أيمن الظواهري | تخرج من مسجد حسين صدقي وكاد يملك سلاحًا بيولوجيًا | بروفايل في دقائق

أيمن الظواهري | تخرج من مسجد حسين صدقي وكاد يملك سلاحًا بيولوجيًا | بروفايل في دقائق

3 Aug 2022
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

عرف العالم أيمن الظواهري باعتباره الرجل الثاني في تنظيم القاعدة. اعتاد رؤيته باعتباره نائب أسامة بن لادن. لكنه في الواقع كان “العقل” الحقيقي الذي وجه الحركة الإرهابية الأكثر شهرة.

كان الظواهري يمثل القوة الفكرية المحركة للعديد من أكبر طموحات القاعدة: عالمية الجهاد، وامتلاك السلاح النووي والبيولوجي، وحتى جهود إعادة الإحياء في مناطق الحدود القبلية بين باكستان وأفغانستان،

لكنه ببساطة لم يكن بن لادن: لم يكن يملك الكاريزما الشخصية.

يعيد مراقبون فشله الأخير لـ “أسلوبه الجاد المتحذلق غير المناسب لعصر السوشال ميديا.

يقول بروس ريدل، مستشار أربعة رؤساء أمريكيين لمكافحة الإرهاب: “الظواهري هو منظّر القاعدة، رجل فكري وليس رجل أعمال. كتاباته ثقيلة وأحيانًا مملة بشكل لا يصدق. وعندما بات المسؤول عن قيادة الحركة الجهادية أصبحت قدراته محل شك متزايد. إنه ليس الشخصية الكاريزمية التي تحتاجها القاعدة، ولا أرى أي شخص آخر في الأفق سيكون كذلك”.

بروفايل في دقائق

خريج "مسجد حسين صدقي"

ولد أيمن الظواهري في 19 يونيو 1951، في المعادي المصرية، الحي الذي تفاخر بضم عدد كبير من اليهود، وبأن عدد الكنائس فيه أكثر من عدد المساجد.

أحد هذه المساجد كان يملكه الممثل “شبه الإخواني” المعتزل حسين صدقي، والذي واظب أيمن على صلاة الفجر فيه.

وهناك تحول الطفل، الذي تقول روايات إنه كان محبًا للشعر والفن وكارهًا للرياضات العنيفة باعتبارها “غير أخلاقية”، إلى فتى سيؤسس في سن الـ 15، تنظيمًا سريًا للإطاحة بالنظام وإعلان الدولة الإسلامية.

الإخواني وريث سيد قطب

أحد أهم أسباب التحول كان سيد قطب،

خال أيمن، المحامي محفوظ عزام، كان تلميذًا لقطب، وآخر من التقى به قبل إعدامه في 1966، وفق روايات،

أسس الظواهري مع مجموعة من أصدقائه تنظيم الجهاد من مخزن سري في المعادي، في نفس العام.

في الأيام الأولى للتنظيم الوليد، اعتقل الظواهري بتهمة الانضمام إلى تنظيم الإخوان المحظور، لكن السلطات أفرجت عنه سريعًا، ليعود لإدارة توسيع المجموعة.

اغتيال السادات.. ولقاء بن لادن

تابع الظواهري – الذي تصفه واشنطن بوست بالموهوب أكاديميًا – دراسة الطب في جامعة القاهرة.

تخرج في 1974، ليعمل في عيادة تابعة للإخوان، ثم حصل على ماجستير الجراحة فأوفدته الجامعة في زيارات متكررة لمخيمات علاج “المجاهدين الأفغان” على حدود باكستان، وهناك التقى أسامة بن لادن لأول مرة.

بالتزامن، واصل تنظيم الجهاد تدبير سلسلة من عمليات الاغتيال في مصر أوائل الثمانينيات، بينها اغتيال الرئيس أنور السادات في 6 أكتوبر 1981، لتبدأ ملاحقات أدت لسجنه مع المئات من أتباعه، وأقر في التحقيقات بأن هدفه تدبير انقلاب.

لكن جهات التحقيق لم تستطع إثبات تورطه المباشر، فأفرج عنه في 1984. 

طبيب بن لادن

لم يُر الظواهري في مصر منذ 1986، حيث تنقل بين عدة دول، قبل أن يقيم معسكرًا في باكستان لاستقبال المتطوعين المصريين المتجهين إلى أفغانستان، التي استقر بها في النهاية، ليصبح كبير أطباء بن لادن، ويساعده في التعامل مع أمراضه المزمنة، فتتكون صداقة استمرت لعقود طويلة، عززها إظهاره الثبات في مساعدة “المجاهدين” رغم صعوبة الوصول تحت القصف السوفييتي.

وقتها، كتب أشهر أدبياته “الحصاد المر” تحديدًا في 1988، الذي أثنى فيه على جماعة الإخوان باعتبارها “الرائدة في زراعة الوعي الصحيح لدى الشباب المسلم” قبل أن ينتقدها “لأنها انشغلت بالسياسة”.

مجزرة الأقصر 1997

سئل عام 1993 عن موعد عودته إلى مصر، فقال “سأعود منتصرًا فقط. لا أقبل بالعودة مقابل التخلي عن الجهاد”.

وفي محاولة لتسريع العودة، كثف جهود تنظيمه للقيام بهجمات إرهابية أكثر وحشية في الداخل؛ لإخراس الأصوات الداعية للتسوية والمراجعات، فدبر مجزرة الأقصر 1997، التي قتل فيها 62 شخصًا، بينهم سياح ومرشدون سياحيون مصريون.

بعد المجزرة، تبخر الدعم تمامًا، فأخبر الظواهري أتباعه أن العمليات في مصر لم تعد ممكنة، وأن المعركة يجب أن تتحول إلى مكان آخر.

أول هجوم إرهابي بارز للقاعدة

دمج الظواهري تنظيم الجهاد تحت لواء صديقه أسامة بن لادن؛ باعتبار أن هزيمة أمريكا “العدو البعيد” مقدمة أساسية لمواجهة العدو القريب “الأنظمة الحاكمة”.

وهنا، أصبح أهم مستشاري بن لادن، فركز على صبغ القاعدة بفكرته الرئيسية: “إعلان الخلافة يبدأ بهزيمة أمريكا”، ليكتب بيانه الشهير في 1998، معتبرًا “قتل الأمريكان مدنيين أو عسكريين فرض عين على كل مسلم في أي بلد”.

في نفس العام، أعلن التنظيم هجمته الإرهابية البارزة الأولى: تفجير سفارتي أمريكا في كينيا وتنزانيا 1998، والتي أودت بحياة المئات.

مطلوب للإعدام في مصر

منذ 1999، أدرج الظواهري على قوائم أهم المطلوبين في مصر، متهمًا بالمسؤولية عن تفجير السفارة المصرية في باكستان 1995 وأعمال عنف أخرى.

وحكمت عليه محكمة مصرية بالإعدام غيابيًا.

هجمات 11 سبتمبر: نجاح منع السلاح البيولوجي

بعد عامين، عمل من معقل تنظيم القاعدة الرئيسي في أفغانستان، وهناك خطط لأجرأ عمليتين إرهابيتين في التاريخ: هجمات 11 سبتمبر، وإطلاق برنامج التسلح البيولوجي.

يعتقد مسؤولو المخابرات الأمريكية أن جهود الظواهري لتسليح القاعدة بسلالات قاتلة من الجمرة الخبيثة كانت ستنجح؛ إذ أنشأ الظواهري مختبرًا في أفغانستان، وبعث تلاميذه في كل مكان بحثًا عن العلماء المتعاطفين،

لكن “نجاح” هجمات سبتمبر، وبدء الحرب على الإرهاب، أديا إلى طرد القاعدة من أفغانستان،

أجبر الظواهري على الفرار بعد قصف المجمع الذي يعيش فيه تاركًا المعمل والمشروع بالكامل، وزوجته التي رفضت إنقاذها من تحت الأنقاض كي لا يراها الرجال بدون حجاب.

فر الظواهري مع بن لادن إلى المنطقة القبلية في باكستان، وهناك حاولت المخابرات الأمريكية اغتياله مرتين، لكنها فشلت.

استمر الظواهري في الظهور بمقاطع الفيديو ،

يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنه واصل توجيه العديد من العمليات الإرهابية ، بما في ذلك حصار المسجد الأحمر في إسلام أباد، 2007، والذي قتل أكثر من 100 شخص.

مع ذلك، اختلف الظاهري مع “الإرهابيين الجدد الأصغر سنًا” حول التكتيكات؛ إذ جادل بأن القتل الجماعي الذي طال مسلمين في العراق قوض دعم القاعدة،

لكنه لم يتراجع أبدًا عن دعم الجهاد العنيف؛ باعتبار أن “العالم بأسره ميدان مفتوح ضد أهداف الحملة الصليبية الصهيونية، وليس للعدو فرض الميدان أو الزمان أو المكان أو الطريقة التي تقاتل بها القاعدة، كما قال في شريط مصور في فبراير 2009.

قاد القاعدة للتفكك

في سنواته الأخيرة، تحديدًا بعد مايو 2011، عندما اغتيل أسامة بن لادن، قاد الظواهري تنظيم القاعدة المتدهور، حيث تحول القادة البارزون بين قتيل أو ميت أو مختبئ، بينما ظهر أعداء “داخليون” للتنظيم”.

توعد بمواصلة جهاد بن لادن المقدس، وحث متظاهري “الربيع العربي” على مواصلة “نضالهم حتى سقوط كل الأنظمة الفاسدة التي فرضها الغرب”.

لكن دور “الرجل الأول” لم يكن مناسبًا للظواهري المصاب بـ “جفاف عقلي” والمفتقد للكاريزما والشباب، وفق مراقبي التنظيمات الإرهابية،

فتقلصت سيطرة القاعدة على أتباعها الذين قاتلوا للهيمنة في سوريا والعراق وليبيا، نائين بأنفسهم عن التنظيم الأمن، وعن الرجل المختبئ في أفغانستان.

النهاية التي تأخرت

بحلول 2020، اختفى الظواهري تقريبًا من المشهد، مكتفيًا بمقاطع مصورة نادرة، انتشرت شائعات وفاته في نوفمبر من نفس العام، ليظهر في سبتمبر 2021، بمقطع فيديو بدا وكأنه محاولة لنفي الشائعة، لكنه أثار تكهنات بعدما اكتفى بالخطاب الناري، دون الإشارة لأحداث مهمة، مثل الذكرى الـ 20 لهجمات 11 سبتمبر، واستيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان.

وأخيرًا، قتل الظواهري في أفغانستان نفسها! تقول التقارير إن عناصر مخابراتية أمريكية رصدت انتقال زوجته وأفراد أسرته إلى منزل آمن في كابول، وتأكدت أنه هناك، حيث اعتاد الخروج إلى الشرفة.

وهنا، كان صاروخ من طراز هيل فاير من درون أمريكية كفيلا بإنهاء حياة الرجل الأول في تنظيم القاعدة.


هل هناك مصادر إضافية لمزيد من المعرفة؟

قائمة أهم المطلوبين (FBI)

القاعدة تختار أيمن الظواهري قائدها الجديد (نيويورك بوست)

من هو أيمن الظواهري؟ (نيويورك بوست)

أمة تواجه تحديات: مصري في منصب مساعد بن لادن (نيويورك تايمز)

مقتل أيمن الظواهري (واشنطن بوست)

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك