ليست بيتكوين | العملة الرقمية الرسمية: يريدها البنك المركزي.. هل تنفعك أم تضرك؟ | س/ج في دقائق

ليست بيتكوين | العملة الرقمية الرسمية: يريدها البنك المركزي.. هل تنفعك أم تضرك؟ | س/ج في دقائق

18 Jan 2023
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

استمع أولًا إلى بودكاست دقائق “العملة الرقمية الرسمية” من هنا، أو واصل القراءة إن أردت:

أعلنت البنوك المركزية في مصر والجزائر ودول أخرى في المنطقة عن رغبتها في إصدار عملات رقمية رسمية.

ما معنى عملة رقمية رسمية؟ وما الفرق بينها وبين البيتكوين؟ وما هي مزاياها وعيوبها


لماذا أعلن البنك المركزي عن عملة رقمية رسمية على الرغم من تحذيره من التعامل بالعملات الرقمية؟

الأمر هنا مختلف تمامًا، التحذير كان من العملات المشفرة، مثل: البيتكوين وغيرها. لكن هذه المرة الحديث عن عملة رقمية رسمية. بمعنى عملة حكومية غير مشفرة، التي نسميها “الجوف كوين”. أو في مصر، نقدر نسميها الجنيه الرقمي.

جوف كوين | العملات الرقمية الحكومية تزاحم بيتكوين.. هل تسبب انهيار العالم؟ | س/ج في دقائق


ما الفرق بين العملة الرقمية الرسمية والمشفرة؟

الفرق الأهم في فلسفة العملات الرقمية المشفرة نفسها التي تختلف عن العملات الرقمية الرسمية “الجوف كوين”.

أهم ميزة في العملات المشفرة إنها بعيدة عن سلطة وعيون البنوك المركزية. وهذا بالتأكيد خطر ضخم على السلطات المركزية في أكثر من نقطة، منها ما هو إيجابي، ويتمثل في توزيع السلطة المالية على الأفراد في قضاء على المركزية، وأيضًا هي خطوة إيجابية للأجهزة الأمنية، لأن العملات المشفرة تساعد على ضياع كميات ضخمة من الأموال، والتي تتحرك بعيدًا تمامًا عن عين سلطات إنفاذ القانون؛ مما فتح مجال لاستخدامها في 6 عمليات أساسية، بداية من تمويل الإرهاب، لغسيل الأموال، للاحتيال، لجمع المال من برامج الفدية، للابتزاز الرقمي، للتجارة غير المشروعة في المخدرات والسلاح والبشر وغيرها.

ولذلك قررت الحكومات أن تزاحم في نفس السوق الرقمي من خلال العملة الرقمية الرسمية “جوف كوين، بهدف إعادة تركيز السلطة المالية في الدولة.


لماذا تأخرت الحكومات في صنع العملة الرقمية الرسمية كل هذا الوقت؟

في الواقع، كانت حركة البنوك المركزية بطيئة جدًا في التعامل مع دخول الأموال مرحلة الرقمنة. مثلًا رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي السابق “بول فولكر” قال إن آخر اختراع مهم في البنوك كان مكن الايه تي ام.

بالتزامن مع هذا، فإن الثقة في البنوك تتراجع بشدة، خاصة بعد الأزمات المالية المتكررة. وفي الوقت الحالي فإن العالم بأكمله مُعرض للدخول في أزمة اقتصادية جديدة؛ لذا حالة الخوف الحالية تهدد بفقدان الحكومات والبنوك المركزية للسيطرة على الاقتصاد لصالح القطاع المالي الموازي الذي لا يلتزم بالقوانين والرقابة.

استغل المحتالين التشكيك في البنوك المركزية وقاموا بعدة عمليات احتيال بالملايين تحت شعار الاستثمار في العملات الرقمية، مثل: روجا اجناتوفا.


هل مصر والجزائر فقط هم المقبلين على تلك الخطوة؟

لا بالتأكيد. بحسب دراسة لبنك التسويات الدولية، 86% من البنوك المركزية تدرس بجدية إطلاق العملة الرقمية الرسمية ، 60% منها بدأ فعلًا دراسة التفاصيل التكنولوجية للإطلاق، و14% جاهزة للإطلاق الأولي قريبًا.


حسنًا، ما هي مميزات العملة الرقمية الرسمية للمواطن؟

البعض يرى أنها فرصة مثالية من أكثر من زاوية.

أولًا: الأموال ستكون مضمونة من البنك المركزي وليس مجرد بنك صغير داخل الدولة. وبذلك لن تخسر أموالك إلا إذا أعلنت الدولة إفلاسها.

ثانيًا: لن تضطر لحمل أموال كاش كثيرة، أو الدخول للبنك أو عمل تحويلات تمر على البنوك. بل سيكون التعامل مباشرة مع البنك المركزي.

وبالتالي سيتم توفير نفقات تشغيل الصناعة المالية العالمية، وسيكون نصيبك منها سنويًا 350 دولار. وسيكون سهل فتح حساب بنكي لكل مواطن، ودفع الأموال من الهاتف. هذا قد يساعد في استقرار سعر العملة وزيادة قيمتها وتخفيض الفوائد والحد من التضخم.

على مستوى العالم، سيكون هناك وسيلة دفع عابرة للحدود، وفرصة لتوفير بدائل للدولار. وبالتالي قد تنتهي الأزمة الحالية.


ما هي عيوب العملة الرقمية الرسمية؟

هناك العديد من التقارير التي تُشيد بعيوب العملة الرقمية الرسمية حول العالم، ومنها: أن بنك التسويات الدولية قدم 7 مشاريع لاختبار العملة الرقمية الرسمية في 2022، كانت النتيجة إن 4 بنوك بس أثبتت قدرتها على الاستخدام المحتمل للبنوك الرقمية. وبالتالي فإن نسبة النجاح تقارب الخمسين خمسين.

النقطة الثانية والأهم، تتمثل في القضاء على دور البنوك؛ لأن المواطن سيفضل التعامل المباشر مع البنك المركزي دون وسيط.

كما ستتقلص مصادر التمويل، وبالتالي سيكون من الصعب الحصول على أي قرض من البنك، وستكون الجهة الوحيدة افتراضيًا هي البنك المركزي نفسه.

بالإضافة إلى ذلك، فإنك كمواطن ستصبح مكشوف تمامًا لموظف البنك ومن خلفه الحكومات طبعًا.

صحيفة فوربس كتبت تقرير حول هذا الأمر، قالت: إن خصوصية المواطنين ستنتهي عندما نصل لتلك المرحلة. السلطات المركزية ستعلم دخلك ونفقاتك وكافة تفاصيل حياتك.

أما الغرامات والفواتير ستكون إلكترونية وفورية، حتى إن كنت في حاجة للدفع بعد فترة قصيرة، لن يُسمح لك بذلك.

ستصبح للحكومة القدرة على معاقبة أي شخص لأي سبب؛ وستوقف معاملتهم المالية بضغطة زر واحدة، كما يحدث في الصين.


كيف طبقت الصين نظام العملة الرقمية؟

باختصار، كانت الصين من أولى الدول التي صنعت العملة الرقمية الرسمية وطبقت نظام رصيد اجتماعي. الدولة تراقب كل السلوكيات العامة للمواطنين تقريبًا. مثلًا: إذا كتبت بوست على مواقع التواصل الاجتماعي لا يتناسب مع الحزب؛ سيقل تقييمك، أما إذا تبرعت لمنظمة خيرية؛ سيرتفع تقييمك وستحصل على خدمات متعددة.

وبالتالي فالأمر عبارة عن مكافآت وعقوبات، إن قمت بأي مخالفة قد تجد نفسك ممنوعًا من السفر أو محرومًا من الخدمات الطبية بسبب تلك المخالفة.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك