الهجوم البري على غزة | هل قتلت إسرائيل مقاتلي حماس بفخ الميديا الدولية؟ | س/ج في دقائق

الهجوم البري على غزة | هل قتلت إسرائيل مقاتلي حماس بفخ الميديا الدولية؟ | س/ج في دقائق

18 May 2021
إسرائيل
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

ليل الخميس/ الجمعة 13 و14 مايو 2021 سيظل أهم معالم التصعيد في غزة 2021. إسرائيل تعمدت تضليل المراسلين الأجانب واستخدمتهم لتمرير خدعة الهجوم البري على غزة في محاولة لإيقاع حصيلة ضخمة من الخسائر البشرية والمادية في صفوف حماس.

الحكاية بدأت باستدعاء الآلاف من جنود الاحتياط صباح الخميس، ثم بيان رسمي من الجيش الإسرائيلي عند منتصف الليل تقريبًا يقول نصًا إن قواته البرية “تجري عمليات في غزة”.

لم يوضح البيان طبيعة العمليات، لكنه سرب للميديا الدولية “دون المحلية” أخبارًا عن بدء الهجوم البري على غزة. نشرت الميديا الإقليمية والدولية الخبر، ليبدأ طيران ومدفعية الجيش الإسرائيلي قصفًا مكثفًا بمئات القذائف على مناطق بعينها في القطاع.

بعد ساعات، قال الجيش الإسرائيلي إنه لم يدفع جنوده إلى داخل غزة، مبديًا استغرابه من “فهم الميديا الدولية الخاطئ” لبياناته الرسمية.

في الصباح، اكتشفت الميديا الدولية أنها تعرضت للخداع، وأن الجيش الإسرائيلي استخدمها في محاولة دفع مقاتلي حماس إلى مواقعهم الدفاعية التي استهدفتها الهجمات المكثفة خلال الليل، والتي تضم شبكة أنفاق بطول 1,000 ميل تحت الأرض، وصفتها إسرائيل بـ “المترو”.

س/ج في دقائق


كيف خدعت إسرائيل حماس بـ “الهجوم البري على غزة” بسلاح الميديا الدولية ؟

في وقت متأخر من الخميس 13 مايو 2021، أعلنت إسرائيل أنها استدعت الآلاف من جنود الاحتياط وحشدت القوات على طول الحدود استعدادًا لبدء الهجوم البري على غزة في أية لحظة.

وكعلامة أخرى على التصعيد، بدأت إسرائيل في إطلاق قذائف مدفعية عبر الحدود على أهداف داخل غزة، ثم دفعت القوات على طول الحدود فيما بدا أنه استعدادات نهائية لغزو بري.

في وقت مبكر من صباح الجمعة، أصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا لوسائل الإعلام قال فيه إن “القوات الجوية والبرية للجيش الإسرائيلي تقوم بعمليات في قطاع غزة حاليًا”، ونشره على تويتر بالعبرية والعربية. ثم سرب بشكل غير رسمي معلومات للميديا الدولية حول بدء الهجوم البري.

مراسلة وول ستريت جورنال فيليسيا شوارتز قالت إنها “نبهت بأخبار هجوم بري بتأكيد صريح من المتحدث العسكري جوناثان كونريكوس”.

وعندما تواصل مراسلو الميديا الدولية مع الجيش الإسرائيلي لطلب توضيحات إضافية اعتمد على الألفاظ المراوغة.

الشيخ جراح | نزاع عقاري في القدس؟ أم نزاع دولي يصل إلى البيت الأبيض؟ | س/ج في دقائق


متى تكشفت خدعة الهجوم البري على غزة؟

نشرت الميديا الإقليمية والدولية تقارير بدء الحملة البرية. بعد فترة نفت الفصائل الفلسطينية بدء الهجوم البري على غزة. تواصل المراسلون مع المتحدثين الرسميين الإسرائيليين فاكتفوا بالقول إن “هناك قوات برية في غزة”.

وانتظر الجيش الإسرائيلي ساعتين ليقول إنه لم ينشر جنوده داخل القطاع، معتبرًا أن الميديا العالمية نشرت أخبارًا خاطئة حول كون العملية البرية جارية بسبب “سوء الفهم”.

أسوشيتد برس أجرت تحليلًا لبيانات الجيش الإسرائيلي والمكالمات بين مراسليها والمسؤولين العسكريين الإسرائيليين والتقارير الواردة من المنطقة الحدودية، فاستنتجت أن الجيش الإسرائيلي استخدم التلاعب بالألفاظ.

صباح اليوم التالي، اجتمع كونريكوس بالصحفيين، ملقيًا باللوم على ما وصفه بـ “سوء تفاهم داخلي يمكن أن يحدث في بعض الأحيان في خضم عملية معقدة ومع صورة غير واضحة لما كان يحدث على الأرض”.


ما الذي حدث خلال ساعتي الهجوم البري “الكاذب”؟

خلال ساعات الليل الأولى، حركت إسرائيل قواتها البرية بشكل سريع على الحدود مع غزة. بصريًا: أوحت التحركات بانطلاق الهجوم فعلًا، لكن القوات لم تدخل غزة.

بالتزامن، شن سلاح الجو الإسرائيلي ما وصفه بـ “أشرس ضربة جوية في جولة التصعيد الحالية استمرت 45 دقيقة بمشاركة 160 طائرة حربية، أطلقت 450 قنبلة على 150 هدفًا تحت الأرض في منطقة شمال القطاع، وتحديدًا بيت لاهيا ومحيطها.

في نفس الوقت، شاركت المدفعية والدبابات وسلاح المشاة بضربات مكثفة استمرت لأكثر من ساعة على منصات إطلاق القذائف المضادة للدروع والصواريخ الموجهة.. بمجموع 500 قذيفة مدفعية وقنبلة مضيئة و50 قذيفة دبابة.

وحتى ساعات الصباح، واصل سلاح الجو ضرباته المكثفة ضد ما قالت إسرائيل إنها مصانع تستخدمها حماس في تصنيع الصواريخ الموجهة.


لماذا روجت إسرائيل خدعة الهجوم البري على غزة للميديا الدولية؟

بينما حاول الجيش الإسرائيلي التقليل من الحادث باعتباره سوء فهم، قال معلقون عسكريون إسرائيليون إن الميديا الدولية استُخدمت كجزء من حيلة متقنة لإسقاط مقاتلي حماس في فخ مميت لقتل المئات منهم.

وقالت التقارير إن الخدعة الإسرائيلية أجبرت مقاتلي حماس على الاندفاع إلى مواقعهم الدفاعية في شبكة الأنفاق تحت الأرض التي عرفها الجيش الإسرائيلي باسم “المترو”، لتستهدفهم الضربات الثقيلة طول الليل.

وبحسب جيروزاليم بوست، بمجرد خروج مقاتلي حماس من الأنفاق، تعرضوا لسرب من الطائرات الإسرائيلية. ثم سوت الطائرات الأنفاق ومواقع حماس الدفاعية، بينما استهدفت المدفعية والدبابات فرق الصواريخ المضادة للدبابات وفرق الهاون التي كانت تستعد لبدء الحرب البرية المفترضة.

الكولونيل المتقاعد في الجيش البريطاني ريتشارد كيمب يقول إن مئات من مقاتلي حماس اندفعوا فعلًا إلى شبكة أنفاق المترو، التي تحتوي على أسلحة ومرافق للقيادة والسيطرة، فهاجم الجيش الإسرائيلي تلك الأنفاق، مرجحًا أن هذه الضربة تحديدًا نقطة تحول على الأرجح في الصراع الجاري.

موقع إسرائيل ناشونال نيوز وصف الخدعة بـ “الناجحة للغاية” حيث انهارت الأنفاق فوق رؤوس المقاتلين. لكن الفصائل الفلسطينية قللت من التقارير، وقالت إنها اكتشفت الخدعة سريعًا.

ويصعب التأكد من مصداقية أرقام الخسائر على الأرض.


من المسؤول عن خدعة الهجوم البري على غزة؟

مسؤولية “شرب المقلب” الإسرائيلي حائرة لأكثر من سبب: المراسلون العسكريون المخضرمون، وبينهم أور هيلر، الذي نقلت عنه أسوشيتد برس، قال إن الإسرائيليين لم يكذبوا. “فقط أداروا تلاعبًا ذكيًا وناجحًا”.

كثير من هؤلاء المراسلين ذهبوا فورًا إلى تويتر لتأكيد أن المرحلة مبكرة جدًا على إرسال قوات خلف خطوط حماس، بالتالي يستحيل تقريبًا بدء عملية برية في هذا التوقيت.

بيتر ليرنر، المتحدث العسكري السابق لوسائل الإعلام الأجنبية، قال إن الجيش “رد بالمثل” على ما يشعر به الإسرائيليون منذ فترة طويلة من تركيز الميديا الدولية بشكل كبير على الجانب الفلسطيني في التناول الإخباري مع التقليل من شأن المخاوف الإسرائيلية، بالتالي استغل الجيش هذه الثغرة لصالحه، باستغلال نفس المنافذ الإخبارية لخداع حماس وإيقاع أكبر قدر من الخسائر بين مقاتليها.

الجيش الإسرائيلي نفى رسميًا تعمد التضليل. لكنه ألقى باللوم بالكامل على شخص جوناثان كونريكوس الذي تواصلت معه الأسوشيتد برس باعتباره متحدثًا رسميًا، ليقول المتحدث هيداي زيلبرمان إنه مجرد موظف أساء الفهم، ونقل ما فهمه حين تواصلت معه الصحف الأجنبية.


هل هي أول مرة تضلل فيها إسرائيل الصحف العالمية؟

لا. حزب الله سبق حماس إلى فخ التضليل. في سبتمبر 2019، سعى حزب الله للثأر لبعض جنوده الذين قُتلوا في غارة إسرائيلية بإطلاق صواريخ موجهة مضادة للدبابات على سيارة إسعاف إسرائيلية مدرعة كان بداخلها خمسة جنود قرب الحدود اللبنانية.

حاول الجيش الإسرائيلي خداع الحركة للاعتقاد بأن جنديين قد أصيبا بالفعل من أجل منع حزب الله من شن هجمات إضافية على إسرائيل عبر إقناعه أنه انتقم فعلًا.

للقيام بذلك، نقل الجيش الإسرائيلي رجلين مغطيين بدماء مزيفة وضمادات في مروحية إلى مركز رمبام الطبي في حيفا، في مشهد نقلته الميديا، ليخبر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الصحفيين لاحقًا إنه لم يصب أي جندي في الهجوم.

منذ ذلك الحين، أقر مسؤولو الجيش الإسرائيلي بأن تضليل الصحافة بهذه الطريقة غير مناسب وقالوا إنهم لن يفعلوا ذلك مرة أخرى في المستقبل.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

هل خدعت إسرائيل حماس بإعلان الهجوم البري على غزة ؟ (هوت آير)

إسرائيل تخدع حماس بخطوة تكتيكية.. ثم تشن حملة جوية شرسة (الديلي واير)

الجيش الإسرائيلي خدع الصحافة الأجنبية لخداع حماس (تايمز أوف إسرائيل)

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك