فورين بوليسي: الصين تسقط.. لهذا ستندلع الحرب العالمية الجديدة | س/ج في دقائق

فورين بوليسي: الصين تسقط.. لهذا ستندلع الحرب العالمية الجديدة | س/ج في دقائق

30 Sep 2021
الصين الولايات المتحدة
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

لماذا تخوض القوى العظمى حروبًا كبرى؟

الجواب التقليدي هو تراجع الهيمنة وتصاعد المنافسة.

غالبًا ما تكسب القوة الصاعدة، الثائرة ضد قواعد النظام القائم، أرضية على حساب الدولة التي وضعت القواعد.

هذه الحالة تنتج توترات مستمرة، تدخلهما دوامة من الخوف والعداء، ثم – بشكل شبه حتمي – يذهبان إلى الصراع.

المؤرخ القديم ثوقيديدس كتب إن نمو قوة أثينا، والإنذار الذي أشعله في سبارتا، جعل الحرب حتمية.

بهذه النظرية، يبدو بديهيًا أن الصين والولايات المتحدة تتجهان إلى “مصيدة ثوقيديدس” التي روج لها عالم السياسة في هارفارد جراهام أليسون، باعتبار أن خطر الحرب سيرتفع بشكل صاروخي عندما تتفوق الصين الصاعدة على أمريكا المترهلة، لتبدأ مرحلة “انتقال القوة “.

لكن فورين بوليسي تجادل بالعكس أن الحرب ستندلع لأن الصين هي القوة الساقطة! التفاصيل عبر:

س/ج في دقائق


كيف نقرأ وصع الصين الحالي وفق نظرية انتقال القوة؟

وفق أدبيات “نظرية انتقال القوة”، تندلع حرب القوى العظمى عادةً عندما يتقاطع صعود إحدى القوى المهيمنة مع تراجع أخرى. هذا هو الأساس التي تقوم عليه نظرية ” مصيدة ثوقيديدس”.

الآن، هناك بالفعل احتمالية ضخمة لاندلاع الحرب بين الصين والولايات المتحدة.

لكن السبب ليس انتقال السلطة، بل بسبب “ذروة مصيدة القوة”.. ماذا يعني هذا؟

يعني باختصار أن طرفًا ما يوشك أن يسقط. وأن صراعًا سيندلع لهذا السبب، مع فارق بسيط، أن الطرف الساقط سيكون الصين لا الولايات المتحدة، وفق تحليل فورين بوليسي.


الصين الطرف الساقط.. على أي أرضية جاء التوصيف؟

كانت الصين تبني قوتها وتوسع آفاقها الجيوسياسية منذ سنوات. لكنها وصلت إلى الذروة، حيث تباطأ اقتصادها وتحالف خصومها.

في هذه الحالة، قد تشعر الصين بالخطر، فتقرر الاستيلاء على أقصى ما تستطيع قبل فوات الأوان.

هذا تحديدًا نفس خطأ أثينا في السنوات التي سبقت الحرب البيلوبونيسية، وفق المؤرخ دونالد كاجان، إذ بدأت تتصرف بعدوانية أكبر؛ لأنها كانت تخشى حدوث تحولات معاكسة في ميزان القوة البحرية، أو بعبارة أخرى، كانت على وشك فقدان نفوذها تجاه سبارتا.


تريد مثالًا أقرب؟

على مدار الـ 150 عامًا الماضية، فالقوى العظمى لا تسقط بهدوء، بل تميل في سنواتها الأخيرة إلى العشوائية والعدوانية، فيقمعون المعارضة في الداخل ويحاولون استعادة الزخم الاقتصادي من خلال خلق مناطق نفوذ حصرية في الخارج، ويزيدون الاستثمار في جيوشهم لتوسيع نفوذهم، مما يثير ثورات وحروب كارثية مع القوى العظمى الأخرى.

غالبًا ما يُنظر إلى التنافس بين ألمانيا وبريطانيا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين على أنه المثال المقارب للتنافس بين الصين والولايات المتحدة.

في الحالتين، هدد منافس استبدادي قوة هيمنة ليبرالية، وفي النهاية اندلعت الحرب عندما استوعبت ألمانيا المحاصرة أنها لن تتخطى منافسيها دون قتال.

تيك توك – الأويغور – بحر الصين الجنوبي.. 14 قضية تهدد بصدام أمريكي صيني | قوائم في دقائق


ما علامات سقوط الصين الوشيك؟

بحسب تحليل فورين بوليسي، كانت الصين تحقق اكتفاءً ذاتيًا من الغذاء والطاقة. لكنها الآن تستوردهما أكثر من أية دولة أخرى، بخلاف معاناتها من ندرة المياه. والسبب أنها دمرت مواردها الطبيعية بنفسها.

تقترب أيضًا من الهاوية الديموغرافية. حتى 2050، ستفقد 200 مليون من البالغين في سن العمل، مقابل إضافة نفس العمل لكبار السن، ما يعني رفع الإنفاق على الضمان والرعاية الصحية 3 أضعاف.

وتحت حكم شي، عادت الصين للشمولية ومركزية السلطة على حساب الازدهار الاقتصادي؛ إذ أدت حملات ردع رجال الأعمال وموجة اللوائح المدفوعة سياسيًا إلى اختفاء أكثر من تريليون دولار من رسملة السوق.

وانخفض معدل النمو الرسمي من 14% في 2007 إلى 6% في 2019، بينما تشير الدراسات الدقيقة غير الرسمية إلى أن معدل النمو الحقيقي يقترب من 2%، معظمها من حزم الإنفاق الحكومي.

 إجمالي ديون الصين ارتفعت ثمانية أضعاف بين 2008 و2019 وتجاوز 300٪ من الناتج المحلي الإجمالي قبل كورونا.


لكن كل الدول الكبرى تعرضت لأزمات اقتصادية.. لماذا الصين؟

بالتزامن مع التراجع الاقتصادي، كانت الصين تتعرض لحملات حصار أسفرت مثلًا عن انسحاب 12 دولة من مبادرة الحزام والطريق بسبب الحملة الأمريكية ضد شركات النكنولوجيا الصينية،

تواجه الصين كذلك حصارًا عسكريًا في آسيا، حيث تشتد المقاومة ضد الصين، فتعمل تايوان على زيادة الإنفاق العسكري في غرب المحيط الهادئ، وتنفذ اليابان أكبر حشد عسكري منذ نهاية الحرب الباردة ووافقت على دعم الولايات المتحدة إذا هاجمت الصين تايوان،

وتعمل الدول المحيطة ببحر الصين الجنوبي، ولا سيما فيتنام وإندونيسيا، على تعزيز قواتها الجوية والبحرية وخفر السواحل للطعن في مطالبات الصين التوسعية، وكذلك توسع استراليا والهند قواتهما لمواجهة الصين.

كل هذا يعتبر جيدًا للولايات المتحدة الأمريكية، فالصين التي تتباطأ اقتصاديًا وتواجه مقاومة عالمية متزايدة ستجد صعوبة كبيرة في إزاحة الولايات المتحدة كقوة رائدة في العالم- طالما أن الولايات المتحدة لا تنهار ذاتيًا أو تقرر التخلي عن موقعها.

الصين تتحدى أمريكا في العلن.. لماذا غيرت سياستها؟ وما تأثير ذلك؟| س/ج في دقائق


هل يمكن توقع تحركات الصين في الفترة المقبلة؟

بنت فورين بوليسي سيناريوهات عن تحركات الصين في العقد المقبل بناءً على ما تفعله حاليًا:

– اقتصاديًا: مضاعفة جهود إنشاء مجال نفوذ في التقنيات الحيوية، مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية واتصالات الجيل الخامس، واستخدام النفوذ لإخضاع الدول الأصغر.

– عسكريًا: زيادة دور الجيش في تأمين خطوط الإمداد الطويلة وحماية مشاريع البنية التحتية في وسط وجنوب غرب آسيا وأفريقيا ومناطق أخرى، وهو دور يتوق إليه بعض الصقور في جيش التحرير الشعبي.

– حزم أكبر في مواجهة اليابان والفلبين والدول الأخرى في بحر الصين الجنوبي والشرقي.

– استخدام القوة لحل قضية تايوان بشروطها في العقد المقبل قبل أن تنهي واشنطن وتايبيه إعادة تجهيز جيشيهما لتقديم دفاع أقوى.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

الصين قوة متراجعة، وهذه هي المشكلة  (فورين بوليسي)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك