طفيليات عقلية | ماذا تفعل الأصولية الدينية في المخ؟ وهل يمكن اعتبارها مرضًا؟| س/ج في دقائق

طفيليات عقلية | ماذا تفعل الأصولية الدينية في المخ؟ وهل يمكن اعتبارها مرضًا؟| س/ج في دقائق

7 Oct 2021
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

الممارسات الدينية والروحية قد تكون مفيدة لحياة الشخص ورفاهه العقلي.

لكن الأصولية الدينية – الإيمان بالسلطة المطلقة لنص أو قادة دينيين – تفعل العكس.

تثبط أي تفكير منطقي أو دليل علمي يتحدى المقدس، مما يجعلها بطبيعتها غير قادرة على التكيف.

ليس دقيقًا تسمية الأصولية الدينية بالمرض. لكن عالم الأعصاب بوبي أزاريان يقول إنها أقرب لـ “طفيليات عقلية”.

كيف تعمل أيديولوجيات الأصولية الدينية في الدماغ؟ هل يمكن التحصين منها؟ وكيف يمكن إعادة تأهيل شخص خضع لغسيل دماغ أيديولوجي؟

س/ج في دقائق


كيف تنشر الأصولية الدينية أفكارها؟

عالم الأعصاب بوبي أزاريان يشبه أفكار الأصولية الدينية ومحاولاتها للانتشار بالطفيليات، التي تميل لمحاولة التكيف مع البيئة لضمان البقاء.

عالم الأحياء التطوري ريتشارد دوكينز استخدم نفس التشبيه لشرح كيفية انتشار الأصولية الدينية وتطورها بمرور الوقت، حيث سماها بـ “الميمات” (وهى المناظر الذهني للجين)، وعرّفها على أنها وحدات ذاتية التكرار تنتشر كثقافة، مثل العادات والأساطير والاتجاهات المختلفة.

كما يشرح دوكينز، تنتشر أفكار الأصولية الدينية من خلال السلوك الذي ينتجه مستضيفوها، وهو ما يمكّنها من الانتقال من دماغ إلى آخر.

الأفكار الناجحة هنا هي الأكثر قدرة على نشر نفسها، في حين أن تلك التي تفشل في التكرار الذاتي تنقرض.


لماذا أيديولوجيات الأصولية الدينية سريعة الدخول للدماغ؟

من السهل معرفة سبب انتشار الدين نفسه بسرعة؛ لأنه عندما اكتسب البشر القدرة المعرفية على التفكير والتخطيط للمستقبل، وأدركوا حقيقة الموت، وباعتبار أن إحساس فقد الأحبة مقلق، احتاجوا لما يمهد الطريق لأفكار الحد من القلق، مثل الأفكار الدينية التي تقدم رواية عن الحياة الأخرى.

لكن الأديان أفكار معقدة، وآثارها النفسية تتجاوز تخفيف القلق؛ ففي الأساس، الدماغ عبارة عن كمبيوتر بيولوجي، والأيديولوجية عبارة عن مجموعة من التعليمات المشفرة، أو البرامج الثقافية التي تعمل على أجهزة الدماغ.

العالم المعرفي دانيال دينيت وصف كيف يمكن للأفكار أن تتحكم في العقول بقوله: “الملاذ الذي تعتمد عليه جميع الميمات هو العقل البشري، لكن العقل البشري يعاد تشكيله من خلال الميمات التي تعمل على هيكلة الدماغ البشري من أجل صنع موطن أفضل لها”.

في هذا الصدد، غالبًا ما تتحكم الميمات في الدماغ، وخصوصًا إذا كانت دينية.


إذا كانت الأصولية الدينية كالجين.. فهل يحدث لها طفرات؟

نعم. فمثل الجينات، عندما تتكاثر أيديولوجية – من خلال الانتقال من شخص إلى آخر – تصبح عرضة للطفرات.

نتيجة لذلك، تنتج إصدارات مختلفة من المعتقدات، والتي تولد أنواعًا مختلفة من السلوك.

على هذا النحو، غالبًا ما تكون هناك متغيرات جيدة أو سيئة لأية فكرة.

هذا ينتج ما توصف بـ “النسخ الأكثر اعتدالًا” كما يمكن أن تنتج المتغيرات الضارة التي تفرز نسخ الأصولية الدينية الصارمة – التي تجعل العقل المضيف يعالج المعلومات بطريقة منحازة، ويفكر بطريقة غير عقلانية.


لماذا توصف الأصولية الدينية بالطفيلي؟

يمكن اعتبار الأصولية الدينية طفيليات عقلية؛ لأن الطفيل عادة لا يقتل المضيف الذي يعتمد عليه بشكل كبير من أجل البقاء.

بدلًا من ذلك، فإنه يتغذى عليه ويغير سلوكه بطرق تفيد وجوده.

وكما تتنكر الفيروسات البيولوجية وفيروسات الكمبيوتر في صورة أشكال مفيدة ومثيرة للاهتمام، فإن الأصولية الدينية تتنكر لإدخال نفسها في دماغ الفرد، حتى تتمكن من توجيهه للتصرف بطرق تنقل الطفيلي العقلي إلى الآخرين.


ما أعراض تمكن الطفيلي الأصولي من الدماغ؟

الأصولية الدينية مرتبطة بما يسميه علماء النفس وعلماء الأعصاب بـ “التفكير السحري”، والذي يشير إلى إقامة روابط بين الأفعال والأحداث رغم عدم وجود روابط بينها.

من يملكون وجهات نظر دينية متطرفة يعتمدون بشكل أكبر على التفكير الحدسي بدلاً من التفكير التأملي أو التحليلي، وهو ما يؤدي إلى افتراضات غير صحيحة، لأن الحدس غالبًا ما يكون خادعًا أو سطحيًا.

ترتبط الأصولية الدينية بإنكار العلم، لأن العلم طريق لتحديد الحقيقة باستخدام القياس التجريبي واختبار الفرضيات، وإنكار العلم يساوي إنكار الحقيقة الموضوعية والأدلة الملموسة، أو بعبارة أخرى، إنكار الواقع.

لا يقتصر دور الأصولية على تعزيز التفكير الوهمي فحسب، بل إنها تمنع أتباعها من التعرض لأية أفكار مختلفة، لحماية الأوهام التي تعتبر ضرورية للإيديولوجيا.


كيف نعالج العقل من أثر الإيديولوجيا الأصولية؟

إذا أردنا تحصين المجتمع ضد أضرار الإيديولوجيات الأصولية، فيجب أن نبدأ في التفكير بشكل مختلف حول كيفية عملها في الدماغ.

الأيديولوجية التي تميل إلى إيذاء مضيفها في محاولة للتكرار الذاتي لديها جميع خصائص الفيروس الطفيلي، والدفاع ضد مثل هذا النظام العقائدي يتطلب فهمه أولًا.

عندما تسكن أيديولوجية أصولية دماغًا مضيفًا، لن يبقى عقل الكائن الحي مسيطرًا بشكل كامل، بل تتحكم الأيديولوجيا في سلوكه وعمليات تفكيره لنشر نفسها والحفاظ على بقائها.

لذلك يجب أن نعمل من أجل تقوية الجهود التي تحاول عكس غسل الدماغ واستعادة الوظيفة المعرفية، من خل تنشيط التفكير التحليلي وأسلوب حل المشكلات. جملة تبدو عامة، لكنها أساس في بناء النظام التعليمي، وفي تقييم طريقة تقديم الأفكار في مجتمع ما.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

عالم أعصاب يشرح كيف تختطف الأصولية الدينية الدماغ (The Raw Story)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك