مكالمة بايدن والسيسي الثانية.. لماذا تعتبر أكثر من مجرد اتصال؟ | س/ج في دقائق

مكالمة بايدن والسيسي الثانية.. لماذا تعتبر أكثر من مجرد اتصال؟ | س/ج في دقائق

25 May 2021
الولايات المتحدة مصر
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل ثاني اتصالات نظيره الأمريكي جو بايدن خلال 4 أيام. الأول تأخر 4 شهور، وحدث بسبب التصعيد في غزة. لكن الثاني تعلق بملفات تهم القاهرة أكثر.

بايدن بدأ هجومه على السيسي مبكرًا منذ حملته الانتخابية، ثم عامل القاهرة بفتور بعد توليه المنصب، وبدأ في إزعاجها بملف حقوق الإنسان.

الآن، يحمل الاتصال الثاني ملامح إعادة تموضع في العلاقات بين البلدين، بصورة توحي بتفهم الولايات المتحدة لوجهة النظر المصرية.

س/ج في دقائق


كيف سارت علاقة السيسي وبايدن في البداية؟

عكس الرئيس السابق دونالد ترامب، أعلن جو بايدن – مدفوعًا بتيار يسار الديمقراط – مبكرًا أنه لن يتعاون مع الأنظمة التي لا تحترم الأعراف الغربية.

ندد في يوليو بـ”اعتقال حقوقيين” في مصر، وحذر أنه “لن يكون هناك المزيد من الشيكات على بياض لديكتاتور ترامب المفضل”، مشيرا إلى الرئيس المصري.

في مارس 2021، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إن البيت الأبيض “يشعر بقلق بالغ حيال أوضاع حقوق الإنسان في مصر وقمع حرية التعبير والمجتمع المدني”، محذرًا من أن إدارة بايدن “ستثير هذه القضايا ضمنًا وعلنًا” باعتبارها “تقوض ديناميكية واستقرار موضع مصر كشريك للولايات المتحدة”.

الموقف الأمريكي ذهب أبعد من التصريحات.

بمجرد وصوله، عدل بايدن ربط مساعدات بلاده لإثيوبيا بموقفها من سد النهضة إلى تطورات الحرب في تيجراي، لتتشدد إثيوبيا حول سد النهضة، وتعلن أنها لن تتنازل عن بدء المرحلة الثانية من ملء السد (بطاقة 13.5 مليار متر مكعب) في يوليو 2021، بشكل أحادي.

مع ذلك، بدت مصر “هادئة جدًا” بوصف خبير الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية ستيفن كوك، الذي قال إن وجه نظر القاهرة انتبهت لحقيقة أن بايدن سيأتيها مع أول أزمة في غزة.


هل برهنت حرب غزة صحة النظرة المصرية؟

مع انطلاق حرب غزة، أطلقت مصر جهود الوساطة فورًا، وفتحت حدودها لعلاج الجرحى الفلسطينيين في المستشفيات المصرية، وأرسلت أسطولًا من سيارات الإسعاف إلى غزة. كما خصص السيسي 500 مليون دولار لمساعدة القطاع.

وفق رواية وول ستريت جورنال، بدأت إدارة بايدن اتصالاتها مع القاهرة بمستويات الدبلوماسية الأدنى، قبل أن تجد نفسها مضطرة للتواصل على مستويات أعلى في الأيام الأخيرة من الحرب.

وبإعلان وقف إطلاق النار، اضطر بايدن للاتصال بالسيسي، بعد أربعة أشهر دون اتصال.

حينها، توقعت القاهرة إدراك بايدن لموقع مصر في الشرق الأوسط. ستيفن كوك قال: “يشعر المصريون بالرضا عن أنفسهم في الوقت الحالي لعدد من الأسباب، وسيحاولون الاستفادة منها قدر الإمكان”.

وقتها، أعرب مسؤولون غربيون ومصريون عن أن مصر تأمل في أن نفوذها الجديد على واشنطن قد يساعدها في الشؤون الملحة ذات الأولوية لديها، بما في ذلك نزاعها مع إثيوبيا على السيطرة على سد النهضة، والصراع المستمر في الغرب في ليبيا المجاورة، ومسائل الأمن الإقليمي بشكل عام.

هاآرتس: لماذا اتصال بايدن مع السيسي أخيرًا؟ وما تأثير ذلك على غزة؟ | ترجمة في دقائق


لماذا تكررت مكالمة بايدن والسيسي خلال 4 أيام فقط؟

تقول هاآرتس: “عندما انجرّ بايدن عن غير قصد إلى صراع بين إسرائيل وحماس، أدرك أن سياسته الأساسية حول الشرق الأوسط يجب أن تتغير، وأن وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه مصر برئاسة السيسي بين إسرائيل وحماس كان فقط خط البداية”.

وفعلًا، بعد 4 أيام من اتصالهما الأول، أجرى بايدن والسيسي ثاني اتصالاتهما الرسمية. فيما وصفته إنتبرايز بـ “يوم عظيم للدبلوماسية حيث تواصل القاهرة إذابة الحواجز مع أحد أهم حلفائها الغربيين”.

تقول رويترز إن أحد محاور مكالمة بايدن والسيسي كان إعادة مناقشة الصراع في غزة. الرئاسة المصرية قالت إن الرئيسين بحثا 3 ملفات تخص غزة: تثبيت وقف إطلاق النار – المساعدات الإنسانية العاجلة – جهود إعادة الإعمار الدولية.

المسائل الثلاث كانت هاآرتس قد أثارتها باعتبارها نقطة تحتاج للاتفاق بين الأطراف المعنية، خصوصًا مع حديث إسرائيل الرسمي عن “وقف إطلاق نار من جانب واحد، ومن سيدير ملف إعادة الإعمار مع تمسك حماس بأن تنقل الأموال إليها، وهو ما ترفضه الأطراف الأخرى.

كذلك، ناقش بايدن والسيسي الملف الأشمل من وجهة نظر القاهرة، وهو إعادة إحياء عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والذي ركزت عليه مصر رسميًا في جلسة مجلس الأمن ثم تصريحات وزير الخارجية سامح شكري، باعتبار تجميدها السبب الحقيقي لتكرار العنف في غزة.


إلى أى مدى أثرت مكالمة بايدن والسيسي في ملفات القاهرة؟

التطور الأهم في مكالمة بايدن والسيسي كان الحديث حول سد النهضة الإثيوبي. والدليل الأهم على هذا التطور هو رد فعل رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد.

توقعات المراقبين أشارت إلى احتمالات حلحلة الموقف الأمريكي بعد مكالمة بايدن والسيسي الأولى.

هذه المرة، حملت البيانات الرسمية “توافقًا حول تعزيز جهود الدبلوماسية لاتفاق يحفظ المياه والحقوق التنموية لجميع الأطراف”.

مجرد الحديث عن سد النهضة تغيير؛ بعدما بدا بايدن أقل اهتمامًا به حين نقل شرط إعادة المساعدات الأمريكية لإثيوبيا من الوصول لاتفاق حول السد إلى تهدئة الحرب في تيجراي.

لكن قبل ساعات من مكالمة بايدن والسيسي الثانية، اتخذت واشنطن ما وصفته نيويورك تايمز بـ “حركة تغيير مسار” بفرض عقوبات على حكومة آبي أحمد. صحيح أنها كانت تخص الحرب في تيجراي، لكن ما يمكن وصفه بجرائم في تيجراي ظهر منذ البداية، واكتفت واشنطن بإدانتها.

لتقرر حكومة أديس أبابا الرد بما سمته “إعادة تقييم مجمل العلاقات مع واشنطن”.

وفي المكالمة، أقر بايدن بمخاوف مصر بشأن الوصول إلى مياه نهر النيل وأكد اهتمام الولايات المتحدة بالتوصل إلى حل دبلوماسي يلبي الاحتياجات المشروعة لمصر والسودان وإثيوبيا.

توسعت مكالمة بايدن والسيسي كذلك لتشمل العلاقات الثنائية وبعض القضايا الإقليمية، بما في ذلك ليبيا والعراق، بحسب البيانات الرسمية.

البيانات تحدثت عن “توافق في الرؤى حول ليبيا والعراق” خصوصًا حول إجراء انتخابات ليبيا في موعدها، وإخراج “كل” القوات الأجنبية من البلاد، والعمل على استعادة توازن أركان الدولة الليبية واستقرارها والحفاظ على مؤسساتها الوطنية، وهو الموقف الذي تتبناه القاهرة.


أين “عقبة” حقوق الإنسان بين الجانبين؟

بحسب بياني الرئاسة المصرية والبيت الأبيض، تطرقت مكالمة بايدن والسيسي إلى ملف حقوق الإنسان في مصر. لكن اللهجة تغيرت من التهديد إلى “التأكيد على أهمية الحوار البناء حول الملف”.

بيان الرئاسة المصرية أضاف “التزام البلدين بالدخول في حوار شفاف بهذا الصدد”. لكن بيان البيت الأبيض ربطها مباشرة بـ “التزام الرئيسين بشراكة قوية ومثمرة بين مصر والولايات المتحدة”.


هل هناك مصادر إضافية لمزيد من المعرفة؟

قراءة مكالمة بايدن والسيسي (بيان البيت الأبيض)

السيسي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الأمريكي جو بايدن (الرئاسة المصرية)

السيسي سعيد بالحوار مع الرئيس الأمريكي (الرئاسة المصرية)

تغيير مسار.. أمريكا تعاقب إثيوبيا بسبب انتهاكات حرب تيجراي (نيويورك تايمز)

إثيوبيا تتهم الولايات المتحدة بـ “التدخل” بعد قيود التأشيرات (فويس أوف أمريكا)

يوم عظيم للدبلوماسية المصرية (إنتربرايز)

مكالمة السيسي وبايدن تبحث وقف إطلاق النار في غزة وإعادة الإعمار (رويترز)


 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك