نظرية القوة غير المتكافئة.. لماذا تصر إيران على امتلاك السلاح النووي؟ | ترجمة في دقائق

نظرية القوة غير المتكافئة.. لماذا تصر إيران على امتلاك السلاح النووي؟ | ترجمة في دقائق

18 Nov 2021
إيران
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

نقلاً عن مقال حميد عناية في أوراسيا ريفيو: رغم التكلفة والعزلة.. لا تزال إيران مصرة على امتلاك سلاح نووي


في تصريح حديث، يقول أحد أهم منظري النظام الإيراني إن المشكلة مع الغرب ليست في الاتفاق النووي، بل في مستقبل ما بعد الاتفاق.

يقول المنظر إن إيران تريد اتفاقًا يعيد إحياء بنود 2015، لا أكثر ولا أقل.. لا برنامج إيران الصاروخي، ولا أذرعها، ولا تدخلاتها الإقليمية.

وبينما تشير التقارير إلى أن إيران لن تملك القدرة على إنتاج قنبلة ذرية لفترة طويلة، بالنظر لسلسلة التفجيرات واغتيال أبو الطاقة النووية الإيرانية محسن فخري زادة، فإن إيران تواصل المماطلة مع الغرب؛ لكسب الوقت لتخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى (أو حتى التظاهر بأنها تفعل ذلك)، ضمن خطة هدفها الأهم إثارة الذعر للحصول على المزيد من الامتيازات، وأهما “اتفاق نووي لا أكثر لا أقل.

حرب غير متكافئة

بعد الحرب العراقية الإيرانية، ظهرت نظرية بين النخب الحاكمة في طهران مفادها أن بقاء النظام لن يقوم على تحسين الاقتصاد أو الديمقراطية، ولا حتى بناء جيش هائل فحسب، بل في خوض حرب القوة غير المتكافئة (استراتيجات غير تقليدية للحرب، يستخدم فيها الطرف الأضعف استراتيجات معينة لموازنة أوجه الضعف الكمية والنوعية الموجودة عنده).

هنا، كان الطريق الأسهل لنظام مبني على عقائد قرون الوسطى أن يتبع أسلوب الطفيليات، بتوسيع الانتشار الإقليمي، وبناء السلاح النووي، ثم تطوير النظام الصاروخي البديل إن كانت الضغوط الدولية أقوى، مثلما جرى بعد كشف المعارضة الإيرانية عن خطط النظام لبناء قنبلة ذرية في 2003 مثلًا.

تطبيقًا لهذه الاستراتيجية، وبحسب محلل إيراني مقرب من النظام، فإن القوة الوطنية وحدها هو ما يمكن أن يضمن لإيران الاحتفاظ بنفس الشروط التي وقعتها في 2015، وذلك عبر:

أولاً، الحفاظ على قدراتها النووية بحيث إذا أراد الأمريكان اللعب مرة أخرى، تكون إيران جاهزة ولديها يورانيوم مخصب.

ثانيًا، الحفاظ على القوة الدفاعية للبلاد (برنامج تطوير الصواريخ والطائرات بدون طيار).

وأخيرًا: تقليل تعرضها للعقوبات.

استغلال القلق الأمريكي

يعتقد مصدر آخر مقرب من النظام الإيراني أن ما يمنع “ترامب آخر” من الانسحاب من الصفقة هو تهديد “إيران بأنه حال الانسحاب من الصفقة، فإن إيران ستصنع قنبلتها الخاصة وستضرب السعودية”.

خلاف ذلك، وفقًا لمحلل طلب عدم الكشف عن هويته، إذا اعتبرت إيران ضعيفة، فإن مجموعة 5 + 1 لن تفكك منشآتها النووية فحسب، بل ستقلل أيضًا من قوتها الصاروخية وستدعو إلى انسحاب غير مشروط من المنطقة.

يفترض هذا المحلل أن إيران ملاكم خفيف الوزن وأن مجموعة 5 + 1 ثقيل الوزن، وبالنسبة له، لا يتوقع أحد أن يفوز الوزن الخفيف، إلا إذا كان قادرًا على المقاومة وكسب الوقت، حيث سينجح في إنهاك خصمه في هذه المواجهة.

يقول المحلل “يجب أن نزيد مقاومتنا، وقبل كل شيء، تعزيز الاقتصاد.. أنا متأكد من أن ما يحافظ على تنفس القوة هو اقتصادها أولاً، وثانيًا قدرتها الدفاعية، وثالث كمية اليورانيوم المخصب”.

الجلوس على برميل بارود 

يدرك النظام الإيراني حالة المجتمع المتفجرة بسبب التضخم المتسارع وفقر 80٪ من السكان، وهو يعلم أن أقل شرارة يمكن أن تؤدي إلى انفجار رهيب أكثر بكثير مما حدث في انتفاضتي 2018 و 2019.

وفقًا لباحث استراتيجي سابق، فإن الانهيار الاقتصادي والضغوط الناتجة عنه، فضلاً عن المخاوف من اندلاع انتفاضة جديدة، ستدفع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إلى استنتاج أنه لا توجد طريقة أخرى للحل سوى قبول مطالب الخمسة الدائمين.

وهو ما يعيد تذكيرنا بالاستسلام لقرار الأمم المتحدة 598 أثناء الحرب العراقية الإيرانية أو إطلاق سراح الخميني للرهائن الأمريكيين تحت ضغط دولي، لأن النظام الإيراني لا يفهم سوى لغة القوة.

لذلك، يجب أن يكون احترام حقوق الإنسان وحماية أرواح المتظاهرين في صميم أي مفاوضات مع نظام الملالي، فالإصرار على حقوق الإنسان وتبني سياسة حاسمة أمر لا غنى عنه لمنع النظام من الحصول على القنبلة.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك