كأس العالم قطر 2022 | المكاسب والخسائر و”حديث الرشاوى”.. هل أهدرت قطر 300 مليار دولار؟

كأس العالم قطر 2022 | المكاسب والخسائر و”حديث الرشاوى”.. هل أهدرت قطر 300 مليار دولار؟

22 Nov 2022
قطر
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

استمع أولًا إلى بودكاست “كأس العالم قطر 2022.. المكاسب والخسائر وحديث الرشاوى” من هنا، أو واصل القراءة إن أردت:

أخيرًا وصلنا لبداية كأس العالم قطر 2022 مونديال قطر بعد سنوات طويلة من التقارير عن الرشاوى وانتهاك حقوق العمال ومنع الكحوليات وتحجيم الاختلاط بين الجنسين، وصولًا لتكلفة الاستضافة الضخمة التي وُصفت بأنها بلا عائد.


هل أنفقت قطر تكلفة خيالية لاستضافة كأس العالم قطر 2022 حقًا؟

انتشرت الأخبار حول تكلفة استضافة كأس العالم قطر 2022 في قطر وبلوغها حوالي 220 مليار دولار. لكن في الحقيقة تقديرات الإيكونوميست وصلت بالرقم لـ 300 مليار على أقل تقدير.

بالإضافة إلى التكلفة غير الرسمية، التي لم يُعلن عنها. أشارت التقارير إلى أن تلك التكلفة تم دفعها سرًا؛ لضمان الحصول على حقوق التنظيم الأول لقطر وتفادي العقبات.


هل من الطبيعي أن تصل تكلفة بطولة كأس العالم قطر 2022 لمثل هذا المبلغ؟

بالتأكيد نعم. استضافة كأس العالم مكلفة. بالنظر إلى بطولات كأس العالم السابقة، سنجد مثلًا: روسيا صرفت 14 مليار في 2018، والبرازيل 11,5 مليار في 2014.

عند المقارنة بين الأرقام سنعرف ما الفرق الذي يميز الاستضافة القطرية بشكل واضح، والذي تجاوز مجموع الصرف على استضافة كامل بطولات كأس العالم السابقة.

كأس-العالم-قطر-2022


حسنًا .. هل سيكون العائد مساوي للتكلفة؟

قياسًا على النسخة الأخيرة من بطولة كأس العالم، حققت روسيا دخل بلغ 5.4 مليار دولار في 2018 بعد بطولة حضرها 3.6 مليار شخص في العالم.

أما في بطولة قطر، تتوقع واشنطن بوست عائدات 7.5 مليار دولار، وهذا متوسط بين الذي قدرته سبورتس فاليو بـ 6.5 مليار وفوربس التي وصلت بالرقم لـ 10 مليار.


معنى ذلك سيحدث عجز حوالي 290 مليار .. هل هناك مبرر لذلك؟

هنا، تكثر الدعاية والدعاية المضادة. بعض الآراء تُشير إلى الدعاية والبرستيج الدولي وعوائد السياحة والمنافسة الإقليمية. لكن حسابيًا، المبلغ المصروف ناتج عن معضلة مهمة داخل الدولة نفسها.

لعلنا نرى أن الدول التي تتقدم لكأس العالم غالبًا تكون دول ممتدة جغرافيًا، ولديها بنية تحتية في أكثر من مدينة.

لكن في حالة قطر، نجد أن البطولة بأكملها سيتم تنظيمها في مساحة لا تتعدى 31% من كورنيش الدوحة الرئيسي.

هل من المعقول أن تستضيف العاصمة الصغيرة مليون مشجع، وهم تقريبًا ثلث سكان الدولة بالكامل، لمدة شهر.

بالتالي كان هناك حاجة لتوفير مئات الآلاف من الغرف الفندقية بخطة استهدفت 130 ألف غرفة. كانت الفنادق بدأت تُبنى بالفعل، ومن هنا بدأ عداد التكلفة، لكنها لم تكتمل في الوقت المناسب؛ لذا احتاجت تكلفة أكثر لتجهيز أماكن إقامة غير تقليدية، مثل: السفن السياحية وخيم الصحراء والشقق المفروشة.

كما لجأت قطر للدول المجاورة لها، قامت بتظيم 100 رحلة طيران يومية بين الدوحة وعواصم المنطقة تسهيلًا للجمهور لحضور كأس العالم قطر 2022 والإقامة في دبي أو الرياض أو القاهرة.

كما أنشأت قطر نظام مترو جديد، وميناء حديث، وزادت مساحة المطار الرئيسي، وأنشأت مدينة لوسيل شمال الدوحة، والتي بلغت تكلفتها نحو 45 مليار وتحولت من منطقة كانت صحراء في 2010 لمنطقة سكنية ستضم 200 ألف مواطن، وهم تقريبًا عدد السكان الأصليين لقطر.


هل استثمرت قطر تكلفة كأس العالم قطر 2022 للنهوض بالدولة؟

فعلًا، قطر أنشأت دولة جديدة داخل أرضها. والتي كان من المفترض بناءها لكن في وقت لاحق. بالإضافة لذلك فإن قطر من الدول الغنية بالفعل بسبب الغاز، فالتكلفة ليست أزمة أصلًا، وتلك المباني ستساعد الدولة في المستقبل. ومن أهم مكاسب قطر من كأس العالم قطر 2022 هي التقارير عن تحسين سمعة الدولة على مستوى العالم، والتي تحدث عنها مسؤولين رسميين.

في المقابل، هناك تقارير أخرى تتحدث عن إن تلك المنشآت لن تكون مفيدة بعد المونديال؛ بسبب ظروف قطر، هناك احتمالات كبيرة أن تتحول لمباني مهجورة بعد شهر واحد. ومعظم الاقتصاديين يتوقعون بالفعل تباطؤ النشاط التجاري غير المتعلق بالطاقة بعد البطولة.


هل تم دفعت قطر رشاوى وعمولات لضمان إقامة المونديال أم مجرد اشاعات؟

خلال التحقيقات ظهرت أقاويل كثيرة، منها مثلًا اتهام رئيس الفيفا السابق سيب بلاتر للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ولرئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني بلعب دور مهم في تسهيل فوز قطر.

القضاء الفرنسي يحقق فعلًا في اتهام ساركوزي بالحصول على رشاوى، مقابل مساعدة قطر في استمالة داعمين بارزين لملف استضافة المونديال، بجانب صفقة بيع باريس سان جيرمان للخليفي، وشراء “ديار” القطرية لـ 5% من شركة “فيوليا” الفرنسية في 2010، ومبلغ 182 مليون يورو كاش، وأيضًا حملات علاقات عامة مدفوعة لتشويه الملفات المنافسة.

بالإضافة إلى تحقيق صحفي ضخم في صنداي تايمز عن تلك الرشاوى، منها عرض قطر رشاوى بقيمة نص مليون دولار على المصوتين في لجنة الفيفا. كما شهد عضو سابق في اللجنة التنفيذية في “مالي” قائلًا: إن زملاءه من المصوتين الأفارقة عُرض عليهم رشاوي بقيمة 1.2 مليون دولار.

نشرت مجلة صنداي تايمز في 2019 وثائق عن صفقة حقوق بث بين الفيفا وبين بي إن سبورت القطرية بقيمة 400 مليون $، وذلك قبل 21 يوم من التصويت على حق تنظيم كأس العالم.

هنا سنجد تضارب في المصالح؛ لأن “بي إن سبورت” كانت ملك لأمير قطر حمد بن خليفة وهو المسؤول عن ملف تنظيم قطر لكأس العالم.

ويؤكد أغلب الخبراء على إن المبلغ الذي أنفقته قطر كان أكبر بحوالي 4 أو 5 أضعاف القيمة الحقيقية للصفقة.

كما يوجد عقد بين الفيفا وبي إن سبورتس بقيمة 480 مليون $ من أجل حقوق بث كأس العالم 2026 و 2030

تلك التقارير خرجت للنور بعد قضية فساد كبيرة في الفيفا عام 2015 والتي شملت مسؤولين من جنوب أفريقيا دفعوا رشوة 10 مليون دولار لجيروم فالكه الأمين العام للفيفا مقابل تنظيم مونديال 2010.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك