نتفليكس وازدراء الأديان.. نتفليكس والترويج للتطبيع مع المثلية الجنسية.. نتفليكس وتشجيع ممارسات البيدوفيليا.. نتفليكس واستغلال الأطفال القُصر في تصوير أعمال إباحية.. نتفليكس وتلميع شخصيات اجرامية.. نتفليكس وفرض أجندات نسوية وعرقية وجنسية.
كيف أصبحت الأجندة النسوية المعاصرة في هوليوود منفرة؟
النقاط السابقة وغيرها كانت ولا تزال محور اتهامات متكررة لشركة نتفليكس الأمريكية، وما تصنعه من أفلام ومسلسلات، خصوصا من أصحاب الطباع المحافظة والمتدينة. ووصلت الى قمتها في 7 أعمال أثارت غضب ملايين المتفرجين في العالم، وتسببت في ظهور حملات مقاطعة للمنصة.
المسلسل الأردني كان أول مسلسل عربي تنتجه نتفلكس، وتدور أحداثه عن مجموعة من المراهقين يستدعون قوى جن شيطانية إلى عالمهم دون قصد.
اتهم ناشطون عرب المسلسل بخدش الحياء العام والترويج للإباحية، بسبب اللقطات الغرامية الجريئة وطبيعة العلاقات بين الأبطال، ونوعية الكلمات المستخدمة في الحوار. وصنفوه كطعنة لأخلاق الشعب الأردني، ومخالفة متعمدة للشريعة الإسلامية.
أنجح 10 أفلام رعب في التاريخ |حاتم منصور
الاستنكار وصل للجهات الحكومية والمؤسسات الدينية أيضا، بعد أن وصف مفتي الأردن المسلسل بأنه “انحدار أخلاقي وقيمي لا يمثل عادات الأردنيين وأخلاقهم، وخروج على التعاليم الإسلامية”. بينما استنكرت اللجنة النيابية للإعلام الأردني المسلسل، مطالبة بعقاب كل من سهل تصويره وإنتاجه على الأراضي الأردنية.
يستعرض المسلسل الأمريكي الوثائقي الذي بدأ عرضه في مارس 2020 جرائم وصراعات غريبة وسط عالم مربي النمور وأصحاب حدائق الحيوان الخاصة.
وحقق سريعا أرقام مشاهدات جبارة حللها البعض بمستواه القوي فنيا، واعتبرها آخرون مجرد انعكاس لموعد عرضه الموفق جدا، الذي تزامن مع قرارات الإغلاق والاقامة المنزلية الاجبارية لملايين بسبب أزمة كورونا.
رغم أنف الكورونا.. 10 أفلام قد تنقذ ما تبقى من 2020 | حاتم منصور
آخرون وعلى رأسهم بعض المنظمات المدافعة عن حقوق الحيوان، هاجموا نتفليكس والمسلسل، باعتباره عملا يشجع على إساءة معاملة الحيوانات، ويقدم شخصيات مجرمة في هذه النقطة، في صورة تدعو للتعاطف.
مسلسل اثارة وغموض أمريكي من 10 حلقات عن عميلة مخابرات أمريكية في تحقيق بخصوص رجل غريب يظهر في الشرق الأوسط، ويدعي أنه نبي عصرنا الحاضر، ويجذب ملايين لتصديقه.
أصل قيامة يسوع المختلف عليها بين الدين والتاريخ | مينا منير
اعتبر ملايين حول العالم المسلسل ازدراء أديان، واهانة للمؤمنين على اختلاف طوائفهم. وأثارت أحداثه غضبا إضافيا بين مسلمي الشرق الأوسط، بسبب مشاهد لامست الصراع العربي الإسرائيلي.
الفيلم الكوميدي البرازيلي الذي أطلقته نتفليكس في موسم احتفالات أعياد الميلاد عام 2019، أثار غضبا أكبر بين الطوائف المتدينة والمسيحية، بعد أن قدم المسيح كشخص ساذج مثلي الجنس غريب الأطوار، يعيش مع والدته مريم مدمنة الحشيش.
المسيح خارج الأناجيل: كيف تخيل الروائيون شخص يسوع الإنساني؟ | مارك أمجد
من جديد وضع الفيلم سريعا نتفليكس في خانة ازدراء الأديان، ووقع وقتها ما يقرب من مليوني شخص حول العالم عريضة تطالبها بحذف الفيلم من المنصة دون جدوى. وتساءل رئيس البرازيل بولسونارو في تغريدة عن الفيلم الذي وصفه بالقمامة قائلا: “نحن نحترم حرية التعبير، لكن هل يستحق هذا مهاجمة معتقدات 86% من الشعب؟”.
الأخطر من كل ما سبق وسط ردود الأفعال، كان محاولة تفجير لمقر الشركة المنتجة للفيلم في البرازيل، لكنها لم تؤد إلى إصابات.
يستعرض المسلسل الأمريكي المقتبس من رواية بنفس الإسم قصة انتحار فتاة مراهقة، تركت تسجيلات صوتية توضح فيها أسباب انتحارها. ويناقش عبر أحداثه أزمات هذا السن نفسيا، وما يتعرض له المراهقون والمراهقات من تنمر وتحرش وخلافه.
البعض اعتبر المسلسل عملا يسهم في تشجيع هذا السن على الإفصاح عما يتعرض له من مضايقات، وأقرب لرسالة توعية اجتماعية ضرورية توضح كيف يمكن لمزاح أو أفعال بسيطة، أن تدمر تماما حياة شخص، وتجعله يلجأ للانتحار.
الفصل بين الجنسين | من عمر الإعدادية بنين وأم المؤمنين بنات تبدأ شرعنة التحرش | أحمد رجب
في المقابل اعترض كثيرون على قسوة مشهد الانتحار في الموسم الأول للمسلسل، وتقديمه للفعل تفصيليا في اطار رومانسي. وخضعت نتفليكس على غير العادة للطلب هذه المرة، وعدلت المشهد ليصبح أقل قسوة.
هاجم خبراء التربية والأطباء النفسيون والمنظمات المعنية بصحة المراهقين المسلسل، باعتباره عملا غير مسؤول، قد يكون له ردود فعل خطيرة محتملة وسط المراهقين الذين يعانون من اضطرابات ذهنية، أو على بعد خطوة من الانتحار. ووصف بعضهم المسلسل باعتباره كارثيا.
ظهرت لاحقا دراسات واحصائيات تؤكد أن المسلسل كان سببا في زيادة معدلات الانتحار فعلا، بينما نفت أخرى الأمر.
يستعرض هذا الفيلم الأمريكي مسيرة ونهاية السفاح الشهير تيد بندي من منظور صديقته اليزابيث كيندال، التي رفضت في البداية تصديق تهم القتل والاغتصاب المتعددة الموجهه إليه.
القتلة المتسلسلون .. الجنس يحدد كيفية ارتكاب الجريمة | الحكاية في دقائق
هوجم الفيلم باعتباره تلميع لشخصية اجرامية، خصوصا مع اختيار نجم محبوب جدا وسط المراهقات مثل زاك إيفرون لدور السفاح.
الفيلم الفرنسي كان المحطة الأكثر اثارة للغضب مؤخرا ضد نتفليكس بتهمة تشجيع ممارسات البيدوفيليا واستغلال الأطفال القُصر جنسيا.
هل يروج لذلك فعلا؟! الإجابة المختصرة (لا). والاجابة التفصيلية التي توضح أسباب وملابسات سقوطه في هذه التهمة، ستجدها في مقال سابق هنا:
Cuties | بيدوفيليا أم فن؟ | كيف دفع الفيلم الخطأ ثمن خطايا اليسار والصوابية السياسية؟ | حاتم منصور
موضوعات متعلقة
باحث بجامعة لوزان - سويسرا
نسخة للطباعة
