غسيل الذهب | كيف أصبحت مناجم أفريقيا كنزًا لتمويل حزب الله وداعش؟| س/ج في دقائق

غسيل الذهب | كيف أصبحت مناجم أفريقيا كنزًا لتمويل حزب الله وداعش؟| س/ج في دقائق

31 Jan 2021
أفريقيا
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

جائحة كورونا رفعت أسعار الذهب العالمي إلى أعلى مستوياته تاريخيًا في  أغسطس 2020، عند 2048 دولارًا للأوقية. لكنه انخفض وفق الأسعار المحلية المعروضة على المشترين في مجاهل أفريقيا.. والمتغيران مترابطان: ارتفاع أسعار الذهب رفع الطلب عليه عالميًا. فزادت عمليات تهريبه من أفريقيا في عملية يمكن توصيفها بـ “غسيل الذهب” المشابهة لغسيل الأموال.

يخرج الذهب من موطن استخراجه الأصلي بشكل غير قانوني. يذهب إلى دول أخرى فيخلط بذهب قانوني من دولة ثالثة، ويباع كذهب قانوني.

مشكلة الذهب المهرب من أفريقيا ستؤثر على العالم. هو مصدر تمويل رئيسي للجماعات الإرهابية. كان كذلك منذ اكتشفه حزب الله اللبناني، واستمر هكذا بعدما تلقفه تنظيم القاعدة وداعش والجماعات الإرهابية المحلية الأخرى بوتيرة متصاعدة خلال السنوات الماضية.

س/ج في دقائق


ما هو “غسيل الذهب” في أفريقيا؟

منذ سنوات، ومع تورط العديد من دول أفريقا في صراعات دموية ومعقدة، تقاتل القوات الوطنية والمتمردون المحليون والميليشيات المدعومة من الخارج على السيطرة على الموارد والحدود والهوية.

هذا أدى بدوره لتصاعد عمليات تهريب الذهب بعيدًا عن النظام القانوني للتهرب من الضرائب، وللمساعدة في شراء الأسلحة والمعدات.

رغم المحاولات الدولية لمنع شراء الذهب من مناطق الحروب، إلا أن ذلك لم يمنع تهريبها وتشكيلها في دول إقليمية خارج أفريقيا.. أو حتى في جنوب أفريقيا التي تمتلك أكبر عدد مناجم في العالم، حيث يتم إعادة تشكيل الذهب بعد مزجه مع ذهب من دول أخرى في هذه الدول، وبيعه باعتباره ذهبًا قانونيًا في عملية يمكن تسميتها بـ “غسيل الذهب”.

التهريب يحدث في الكونغو وأوغندا والسودان، وفي أكثر من بلد أفريقي آخر. وحجم العمليات تكشفه الفجوة الكبيرة بين ما تصدره الدول من الذهب بصورة رسمية، وبين الكميات التي خرجت منه فعلًا. السودان مثلًا بين عامي 2014 و2018 صدر ذهبًا رسميًا بقيمة 8.6 مليار دولار، لكن شركائه التجاريين الرئيسيين سجلوا واردات من الذهب السوداني تجاوزت 12.7 مليار دولار.


كيف يمول غسيل الذهب الجماعات الإرهابية؟

العديد من حركات التمرد والإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي تعتبر غسيل الذهب مصدرًا رئيسيًا للتمويل ولتجنيد أعضاء جدد.

الجماعات المتفرعة من القاعدة وداعش في أفريقيا تهاجم عمليات التعدين الصناعي، وتسيطر على أجزاء من تجارة الذهب غير الرسمية في بوركينا فاسو ومالي والنيجر.

في العام الماضي، أكدت رويترز إن الإسلاميين يعتبرون مناجم الذهب كنزًا للأموال التي تمكنهم من تجنيد أعضاء جدد وشراء أسلحة ومتفجرات لشن الهجمات التي توسع قوتهم.

في بوركينا فاسو، استولى المتمردون على 24 موقعًا لاستخراج الذهب، تنتج ذهبًا بقيمة 35 مليون دولار سنويًا، وفي مالي والنيجر فرضت الجماعات الإسلامية ضرائب على تجار الذهب، وفي غانا وكوت ديفوار ونيجيريا وزيمبابوي تتواصل عمليات تهريب الذهب بدون انقطاع.



متى دخل حزب الله معادلة غسيل الذهب في أفريقيا؟

مشاركة حزب الله في معادلة غسيل الذهب في أفريقيا شهدت 4 مراحل:

1- تشيع نيجيريين بعد ثورة الخميني:

في أعقاب ثورة الخميني 1979، سافر العديد من أعضاء مجتمع الطلاب المسلمين النيجيريين إلى إيران لتلقي التدريب العسكري والتمويل.

وفي الثمانينيات، تأسست الحركة الإسلامية في نيجيريا، وهي حركة جهادية دعمتها القوى الشيعية هناك. مؤسسها إبراهيم الزكزكي كان يعتبر نفسه امتدادًا لسيد قطب، لكنه تحول بعد الثورة إلى التشيع، وحاول إنشاء جمهورية إسلامية مماثلة في نيجيريا.

2- تدريب وتسليح المقاتلين الشيعة:

في العقد الأخير، تطلب الأمر انتشارًا لحزب الله اللبناني في أفريقيًا لدعم الحركة الإسلامية في تحويل نيجيريا إلى قاعدة عمليات إيران في القارة.

وفي 2013، اعتقلت السلطات النيجيرية ثلاثة من أعضاء حزب الله، واكتشفت مخزونا كبيرا من الأسلحة، بما فيها أسلحة مضادة للدبابات وقذائف صاروخية.

3- غسيل الذهب مقابل السلاح:

استغلت إيران وحزب الله المظالم المحلية لبعض المجتمعات الأفريقية في تحقيق مكاسب جيوسياسية، عبر المساعدة على عمليات تهريب ثم غسيل الذهب وفق معادلة “الذهب مقابل السلاح”.

في العام الماضي، نشر مركز أبحاث “مينا ووتش” ومقره النمسا تقريرا عن دولة إقليمية تشغل شبكة تمويل لشحنات الأسلحة من أوروبا إلى حزب الله باستخدام شحنات الذهب المهرب من إفريقيا.

في العملية، التي تمت 2017، كان يتم استبدال الذهب المهرب من أوغندا مقابل صفقات سلاح من صربيا، بوساطة شبكة من مسؤولي المخابرات السابقين من مقدونيا الشمالية.

الذهب تم نقله إلى قبرص، وتم استبداله بأموال منظمات خيرية تجمع التبرعات، وتم نقل الأسلحة باعتبارها مواد بناء نقلت أولًا إلى ميناء سالونيك اليوناني ثم إلى بيروت، حيث الميناء الذي يسيطر عليه حزب الله.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

كنز الساحل: تجارة الذهب غير الرسمية تغذي التمرد الإسلامي (ذا أفريكا ريبورت)

حزب الله يدرب الشيعة النيجيريين لتوسيع نفوذه في غرب إفريقيا (معهد الشرق الأوسط)

قطر تمول ترسانة حزب الله من خلال أسواق الذهب في أوغندا (ذا ناشيونال)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك