الرئيس الأمريكي يعلن انضمام البحرين إلى الإمارات في توقيع اتفاقيات سلام مع إسرائيل. الخطوة كانت متوقعة، لكن التوقيت فقط كان مرتقبًا.
فكيف وصلت البحرين إلى تلك المرحلة؟
وماذا تستفيد؟
هل تصبح السعودية التالية؟
ماذا لو حدث؟ وماذا لو لم يحدث؟
لماذا تعتبرها إدارة ترامب خطوة نحو حل شامل لأزمة الشرق الأوسط؟
وهل يصل قطار العلاقات مع إسرائيل إلى إيران؟
س/ج في دقائق
لماذا كان اتفاق البحرين – إسرائيل متوقعًا؟
تاريخ اتصالات البحرين مع إسرائيل يعود إلى تسعينيات القرن الماضي. ولطالما قدمت البحرين مبادرات تقارب علنية مع إسرائيل.
بعد انعقاد ورشة “السلام من أجل الرخاء” التي استضافتها البحرين كمنصة لإعلان الشق الاقتصادي من صفقة القرن، اعتبر وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، أن الورشة “تغير قواعد اللعبة”. وشدد خليفة على أن بلاده تعترف بحق إسرائيل في الوجود وتعلم أنها “هناك لتبقى” وتريد السلام معها.
بعد ساعات من السلام بين إسرائيل والإمارات، قال مسؤولون إسرائيليون كبار لإذاعة الجيش، إنهم يجرون محادثات متقدمة مع البحرين.
وخلال الأيام القليلة الماضية، سمح المراقب العسكري للميديا الإسرائيلية بنشر خبر عن اتصال بين رئيس الموساد يوسي كوهين مع رئيس وزراء البحرين خليفة بن سلمان آل خليفة، دون تفاصيل إضافية.
لكن الإشارة الأكبر لإقامة علاقات سلام بين البحرين وإسرائيل أتت في تلميح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن دولة أخرى قد تنضم إلى الإمارات في حفل توقيع “إعلان إبراهام” في البيت الأبيض، متوقعًا تتابع انضمام “الدول الكبرى” إلى حراك السلام في الشرق الأوسط خلال “فترة قصيرة نسبيًا”.
ترامب لم يعلن اسم الدولة التي ستنضم إلى حفل التوقيع، المقرر الثلاثاء، لكن قناة “كان” الإسرائيلية العامة قالت إن ولي عهد البحرين سلمان بن حمد آل خليفة سيصل إلى واشنطن الإثنين.
ليس كامب ديفيد | ماذا يميز اتفاق إسرائيل والإمارات عن معاهدات مصر والأردن؟ | س/ج في دقائق
ماذا تستفيد البحرين من اتفاق مماثل؟
جورجيو كافيرو، الرئيس التنفيذي لمركز Gulf State Analytics في واشنطن، يعتبر أن البحرين هي الدولة الوحيدة في المنطقة تقريبًا القادرة على جني أكبر قدر ممكن من المكاسب مع إسرائيل، مع حد أدنى من الخسائر؛ باعتبار أن إسرائيل “دولة قوية في الشرق الأوسط تشاركها تصور إيران كتهديد رئيسي”.
ومثل معظم دول الخليج، تشترك البحرين مع إسرائيل في تحديد إيران كعدو مشترك؛ إذ تتهمها المنامة بالتحريض على الاحتجاجات الشيعية، فيما يوفر مجالًا إضافيًا للتعاون.
وفي أعقاب التقدم السريع في عملية السلام مع الإمارات، نقلت تايمز أوف إسرائيل نتائج تحليلًا لوزارة الاستخبارات الإسرائيلية حول إمكانات العلاقات المستقبلية مع ثلاث دول إضافية في المنطقة، ووجدت أرضًا خصبة لتعاون قوي، خاصة في مجالات الأمن والتجارة.
التقرير قال إن البحرين تعاني من أزمات مختلفة، بما في ذلك ركود الاقتصاد بسبب انخفاض أسعار النفط. ومع سعيها لتحويل نفسها إلى مركز إقليمي للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا، خصوصًا قطاع التكنولوجيا المالية، ستجد المملكة فرصًا لدمج الشركات الإسرائيلية.
التقرير أضاف أن البحرين حصلت في السنوات الأخيرة على أنظمة أسلحة متطورة، وقد تصبح مهتمة بأن تصبح عميلًا لشركات تكنولوجيا الأمن الإسرائيلية.
وزير المخابرات إيلي كوهين قال إن اتفاق سلام سيشكل أرضية خصبة للتعاون في مجموعة متنوعة من المجالات مثل الاقتصاد، والأمن، والتكنولوجيا، وغيرها، باعتبارها اتفاقيات” سلام مقابل سلام” لا “أرض مقابل سلام”، وأن أساسها كان المصالح المشتركة، بغض النظر عن القضية الفلسطينية.
التقارب العربي الإسرائيلي.. هل صار أمرًا واقعًا؟ | س/ج في دقائق
هل تكون السعودية التالية؟
ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أخبر مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، مؤخرًا، أن المنامة لن توقع سوى اتفاق بالتنسيق مع السعودية. وأبلغ ولي العهد محمد بن سلمان، كوشنر، أن اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني يجب أن يسبق أي اتفاق مع السعودية؛ تماشيًا مع مبادرة السلام العربية 2002.
كوشنر قال، الأربعاء، إن “الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده محمد بن سلمان، يرغبان في رؤية الفلسطينيين أولًا يصلون إلى صفقة عادلة تضمن تحسين حياة شعبهم”.
كوشنر مع ذلك لم ينف الاحتمال. أضاف: “سيفعلان ما هو في مصلحة السعودية وشعبها والمسلمين من جميع أنحاء العالم؛ لأنهم يأخذون هذه المسؤولية على محمل الجد. سنرى ما سيحدث وإلى متى. لكنني أقول إن الكثير من الناس يفقدون صبرهم مع القيادة الفلسطينية”.
وقالت ترامب إن “الحوار مع السعودية بدأ للتو”. لكن السفارة السعودية في واشنطن لم ترد على استفسار رويترز عما إذا كان السفير السعودي أو ممثل سعودي آخر سيحضر حفل التوقيع الأسبوع المقبل في البيت الأبيض.
هاآرتس: سلام الإمارات أعاد إسرائيل للمدرسة الصهيونية وقدمها رهينة للسعودية | س/ج في دقائق
ماذا تستفيد السعودية لو حدث؟
في تحليل وزارة الاستخبارات الإسرائيلية، اعتبر التقرير أن “شبكة التهديدات في السعودية تتداخل إلى حد كبير مع شبكة التهديدات التي تواجه إسرائيل، وقد تكون أساسًا للتعاون العسكري والاستخباراتي في إطار ثنائي أو كجزء من تحالفات إقليمية”.
التقرير اعتبر أن رؤية السعودية 2030، التي تحدد الأهداف طويلة المدى للبلاد، بما في ذلك تنويع الاقتصاد السعودي، تقدم فرصًا في مجالات صادرات التكنولوجيا، وتطوير قنوات التجارة، والتعاون في الطاقة والكهرباء، والزراعة والغذاء والماء، والطيران والسياحة والتوظيف.
هل صار السلام بين السعودية – إسرائيل ضرورة لتوازن الشرق الأوسط؟ | س/ج في دقائق
وكيف ستستفيد حتى لو لم يحدث؟
يفترض التقرير أن السعودية – وإن تمسكت بموقفها الممتنع عن إطلاق علاقات رسمية وعامة مع إسرائيل، قد تجد فرصة في تعزيز التعاون الأمني والمدني مع إسرائيل، من بوابة العلاقات الناشئة بين إسرائيل والإمارات.
يتابع التقرير أن التعاون الإسرائيلي السعودي المحتمل سيركز على “التقنيات الإسرائيلية التي يمكن أن تعزز الاقتصاد السعودي وقدرته على التعامل مع التهديدات الأمنية الإقليمية”.
أندرياس كريغ، من كينجز كوليدج لندن، قال لوكالة فرانس برس: “بينما لا تستطيع السعودية تطبيع العلاقات بشكل مباشر وسط جمود في عملية السلام، يمكن أن تصبح البحرين مركزًا للتبادل السعودي الإسرائيلي”.
بعيدًا عن الحوارات العبثية.. 7 أسئلة لرافضي سلام الإمارات وإسرائيل | محمد زكي الشيمي
لماذا تعتقد واشنطن أن الطريق الحالي قد يؤدي لسلام شامل؟
واشنطن تراهن على “نفاد صبر الجيران”. كوشنر اعتبر أن فشل جامعة الدول العربية في تمرير مشروع قرار اقترحته السلطة الفلسطينية كان من شأنه إدانة اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات إشارة بهذا الصدد.
كوشنر قال إن موقف جامعة الدول العربية كان علامة أخرى على أن الشرق الأوسط يتغير وأن “الدول تفعل الآن ما يخدم مصالحها”.
أضاف: “الدول تدعم الفلسطينيين. أمريكا تدعم الفلسطينيين. لكن لا أحد سيعيق تقدمه الآن من أجل السماح لهذا الصراع بأن يظل عالقًا في الوحل”.
صفقة القرن.. تغيرات الشرق الأوسط الجذرية التي لم يدرك الفسلطينيون عاقبتها | س/ج في دقائق
هل تصل اتفاقات السلام إلى إيران؟
يعتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن فوزه بفترة رئاسية جديدة في نوفمبر يعني عودة إيران والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات.
ترامب يرى أن إيران ستضطر إلى عقد صفقة خلال شهر واحد، بعدما انخفض ناتجها المحلي الإجمالي بنسبة 25%، نتيجة للعقوبات التي تقودها الولايات المتحدة.
في البدء كانت المصلحة | كيف فتح أردوغان أبواب العرب أمام إسرائيل؟ ولماذا تعثر؟ | الحكاية في دقائق