لماذا التصعيد الآن بعد حديث عن إعادة إحياء الاتفاق النووي؟
الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصفت خطوات إيران بـ “ضربة قاضية” لمفاوضات إحياء الاتفاق النووي؛ لأنها تحرم المفاوضين من البيانات، ومن ثم يستحيل تقنيًا التوصل إلى اتفاق.
التصعيد يتزامن مع تعطل المفاوضات بسبب الخلاف حول إزالة الحرس الثوري من قائمة التنظيمات الإرهابية.
إدارة بايدن كانت تتجه للاستجابة للطلب الإيراني، قبل أن ترضخ لضغوط حلفاء الخليج وإسرائيل تحت ضغط أزمة أسعار النفط.
دينا اسفندياري، كبيرة مستشاري مجموعة الأزمات تقول إن الطرفين كانا قد أكملا الجوانب الفنية لإحياء الاتفاق بالفعل؛ لتبقى “خلافات رمزية” ترى إيران أن تصعيد الهجوم قد يكون كفيلًا بالضغط لحلها.
لماذا يوصف الرد الأمريكي بالضعف؟
حتى الآن، لم يتجاوز رد إدارة بايدن التحذير من الاستفزازات، وتهديد إيران بالعزلة، ومطالبتها بالتعاون.
يقول محللون إن إيران تراهن على أن أمريكا سترضخ لطلباتها في النهاية؛ في ظل انعدام الأوراق بين يدي إدارة بايدن، التي تفضل “الحلول السلمية حتى اللحظة”.
إيران على بعد عام تقريبًا من تصنيع سلاح نووي، وفقًا للمحللين، الذين يرون أن المنطقة تتحرك لمزيد من التصعيد النووي.
حتى الآن، تتفق البرامج النووية الإقليمية في السعودية والإمارات مع الضمانات الدولية. لكن احتمال وجود إيران مسلحة نوويًا قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني الهش بالفعل، مما يزيد من شبح حدوث سباق تسلح نووي في المنطقة المضطربة.
بالنظر لسريان عقوبات ترامب على إيران فعلًا، ولضعف تأثير اغتيالات إسرائيل في السنوات الأخيرة لكبار المسؤولين – بمن فيهم أبو البرنامج النووي الإيراني – في وقف تخصيب إيران لليورانيوم، سيبقى أمام بايدن خيار تقديم مزيد من التنازلات، وهو ما قد يضعه في ورطة في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، أو التصعيد، بما فيها الخيار العسكري.
وسائل الإعلام الأمريكي بدأت تتحدث بالفعل عن تفكير الإدارة في التحرك في طريق الحرب ضد إيران. لكن التحذيرات قائمة من أنها “حرب لن تستفيد منها أمريكا التي ستنفق تريليونات الدولارات، وتخلف مزيدًا من القتل في المنطقة”.
بالمقابل، يقول محللون إن طرح الخيار على الطاولة قد يكون حلًا أخيرًا؛ لأن الخوف من الفشل قد يدفع إيران لمزيد من التصعيد، وحينها سيدفع بايدن أيضًا تكاليف الانهيار الدبلوماسي ويجني بذور الصراع الذي زرعه.