– التوثيق: استخدام التكنولوجيا لضمان التزام المصابين المؤكدين أو المحتمليين بفيروس كورونا بأوامر الحجر الصحي/ العزل الذاتي عبر تحديد مكان وجودهم وتطور حالتهم المرضية.
– النمذجة: جمع البيانات التي تساعد في شرح كيفية انتشار المرض.
– تتبع الاتصال: تحديد الأشخاص الذين اختطلوا بالمصابين.
يقول مايك براكن، الشريك في شركة بابليك ديجيتال الاستشارية والرئيس السابق للخدمات الرقمية للحكومة البريطانية، إن تقنية التتبع المباشر موجودة بالفعل وتستخدمها الحكومات في جميع أنحاء العالم. لكن لا أحد كشف عن توسيع الأداة وإلى أي مدى وصلت كجزء من المعركة ضد كورونا.
أحد أسباب سرية الإجراءات، وأي سلطة تصلها البيانات، هو التخوف من “نجاح الأعداء في تخطي الإجراءات الحكومية”. يقول براكن إن الحكومة لن تكون صريحة بخصوص القدرات التي تملكها في معركة كورونا “حتى لا تفضح مدى القوة الإلكترونية التي باتت تملكها بهذه السرعة”.
من الناحية العملية، تظهر التخوفات من اعتقاد العملاء بأن مزودي الخدمة يمررون البيانات الشخصية إلى الحكومات سرًا، باعتبارها قد تؤدي إلى نوع من تآكل الثقة الذي يعتمد عليه العالم حاليًا في مكافحة كورونا باعتبار أن “الكل في نفس المعركة”.
جوجل كذلك قالت إنها لا تخطط لاستخدام بيانات الموقع التي تجمعها لإجراءات تتبع الاتصال. تقول الشركة إن آليات جمع البيانات المضمنة في منتجات مثل أندرويد أو خرائط جوجل ليست مصممة لتوفير سجلات قوية أو عالية الثقة للأغراض الطبية ولا يمكن تكييف البيانات مع هذا الهدف”. فيسبوك يقول الأمر نفسه.
لكن الإيكونوميست تفترض أن الشركتين تتخوفان من الإعلان بشكل صريح عن مدى قدرتهم على القيام بهذه الأشياء؛ لأن من شأنه أن يثير مخاوف بشأن الخصوصية.
خبراء العلوم الاجتماعية الحاسبية (علوم تستخدم البيانات من الأنظمة الرقمية لدراسة السلوك البشري) التفتوا إلى مشكلة أخرى. يقول شوني ليمين من جامعة كوبنهاغن إن إحدى المشكلات في النماذج الحالية أنها تفترض أن الناس يختلطون ويتفاعلون بطريقة موحدة؛ بمعنى أن مرور صديق وغريب في الشارع هو نفس نوع التفاعل.
هنا بدأت مجموعتها البحثية في تطوير برنامج لتعلم الآلة يمكنه فحص السجلات التاريخية من مزودي الهواتف المحمولة لتشخيص واستكشاف كيف يمكن تعديل تصنيف هذه التفاعلات وفقًا للعلاقات الممكنة.
هذا سيظهر مثلًا إن كان تجمع الأصدقاء على المقاهي أخطر في نشر كورونا من تسليم الطرود البريدية أو العكس.
خلال وباء كورونا الممتد، مثل هذه البيانات حال التأكد من موثوقيتها ستقدم خدمة كبرى لصانعي السياسات الذين يحاولون إبقاء أجزاء من الاقتصاد قيد التشغيل.
تلزم المصابين المؤكدين/المحتملين بفيروس كورونا بإضافة أرقام محمول خاصة بالجهات المعنية إلى جهات اتصالهم، وإبقاء إعدادت مشاركة الموقع الخاصة بواتساب قيد التشغيل دائمًا، ما يسمح لهم بمعرفة أماكن وجود الهاتف في جميع الأوقات.
أطلقت تطبيقًا مخصصًا ينبه المختصين بالمراقبة إذا ابتعد الخاضع للعزل الذاتي عن مكان العزل. بحلول 21 مارس، كان 42٪ من 10,600 شخص يخضعون للحجر الصحي يستخدمون التطبيق. الغرامات المفروضة على كسر الحجر الصحي ضخمة، وسيصاحبها قريبًا خطر السجن.
تستخدم كوريا الجنوبية كذلك الأنظمة الرقمية لتخفيف العبء على أجهزة تتبع الاتصال البشرية. في بداية تفشي كورونا أدارت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها طلباتها لتاريخ المواقع من خلال الشرطة، لكنها اكتشفت أن النظام كان بطيئًا للغاية، فأتمتت عملية الطلب تلقائيًا، مما سمح لأجهزة التتبع بسحب البيانات تلقائيًا من خلال لوحة تحكم “المدينة الذكية”. تقول التقارير الإخبارية الكورية إن الأتمتة قللت وقت تتبع الاتصال من 24 ساعة إلى عشر دقائق.
تجربة كوريا الجنوبية.. كيف سيطرت على كورونا دون إجراءات الصين المعقدة؟ | س/ج في دقائق
تستخدم نهجًا مختلفًا لتتبع هواتف المعزولين باستخدام بيانات من محطات الإرسال. إذا اكتشفت وجود شخص خارج الحدود المقررة، ترسل إليه رسائل نصية وتنبه السلطات. مغادرة الحجر الصحي بدون الهاتف يعني غرامة مالية.
لا ترسل الهواتف بيانات الرقابة إلى الحكومة فقط. تطبيق مراقبة الحالة الصحية يرسل البيانات أيضًا إلى تطبيقات للدفع الإلكتروني والسماح بحرية التنقل. ليس من الواضح مدى دقة التطبيق، لكن الأشخاص في أكثر من 200 مدينة يستخدمونه حاليًا.
ويسعى أكاديميون ومطورون ومسؤولو الصحة العامة في منظمة الصحة العالمية إلى إنشاء تطبيق لمراقبة الصحة حول العالم مماثل لتطبيق الصين. سيوثق نتائج المناعة، سواء اكتسبها الأشخاص من خلال الإصابة بالعدوى ثم التعافي، أو الحصول على لقاح “حين يصبح متاحًا مستقبلًا”.
أعجبتك تجربة الصين في مواجهة كورونا؟ عرفت تفاصيلها؟ هل تقبل تطبيقها عليك؟ | بودكاست في دقائق
في ألمانيا، قدمت شركة دوتشه تيليكوم بيانات إلى معهد روبرت كوخ، وكالة الصحة العامة الحكومية، في شكل مجمع لا يحدد هوية الأفراد. بينما تتفاوض حكومة بريطانيا مع مزودي خدمة المحمول حول منحها القدرة على الوصول إلى البيانات المماثلة.
مناعة القطيع + تسطيح المنحنى.. تبسيط استراتيجية بريطانيا في مواجهة كوفيد-19 | س/ج في دقائق
سمحت الحكومة للشين بيت في 16 مارس باستخدام معرفتهم التقنية لتتبع الهواتف المحمولة والوصول إلى المصابين من خلالها. لتخضعها المحكمة العليا للرقابة البرلمانية لاحقًا.
حاول مطورو التطبيق معالجة المخاوف المتعلقة بالخصوصية والأمان. تنزيله ليس إلزاميًا، كما يجري تخزين أرقام الهواتف على خادم آمن، ولا يمكن الكشف عنها للمستخدمين الآخرين. لا تجمع بيانات تحديد الموقع الجغرافي (يجب ملاحظة أن قواعد جوجل التي تحكم التطبيقات التي تستخدم بلوتوث تعني أنه سيتم تخزينها على هواتف أندرويد التي تشغل التطبيق؛ أي أن جوجل في هذه الحالة ستعرف أكثر مما تعرف الحكومة).
وكي تعم الفائدة، تخطط سنغافورة لجعل البرنامج مجانيًا ومفتوح المصدر ليتمكن الآخرون من الاستفادة منه.
شعب سنغافورة يثق بحكومته، لذا سارع 13% من السكان بتحميل التطبيق فورًا. أحدهم قال إنه لا يعرف إن كانت الحكومة قد تحاكمه لو رفض تقديم البيانات لوزارة الصحة، لكنه حمله “شعورًا بالمسؤولية”.
س/ج في دقائق: التجربة السنغافورية.. دعك من الأوهام هذا ما حدث على أرض الواقع
لماذا إيطاليا؟ | الصراع السياسي زاد ورطة كورونا.. وتوم هانكس أوجز الأسباب التاريخية | س/ج في دقائق
متى ينتهي كابوس كورونا الجديد؟ | س/ج في دقائق
رحلة مع العلماء وهم يبتكرون لقاحا ضد فيروس كورونا | الحكاية في دقائق
سيناريوهات كورونا | 77 ألفًا أم 8 ملايين.. كم يقتل كوفيد-19؟ | س/ج في دقائق
كورونا | تشريح قاتل يتنكر في هيئة رسول الأوامر العلوية | س/ج في دقائق
تحجيم كورونا | ما المسموح به وما الممنوع كليًا في التباعد الاجتماعي أو العزل الذاتي؟ | س/ج في دقائق