هل الاسكندرية ستختفي | متى سوف تغرق الاسكندرية؟ | كيف غرقت الإسكندرية القديمة

هل الاسكندرية ستختفي | متى سوف تغرق الاسكندرية؟ | كيف غرقت الإسكندرية القديمة

16 Feb 2023
بنك المعرفة دقائق.نت
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

هل الاسكندرية ستختفي تمامًا؟ هذا هو السؤال الذي يشغل بال سكان مدينة الإسكندرية الساحلية الواقعة على البحر المتوسط، حيث يزداد خطر اختفاء الاسكندرية بفعل ارتفاع منسوب مياه البحر الذي سيتسبب في يوم من الأيام بتلاشيها تحت الأمواج، ولكن هل هذا سيحدث قريبًا؟ هل ستكرر مأساة غرق الاسكندرية القديمة؟ سنجيب على تلك التساؤلات في السطور القادمة.

هل الاسكندرية ستختفي

تغرق مدينة الاسكندرية كل عام بمقدار ما يزيد عن ثلاثة ملليمترات تقريبًا، وتُضعفها عمليات التنقيب عن الغاز البحري بالإضافة إلى سدود النيل التي تتسبب في منع الطمي من أن يرسّخ تربتها.

وقد اضطر عدد كبير من الأشخاص في الاسكندرية إلى مغادرة منازلهم بسبب الفيضانات المستمرة التي حدثت خلال عام 2015 و2020، وقد حذّرت وزارة الموارد المائية والري المصرية أن هذا الأمر سوف يتكرر.

وقد أوضح أحمد عبد القادر رئيس الهيئة المصرية العامة لحماية الشواطئ أن الخطر موجود، إلا أنهم يقومون بعمل مشروعات عديدة يمكن أن تخفف هذا الخطر وتحمي الناس والأرض.

متى سوف تغرق الاسكندرية؟

إذًا هل الاسكندرية ستختفي بالفعل؟ يجيب على هذا السؤال ما ذكرته لجنة المناخ التابعة للأمم المتحدة (IPCC) حيث صرّحت بأن أفضل سيناريو يُمكن أن يحدث هو أنه في عام 2050 سوف تتعرض ثلث الاسكندرية تقريبًا للغرق وستُصبح غير صالحة للسكن، وسوف يتم إجبار حوالي 1.5 مليون شخص على مغادرة منازلهم.

هل الاسكندرية ستختفي بفعل التغير المناخي؟

هل الاسكندرية ستختفي وخطر اختفائها يزداد يومًا بعد يوم؟ للأسف الإجابة هي نعم، حيث إن الوضع اليوم أصبح أكثر خطورة في ظل التغيرات المناخية التي تحدث مما يمكن أن يتسبب في ارتفاع مستوى البحر الأبيض المتوسط حوالي مترًا خلال الثلاثين عامًا القادمة.

ونتيجة لارتفاع مستوى البحر فإن حوالي ثلث الأراضي الزراعية الخصبة الواقعة على دلتا النيل سوف تتعرض للغرق التام وسيتم ابتلاعها، وكذلك مدينة الاسكندرية وما تتضمنه من آثار تاريخية مهمة.

وقد صرّح عبد القادر قائلاً: “إن التغير المناخي هو حقيقة بالفعل، ولم يعد مجرد تهديدًا فارغًا”، وهذا تأكيدًا أيضًا على ما صرّح به خبراء الأمم المتحدة الذين يروا أن الارتفاع الذي سيحدث في البحر الأبيض المتوسط سيكون سريع بشكل يفوق أي مكان آخر بالعالم.

هل اسكندرية ستختفي – هل سينقذها نظام الصرف الصحي؟

أوضح اللواء محمد الشريف محافظ الاسكندرية أن نظام الصرف الصحي الموجود في مدينة الاسكندرية قد تم تصميمه لكي يمتص حوالي مليون متر مكعب من الأمطار، وعلى الرغم من ذلك فإن العواصف العنيفة التي تحدث بفعل التغير المناخي جعلت الأمطار تهبط في بعض الأحيان بمقدار حوالي 18 مليون مكعب في المرة الواحدة.

وهذا بالتأكيد ينبئنا بحجم الكارثة ومدى العواقب الوخيمة التي يُمكن أن تحدث بفعل التغيرات المناخية التي تستمر في الازدياد سوءًا، والتي سيكون لها تأثيرات كبيرة على الإسكندرية وسكان مصر جميعًا؛ نظرًا لان الأسكندرية هي موطن لأكبر ميناء بالبلاد.

آثار الإسكندرية مهددة بالغرق

هل اسكندرية ستختفي وتختفي معها آثارها؟ هذا ما يجعل الجميع يشعر بالقلق، حيث إن مدينة الاسكندرية غنية بالآثار والتراث المهدد بالغرق بما في ذلك قلعة قايتباي التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر.

بُنيت قلعة قايتباي على أرض كانت من قبل مكان وجود منارة الإسكندرية – إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة -، وقد تم بناء حاجز للأمواج خصيصًا لها يتكون من خمسة آلاف كتلة خرسانية كبيرة حتى تصبح في مأمن من خطر البحر.

لهذا وعلى الرغم من أن فكرة إعادة إعمار الاسكندرية ليست بالفكرة الجديدة، إلا أن الآثار السلبية لتغير المناخ ستكون ضخمة وسيكون تأثيرها كبير، وسيحتاج الأمر إلى تلقّي المساعدة من الغرب لأجل مواجهته.

الإسكندرية القديمة تحت الماء

بعد أن عرفنا هل الاسكندرية ستختفي أم لا، دعونا نعرف عن غرق الاسكندرية القديمة. اكتشف فرانك جوديو عالم الآثار الكثير من آثار الإسكندرية القديمة الغارقة تحت الماء، واستطاع أن يحدد الخطوط العريضة لشاطئ الميناء القديم، وكشفت الخرائط عن مجموعة أساسات ومعابد وقصور ملكية مدفونة تحت رمال الإسكندرية.

وقد قام فرانك بالتعاون مع الجيولوجي جان دانيال بعمل فحوصات لعينات من الرواسب المحفورة التي تم العثور عليها، وقد توصّلوا إلى أن مدينة الاسكندرية القديمة قد غرقت في البحر على مدار قرون نتيجة لكل من الزلازل والتسونامي مما جعلها تهبط بشكل تدريجي تحت البحر.

كيف غرقت الإسكندرية القديمة

في الحادي والعشرين من أغسطس في عام 365 ميلاديًا حدث جفاف للبحر الموجود بالميناء بشكل مفاجئ، وانقلبت السفن، وتناثرت الأسماك بالرمال، وظل السكان يتجولون في المكان بعد أن أصبح خاليًا من كل شئ.

وتلى هذه الحادثة الغريبة كارثة مرعبة حينما ضرب تسونامي هائل مدينة الاسكندرية، وتسبب في إلقاء السفن فوق سطح المنازل ومعها المياه المندفعة، وقد أدت تلك الكارثة إلى وفاة حوالي 50 ألف شخص.

كانت تلك الحادثة هي بداية لقرنين من الزمن كانوا من أصعب ما مر على سكان الاسكندرية، حيث حدث نشاط زلزالي شديد وارتفع منسوب مياه البحار، وهذا تسبب في إحداث تغير جذري بالساحل المصري.

قصر كليوباترا الغارق تحت الماء

أمضى فرانك جوديو ما يقرب من 10 سنوات في التخطيط والبحث من أجل استكشاف أسرار قصر كليوباترا الغارق تحت الماء، وبدأ تدريجيًا بالعثور على بعض الأدلة التي بدأت بحطام سفينة قديم ومجوهرات ودبابيس شعر وأكواب زجاجية.

بعد ذلك خلال أواخر التسعينيات تم اكتشاف أرصفة قديمة وسلسلة من الأعمدة العملاقة المصنوعة من الجرانيت المصري الأحمر، وأشارت اللوحات القديمة إلى أن تلك الاعمدة كانت بمثابة بوابة احتفالية لجزيرة أنتيرودس التي تم اكتشافها.

واخيرًا وجد فريق جوديو أساس خشبي لقصر كليوباترا والذي يعود تاريخه إلى حوالي 200 عام قبل ولادتها، وبهذا اعتقد جوديو أن كليوباترا قد ورثت هذا القصر، كذلك وجد الفريق تماثيل من المُعتقد أنها تعود إلى معبد كليوباترا، حيث كان هناك تمثال لكبير الكهنة وتمثالين يمثّلان أبي الهول.

هل يمكن الغوص ورؤية قصر كليوباترا الغارق؟

لسوء الحظ تم استخراج كافة القطع الأثرية الخاصة بقصر كليوباترا من الماء، وقام الفريق بالتقاط العديد من الصور المفصلة لكل شئ قبل أن يقوموا باستخراجه، ومع ذلك لازال هناك بعض القطع الآثرية التي يُمكن أن يراها الغواصون ويستشعروا هذا التاريخ العريق من حولهم تحت الماء.

يُمكن رؤية الأحجار المكتوب عليها بالكتابات المصرية القديمة، وقد ترى أيضًا عدد من أعمدة قصر كليوباترا، ومجموعة من الأحجار الضخمة الموجودة في كل مكان، بالإضافة إلى أوعية كبيرة قديمة تم استعمالها لحفظ الماء أو الطعام.

لماذا سميت الاسكندرية بهذا الاسم

يرجع سبب تسمية الاسكندرية بهذا الاسم نسبةً إلى مؤسسها الإسكندر الأكبر الذي أسسها حول بلدة مصرية قديمة صغيرة في حوالي 331 قبل الميلاد، وأصبحت منذ ذلك الوقت أحد المراكز المهمة للحضارة الهلنستية.

كانت الإسكندرية الهلنستية مشهورة بعدة آثار مهمة مثل منارة الإسكندرية (فاروس) التي كانت واحدة من عجائب الدنيا السبع القديمة، بالإضافة إلى مكتبتها التي كانت الأكبر في العالم القديم، وسراديب الموتى التي كانت من عجائب الدنيا السبع في العصور الوسطى.

عُرفت مدينة الاسكندرية بأنها ثاني أقوى المدن بالعالم القديم بعد روما، واليوم هي لازالت تحمل مكانة كبيرة نظرًا لكونها تخدم حوالي 80% من واردات وصادرات مصر، وتمثّل مركز صناعي مهم للغاز الطبيعي، وهي أحد الوجهات السياحية المهمة.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك