أهم 10 أفلام عن الاغتصاب والتحرش والجرائم الجنسية | حاتم منصور

أهم 10 أفلام عن الاغتصاب والتحرش والجرائم الجنسية | حاتم منصور

15 Jul 2020
حاتم منصور
سينما عالمية
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

الحديث لا يتوقف في الأعوام الأخيرة عن جرائم الاغتصاب والتحرش العنف والابتزاز والاعتداء الجنسي. وهو حديث مفيد وضروري لكل مجتمع على أي حال؛ لأن إخفاء التراب تحت السجاد لا يفيد أحدًا، بقدر ما يضمن استمرار وانتشار هذه الجرائم.

إنفوجرافيك في دقائق: التحرش الجنسي حول العالم.. إحصائيات مرعبة

غالبا سيتخيل البعض أن السنوات الأخيرة شهدت أهم علامات سينمائية عن هذه القضايا، بعد الضجة الإعلامية التي أحدثتها حركة مي تو #metoo عام 2017. لكن المفاجأة الأولى هنا، أن أهم وأنضج أفلام تعود لعقود وعقود مضت. والمفاجأة الثانية أن بعض هذه الأفلام كانت ستصبح محور رفض وانتقادات من التيارات النسوية لو تم إنتاجها اليوم، كما سنشرح لاحقًا!

الترتيب في القائمة لا يعكس ترتيب جودة هذه الأفلام، أو ترتيب عرضها زمنيًا. بل هو ببساطة ترتيبي للتسلسل المنطقي الواجب للحديث عن القضايا المثارة نفسها، وما يضيفه كل فيلم عنها.

1- The Accused

المتهمة – 1988

الفيلم مقتبس من واقعة اغتصاب حقيقية عام 1983. ما يجعله يستحق التقدير أكثر وأكثر، أنه يتجاوز تفاصيل الواقعة الحقيقية، ولا يحاول زغزغة مشاعر التعاطف ناحية البطلة عن طريق تقديمها في صورة بريئة مثالية ملائكية، بقدر ما يصدمنا بهدم كامل للقناعات السائدة وقت عرضه.

نشاهد البطلة الضحية قبل واقعة الاغتصاب بملابس مثيرة، وبسلوك عابث مع شباب ورجال في حانة خمور، وفي رقصة ساخنة؛ كل المعطيات التي تخلق عادة وحتى اليوم أسئلة واتهامات لضحايا الاغتصاب والتحرش من نوعية:
إيه اللي وداها هناك؟ ما شكل ملابسها وقت الحادثة؟ لماذا وافقت من البداية على صحبة رجال؟

هل ينصف الطب الشرعي ضحايا الاغتصاب والتحرش والاعتداءات الجنسية؟ | بودكاست دقائق

لكن مع حدوث الاغتصاب أمامنا، نتفهم جيدًا أن ما حدث هو جريمة اغتصاب، وأن كل المعطيات السابقة لا تصلح كتبرير، وأنه لا يجوز نهائيًا أن نحول الضحية لـ “متهمة”. كل هذا ضروري قبل أن نشارك البطلة رحلتها الصعبة لإثبات هذه الحقيقة البسيطة للقضاء وللمجتمع.

مشهد الاغتصاب لا يزال حتى اليوم من أصعب المشاهد السينمائية وأكثرها إرهاقًا، وبالتأكيد يستحق المخرج جوناثان كابلان الكثير من الإشادة في هذه الجزئية، لكن تظل جودي فوستر هي جوهرة الفيلم الحقيقية. كتبت شهادة ميلادها فنيًا بفضله ونالت عنه بجدارة أول أوسكار في مشوارها (الثاني سيتحقق بعد 3 أعوام بفضل فيلم صمت الحملان). وكتبت للفيلم أيضًا أهم عناصر خلوده السينمائي.


2- Incendies

حرائق – 2010

أم من أصول لبنانية تتوفى في كندا، وتترك وصية لأبنائها بخصوص ضرورة زيارة لبنان، ومعرفة قصتها الخفية. وهي الزيارة التي لن نعرف بفضلها فقط المزيد عن الأم وعن واقعة اغتصاب، لكن سنعرف أيضًا الكثير والكثير عن الشرق الأوسط وثقافاته وصراعاته ووضع المرأة فيه.

التحرش وﺍﻟﺼﺤوة ﺍﻹسلامية مناﻓﻊ مشتركة.. “ﻋﺸﺎﻥ تبقي تقولي ﻷ”| عمرو عبدالرزاق

الفيلم كان شهادة استحقاق المخرج الكندي دوني فيلنوف للانتقال إلى هوليوود، ومن حسن حظنا أنه فعل ذلك، وأمتعنا لاحقًا بقائمة أفلام ممتازة تتضمن Prisoners – Sicario – Arrival – Blade Runner 2049.

يمكن من الآن الرهان على فيلمه القادم Dune بالمناسبة.


3- Fatal Attraction

انجذاب قاتل – 1987

عندما نسمع مصطلح “الابتزاز الجنسي” نفكر غالبًا في رجل يبتز امرأة بفضح أسرار علاقة لها أو صور أو فيديوهات، ويطلب منها نظير سكوته أموالًا أو خدمات جنسية. باختصار معادلة “رجل مجرم – امرأة ضحية”.

عظمة وأهمية هذا الفيلم الذي أخرجه أدريان لين، تكمن في مساره العكسي؛ لأن الأحداث عن أب ورجل متزوج (مايكل دوجلاس) يتورط في علاقة جنسية عابرة مع امرأة (جلين كلوز). لكن ما يظن البطل أنه سينتهي سريعًا مثلما بدأ، سيتحول تدريجيًا إلى علاقة تهديدات وابتزاز وعنف مرعبة منها. بصياغة أخرى: نعم يمكن للرجل أن يكون ضحية المرأة في هذه الجرائم.

تايم لاين في دقائق| #MeToo .. صدمة ما بعد السنة الأولى

غالبًا لو صنعت هوليوود هذا الفيلم اليوم، لانتهينا بقائمة اتهامات ومزايدات نسوية مضمونها أن ذكورية هوليوود، تجعلها تصمم على شيطنة المرأة في أفلامها، بدلًا من أن تناقش قضايا العنف والجنس ضدها. لكن من حسن الحظ أن الثمانينيات كانت فترة عظيمة، يمكن فيها تجاهل هذا النوع من السخافات والمزايدات النسوية!

جدير بالذكر أن السينما المصرية اقتبست عام 1996 نسخة من الفيلم بعنوان نزوة من إخراج علي بدرخان، وبطولة أحمد زكي ويسرا وشيرين رضا.


4- Sleepers

المتسللون – 1996

اختيار ضروري ما دمنا تحدثنا في الفقرة السابقة عن معادلة “الضحية رجل”. الأحداث عن أربعة أصدقاء أطفال مشاغبين في أحد أحياء نيويورك الفقيرة، ينتهي بهم الحال بالذهاب لإصلاحية قاصرين. والعقاب الإضافي السري هناك، سيكون تعرضهم للاغتصاب المتكرر من حراس المركز؛ الأمر الذي سيترك جروحًا أبدية لديهم في الكبر.

ما تكشف عن كيفن سبيسي لم يكن قضية التحرش بالذكور فقط | س/ج في دقائق

الاعتراف بالتعرض لتحرش أو اغتصاب، يصبح أصعب في حالة الذكر أحيانًا، باعتباره اعترافًا مهينًا ومحطمًا للرجولة. وأهمية هذا الفيلم الذي أخرجه باري ليفنسون، تكمن في كسره هذا الحاجز النفسي، مع قيام نجوم شباب من أيقونات الذكورة وقتها بأدوار هؤلاء الضحايا (براد بيت – جيسون باتريك – بيلي كرودب – رون إلدارد).


5- Irreversible

غير قابل للعكس – 2002

فيلم المخرج جاسبار نوي مشهور لسببين؛ أولهما: طريقة عرض الأحداث بشكل عكسي زمنيًا، وثانيهما: مشهد الاغتصاب القاسي والصعب جدًا لبطلته أليكس (مونيكا بيلوتشي)، الذي جعل عديدين يرفضون استكمال مشاهدته.

Marriage Story.. لماذا نحتاج قصص حب عن الطلاق؟! | ريفيو | حاتم منصور

تأثير الفيلم الغريب يتحقق بفضل كليهما؛ لأنه يترك المتفرج في حالة من التأرجح بين اعتبار النهاية سعيدة ومريحة، وبين اعتبارها نقطة بداية مأساة.



6- 8 MM

8 مللي – 1999

الرهانات كانت كبيرة على 8 مللي بعد صيت الفيلم السابق لمؤلفه أندرو كيفن ووكر “سبع” Se7en. ولمدة، كان من المقرر أن يخرجه ديفيد فينشر أيضًا، قبل أن ينسحب ويتولى المهمة بدلًا عنه جول شوماخر. بالإضافة طبعًا لاسم نيكولاس كيج كنجم كبير في هذه الفترة.

س/ج في دقائق: لماذا لا ينسى ضحايا التحرش ذكرياتهم المؤلمة بالتقادم؟

المقارنات مع Se7en خلقت حالة من الإحباط بين النقاد. لكن رغم هذا يستحق الفيلم الحضور هنا، كعمل مصنوع في فترة بزوغ الإنترنت، ويلامس خطورة أن يمثل هذا السوق الوليد فرصة لازدهار جرائم الاغتصاب والتعذيب وتسجيلها أمام الكاميرات، لتتحول لأفلام يشاهدها ويشتريها مرضى ومهاويس الاغتصاب والعنف الجنسي.


7- Room

غرفة – 2015

أغلب الأفلام التي تناقش وقائع الاغتصاب، تنتهي بضحاياها في مسار من الآتي:

1- الضحية التي انتهت تمامًا لأنها ماتت مقتولة أو تأزمت نفسيًا.

2- الضحية التي تركت فيها الحادثة جروحًا لا تُنسى، لكنها تجاوزتها وبدأت حياة أخرى.

3- الضحية التي انتقمت أو تعافت من الكارثة تمامًا (نهاية سعيدة).

الشيء الذي يميز فيلم “غرفة” للمخرج ليني أبراهامسون، هو أنه يتركنا في النهاية مع تفهم كامل أن حياة بطلته (بري لارسون) تغيرت للأبد بسبب الاغتصاب الذي تعرضت له، وأن ابنها الذي نتج عن هذا الاغتصاب، لن يعيش في النهاية الحياة الطبيعية التي يعيشها أغلب أقرانه.

أنوثة بري لارسن ونسويتها.. كيف أثرت على كابتن مارفل؟ | حاتم منصور

معاناة البطلة هنا لا تنتهي مع انتهاء الاغتصاب، بل تستمر بسبب مجتمع وأسرة ومحيطين غير قادرين على تقبل وتفهم حياتها بعد الحادثة. بفضل هذه الجزئيات وبفضل الأداء الممتاز من بري لارسون وجيكوب ترمبلاي أيضًا لدوري الأم والابن، يكتسب الفيلم أحقيته للوجود هنا.


8- Disclosure

الفضيحة – 1994

مهندس الكمبيوتر المتزوج توم (مايكل دوجلاس) يضطر بسبب وظيفته الجديدة للتعامل مع صديقته السابقة ميرديث (ديمي مور). وعندما تغويه جنسيًا ويرفض، تنقلب حياته لجحيم مرير بعد اتهامها الرسمي والقضائي له بالتحرش، على سبيل الانتقام من رفضه!

تكمن أهمية هذا الفيلم الذي أخرجه باري ليفنسون عن رواية كتبها الأديب المعروف مايكل كرايتون، في كونه سبق زمنه وتعرض سنة 1994 للأسئلة التي ظهرت على السطح مع حركة مي تو في الفترة الأخيرة: هل يجب أن نصدق المرأة فعلًا في كل اتهاماتها للرجال بالتحرش، لأنها فقط “المرأة”؟ وإذا فعلنا ذلك: أليس معنى ذلك أن كل امرأة أصبح لديها سلاحًا سهلًا وفوريًا، تستطيع به – ظلمًا – أن تدمر حياة أي رجل؟

كيف أصبحت الأجندة النسوية المعاصرة في هوليوود منفرة؟ | حاتم منصور

يصعب صناعة فيلم كهذا اليوم. ولو حدث هذا، لواجه صانعوه بالتأكيد اتهامات من حركة مي تو بمعاداة المرأة، ومحاولة عرقلة كفاح النسويات من أجل تحقيق العدالة في قضايا التحرش والاغتصاب، وتشويه قضية نسوية صحيحة وعادلة بصناعة فيلم يطرح النقيض.. إلخ.

لكن من حسن حظنا أن التسعينيات أيضًا كانت فترة عظيمة، يمكن فيها تجاهل هذا النوع من السخافات والمزايدات النسوية! والشكر موصول بالتأكيد للعظيم مايكل دوجلاس، الحاضر هنا بفيلمين مهمين يسبحان ضد التيار الحالي!


9- Three Billboards Outside Ebbing, Missouri

ثلاث لوحات إعلانية على طريق إيبنخ ميسوري

كثيرة هي الأفلام التي تدور قصتها عن أم تبحث عن الجناة الذين اغتصبوا وقتلوا ابنتها، بعد إخفاق الشرطة. والطريف أن سبب تفضيلي لهذا الفيلم الأمريكي الذي كتبه وأخرجه الأيرلندي مارتن ماكدونا في هذه اللعبة، هو أنه لا يجعل ما سبق مسار الأحداث الوحيد، بقدر ما يجعله رصاصة البداية التي تتفجر بسببها صراعات درامية متعددة وموازية.

TOP 10 | أهم أفلام المحاكمات في تاريخ السينما | حاتم منصور

يصدمنا هذا الفيلم بحقيقة مريرة، وهي أن الاغتصاب والقتل مجرد أحداث أخرى. أحداث لا يتوقف بسببها العالم، ولا يتغير بسببها كل الناس. يذكرنا أن عبثية هذا العالم قادرة على ابتلاع وسحق أي شيء مهما كان.

سيناريو متقن ازدادت فاعليته بفضل مثلث تمثيلي في أرقى تجلياته (فرانسيس مكدورماند – وودي هارلسون – سام روكويل).



10- Elle

هي – 2016

امرأة تتعرض لجريمة اغتصاب، وتقرر بعدها أن تلعب لعبة قط وفأر غريبة مع المغتصب، تتضمن السماح له بتكرار ما فعله، وأعاجيب أخرى، في قصة تلامس التابوه الأكثر حرمانية على الإطلاق عند مناقشة الاغتصاب، وهو أن الضحية قد تستمتع أحيانًا بما حدث.

الموجز السابق كفكرة، يكفي جدًا حاليًا لطرد أي سيناريست أو مخرج من مكاتب منتجي هوليوود، وبالتأكيد يستحيل تنفيذه هذه الأيام! لكن بالنسبة للمخرج الهولندي الأصل بول فيرهوفن صاحب أفلام (غريزة أساسية – فتيات الاستعراض) لا توجد أي تابوهات، وبالأخص في الجنس!

متحرش السينما..أسطورة عادل إمام الذي خرب المجتمع | حاتم منصور

طبقا لتصريحاته، فقد حاول أولًا صناعة الفيلم في هوليوود مع نجمات في وزن (نيكول كيدمان – جوليان مور – شارون ستون – ديان لين) لكن لم توافق أي منهن على التورط في عمل كهذا.

في النهاية – ومن حسن حظنا وحظه – وجد بين منتجي فرنسا وألمانيا من يوافق على صناعة فيلمه، وذهب دور البطولة إلى الفرنسية الجريئة إيزابيل أوبر، التي شحنت الفيلم بأداء استحقت عنه عن جدارة ترشيح الأوسكار التي نالته.

من دفاتر صلاح أبو سيف.. الواقعية والرقابة والجنس والنقاد | أمجد جمال


وصلنا للنهاية وسؤالي الأخير للقارئ العزيز:

هل يوجد فيلم محدد توقعت وجوده هنا على ضوء عنوان المقال، لكن لم تجده؟ وما المميز في الطريقة التي يتعرض بها لهذه القضايا؟

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك