وفق أدوات التنبؤ السياسية التقليدية، يميل مراقبو الانتخابات الأمريكية 2020 لترجيح فوز مرشح الديمقراط جو بايدن.
لكن الأمل يحدو الرئيس دونالد ترامب في أن تلعب “العوامل الخفية” دورًا حاسمًا في ضمان بقائه في البيت الأبيض لأربع سنوات أخرى.
توم بونييه، الرئيس التنفيذي لشركة بيانات الديمقراطية TargetSmart يقول إن الأدوات التقليدية لقياس السباقات الانتخابية (استطلاعات الرأي – نماذج التنبؤ) مبنية على توقع نتائج الانتخابات العادية. “لكن، هذه ليست انتخابات عادية”.
بونييه يتوقع مشهدًا انتخابيًا إيجابيًا للغاية لحساب جو بايدن. لكنه يحذر من أن “اختلافات ضئيلة” في توقعات الإقبال قد تترك تأثيرًا كبيرًا على النتيجة.
“العوامل الخفية” تتضمن نسبة التصويت المبكر لصالح الديمقراط، وعدد الشباب المصوتين، وحجم الأصوات الباطلة في التصويت البريدي، وطبيعة ناخبي ترامب الهادئة، والخشية من أي تحول دراماتيكي في الأيام الأخيرة.
فكيف ترسم هذه العوامل إمكانية تحقيق انتصار لترامب؟
وهي استعد لها الديمقراط ؟
س/ج في دقائق
ما الذي يقلق الديمقراط من نسبة التصويت المبكر؟
# نسب الإقبال:
صحيح أن أكثر من 27 مليون شخص صوتوا حتى 18 أكتوبر، وأن ناخبي التصويت المبكر مالوا للتصويت للديمقراط على الأغلب، لكن محترفي السياسة ليسوا واثقين من أن إقبال ناخبيهم على التصويت البريدي سيكون كافيًا للتغلب على ما تصفه بوليتيكو بـ “موجة التصويت الشخصي” المتوقعة من أنصار ترامب.
# زيادة تسجيل أنصار ترامب في الولايات المتأرجحة:
المجلة نقلت عن مذكرة داخلية عممها استراتيجي ديمقراط بارز في حزب الديمقراط إلى الماكينة الانتخابية للحزب، متضمنة “علامات تحذير واضحة” من زيادة تسجيل الناخبين البيض غير المتعلمين- القاعدة الأساسية لأنصار لرئيس دونالد ترامب والذين لم تشملهم أغلب استطلاعات الرأي – في بنسلفانيا وويسكونسن وميتشيغان؛ الولايات الثلاثة المتأرجحة التي تلعب غالبًا دورًا مهمًا في تحديد الرئيس الجديد.
# الشباب أكثر حماسًا.. لكنهم لا يصوتون فعليًا:
الديمقراط مرتابون كذلك بشأن مؤشر آخر: في التصويت البريدي كان كبار السن أكثر حماسًا لإعادة إرسال بطاقاتهم إلى اللجان الانتخابية من الناخبين الشباب الذين يعول عليهم الحزب أكثر في ترجيح كفة جو بايدن.
مايكل ماكدونالد، الذي يدير مشروع الانتخابات، يتوقع “تحول سرد الديمقراط في الأيام المقبلة من النشوة بشأن النتائج الكبيرة الواضحة في التصويت المبكر إلى القلق من أن عددًا كبيرًا من الناخبين الأصغر سنًا لم يعيدوا بطاقات اقتراعهم عبر البريد”.
التصويت البريدي كان طلب الديمقراط.. هل يلعب دورًا لحساب ترامب؟
منذ انطلاق الانتخابات الأمريكية 2020 ركز الديمقراط على التصويت البريدي بدعوى أنه الآلية الأفضل للتصويت في ظل جائحة كورونا. لكن بوليتيكو تتخوف من أن الآلية نفسها قد تلعب دورًا لحساب ترامب بزيادة عدد الأصوات الباطلة.
تقول المجلة إن الديمقراط فشلوا في توقع عدد بطاقات التصويت البريدي التي سيقضي مسؤولو الانتخابات ببطلانها، والأهم في أي الولايات تحديدًا.
تضيف أن المسألة ليست صغيرة كما تبدو في ظاهرها، خصوصًا بعدما قضت المحكمة العليا في بنسلفانيا الشهر الماضي بإبطال الأصوات العارية “بطاقات التصويت البريدي التي ترسل دون مظروف مناسب. هذا الإجراء قد يشمل إمكانية إبطال أكثر من 100,000 بطاقة اقتراع في ولاية حاسمة، وهو أكثر من ضعف الهامش الذي فاز به ترامب على هيلاري كلينتون في الولاية في انتخابات 2016.
بالإضافة، قام الجمهوريون بجهد جيد في انتزاع قرارات من محاكم بعض الولايات بالامتناع عن فرز بطاقات الاقتراع التي تصل بعد يوم الانتخابات. هذا يعني أن فوز بايدن لا يعتمد فقط على إقناع الديمقراط بتكثيف التصويت، بل بضمان التصويت بشكل صحيح.
كورونا نقطة ضعف ترامب.. كيف انضم إلى “العوامل الخفية”؟
في السباقات الانتخابية عمومًا، تعتمد ماكينة الديمقراط الانتخابية على حشد آلاف المتطوعين في حملات طرق الأبواب لإقناع ناخبيهم بالتسجيل والتصويت، وإعادة البطاقات في المواعيد الصحيحة. لكن جو بايدن قرر هذه المرة التخلى عن حملات طرق الأبواب بسبب كورونا حتى الشهر الأخير.
بوليتيكو تجد صعوبة في تحديد تأثير هذا القرار على النتيجة بالكامل قبل نهاية الانتخابات. لكنها تقول إنه “سبب محتمل لتمكن حملة ترامب من تحقيق مكاسب في التسجيل في عدة ولايات، بما في ذلك فلوريدا، حيث ضيق الجمهوريون فجوة تسجيل الناخبين مع الديمقراط.
نيك ترينر، مدير استراتيجية ساحة المعركة في حملة ترامب، ركز على هذه النقطة. قال إن عدد الديمقراط الذين أعادوا بطاقات الاقتراع غير معروف.
يضيف: في 2016، كان المتطوعون يطرقون الأبواب لتذكير ناخبي الديمقراط بإعادة بطاقة التصويت البريدي أو الذهاب لصناديق الاقتراع. هذا لا يحدث الآن”.
لماذا تسبب طبيعة ناخبي ترامب قلقًا إضافيًا للديمقراط؟
قادة الديمقراط يتخوفون في أن ناخبي ترامب هادئون أو “خجولون”، وأنهم يرفضون إخبار مستطلعي الرأي بأنهم يدعمون رئيسًا “شديد الاستقطاب”.
تقول بوليتيكو إن قادة الحزب الجمهوري – خاصة على المستوى المحلي – مقتنعون بأن هذا العامل سيلعب دورًا حاسمًا في تحديد النتيجة، خصوصًا مع وقوع نسب ترجيح كفة بايدن في منطقة هامش الخطأ أو على مقربة منها في العديد من الولايات المتأرجحة.
وايت أيريس، خبير استطلاعات الرأي الجمهوري، يقول إن العوامل الخفية قد تشمل “حدثًا صحيًا كبيرًا” لبايدن أو ترامب. لكنه اعتبر أن الوقت تأخر جزئيًا لأن الكثير من الناس صوتوا.
الديمقراط يخشون تكرار سيناريو 2016، حيث تحولت الانتخابات بشكل كبير في الأمتار الأخيرة. كين مارتن، رئيس حزب العمال المزارعين الديمقراطيين: “لا نعرف أبدًا نوع المشكلة التي يمكن أن تحرك الناخبين في الأيام الأخيرة”.
وفي مذكرة إلى ناخبيه، حذرت جين أومالي ديلون، مديرة حملة بايدن، من أن الانتخابات الرئاسية 2020 “أقرب كثيرًا مما يتوقعه الخبراء، خصوصًا مع التقارب بين ترامب – بايدن في ولايات المعركة الرئيسية.