تقرير مقتل خاشقجي | السعودية أيضا لديها أوراقها .. فهل تستخدمها لإحراج إدارة بايدن؟ | س/ج في دقائق

تقرير مقتل خاشقجي | السعودية أيضا لديها أوراقها .. فهل تستخدمها لإحراج إدارة بايدن؟ | س/ج في دقائق

27 Feb 2021
السعودية
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

تقرير سي آي إيه حول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي يتضمن “ظنًا” استخباريًا أمريكيًا حول دور ولي عهد السعودية محمد بن سلمان.

لا يعتمد التقييم على معلومة؛ بل على تقدير “سلطة بن سلمان” وأن “حدثًا مماثلًا لا يمكن أن يمر دون موافقته”.

تقول تقارير أمريكية إن التقرير صدر بلا مبرر إلا لأن جو بايدن لا يحب السعودية.

أراد “إحراج محمد بن سلمان دوليًا” دون أن يدفع الثمن الذي ترى التقارير أن السعودية تملك إجباره على دفعه؛ لأنها تملك أوراقًا لا يمكن لإدارة أمريكية الاستغناء عنها.

س/ج في دقائق


ماذا تضمن تقرير سي إيه حول دور محمد بن سلمان في مقتل خاشقجي ؟

لم يتضمن تقرير سي آي أدلة حول دور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول معلومات قاطعة.

قال التقرير إن المخابرات الأمريكية “تقدر” أن بن سلمان وافق على “عملية لاغتيال أو قتل” خاشقجي في “تقييم مبني على سيطرة ولي العهد على عملية صنع القرار في السعودية، والمشاركة المباشرة لمسؤولين أمنيين في العملية”؛ باعتبار أن “من المستبعد جدًا أن يكون المسؤولون السعوديون قد نفذوا عملية من هذا النوع دون إذن ولي العهد”.

بل أضاف التقرير أن المخابرات الأمريكية “لا تعرف إلى أي مدى قرر المسؤولون السعوديون مقدمًا إلحاق الضرر به” و”لا تعرف إن كان الأفراد المشاركون يعرفون مسبقًا أن العملية ستؤدي إلى موت جمال خاشقجي”.

عقوبة خاشقجي | تقرير بلا دليل يرضي التقدميين .. لكن هل يحقق مصلحة أمريكا؟ | ترجمة في دقائق


لماذا أصدر بايدن تقرير مقتل خاشقجي إذن؟

موقع “1945” الأمريكي – موقع جمهوري – يقول إن إصدار تقرير خاشقجي بهذه التفاصيل وهذا التوقيت يبقى بلا مبرر إلا لكونه مدفوعًا بمشاعره الشخصية العدائية تجاه السعودية بشكل عام ومحمد بن سلمان بشكل خاص.

يضيف أن بايدن مال لحساب العداء الأيديولوجي تجاه السعودية، مدفوعًا باسترضاء التقدميين في حزبه، فتجاوز “الحنكة السياسية” لحساب الحساسيات الشخصية، دون أن يتعلم من خطأ أوباما في 2008 عندما كان هو مرشحًا كنائب للرئيس، حيث أدى انتقاد حكومة أفغانستان خلال الحملة إلى توتر دائم في علاقته بالرئيس آنذاك حامد كرزاي.

فورين بوليسي: استعداء بايدن للسعودية سيزيد أزمة أمريكا ولن يغير الوضع في الرياض| س/ج في دقائق



ماذا كشفت تحركات إدارة بايدن بعد التقرير؟

أعلنت إدارة بايدن فرض عقوبات وحظر تأشيرات على 76 مواطنًا سعوديًا، في أول تطبيق لسياسة جديدة سمتها “حظر خاشقجي”.

الخطوة تشمل تجميد أصول السعوديين المعاقبين في الولايات المتحدة، ومنعهم ومنع أسرهم “انتقائيًا” من دخول البلاد، ومنع الأمريكيين عمومًا من التعامل معهم.

لكن قائمة العقوبات لم تشمل ولي العهد محمد بن سلمان. كما لم تهدد الولايات المتحدة باتخاذ تدابير أوسع مثل القيود التجارية أو تقليل الدعم في صراع السعودية مع إيران.

بالنسبة لبايدن، اعتبرت “هوت إير” أن الاكتفاء بمعاقبة ذوى الرتب الدنيا “مؤشر على غريزة الحذر المسيطرة على شخصية الرئيس” رغم الثمن المقابل الذي سيدفع بعد خيبة أمل نشطاء حزبه.


لماذا لم يملك بايدن عقاب محمد بن سلمان بعد التقرير؟

نقلت وول ستريت جورنال عن مسؤولين أمريكيين إن إدارة بايدن اختارت محاولة ضمان التوازن بين إعادة تقييم العلاقات مع السعودية دون التسبب في تحطيمها، خصوصًا مع قرب فتح ملفات  الطاقة ومكافحة الإرهاب، واليمن، والحرب ضد الخصم المشترك في إيران، خلال الأشهر القليلة المقبلة.

وقال محللون إن بايدن يدرك على ما يبدو صعوبة الأمر؛ بالنظر لدور ولي العهد محمد بن سلمان في إدارة السعودية حاليًا، وإلى كونه الملك المقبل للبلاد. سايمون هندرسون، خبير معهد واشنطن، يقول إن “محاولة تجاوز بن سلمان في القضايا الرئيسية مستحيلة”. بالتالي لم يرد بايدن أن يغامر بانهيار كامل للعلاقات.

تضيف وول ستريت جورنال أن محاولة فرض عقوبات كان ليتردد صداها في جميع أنحاء السعودية بالنظر لشعبية إصلاحاته الاقتصادية والاجتماعية بين الشباب السعودي.

موقع المحافظين، “هوت إير”، اعتبر أن إصدار تقرير مقتل جمال خاشقجي المكتوب منذ 2018 يأتي بعد أسابيع من الجدل داخل فريق بايدن للأمن القومي، انتهى إلى أنه لا توجد طريقة رسمية لمعاقبة محمد بن سلمان دون الإخلال بالعلاقة مع القوة السنية الأكثر نفوذاً في الشرق الأوسط، والشريك المهم في مكافحة الإرهاب، واللاعب الرئيسي في احتواء تهديد إيران.

لذلك فضل “مجرد محاولة إحراج محمد بن سلمان دوليًا” دون المخاطرة بخسارة السعودية.

تقول هوت إير إن بايدن ربما لا يريد محمد بن سلمان شريكًا. لكنه لا يملك إخراجه من خط الخلافة، ويدرك أن من مصلحة الولايات المتحدة استمرار خطواته نحو التحرر الاجتماعي في السعودية باعتبار أن “سعودية أكثر حداثة مع محمد بن سلمان أفضل من سعودية أكثر تشددا بدونه”.

كيف دخل إلى هناك وكيف خرج إلى هنا.. جمال خاشقجي المفقود في الترجمة | خالد البري


ولماذا لا يملك بايدن خسارة السعودية؟

ذا أتلانتيك قالت إن الموقف في الشرق الأوسط صعب للغاية، خصوصًا بالنظر إلى لعبة السعودية وإيران؛ فأي عقوبة تُفرض على نظام، تخاطر بإفادة الآخر.

تدخل بايدن الأول في الشرق الأوسط برفع تصنيف الحوثيين كتنظيم إرهابي شجع المتمردين المدعومين من إيران على التحرك نحو مأرب الغنية بالنفط، مع احتمال وقوع ملايين السكان المحليين في مرمى النيران.

بالتالي، فأي تحرك إضافي ضد السعودية يعني أن بايدن يعلن انتصارًا إيرانيًا في المنطقة، بما يعنيه ذلك من تعريض علاقاته مع السعودية و إسرائيل والقوى السنية الأخرى لخطر حقيقي.

هنا، يعتبر “هوت إير” إن قصف معسكرات حلفاء إيران في سوريا بالتزامن مع صدور تقرير خاشقجي لم يكن إلا محاولة من بايدن لإظهار أن التقرير لا يعني انحيازه ضد السعودية.


هل تضاءلت ورقة النفط التي طالما عززت ثقل السعودية؟

في تقرير حديث، تقول فوربس إن واشنطن لم تعد بحاجة إلى نفط السعودية باعتبار أن واردات الرياض وصلت في 2020 لأدنى مستوياتها في ربع قرن.

مع ذلك، لا يبدو طرح فقدان السعودية ورقة النفط مسلمًا به.

فوربس نفسها قالت سابقًا إن السعودية مستفيدة اقتصاديًا من وجود جو بايدن أكثر من ترامب؛ باعتبار أن سياسات حماية المناخ تعيد قيمة صناعات الرياض الأساسية بشكل غير مباشر، بعدما أضر ترامب السعودية بتوسيع إنتاج النفط الأمريكي إلى مستوى فوق 12 مليون برميل يوميًا.

تضيف فوربس أن قوة السعودية تجلت مؤخرًا في حرب أسعار النفط السعودية الروسية في مارس 2020؛ حيث أظهرت الرياض قدرتها الفريدة على التأثير السريع على الأسعار. فلديها ميزتان رئيسيتان في مواجهة معظم منافسيها، بما في ذلك روسيا.

يمكنها أن تتوقف عن الإنتاج وتبدأ دون الإضرار بمعظم حقولها النفطية، وتبقى أكثر قدرة على اقتراض الأموال لتغطية الخسائر الفورية. هذا يمنحها مرونة هائلة فيما يتعلق بالإنتاج، وبالتالي القدرة على رفع الأسعار وتخفيضها.


هل سلوك بايدن أمام السعودية خروج عن المألوف؟

بروس ريدل، الذي عمل محللًا في سي آي إيه لـ 27 عامًا كما عمل مستشارًا لأربعة رؤساء أمريكيين، يقول إن كل رئيس أمريكي أدرك طبيعة “الشراكة الوثيقة” مع السعودية منذ 1943، عندما استضاف فرانكلين روزفلت الأميرين فيصل وخالد ، في البيت الأبيض لتدشين أقدم علاقة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

يضيف أنه حتى بعد الحظر السعودي على مبيعات النفط للولايات المتحدة في 1973، سافر الرئيس ريتشارد نيكسون إلى المملكة للإشادة بالملك فيصل والعلاقة بينهما.

حتى باراك أوباما، زار السعودية أربع مرات كرئيس، رغم برودة العلاقة بعد أحداث 2011 في المنطقة. وباعت إدارته للسعودية أسلحة أكثر بكثير من أي من أسلافه بفارق يتجاوز 100 مليار دولار.

وأيدت إدارة أوباما – بايدن الحرب السعودية في اليمن بدعم دبلوماسي ومساعدة عسكرية، حتى رغم عدم تقديم السعودية استراتيجية تضمن للإدارة الأمريكية متى يمكن إنهاء اللعبة.

بالتالي، تبقى محدودية تصرف بايدن سمتا “عاديًا” حتى رغم تصريحات سابقة لرئيس مجلس النواب نانسي بيلوسي اعتبرت فيها أن الولايات المتحدة “ليس لديها أي التزام بالدفاع عن المملكة”.

حسين إبيش، كبير الباحثين في معهد الخليج العربي في واشنطن، يقول إن موقف الديمقراط من السعودية تحت إدارة ترامب كان “رواية متطرفة” نابعة من كونهم “حزب المعارضة” باعتبار أن السعودية كانت “أحد أمثلة النهج الدولي للإدارة الحاكمة”.


بعد تقرير مقتل خاشقجي: ما الأوراق التي تملكها السعودية للتعامل مع إدارة بايدن؟

يقول إبيش إن سياسة بايدن لتأكيد المكانة القيادية العالمية للولايات المتحدة مع التركيز على التحالفات التقليدية والاستقرار لا يمكن أن تتحقق بدون السعودية.

بالتالي تملك الرياض خيارًا “خطيرًا لكنه منطقي” وهو عمليًا ألا تقدم أي تنازلات فعالة؛ باعتبار أن إبقاء الولايات المتحدة قوة عظمى يجبرها على عدم التخلي عن منطقة الخليج التي تقودها السعودية، وألا تخسرها لحساب منافسين دوليين آخرين.

وفي حين تحتاج السعودية لدعم قوة عالمية، فإن الولايات المتحدة تحتاج إلى شريك محلي في الخليج.

مايكل روبين، الباحث المقيم في معهد أمريكان إنتربرايز، يقول إن محاولة إحراج بن سلمان تعني إعفاء القادة الأتراك والإيرانيين ضمنيًا من سجلاتهم الخاصة. هذا يدفع السعودية على الدخول في فلك روسيا أو الصين.

قد يعني ذلك أيضًا تراجع السعودية عن التعاون مع الولايات المتحدة استخباراتيا، وهو التعاون الذي “أنقذ أرواحًا أكثر بكثير مما كفله الدعم السعودي السابق للتيارات الراديكالية”.

يحذر روبين من خيار أخير “شديد الخطوة” على الولايات المتحدة. يقول إن “الطلاق العلني” يسمح للسعودية أن ترد بالمثل، عبر رفع السرية عن المعلومات التي تملكها الرياض حول عمليات المخابرات الأمريكية التي ستمثل مصدر إحراج عالمي لواشنطن.


هل هناك مزيد من المصادر لزيادة المعرفة؟

الولايات المتحدة تفرض تحظر تأشيرات دخول سعوديين بسبب خاشقجي (رويترز)

كيف يمكن للسعودية إصلاح العلاقات مع بايدن والديمقراط (معهد دول الخليج العربية في واشنطن)

البيت الأبيض لن يعاقب محمد بن سلمان رغم إصدار تقرير مقتل خاشقجي (هوت إير)

كيف يمكن أن يرتد تقرير مقتل خاشقجي على بايدن؟ (1945)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك