عندما اجتمع المسيحيون في أوو النيجيرية، للاحتفال بعيد العنصرة، اقتحم مسلحون كنيسة القديس فرانسيس كزافييه الكاثوليكية، وبدأوا في إطلاق النار، ليروح ضحية الهجوم ما لا يقل عن 50 شخصًا، بينهم أطفال.
موجات الصدمة من هذه المجزرة لا يزال يتردد صداها في المجتمع المسيحي في نيجيريا، وهي مجموعة تعاني بالفعل من فيضان من أعمال العنف الأخيرة.
قبل أربعة أسابيع، قام حشد من الطلاب المسلمين بضرب ديبوراه صموئيل حتى الموت، وهي شابة مسيحية اتهموها بالإساءة للإسلام، بعد مشاركتها رسالة “يسوع المسيح هو الأعظم. لقد ساعدني على اجتياز امتحاناتي” في مجموعة مراسلة تضم زملاء الدراسة عبر واتساب.
بعد أسبوعين، في 25 مايو، اختطف مسلحون القس ستيفن أوجابا ومساعده.
مكان وجودهم غير معروف حتى الآن. لكن المعروف إن قادة مسيحيين آخرين اختطفوا ثم فقدوا حياتهم في ظروف مماثلة.
وفي بداية العام، استهدف هجوم عنيف قرية في ولاية بورنو، أسفر عن نهب ثم حرق نحو 21 منزلًا، وتدمير كنيسة بشكل كلي، وقتل عدة أشخاص، واختطاف 16 آخرين بينهم 15 فتاة، بخلاف هجوم على قرية قريبة أسفر عن مقتل 3، واختطاف 4 فتيات، ونهب وهدم كنيستين.
الإرهاب تحت الحجاب … كيف فاقت بوكو حرام الجميع في استخدام الأطفال في التفجيرات الانتحارية
في نيجيريا، تعمل الجماعات الإسلامية المتطرفة – خصوصًا بوكو حرام، وولاية غرب إفريقيا الإسلامية (ISWAP)، ومسلحين قبليين – على تنفيذ أجندتها لأسلمة سابع أكبر دولة في العالم.
ومن خلال الاستفادة من حالة عدم الاستقرار السياسي وضعف الاقتصاد في البلاد، حولت هذه الجماعات الدولة ومنطقة الساحل المحيطة (بوركينا فاسو والكاميرون وتشاد والنيجر) إلى بؤرة لعنف الجهاديين.
وبتحليل Open Doors، لا يوجد جزء واحد من أفريقيا بمنأى عن التمرد الإسلامي؛ إذ تتوسع قضية التطرف وتكتسب أرضيات جديدة بينما يستمر الوعظ والتعليم في إثارة العداء تجاه الأقليات الدينية، عبر القتل، أو الخطف للحصول على فدية.
جهاديو أفريقيا يحلمون بـ”نموذج أفغانستان” | هل تقع الصومال ونيجيريا في المصيدة؟| س/ج في دقائق
وبينما يعيش غير المسلمين حياتهم تحت تهديد دائم؛ إذ لا تتردد بوكو حرام في استهدافهم باعتبارهم “شرا عظيما يرتبط بالغرب”. فإن هذا لا يتوقف على المسيحيين؛
تلاحق بوكو حرام أي شخص لا يشاركهم وجهة نظرهم الضيقة عن الإسلام. وهذا يعني أنهم غالبًا ما يستهدفون أيضًا المسلمين الأكثر اعتدالًا، أو المسلمين الذين لا ينتمون إلى نفس مدرسة التبشير الراديكالية التي يدعون إليها.
استمرار استهداف المسلمين كان أحد أسباب انقسام بوكو حرام إلى فصائل في عام 2016.
الآن، هناك مجموعتان متنافستان، واحدة موالية لتنظيم داعش (ولاية غرب أفريقيا الإسلامية) التي لا تهاجم المسلمين، والأخرى التي لا تزال تحمل اسم بوكو حرام، والتي تواصل مهاجمة المساجد والمدنيين المسلمين.
طفيليات عقلية | ماذا تفعل الأصولية الدينية في المخ؟ وهل يمكن اعتبارها مرضًا؟| س/ج في دقائق
في تصنيف منظمة “Open Doors USA” للدول الأكثر عداء للمسيحيين، حلت نيجيريا سابعًا على القائمة.
القيود التي تفرضها الدولة في نيجيريا على حرية العبادة محدودة. لكن البلد احتلت المرتبة الأولى من حيث العدد الإجمالي للمسيحيين الذين قتلوا بسبب عقيدتهم، للعام الثاني على التوالي.
وثق أحدث تقرير سنوي مقتل 4,650 مسيحيًا في نيجيريا عام 2021 فقط، أي أكثر من قتيل واحد كل ساعتين، لتصبح نيجيريا مسؤولة عن ما يقرب من 80٪ من وفيات المسيحيين بسبب العنف في جميع أنحاء العالم. ولا تظهر أي بوادر على انحسار أعمال العنف هذا العام.
القس إرميا يصف الخوف والصدمة التي تعيشها العائلات في نيجيريا كل يوم: “عندما نذهب للنوم في الليل، لا نكون متأكدين أبدًا من أننا سنستيقظ في اليوم التالي”.