تقول وزارة الدفاع التركية إن ثلاثة مدنيين قتلوا وأصيب 12 شخصًا آخرين، بينما تنقل الجارديان عن مراقبين إن القتلى من مسلحي المعارضة.
وبحسب فرانس برس، كانت القافلة تضم نحو 50 مدرعة، بينها خمس دبابات على الأقل.
الغارات استهدفت منع وصول القافلة إلى وجهتها التي تقول تركيا إنه كانت قواتها في نقطة المراقبة التابعة لها في مورك، وهي واحدة من 12 منشأة تستهدف “نظريًا دعم اتفاق بين روسيا وتركيا وإيران أدى إلى تأخير هجوم شامل للنظام على إدلب لما يقرب من سنة.
لكن سوريا تقول إنها كانت في الطريق لدعم المتمردين الجهاديين في آخر جيوب التمرد في إدلب.
وتعتبر سوريا أن وصول القافلة إلى المنطقة عمل عدواني، متعهدة بأن أي تعزيزات لن تمنع قوات الجيش من تعقب فلول الإرهابيين.
تقول تركيا إن الهجوم ينتهك اتفاق المنطقة العازلة، لكن روسيا تشكو من أن القوات التركية فشلت في الوفاء بتعهداتها ضمن الصفقة، بعدما باتت المناطق التي تراقبها نقطة انطلاق لهجمات متكررة ضد مناطق خاضعة لسيطرة نظام الرئيس بشار الأسد والمنشآت العسكرية الروسي.
وبموجب الاتفاق، كان من المفترض أن تضمن تركيا السيطرة على قوات المتمردين المناهضين للأسد.
كبير المحللين في مجموعة الأزمات الدولية سام هيلر يقول إن إدلب وتركيا سيكونان في ورطة حال قرر الروس التنفيذ الحرفي للاتفاقية؛ لأنه قد يكون من المستحيل أن تسيطر تركيا بشكل كامل على الجماعات الجهادية المتشددة، بما في ذلك هيئة تحرير الشام.
وتسببت الضربات الجوية في تباطؤ تقدم التعزيزات إلى البلدة الواقعة في جنوب إدلب، والتي تشهد معارك مستمرة بين الجيش السوري والمتمردين.
وكثفت سوريا وروسيا هجماتهما على المنطقة منذ أبريل/ نيسان، ردًا على ما وصفته بانتهاكات الهدنة المتكررة من قبل الجهاديين المرتبطين بتنظيم القاعدة.
تفاهمات ما قبل القصف.. كيف تعيد روسيا و تركيا تقسيم إدلب السورية؟ | س/ج في دقائق
ودخلت قوات سوريا المدعومة من روسيا الضواحي الشمالية الغربية لخان شيخون ذات الأهمية الاستراتيجية على طريق سريع يربط دمشق بحلب يوم الأحد.
وتحتشد القوات السورية شرق وغرب خان شيخون، بينما تستهدف وسط البلدة والقرى المحيطة بها بغارات جوية.
السيطرة على خان شيخون ستعني أن النظام السوري حاصر المنطقة التي يسيطر عليها المتمردون في الجنوب.
والأسبوع الماضي، أسقط صاروخ مضاد أطلقه المتمردون طائرة حربية سورية من طراز سوخوي الروسي في المنطقة، وفقًا لوكالة الأنباء الحكومية سانا. وأعلنت هيئة تحرير الشام مسؤوليتها، وأظهرت طيارًا سوريًا تحتجزه في مقطع فيديو.
ونقلت رويترز عن عقيد في قوات المتمردين إن المعارك مستمرة على الأطراف، وإن مقاتلي القوات المدعومة من تركيا انضموا إلى الدفاع.
وتحت القصف العنيف، تراجع المتمردون من مدن جنوب خان شيخون لتجنب عزلها عن بقية المناطق التي يسطير عليها المتمردون.
وقال: “حذرنا منذ سنوات من أن الكارثة النهائية هي إدلب حيث لم يعد هناك نقطة هروب أخرى لثلاثة ملايين مدني”.
يتخوف إيجلاند من أن الهجوم الشامل على منطقة إدلب وشمال حماة المجاور يعني أن مليون طفل سيصبحون في مرمى نيران مروعة. “يبدو أن هذا يحدث الآن”.
وحذرت الأمم المتحدة منذ فترة طويلة من أن هجومًا كبيرًا آخر على إدلب قد يخلق كارثة إنسانية أكبر من أي سابقة ضمن الحرب الأهلية التي دامت ثماني سنوات في سوريا.
حذر وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو نظام الرئيس بشار الأسد من “اللعب بالنار”، قائلًا إن الهجمات يمكن أن تمهد الطريق لكارثة، وإن أنقرة ستفعل كل ما هو ضروري لأمن جنودها.
وثارت تساؤلات حول سلامة الجنود الأتراك في مورك السورية بعد انسحاب المتمردين تحت قصف جوي مكثف، لكن أوغلو قال إن تركيا ليس لديها نية لنقل مركز المراقبة من البلدة.
وتنقل الجاريان عن مسؤول تركي كبير لم تسمه إن أنقرة انتقلت إلى دور أضيق، لكنها ستستمر في تشكيل مصالحها الخاصة. وتصر أنقرة على أنها لن تدع إدلب تسقط عسكريًا.
ومن باريس، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعمه لحملة إدلب خلال لقائه مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
س/ج في دقائق: كيف تأجج الوضع في إدلب السورية؟ ولماذا الآن؟
تايم لاين في دقائق: إدلب على طريق الحرب.. أبرز محطات التصعيد