ثلوج في مصر وجبال مكة خضراء .. لماذا تغير مناخ الشرق الأوسط دراماتيكيًا؟ | نقاط في دقائق

ثلوج في مصر وجبال مكة خضراء .. لماذا تغير مناخ الشرق الأوسط دراماتيكيًا؟ | نقاط في دقائق

12 Jan 2023
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

استمع أولًا إلى بودكاست دقائق “ثلوج في مصر وجبال مكة خضراء .. لماذا تغير مناخ الشرق الأوسط؟” من هنا، أو واصل القراءة إن أردت:

لم تشهد منطقة الشرق الأوسط أي تغير في المناخ على مدى عقود، لكن الآن تشهد حر متطرف أحيانًا، وبوادر ثلوج في القاهرة المصرية، وجبال خضراء في مكة التي كانت معروفة بالحر الشديد. لماذا تغير مناخ الشرق الأوسط ؟


المرتفع السيبيري في الشرق الأوسط

بالتأكيد سمعت عن آثار التغير المناخي التي سترفع درجة الحرارة لمعدلات قياسية في الشرق الأوسط مستقبلًا. وذلك بسبب الظاهرة الجوية التي تُسمى المرتفع السيبيري.

يُعرف المرتفع السيبيري بأنه كتل هوائية باردة ضخمة تتكون فوق سيبيريا، وهو من أهم الكتل القارية شديدة البرودة؛ ويتسبب في انخفاض درجات الحرارة لمعدلات تصل لأقل من الصفر. لكن من حسن الحظ، إن رحلة المرتفع السيبيري في الشرق الأوسط تُزيد حرارته كلما ابتعد عن منطقته الأصلية وهي سيبيريا.


زيادة معدل الأنهار الجوية

لعلك تسائلت لماذا أصبح المطر أعلى من معدلاته لدرجة تخضر جبال السعودية؟ وهو بسبب الأنهار الجوية.

الأنهار الجوية هي عبارة عن تيار من بخار الماء يتحرك في السماء وغالبًا تكون مسارات ضيقة وطويلة، مثل: الأنهار، لكن نتيجة كثرة البخار تهطل منها الأمطار.

وطبقًا لما ورد في نشرة mdpi يتكون حوالي 13 نهر جوي في الشرق الأوسط وشمال افريقيا سنويًا وتحديدًا في الخريف والشتاء. تبدأ تلك الأنهار من الأطلنطي وتمر من الغرب للشرق.

من المتوقع أن تزيد تلك الأنهار الجوية مستقبلًا في السعودية بنسبة 50% لكن ستقل بنسبة 30% في مناطق البحر المتوسط عن المعدلات المعتادة. وبالتالي هناك مناطق عادة كانت جافة سيحدث بها سيول وأمطار في حين مناطق أخرى ممطرة سيُصبح مناخها أكثر جفافًا


الأمطار في الشرق الأوسط

على الرغم من كثرة الحديث عن آثار تغير المناخ في المنطقة، والتي أشار إليها الكثير من باحثين، وما قد ينتج عن هذا التغير من جفاف وتراجع معدلات المطر.

أكدت دراسة أُجريت عام 2020 على إن وجود منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في واجهة المناطق شبه الاستوائية وخطوط العرض المتوسطة تجعل التوقعات بخصوص تغيرات هطول الأمطار أكثر تعقيدًا.

بحسب الدراسة، من المتوقع أن تتأثر بظواهر جوية مختلفة، مثل: حجيرة هادلي والعواصف الشتوية، التي قد تظهر في شكل الأنهار الجوية.


مناخ متغير باستمرار

هل من المؤكد حدوث تغير مستمر في مناخ الشرق الأوسط؟ الإجابة لا.

طبقًا لما ورد في الدراسة السابقة، فإن العالم يتجه ناحية تقسيم مناخي جديد، ستكون مناطق خطوط العرض العليا أكثر رطوبة، في حين ستكون المناطق شبه الاستوائية أكثر جفافًا. ولأن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تقع بين المنطقتين، فهناك عدم يقين بشأن حجم التغيرات المستقبلية في هطول الأمطار وهو السائد في معظم أنحاء المنطقة.

لكن على الأرجح إن الظواهر المتطرفة لهطول الأمطار ستزيد من حيث التكرار والشدة في المستقبل؛ لأن بخار الماء في الغلاف الجوي سيزيد مع زيادة درجات الحرارة.


هطول الأمطار في الصيف

من المتوقع أن يحدث هطول للأمطار في فصل الصيف، حيث إن منطقة الشرق الأوسط غالبًا تقترب من حزام الأمطار الاستوائية. وذلك بسبب تحرك حزام الأمطار تجاه الشمال أي نحو الشرق الأوسط.

والسبب ارتفاع حرارة النصف الشمالي من الكرة الأرضية والذي يزيد معدلات تكثف البخار في طبقات الجو العليا، مما يؤدي طبعًا إلى سقوط أمطار حتى مع ارتفاع درجة الحرارة.


لن تكون المرة الأولى لتغير مناخ الشرق الأوسط

في الحقيقة، إن حد تغير مناخ الشرق الأوسط بالفعل، لن تكون المرة الأول لحدوث ذلك.

كشفت الدراسات الجديدة إن منطقة وادي النيل التي تشمل مصر والسودان، كانت ساحة، أطلق عليها الباحثون ساحة أقدم حرب مسجلة في تاريخ البشرية للصراع على منطقة جغرافية بسبب تغير المناخ في أواخر العصر الجليدي.

الدراسات كانت مبنية على اكتشاف مقبرة جبل الصحابة، والتي عثر الباحثون فيها على آثار متفرقة ومتكررة من العنف؛ بسبب تغير طبيعة المنطقة من الجفاف الشديد للرطوبة الشديدة، لتوفير مناخ جاذب لمجموعات البشر الذين تحاربوا على أحقيتهم في سكن المنطقة واستغلال الموارد الجديدة الناتجة عن تغير المناخ.

إيزابيل كريفيكور، المؤلفة الرئيسية للدراسة والباحثة في جامعة بوردو، قالت إن تغير المناخ حصل بالتدريح، بحيث إن فيضانات شديدة في النيل سُجلت آنذاك، ولم تستقر إلا بعد 11 ألف سنة.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك