاطه بجهازهم المناعي، إذ تبدأ الفيروس في التحور لحماية العامل الممرض، فتكتسب طفرات تمكنها من الانتشار بسهولة أكبر أو الإفلات من اكتشاف الجهاز المناعي.

بعض التغيرات الجينية تمنح الفيروس ميزة، وهو ما يجعل العلماء يخشون أن تلقيح ملايين البشر سيجبر فيروس كورونا على التحور مرة أخرى لمقاومة الاستجابة المناعية، لكن لحسن الحظ، فإن نظام المناعة في الجسم بأكمله هو خصم أقوى بكثير.

كارتيك تشاندران، خبير الفيروسات في كلية ألبرت أينشتاين للطب في نيويورك، يقول: “لديك ألف بندقية كبيرة موجهة نحو الفيروس، لكن بغض النظر عن كيفية تحوره، فليس من السهل العثور على حل جيني يمكنه حقًا محاربة كل هذه الخصائص المختلفة للأجسام المضادة، ناهيك عن الأذرع الأخرى للاستجابة المناعية. باختصار سيكون من الصعب جدًا على فيروس كورونا الهروب من دفاعات الجسم، على الرغم من الطفرات العديدة التي قد يقوم بها”.

الفيروسات والتطور | بسبب الفيروسات صرنا بشرا كما نعرف أنفسنا | رواية صحفية | خالد البري


هل يؤثر تحور كورونا على اللقاحات الجديدة؟

ديبتي جورداساني، باحث الصحة العامة السريرية بجامعة كوين ماري في لندن، يقول إن العلماء اعتقدوا في البداية أن فيروس كورونا الجديد مستقر، ومن غير المرجح أن يفلت من الاستجابة المناعية التي يسببها اللقاح.

لكن العديد من الأوراق البحثية الحديثة أظهرت أن كورونا يمكن أن يتطور لتجنب التعرف عليه بواسطة جسم مضاد وحيد النسيلة، أو خليط من جسمين مضادين أو حتى مصل نقاهة يُعطى لفرد معين.

أثار الإعلان البريطاني أيضًا مخاوف من أن الفيروس قد يتطور ليصبح مقاومًا للقاحات التي يجري طرحها الآن. وتتركز المخاوف على زوج من التعديلات في الشفرة الوراثية الفيروسية التي قد تجعله أقل عرضة لبعض الأجسام المضادة.

العديد من الخبراء حثوا على توخي الحذر، لكنهم مع ذلك قالوا إن الأمر سيستغرق سنوات – وليس شهورًا – حتى يصل تحور كورونا إلى ما يكفي لجعل اللقاحات الحالية عاجزة.

جيسي بلوم، عالمة الأحياء التطورية في مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان في سياتل، تقول إن الاحتمال غير قائم لحدوث طفرة كارثية وحدة قادرة فجأة على تعطيل المناعة والأجسام المضادة. “عملية مشائهة تتطلب سنوات عديدة وتراكم طفرات فيروسية متعددة”.

متى ينتهي كابوس كورونا الجديد؟ | س/ج في دقائق


لماذا يحتاج كورونا لسنوات عديدة للتغلب على اللقاح؟

يتطلب الهروب من المناعة أن يراكم الفيروس سلسلة من الطفرات، كل منها يسمح للممرض بتقويض فعالية دفاعات الجسم. بعض الفيروسات، مثل الإنفلونزا، تجمع هذه التغييرات بسرعة نسبية. لكن آخرين، مثل فيروس الحصبة، نادرًا ما يجمعون أيًا من التعديلات.

أشارت بلوم إلى أنه حتى فيروس الإنفلونزا يحتاج من خمس إلى سبع سنوات لجمع الطفرات الكافية للهروب من التعرف المناعي تمامًا، لكن قد يؤدي حجم العدوى في هذا الوباء إلى تنوع سريع في فيروس كورونا الجديد. ومع ذلك، فإن الغالبية العظمى من الناس في جميع أنحاء العالم لم يصابوا بعد، وهذا يجعل العلماء متفائلين.

إيما هودكروفت، باحثة الصحة العامة الجزيئية بجامعة برن في سويسرا، تقول إن تحصين حوالي 60% من السكان في غضون عام تقريبًا، والحفاظ على انخفاض عدد الحالات أثناء حدوث ذلك، سيساعد في تقليل فرص تحور الفيروس بشكل كبير.

هل يمكن إتاحة لقاحات كورونا مجانًا؟ لا.. لهذه الأسباب | س/ج في دقائق


وماذا سنفعل لمواجهة تغلب كورونا على اللقاح الحالي؟

سيحتاج العلماء إلى تتبع تحور كورونا عن كثب لاكتشاف الطفرات التي قد تمنحه ميزة على اللقاحات.

تريفور بيدفورد، عالم الأحياء التطورية في مركز فريد هوتشينسون لأبحاث السرطان في سياتل، يقول إن العلماء يراقبون بشكل روتيني الطفرات في فيروسات الأنفلونزا من أجل تحديث اللقاحات ويجب أن يفعلوا الشيء نفسه بالنسبة لفيروس كورونا، حتى يحصل الناس على لقاح كوفيد السنوي، مثلما الحال في الأنفلونزا الموسمية.

الخبر السار هو أن التكنولوجيا المستخدمة في لقاحات فايزر ومودرنا أسهل بكثير في التعديل والتحديث من اللقاحات التقليدية. يقول بيدفورد إن اللقاحات الجديدة تولد أيضًا استجابة مناعية هائلة، لذلك قد يحتاج الفيروس التاجي إلى العديد من الطفرات على مدار سنوات قبل أن يتم تعديل اللقاحات.

طالب العلماء مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها والوكالات الحكومية الأخرى بإنشاء نظام وطني لربط قواعد بيانات التسلسل الفيروسي بالبيانات على الأرض.

وقال هودكروفت: هذه ستكون مفيدة للعلماء والحكومات لوضع الأنظمة في مكانها، خاصة عند البدء في تطعيم الناس.

الخبر السار أن تقنية الـ mRNA المستخدمة في لقاحات كورونا الجديدة، وبينها لقاحا فايزز ومودرنا اللذان عبرا خط التجارب ودخلًا مرحلة التطعيم، ستكون أسهل كثيرًا في التعديل والتحديث من اللقاحات التقليدية.

Anti-vaxxers | جماعات مناهضة التطعيم.. ماذا يعلمنا التاريخ قبل لقاح كوفيد-19 ؟| فادي داوود



هل هناك مصادر لمزيد من المعرفة؟

ماذا يعني فيروس كورونا المتحور بالنسبة لنا؟  (ديكان هيرالد)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك