لماذا تكره أمريكا الملحدين؟ | كيف ارتبط الإيمان الديني في الولايات المتحدة بالمواطنة؟ | س/ج في دقائق

لماذا تكره أمريكا الملحدين؟ | كيف ارتبط الإيمان الديني في الولايات المتحدة بالمواطنة؟ | س/ج في دقائق

5 Jul 2021
الولايات المتحدة
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

عكس التصور التخيلي الشائع، الأفضل في الولايات المتحدة أن تكون مسلمًا على أن تكون ملحدًا. الأسهل أن تعلن أنك مثلي الجنس على أن تعلن إلحادك.

حتى 2014، لم يجرؤ مرشح للكونجرس على إعلان إلحاده بشكل علني، حتى فعلها جيمس وودز في 2014، ليخسر الانتخابات.

عضو الكونجرس بارني فرانك كان مثليًا وملحدًا. أعلن ببساطة عن مثليته في 1987 خلال شغل المنصب، ومرت دون مشكلات. لكنه لم يعلن إلحاده إلا بعد ترك منصبه في 2003.

حاول بيتر ستارك إعادة صياغة التجربة. كان يمثل كاليفورنيا في الكونجرس منذ 1972. أعلن إلحاده في 2007، فخسر انتخابات 2012 “بعد 40 سنة خدمة”.

حتى الآن، تحظر 7 ولايات دستوريًا على الملحدين شغل مناصب عامة، فيما ترده “ذا كونفيرزيشن” إلى ظاهرة الـ “Theistnormativity” أو “المعيارية الإلهية” أي تطبيع الإيمان على أنه مرتبط بالمواطنة والصلاح الأخلاقي، ليصبح الإيمان والمواطنة الأمريكية مترادفين في الوعي العام.

هذه البيئة السياسية الأمريكية تجعل من الصعب على الملحدين اكتساب قدر كبير من السلطة السياسية، لكنها لا تتوقف عند السياسة بل تمتد للمحاكم ولجهات العمل والتوظيف.

س/ج في دقائق


كيف تتعامل الدساتير الأمريكية مع الإلحاد؟

تنص المادة السادسة من دستور الولايات المتحدة على أنه لا ينبغي مطلقًا طلب “اختبار ديني” لشغل منصب فيدرالي.

لكن دساتير 7 ولايات (ماريلاند – أركنساس – ميسيسيبي – نورث كارولينا – ساوث كارولينا – تينيسي – تكساس) تتضمن نصوصًا تحظر على من لا يؤمن بوجود إله تولي مناصب عامة.

– دستور ماريلاند يشترط الإيمان بالله كشرط حتى للمحلفين والشهود أمام القضايا.

– يحظر دستور ميسيسيبي شغل أي منصب لأي شخص “لا يؤمن بوجود سلطة عليا”.

– دستور كارولينا الشمالية يقضي باستبعاد “من ينكر وجود الله القدير”.

وبينما لا يتضمن دستور بنسلفانيا حظرًا مباشرًا، فإنه ينص على أنه لا يمكن استبعاد أي شخص من الخدمة على أساس الدين طالما أنه “يؤمن بالله وبحالة مستقبلية من المكافآت والعقوبات” في إشارة إلى الجنة والنار.


ولماذا منع الملحدين من الترشح للمناصب؟

ترى الولايات التي تحظر على الملحدين تولي مناصب رسمية أنهم فئة لا يمكن الوثوق بها كمواطنين صالحين في دولة ديمقراطية.

الشعور ظهر في كتابات مفكري التنوير الأوائل مثل جان جاك روسو وجون لوك – وكلاهما أثر على السياسيين الأمريكيين الأوائل.

وجادل جون لوك في كتابه “رسالة في التسامح” عام 1689 بأنه لا يمكن التسامح مع أولئك الذين ينكرون وجود الله؛ لأن الوعود والعهود واليمين، التي هي روابط المجتمع البشري، لا يمكن أن يكون لها أثر على ملحد.


هل الحظر يؤثر فعلاً على تولي الملحدين للمناصب؟

الحظر المفروض على الملحدين بات غير دستوري وفق أحكام المحكمة العليا في 1961 و1978، لكن الولايات السبع لا تزال تفرض حظرًا غير دستوري على الملحدين.

والأهم، أن المزاج العام في الولايات المتحدة يميل إلى تفعيل الحظر؛ إذ ترى الأغلبية أن الملحدين أقل أهلية لشغل المناصب العامة، فيما ترده “ذا كونفيرزيشن” إلى ظاهرة الـ “Theistnormativity” أو “المعيارية الإلهية” أي تطبيع الإيمان على أنه مرتبط بالمواطنة والصلاح الأخلاقي، ليصبح الإيمان والمواطنة الأمريكية مترادفين في الوعي العام.

ووجدت دراسة عام 2015 أن 69٪ من المستطلعين يعتقدون أنه من المهم أن تؤمن بالله لتكون أمريكيًا حقيقيًا؛ باعتبار أن شعارات وطنية مثل “In God We Trust و”One Nation, Under God” لن يحافظ عليها إلا مؤمن بوجود الله.

وعلى مدى العقدين الماضيين ارتفعت نسبة الأمريكيين الذين لا ينتمون لأي دين من 8% في 1998-2000 إلى 13% في 2008-2010 و21% خلال السنوات الثلاث الماضية.


ألا يوجد ملحدون إذن ضمن الساسة الأمريكيين؟

البيئة السياسية تجعل من الصعب على الملحدين اكتساب قدر كبير من السلطة السياسية.

دراسة حول الهوية الدينية للكونجرس 2021 حددت سيناتورًا واحدًا فقط، كيرستن سينيما، باعتباره “غير منتسب دينيًا”، بجانب 18 عضوًا أجابوا بـ”لا أعرف” أو رفضوا الإجابة على سؤال حول هويتهم الدينية.

 الاستطلاعات تشير إلى أن 4% من الأمريكيين ملحدون (لا يؤمنون بوجود إله)، وحوالي 23% يعرفون أنفسهم بـ “لا دينيين”. “لا ديني” لا تعني بالضرورة عدم الإيمان بوجود إله، رغم ذلك، تشير الأبحاث إلى أن ما يصل إلى 25% من الأمريكيين في الحقيقة ملحدون، لكن معظمهم غير مستعدين للكشف عن ذلك، حتى في استطلاعات الرأي.

على هذا النحو، من المحتمل أن يكون هناك المزيد من الملحدين في الكونجرس، لكنهم ليسوا منفتحين للإعلان عن معتقداتهم.

وفي 2014، زعمت الجمعية الإنسانية الأمريكية أن 24 عضوًا في الكونجرس صرحوا بشكل خاص أنهم لا يؤمنون بالله ولكنهم سينكرون ذلك علنًا.


وهل يمتد الأمر خارج الأروقة السياسية؟

تمتد معاداة الإلحاد إلى ما هو أبعد من السياسة، فيواجه الملحدون تمييزًا في مكان العمل ومكاتب التوظيف.

في المحاكم، ضحايا الاغتصاب الملحدون أقل قابلية للتصديق من الضحايا المتدينين، وغالبًا ما يتمتع الآباء المتدينون بميزة في قضايا حضانة الأطفال.

وعلى الرغم من أن الملحدين ليسوا أكثر ارتكابا للجرائم من المؤمنين، إلا أن الصور النمطية المحيطة بإجرام الملحدين وعدم الجدارة بالثقة لا تزال قائمة.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

7 ولايات أمريكية لا تزال تحظر على الملحدين تولي مناصبهم (ذا كونفرزيشن)

في سبع ولايات.. يدفع الملحدون لإنهاء الحظر المنسي (نيويورك تايمز)

حظر غير قابل للتنفيذ على الملحدين في 8 ولايات (فوكس نيوز)


 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك