قضية سد النهضة تعاود الظهور في محادثة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع رئيس وزراء السودان عبدالله حمودك، بعد أشهر من توقف المحادثات بين الدول الثلاث: مصر والسودان وإثيوبيا دون اتفاق.
ترامب اعتبر أن الوضع خطير، ولمح إلى أن مصر قد تضرب السد الإثيوبي.
فلماذا ظهر سد النهضة في اتفاق السلام بين السودان وإسرائيل؟
وهل تأكيد ترامب على ضرورة التوصل لاتفاق له تأثير على الواقع الحالي؟
وهل ستسجيب أطراف الأزمة لتصريحاته؟ أم تستغلها مصر لضرب السد؟
س/ج في دقائق
كيف جاء الحديث عن سد النهضة في سياق اتفاق السودان وإسرائيل؟
في المكالمة الهاتفية التي جمعت ترامب وحمدوك، تحدثا عن مجمل القضايا التي تهم السودان بعد إزالته من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ومستقبله الاقتصادي واتفاق السلام مع إسرائيل، ثم طلب ترامب من حمودك التوصل إلى اتفاق بشأن نزاع سد النهضة مع إثيوبيا ومصر.
حمدوك أكد أن السودان يأمل في التوصل إلى حل ودي قريبًا.
لكن ترامب رد بأنه طلب من مصر نفس الشيء، معتبرًا أن الوضع خطير وأن القاهرة قد تفجر السد. وقال إنه لا يمكن إلقاء اللوم على مصر إن فعلت.
ترامب برر موقفه بأنه توسط في اتفاق لحل المشكلة، لكن إثيوبيا خرقت الاتفاق، مما دفعه لتعليق مساعدات بملايين الدولارات لإثيوبيا.
وأكد أمام الصحفيين في البيت الأبيض: “لقد أبرمت صفقة، ثم لسوء الحظ خرقتها إثيوبيا، وهو ما لم يكن عليهم فعله.. لن يروا هذه الأموال أبدًا ما لم يلتزموا بالاتفاقية”.
الرئيس الأمريكي أشار لمباحثات نوفمبر 2019، عندما استضافت الولايات المتحدة الأطراف الثلاثة، بحضور وزير الخزانة الأمريكية، ورئيس البنك الدولي. وقتها انعقدت 4 اجتماعات بين الدول المشاركة في المفاوضات، وفي الاجتماع الرابع أعلنت مصر وإثيوبيا أنه انتهى دون اتفاق.
ثم استضافت واشنطن وفود الدول الثلاث، لتقييم نتائج الاجتماعات الأربعة السابقة، وخرجت المفاوضات بتوافق مبدئي على إعداد خارطة طريق، تتضمن 6 بنود أهمها بالنسبة لمصر تنظيم ملء السد خلال فترات الجفاف والجفاف الممتد.
وقعت مصر على الاتفاق المقترح من الجانب الأمريكي بالأحرف الأولى، لكن إثيوبيا تغيبت عن اجتماع التوقيع ولم توقع، وأجل السودان توقيعه.
هل تحرك تصريحات ترامب الدول الثلاث للتوصل لاتفاق؟
في المكالمة، حث ترامب حمدوك على إقناع إثيوبيا بالموافقة على قبول الاتفاق لحل نزاع المياه.
لكن إثيوبيا خرجت ببيان من مكتب رئيس وزرائها أبي أحمد بعد ساعات من تصريحات ترامب، نددت فيه بالتهديدات الحربية بشأن سد النهضة.
جاء بيان مكتب رئيس الوزراء وسط احتجاج في إثيوبيا على تهديد ترامب بشأن السد، دون تسمية ترامب أو الولايات المتحدة.
وكتب رئيس الوزراء السابق هايلي مريام ديسالين على تويتر، واصفًا تصريح ترامب بأنه متهور وغير مسؤول: “الرجل ليس لديه أدنى فكرة عما يتحدث عنه”.
البيان الإثيوبي اعتبر أن هذه “التهديدات والإهانات للسيادة الإثيوبية انتهاكات مضللة وغير مثمرة وواضحة للقانون الدولي، وأن إثيوبيا لن تستسلم لأي اعتداءات من أي نوع”.
وجاء في بيان مكتب أبي أن المحادثات مع مصر والسودان أظهرت تقدمًا كبيرًا منذ تدخل الاتحاد الأفريقي للإشراف عليها.
لم يصدر أي تعليق من الحكومة المصرية على تصريحات ترامب، لكن وسائل الإعلام المصرية غطتها على نطاق واسع.
أعلنت مصر مرارًا إنها تريد تسوية النزاع بالطرق الدبلوماسية لكنها قالت إنها ستستخدم “كل الوسائل المتاحة” للدفاع عن مصالح شعبها.
خبير المياه أبيبي ييرغا حذر من أن أي ضربة عسكرية على السد ستكون كارثية. قال إن السد يحتوي بالفعل على أكثر من 4.9 مليار متر مكعب من المياه في خزانه، وأن أي ضربة ستؤثر على آلاف الأشخاص على طول الطريق إذا تدفقت هذه الكمية الهائلة من المياه من السد.