من أتوا بالرئيس الأمريكي جو بايدن للسلطة اعتبروه “رئيس الفترة الواحدة” بحكم السن.
سياسيًا، هذا يعني أنه آتٍ لقلب الطاولة فيما يتعلق بـ “العادات الوطنية القديمة”؛ باعتباره لا يخشى دفع أي ثمن سياسي.
لكن بايدن، الذي اعترض على هذه العادات فعلًا أثناء حملته الانتخابية وهاجم بسببها الرئيس دونالد ترامب، وجد أخيرًا بعد انقضاء ثلث مدته أنها الحل الأمثل للحفاظ على صورته أمام مواطني بلاده.
زيارة بايدن للسعودية كشفت عن هذا الجانب بوضوح، وأضافت دليلاً أن بايدن يحاول محاكاة ترامب في الشرق الأوسط..
كيف حدث ذلك؟
س/ج في دقائق
كيف كشفت رحلة بايدن للشرق الأوسط عن محاكاته لترامب؟
زار بايدن السعودية من أجل النفط. هذا مهم للانتخابات الوشيكة في أمريكا “التجديد النصفي للكونجرس”.
بايدن لا يحب السعودية. وكان يحبذ فتح ملفات بعينها لا تريد السعودية فتحها. لكنه، وقت التطبيق الفعلي، لجأ للحوار الدبلوماسي، واجتمع مع ولي العهد محمد بن سلمان، بعد أن كرر سابقًا أنه لن يلتقي به أبدًا.
فعل ذلك مضطرًا لوجود “المصلحة” التي تفرض عدم إغضاب السعودية. وهو نفس النهج الذي طالما دعا إليه ترامب وطبقه.
كان ترامب يرى أن الشرق الأوسط مقسم بين الأخيار (إسرائيل والدول المعتدلة) مقابل محور الشر (الذي تتزعمه إيران).
في بداية عهده، أزال بايدن الحوثيين – المدعومين من إيران – من قوائم الإرهاب، وسحب دعم السلاح عن السعودية.
لكنه استجاب للضغط السعودي، فاستمر الدعم الأمريكي غير المباشر للقوات الجوية السعودية. كما استجاب للضغط الإسرائيلي، بالتنسيق فيما يخص الهجمات الجوية على مصالح إيران في سوريا، مع غض النظر عن الآثار غير القانونية للهجمات، وهو بالضبط ما كان يفعله ترامب.
رغم أن بايدن تعهد من البداية أنه سيعيد إحياء الاتفاق النووي، وسيضمن عودة الولايات المتحدة إليه، بعد انسحاب ترامب منه، إلا أنه – حتى لحظة زيارته للسعودية – لم يستطع تجاوز تحفظات ترامب.
أزال بايدن الحوثيين من قائمة الإرهاب، لكنه حتى الآن لا يزال ملتزما بوجود الحرس الثوري في القائمة، كما وضعه ترامب، وهو حجر عثرة في طريق تنفيذ وعوده بإحياء الاتفاق النووي.