الصين حاليًا هي الدولة التي تملك أكبر عدد من الشركاء التجاريين في العالم، أكثر حتى من الولايات المتحدة.
مع ذلك، الصين لا تقود العالم اقتصاديًا!! ولم تزح الولايات المتحدة التي لا تزال تحافظ على موقعها.
هذا يجعل العلاقات بين البلدين أكثر تعقيدًا.
تعد الصين ثالث أكبر شريك تجاري لأمريكا بنسبة 13.9٪ في 2020؛ نتيجة لعملية طويلة جدًا بدأت في 1971، عندما أصبح الرئيس ريتشارد نيكسون أول رئيس أمريكي يزور الصين منذ 25 عامًا.
نمت العلاقات بين البلدين بشكل أوثق بعد انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية في 2001، ثم بدأت المخاوف الأمريكية تتزايد بعد أن حاولت الصين القتال على جزر سينكاكو من اليابان، وبلغت ذروتها في 2018 من خلال الحرب التجارية التي أطلقها دونالد ترامب.
لا تزال الولايات المتحدة زعيمة عالمية تتمتع بقوة ركائزها الرئيسية الثلاث:
1- السياسة.
2- الاقتصاد.
3- الجيش.
الولايات المتحدة هي الدولة ذات الاقتصاد الأكبر من خلال السيطرة على 24.1٪ من الاقتصاد العالمي.
وفي القطاع العسكري، لا تزال أمريكا أيضًا في المرتبة الأولى، مع تصدرها ملكية القواعد العسكرية والميزانيات العسكرية وأكبر المعدات الدفاعية في العالم.
وفي القطاع السياسي، لا تزال قيمة الديمقراطية التي تؤيدها أمريكا قائمة.
BSN | حين تسود العملات الرقمية.. ستملك الصين مفاتيح اقتصاد العالم | س/ج في دقائق
رغم التفوق الأمريكي، فإن صعود الصين من خلال التحسينات الاقتصادية والعسكرية يمثل تهديدًا حقيقيًا للولايات المتحدة.
يأتي التهديد الأول من الممارسات التجارية للصين، فمنذ 2018، شنت الولايات المتحدة والصين رسميًا حربًا تجارية من خلال زيادة التعريفات الجمركية على جميع السلع التي تدخل بلدي بعضهما البعض.
وكان دافع ترامب في إعلان هذه الحرب اعتقاده أن الصين تقترف الاحتيال وتسرق الثروة والملكية الفكرية وتقدم إعانات غير عادلة.
فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية فعلًا على شكل زيادة في التعريفات الجمركية بنسبة 25٪ على جميع السلع الصينية التي تدخل الولايات المتحدة، كما أنها حظرت بشكل خاص استخدام منتجات من وا-واي (هواوي)، وهي شركة مرتبطة بالجيش الصيني.
الصين تتحدى أمريكا في العلن.. لماذا غيرت سياستها؟ وما تأثير ذلك؟| س/ج في دقائق
تستخدم الولايات المتحدة السرد القائل بأن عقوباتها على الصين هي نتيجة لانتهاك النظام القانوني الحالي، وأن الولايات المتحدة هي حارسة السلام العالمي. ومع ذلك، بدا هذا السرد مضرًا لأمريكا.
يجب أن تدرك الولايات المتحدة أن موقف الصين قوي للغاية، وقد تصبح أكبر اقتصاد خلال 10-15 عامًا، وهذا أمر مقلق للغاية لأنه مع مثل هذا النمو الاقتصادي الكبير، ستزداد استثمارات الصين في البلدان الأخرى وسيكون الاعتماد عليها أمرًا لا مفر منه، ومن المؤكد أن الصين ستنفق ميزانية أكبر على جيشها.
لكن من ناحية أخرى، فإن إعطاء الصين ما تريده هو قمة اليأس.
يجب على أمريكا أن تعترف وتدرك أن خطأها الرئيسي كان السماح للصين بالانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، فرغم أنها كانت ترى أن انضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية هو القرار الصحيح لدفع الصين حكومة وشعباً إلى طريق الديمقراطية، إلا أنه تبين أن الحكومة الصينية أذكى من الولايات المتحدة، حيث حافظت على نظامها الاستبدادي مع زيادة الوصول إلى الأسواق الكبيرة.
لقد فشلت سياسة أوباما “التحول إلى آسيا”، الأمر الذي جعل الصين في النهاية أكثر عدوانية في بحر الصين الجنوبي.
يأتي التهديد التالي من بحر الصين الجنوبي، حيث تمتلك منطقة بحر الصين الجنوبي موارد طبيعية هائلة على شكل احتياطيات غاز طبيعي تبلغ 160 تريليون نفط مكعّب و 12 مليار برميل و 12٪ من احتياجات العالم من الأسماك، وتمر 21٪ من التجارة الدولية عبر منطقة بحر الصين الجنوبي.
تسيطر الصين حاليًا على بحر الصين الجنوبي، ويتجلى ذلك من خلال امتلاكها لأكبر قاعدة عسكرية في جزر باراسيلز وسبراتلي، وتزيد الصين العمليات العسكرية البحرية والجوية في المنطقة.
في غضون ذلك، لا تحظى الولايات المتحدة بدعم إلا من أقرب قاعدة عسكرية في الفلبين، والتي تبعد حوالي 1000 ميل.
إن حرية الملاحة التي أطلقتها الولايات المتحدة في الواقع لا يمكن إلا أن تقدم فوائد الولايات المتحدة، ويمكن لها أن تزيد من أنشطتها العسكرية في بحر الصين الجنوبي، ومع ذلك، لا يزال حلفاؤها مثل ماليزيا والفلبين تحت تهديد حقيقي من الصين.
إذا فشلت الولايات المتحدة في تأمين بحر الصين الجنوبي، فإن ذلك سيجعل كل دولة تفسر قانون البحار، وخاصة الدول الكبيرة، وفق رغباتها الخاصة، وهذا سيكون هزيمة للولايات المتحدة لعدم قدرتها على حماية حلفائها.
في النهاية، تحتاج الولايات المتحدة إلى الحفاظ على مكانتها كحارسة النظام الدولي، لأنه إذا نجحت الصين في تولي هذا الموقف، فإن القواعد في العالم الدولي ستتغير.
وأخيرًا، هناك تهديد للديمقراطية من خلال تقوية الصين الاستبدادية.
تناضل الصين بشكل مكثف من أجل قيمها الاستبدادية، وذلك بتقييد حرية الرأي وارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد مسلمي الإيجور.
قال الرئيس السابق جون كينيدي يوم تتويجه كرئيس: “إننا كأمريكيين سندفع كل الثمن الذي يتطلبه الأمر لحماية الحرية”، طبعا من المهم جدا للولايات المتحدة أن تستمر في تنفيذ هذا التفويض، لأن الحرية هوية للولايات المتحدة.
ومع ذلك، فإن الصين قوية جدًا في السيطرة على السرد في الميديا العالمية.
في حالة مسلمي الأويغور، تحاول الصين بناء سرد مفاده أنهم يقومون فقط بالتدريب وليس التعذيب، وقد نجحت في الضغط على دول مسلمة حتى لا تتوقف عند هذه السياسة، وهذا تحد شديد الصعوبة للولايات المتحدة، فإذا لم تطور نفسها من خلال زيادة التعاون مع الشركاء وإنشاء محور أمني جديد، فإن النهاية مسألة وقت فقط، ووقتها ستقود الصين العالم.
تيك توك – الأويغور – بحر الصين الجنوبي.. 14 قضية تهدد بصدام أمريكي صيني | قوائم في دقائق