محلل سعودي لـ “بايدن”: لن نؤاخذك على تصريحك في “الموسم السخيف”.. لكن! | ترجمة في دقائق

محلل سعودي لـ “بايدن”: لن نؤاخذك على تصريحك في “الموسم السخيف”.. لكن! | ترجمة في دقائق

14 Jul 2022
السعودية الولايات المتحدة
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

الرئيس الأمريكي جو بايدن يصل إلى السعودية بدعوة من الملك سلمان. في جدة، سيلتقي بالملك وولي عهده محمد بن سلمان، ويحضر الاجتماع الاستثنائي لدول مجلس التعاون الخليجي الست بالإضافة إلى مصر والأردن والعراق.

هذه ترجمة لمقال فيصل عباس رئيس تحرير صحيفة عرب نيوز السعودية


في حين أنه من الواضح هنا في السعودية سبب أهمية هذه الزيارة الكبيرة، فقد لا يكون السبب بنفس الوضوح لبعض منتقدي الرئيس. وربما لهذا السبب كتب بايدن عمودًا مصاغًا بعناية نُشر في صحيفة واشنطن بوست، بعنوان “لماذا أنا ذاهب إلى السعودية؟”، أوضح فيه أنه كرئيس للولايات المتحدة لم يكن هدفه أبدًا “القطعية” بل “إعادة توجيه” العلاقة بين بلدينا.

هل يلتقي بايدن و بن سلمان في يونيو؟ هل إسرائيل وتيران وصنافير على الطاولة؟ | س/ج في دقائق

كانت نبرة العمود أكثر توازنًا وبلاغة وانعكاسًا لمسيرة بايدن الطويلة كسياسي محنك، مقارنة ببعض خطاباته السابقة، مثل تعهده أثناء حملته الانتخابية بتحويل السعودية إلى “دولة منبوذة”.

مثل هذا التصريح هو سبب اعتياد السفير السعودي السابق لدى واشنطن، بندر بن سلطان، على وصف فترات الانتخابات الأمريكية بـ “الموسم السخيف”، الذي لا داعي للتعمق فيه.

بعد كل شيء، من الذي يملك عقلًا ثم يريد قطع علاقة إستراتيجية مع دولة بحجم وأهمية السعودية – مهد الإسلام، موطن الأماكن المقدسة التي يبلغ عدد سكانها ملياري نسمة وأهم دولة منتجة للنفط في العالم؟

بايدن يخطط لزيارة السعودية | هل يصلح النفط ما أفسده اليسار؟ وبأي شروط؟ | س/ج في دقائق

إعادة التوجيه!

مع ذلك، فإنني أختلف مع توصيف بايدن بأنه قادم إلى جدة “لإعادة توجيه العلاقات”، بل هو قادم لأن المملكة ساعدت في استعادة وحدة الخليج، ودعمت الهدنة في اليمن، وتعمل على استقرار أسواق النفط، وكان لها تأثير في الحفاظ على أمريكا قوية وآمنة.

لا شيء من هذا يعد “إعادة توجيه”. إنها القاعدة.. في الواقع، إنها أساس علاقتنا الثنائية.

يمكنك أن تضيف إليها التعاون لإنهاء الغزو السوفيتي لأفغانستان، والقتال جنبًا إلى جنب لتحرير الكويت، والتعاون المستمر لمكافحة الإرهاب، والتعاون في استكشاف الفضاء، وتشكيل شركات مشتركة لخلق مئات الآلاف من فرص العمل لكل من السعوديين والأمريكيون.

“إخصاء الخارجية” | لماذا يخيف لقاء مدير سي آي إيه – بن سلمان دبلوماسيي بايدن؟ | ترجمة في دقائق

بايدن من انحرف

في الواقع، إن أي انحراف عن هذا المعيار – للأسف – كان من قبل الولايات المتحدة.

في ما يتعلق باليمن، على سبيل المثال، كانت السياسة الأولية للإدارة الحالية هي فك الارتباط، وشطب الحوثيين المدعومين من إيران من قائمة الإرهاب وسحب بطاريات صواريخ باتريوت من المملكة بينما كان المدنيون السعوديون والبنية التحتية النفطية يتعرضون للهجوم.

دعونا لا ننسى، إن البلد الذي يصفه بايدن في عموده بأنه “شريك استراتيجي لمدة 80 عامًا”، كانت منشآته النفطية تتعرض للاستهداف في وقت كانت فيه أسعار الطاقة العالمية أعلى مستوياتها على الإطلاق.

ومع ذلك، منذ أن بدأت إدارته في الانخراط أكثر، لقبول الحقائق، وإلقاء اللوم على الجهة التي تستحقه، تمكنا معًا من تحقيق هدنة في اليمن كانت الأطول بقاءً حتى الآن.

لا يسع المرء إلا أن يأمل في تحقيق مزيد من التقدم بمساعدة واشنطن، وحل نهائي لحرب يريد الجميع إنهاءها عاجلاً وليس آجلاً.

شيك على بياض؟

يجب أيضًا أن أختلف بكل احترام مع الاقتراح القائل بأن بلدي تمتعت في السابق بـ “سياسة الشيك على بياض”، والتي عكستها الإدارة الأمريكية الحالية.

إذا كان المقصود من هذا أن المملكة حصلت على تصريح فيما يتعلق حقوق الإنسان في ظل أي إدارة سابقة، فهذا ببساطة غير صحيح، فكما تم توثيقه بوضوح في التقارير التي نشرتها وزارة الخارجية والوكالات الأمريكية الأخرى، فقد نوقشت دائمًا مثل هذه الموضوعات، وكان النقد مقبولاً عندما كان شرعيًا، ورفض عندما لم يكن كذلك.

كما أن السجل لم يكن دائما سلبيًا، ففي مناسبات عديدة، حظيت جهودنا وسياساتنا بثناء ترحيب – آخرها من ديبوراه ليبستادت، مبعوثة بايدن الخاصة لرصد ومكافحة معاداة السامية.

في زيارة إلى الرياض، بما في ذلك مقرنا الرئيسي في عرب نيوز، لم يكن لديها سوى كلمات دافئة للإصلاحات الاجتماعية والدينية التي قادها ولي العهد.

عطش النفط يعيد بايدن إلى السعودية.. لكن الرياض ليست مستعدة لفتح أحضانها | ترجمة في دقائق

“نحن سواء”

لا توجد دولة خالية من أخطائها – وهي حقيقة بديهية تنطبق بشكل متساو على الولايات المتحدة، حيث تزايد الانقسامات العرقية والسياسية، ووحشية الشرطة، واستمرار وجود معسكر اعتقال غوانتانامو، كلها أمور تثير القلق بالنسبة لنا كعرب يتوقعون أفضل من بلد مثل عظيم مثل أمريكا.

أنا شخصياً متحمس لرؤية ما سينتج عن اجتماعات جدة، ومتحمس أكثر لرؤية ما يمكن أن تحققه العلاقات السعودية الأمريكية الثمانين عامًا القادمة.

في وقت تتاح فيه الفرص العظيمة – مثل الإصلاحات الدينية والاقتصادية والاجتماعية في بلدي – بالإضافة إلى التحديات السياسية والأمنية والصحية، وأنظمة الغذاء العالمية الشاقة، فإن العلاقة بين الرياض وواشنطن لا تقل أهمية عن أي وقت مضى من أجل السلام والاستقرار و ازدهار الكوكب كله.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك