5 أفلام مؤثرة عن جحيم الحياة تحت حكم طالبان وأخواتها | حاتم منصور

5 أفلام مؤثرة عن جحيم الحياة تحت حكم طالبان وأخواتها | حاتم منصور

18 Aug 2021
حاتم منصور
الصحوة الإسلامية سينما عالمية
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

لا صوت يعلو حاليًا على أخبار استعادة جماعة طالبان سيطرتها على أفغانستان بكل ما يثيره اسم طالبان من ذكريات مريرة وقصص معاناة.

طالبان 2.0 | من هم؟ من يقودهم؟ وكيف سيحكمون أفغانستان؟ | س/ج في دقائق

ما طبيعة الحياة تحت حكم هذا النوع من البشر؟ السؤال يجول بخاطر ملايين الآن. والسينما العالمية لم تُقصر في تقديم إجابته، سواء بشكل مباشر عن طالبان وأفغانستان، أو بشكل غير مباشر عما يماثلهما من أنظمة ودول.

هنا جولة مع 5 أفلام مهمة، يوجز كل منها الاجابة بشكل فني مختلف ومؤثر:

1- The Kite Runner
عداء الطائرة الورقية – 2007

الفيلم الأشهر ربما في قائمتنا هنا. خاصة أن الرواية المقتبس منها للروائي الأمريكي الجنسية الأفغانستاني الأصل خالد حسيني – والتي تحمل نفس الاسم – حققت مبيعات عالية منذ صدورها عام 2003.

قصة الفيلم تبدأ في السبعينيات، قبل احتلال السوفييت (روسيا حاليًا) لأفغانستان. نشاهد فيها طفلين، أحدهما من أسرة ثرية والآخر العكس، تجمعهما صداقة بريئة، قبل أن تتعقد الأحداث بوصول السوفييت أولًا، وسيطرة طالبان على الحكم لاحقًا. وعبر الأحداث نعرف الكثير أيضًا عن التباين بين الطبقات بسبب التركيبة الاجتماعية والعرقية والمذهبية.

مصادر تمويل طالبان | الأفيون أحد 5 كنوز تمنح “المجاهدين” 1.6 مليار دولار سنويًا | قوائم في دقائق

يحافظ هذا الفيلم الأمريكي على الميلودراما الموجودة في الرواية. وألم أحداثه لا ينبع فقط من الأهوال التي يتعرض لها الأطفال. لكن من نقطتين يبلورهما ويضاعف بهما هذا الألم:

أ- اعتياد الأطفال المساكين على هذه الإهانات والقسوة، وكأنهم لا يستحقون حياة أفضل، ولا يتخيلون حتى احتمال لوجودها.

ب- الابتعاد عن تقديم مشاهد تفصيلية لأصعب الأحداث وأكثرها رعبًا، وتركها لخيال المتفرج.

The Father | أنتوني هوبكنز ضد الوحش الأكثر رعبًا على الاطلاق (كبر السن) | حاتم منصور

بفضل هذا المنهج، وبفضل طاقم تمثيلي ممتاز، سواء من الأطفال أو الكبار، ترك الفيلم بصمته المميزة والموجعة عن شرور طالبان وآلام البشر العاجزين عن ردعها، وعقد الذنب التي يمكن أن تنتج عن ذلك.


2- Osama
أسامة – 2003

واحد من الأفلام القليلة في القائمة التي صُورت فعلًا في أفغانستان نفسها. ويُعتبر إنتاجًا مشترك بين جهات سينمائية متعددة من (أفغانستان – هولندا – اليابان – إيران).

لا علاقة لاسم أسامه هنا، بزعيم القاعدة الإرهابي أسامه بن لادن. وأغلب الطاقم التمثيلي في الفيلم أفغان غير محترفين، اختارهم المخرج الأفغاني صديق برمك.

كيف انتفضت هوليوود من تحت أنقاض 11 سبتمبر؟ | حاتم منصور

الأحداث عن طفلة تضطر للتنكر في هيئة ولد، لتستطيع العمل ومساعدة أسرتها ماديًا، بسبب عدم وجود عائل ذكر، ورفض تنظيم طالبان لعمل النساء. وطبقا لتصريحات المخرج ولجهات أخرى، فالواقعة حقيقية.

المكان حاضر هنا بقوة في الأحداث. ولعل النقطة الأكثر ألمًا على الإطلاق في الفيلم أنه لا يقدم أعضاء طالبان كأشرار وشياطين مدركين لفظاعة أفعالهم، بقدر ما يقدمهم كمجموعة من المتخلفين الذين ورثوا قناعات غبية، وبرنامج حياة بدائيا، لا يعرفون له بديلًا.

لبيك “إسلام الجريمة”.. كلنا نفدي الحمى .. أكان الشيخ شاهدا أم مجرما؟ | خالد البري

الجملة السابقة تخص الفيزيائي الأمريكي ستيفن واينبر. وفيلم أسامة يبلورها دراميًا إلى أقصى درجة.


3- The Breadwinner
المُعيلة – 2017

يشترك هذا الفيلم الكارتوني الأيرلندي، الذي أخرجته نورا تومي وأنتجته نجمة هوليوود أنجلينا جولي في بعض الخطوط الدرامية مع فيلم أسامة، وأهمها جزئية الطفلة التي تتنكر كولد. لكنه يضيف عنصرين مختلفين.

أولهما الصورة. الشكل الكلاسيكي للرسوم المتحركة ثنائية الأبعاد، مناسب جدًا لفيلم يسرد أحداثه من منظور طفلة بريئة. والتناقض بين هذا الطابع البصري البسيط الطفولي البريء، وبين جرائم طالبان يترك تأثيرًا مضاعفًا لدى المتفرج.

وثانيهما الخيال؛ بفضل إضافة حبكة جانبية تحاول فيها الفتاة أن تهرب من واقعها الأليم، وأن تتخيل حدوتة أخرى تنتهي بانتصار الخير والبراءة.

بفضل العنصرين، نال الفيلم تذكرة استحقاق للحضور في القائمة هنا، حتى لو كانت فكرته وحبكته الرئيسية مكررة. وغالبًا كانا السبب أيضًا في تذكرة ترشيحه للأوسكار كأفضل فيلم رسوم متحركة.


4- The Stoning of Soraya M
رجم ثريا – 2008

أحداث هذا الفيلم الأمريكي، مقتبسة من كتاب بنفس الاسم للصحفي الفرنسي إيراني الأصل فريدون صاحبجم. وفيه يتبع واقعة حقيقية لسيدة حُكم عليها بالرجم بتهمة الزنا عام 1986 في قرية إيرانية.

السينما الإيرانية بين ثورة الخميني وأوهام العالمية | حاتم منصور

الفيلم إذن بعيد جغرافيًا عن طالبان وأفغانستان، لكن هل هو بعيد عنهما ذهنيًا وفكريًا؟ إجابتي لا، ولهذا لم أتردد في ضمه هنا.

قوة الفيلم تتجلى بالأخص في التفاصيل الدموية التي تستعرضها الكاميرا طوال واقعة الرجم. المشهد موتر ومقبض ومرعب ومؤلم لأقصى درجة. ويتضاعف تأثيره لأننا نعلم أن ما نشاهده يحدث على أرض الواقع فعلًا، وليس مجرد خيالات لمؤلفي ومخرجي أفلام الرعب.

ليس الحجاب فقط.. المرأة الإيرانية قبل ثورة الخميني | الحكاية في دقائق

الملايين في مجتمعاتنا العربية تردد في ثقة “أنا مؤيد لتطبيق الحدود”؛ ربما لأن الغالبية لا تستطيع حتى تخيلها. فيلم رجم ثريا يمنح هؤلاء الفرصة لمشاهدة الشريعة التي يطلبونها بالصوت والصورة، وربما يكفي كى يراجع بعضهم نفسه ويتساءل:

هل هذا هو نوع المجتمع الذي أرغب أن أعيش فيه فعلًا؟


5- Cuties
جميلات – 2020

غالبًا قابلت عشرات الصور والفيديوهات، لهؤلاء الذين حاولوا اللحاق بالطائرات وهي تفر من أفغانستان بعد عودة طالبان للحكم. البعض فشل. والبعض نجح وسيعيش مع أسرته كمهاجر في دولة أخرى. ربما دولة غربية.

البواب في السينما | أخلاق القرية في أرقى أحياء العاصمة.. الحياة تحت وصاية عبد السميع! | أمجد جمال

هل تتخيل حياة هؤلاء الأطفال والمراهقين بالأخص، عندما يتعرضون للصدمة الحضارية، الناتجة عن اختلاف الثقافة الدينية المنغلقة التي سيحاول أهلهم تربيتهم عليها، والثقافة الغربية المتحررة التي تمثل النقيض التام لها؟

يُطلق على هذه الأزمة النفسية التي يتعرض لها أبناء المهاجرين “اضطراب الهوية”، وهي الخيط الرئيسي للفيلم الفرنسي Cuties الذي يتبع هذه الأزمة، من منظور طفلة من أصول سنغالية مسلمة، تعيش مع أمها وشقيقها في فرنسا.

الفصل بين الجنسين | من عمر الإعدادية بنين وأم المؤمنين بنات تبدأ شرعنة التحرش | أحمد رجب

من جديد نحن بعيد تمامًا جغرافيًا عن طالبان وأفغانستان. لكننا بالتأكيد نشاهد طوال الفيلم نموذجا آخر لضحايا ومآسٍ بشرية، تنتج عن تجارب طالبان وأخواتها، وما يحدث بعدها من موجات نزوح وهجرة.

الطريف أن هذا الفيلم تعرض لاتهامات شرقًا وغربًا، ولأزمة هوية من نوع مختلف، وهو ما يمكنك أن تقرأ تفاصيله هنا:

Cuties | بيدوفيليا أم فن؟ | كيف دفع الفيلم الخطأ ثمن خطايا اليسار والصوابية السياسية؟ | حاتم منصور


وصلنا للنهاية. وسؤالي الأخير للقارئ العزيز:

هل يوجد فيلم آخر توقعت وجوده هنا على ضوء العنوان، لكن لم تجده؟ وما المميز في الطريقة التي يتعرض بها للحياة تحت حكم طالبان وأخواتها؟

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك