تقع مدينة هيروشيما في جزيرة “هونشو” باليابان، وهي تطل على “خليج هيروشيما”، وتُعرف بأنها مدينة مسالمة.
وهي أول مدينة في العالم تلقى عليها قنبلة ذرية، ويصل تعداد السكان بها نحو 1.17 مليون، حسب التعداد ياباني 2010م.
أذن الرئيس هاري ترومان، القاذفة الأمريكية B-29، إينولا جاي، بإسقاط القنبلة النووية، المسماه “ليتل بوي”، في 6 أغسطس، 1945م.
حذرت اليابان مواطنيها من القنبلة الذرية، حيث تم إلقاء منشورات على مدن باليابان تحذر المدنيين من القنبلة الذرية، خلال أغسطس 1945.
كما حذر الرئيس هاري ترومان من قبل بعض مستشاريه من أن أي محاولة لغزو اليابان ستؤدي إلى خسائر أمريكية مروعة.
أمر باستخدام السلاح الجديد لإنهاء الحرب بسرعة؛ لذا في 6 أغسطس 1945، أسقط القنبلة التي تزن خمسة أطنان فوق هيروشيما.
تم اختيار هيروشيما لأنها لم تكن مستهدفة خلال غارات القصف التقليدية للسلاح الجوي الأمريكي على اليابان، وبالتالي تم اعتبارها مكانًا مناسبًا لاختبار تأثيرات القنبلة الذرية، كما كانت أيضًا قاعدة عسكرية مهمة.
ومن المحتمل أن الولايات المتحدة لم تستهدف طوكيو بدلًا من هيروشيما؛ لأنها كانت مقر الإمبراطور وموقع كبار الضباط العسكريين.
وهؤلاء هم بالتحديد الأشخاص الذين لا تريد قتلهم إذا كنت تريد التفاوض على الاستسلام، لأنهم الأشخاص الذين ستتفاوض معهم.
كان العلماء الأمريكيون العاملون في مشروع مانهاتن قد اختبروا بنجاح القنبلة الذرية في يوليو من عام 1945م.
كلف ترومان لجنة من المستشارين ، برئاسة وزير الحرب هنري ستيمسون ، للتداول بشأن استخدام القنبلة الذرية على اليابان.
قال سام روشي، أمين المحفوظات الإشرافية الرئاسية ، لشبكة CNN: “آنذاك، كان هناك إجماع لدعم قرار الرفض بين أعضاء اللجنة”.
قال تشارلز ماير، أستاذ التاريخ في هارفارد، “كان من الممكن أن يتخذ ترومان قرارًا آخر، ولكنه قدم حلاً يوفر المال.
وقال روشي: “التجربة الأخيرة في المعارك في ايو جيما وأوكيناوا كانت مكلفة للغاية من حيث الخسائر الأمريكية واليابانية”.
على الرغم من تدمير القوات الجوية والبحرية اليابانية، كان هناك اعتقاد سائد بين الأمريكيين بأن اليابانيين سيقاتلون حتى آخر رجل.
قال ماير: إن المؤرخين أشاروا بأن دخول الاتحاد السوفيتي في الحرب ساعد في تحفيز قرار إنهاء الحرب بسرعة باستخدام القنبلة.
قال روشي: إن هيروشيما كانت واحدة من أربعة أهداف محتملة وأن ترومان ترك الأمر للجيش ليقرر أي مدينة ستضرب.
في النهاية تم اختيار هيروشيما كهدف بسبب أهميتها العسكرية لليابان، وبعد ذلك تم قصف ناجازاكي بعد أيام قليلة.
كتب بيتر كوزنيك ، مدير معهد الدراسات النووية في الجامعة الأمريكية، عن ترومان: “كان يعلم أنه بدأ عملية إبادة جماعية”.
كما أكد كوزنيك على إن القصف الذري لليابان لم يكن مجرد جريمة حرب ؛ إنه جريمة ضد الإنسانية.
وتظل الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي استخدمت الأسلحة النووية في الحرب.
أسفرت القنبلة الذرية عن قتل ما لا يقل عن 70ألف شخص في الانفجار الأول ، بينما مات ما يقرب من 70ألف آخرين نتيجة التعرض للإشعاع.
وفقًا لما جاء في تاريخ وزارة الطاقة في مشروع مانهاتن، قد يكون إجمالي الوفيات على مدى خمس سنوات حوالي 200ألف.
أسقطت الولايات المتحدة قنبلة أخرى على ناجازاكي، في 9 أغسطس 1945م، مما أسفر عن مقتل حوالي 80 ألف شخص.
في نهاية الأمر وافقت اليابان دون قيد أو شرط على قبول كافة شروط الاستسلام في 14 أغسطس عام 1945م.
قد أدى الدمار الهائل الذي أحدثه القصف الذري في هيروشيما إلى انتقاد الكثيرين لهذا القرار.
انتقد الرئيس السابق دوايت دي أيزنهاور استخدام القنابل الذرية في مذكراته لعام 1963م، قائلاً إنها ليست ضرورية لفرض استسلام اليابان.
وقال ماير إن تفجيرات هيروشيما وناجازاكي دفعت الإمبراطور الياباني للتدخل بجيش منقسم والدعوة إلى الاستسلام.
و أضاف ماير أن اليابان ربما كانت على استعداد لإنهاء الحرب بشروط مثل إبقاء الإمبراطور في مكانه.
في عام 1958، أصدر مجلس مدينة هيروشيما قرارًا يدين ترومان لرفضه التعبير عن ندمه على استخدام القنابل الذرية واستمراره في الدعوة لاستخدامها في حالة الطوارئ. وقال القرار إن سكان المدينة “يعتبرون أن من واجبهم السامي أن يكونوا حجر الزاوية في السلام العالمي ولا ينبغي السماح لأي دولة في العالم بتكرار خطأ استخدام الأسلحة النووية”.
رد الرئيس الأمريكي آنذاك “ترومان” على قرار مجلس مدينة هيروشيما بكتابة رسالة إلى رئيس المجلس، قال فيها إن “شعور سكان مدينتك يمكن فهمه بسهولة، وأنا لست مستاءً بأي شكل من الأشكال من القرار”.
بل وأدان ترومان اليابان في هجوم بيرل هاربور بسبب هجومهم على الجنود الأمريكيين من الخلف وقتل الكثيرين منهم.
وقال إن قرار استخدام القنبلتين النوويتين أنقذ حياة 250 ألف جندي من قوات الحلفاء و 250 ألف ياباني.
واختتم ترومان حديثه قائلاً: “أعتقد أن تضحية هيروشيما وناجازاكي كانت ملحة وضرورية من أجل الرفاهية المحتملة لكل من اليابان والحلفاء”.
صرح الجنرال أيزنهاور في مؤتمر بوتسدام، “اليابانيون كانوا مستعدين للاستسلام ولم يكن من الضروري ضربهم بهذا الشيء الفظيع”.
صانع القنبلة الذرية التي تم إطلاقها على هيروشيما هو روبرت أوبنهايمر، وغالبًا ما يُطلق عليه لقب “أبو القنبلة الذرية”.
قاد روبرت أوبنهايمر مشروع مانهاتن ، وهو البرنامج الذي طور أول سلاح نووي خلال الحرب العالمية الثانية.
تعمل القنبلة الذرية من خلال انقسام ذرة من مادة مشعة إلى ذرات أخف، فعندئذً يكون هناك إطلاق مفاجئ وقوي للطاقة.
فتح اكتشاف الانشطار النووي إمكانية التقنيات النووية، بما في ذلك الأسلحة، والقنابل الذرية، وهي أسلحة تستمد طاقتها من تفاعلات الانشطار.
بعد ضرب القنبلة الذرية بحوالي 24 ساعة اختفى حوالي 80% من الإشعاع، و في الوقت الحالي يتساوى الإشعاع في هيروشيما وناجازاكي مع المستويات المنخفضة للغاية من النشاط الإشعاعي الطبيعي الموجود في أي مكان على الأرض، والذي ليس له تأثير على أجسام البشر.
خلال عام 1958م ، وصل عدد سكان هيروشيما إلى 410 آلاف نسمة متجاوزًا أخيرًا ما كان عليه قبل الحرب، وفي عام 1980م.
وفي الوقت الحالي أصبحت هيروشيما مركزًا حضريًا رئيسيًا ، ويزورها السياح من كافة الدول، وهي موطن لحوالي 1.17 مليون نسمة.
تشير التقديرات إلى أن هناك 136700 ناجٍ غادروا اليابان، يُعرفون باسم الهيباكوشا، وكان العديد منهم أطفالًا وسمعوا قصصًا من أسرهم.
يعد تسوتومو ياماغوتشي هو أول شخص معترف به رسميًا نجا من القنبلة الذرية التي وقعت في هيروشيما.
موضوعات متعلقة
نسخة للطباعة
