وفقًا لدراسة حديثة، فإن الصديق المستمع الجيد يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف.
حلل أكاديميون من جامعة نيويورك بيانات من 2171 شخصًا ملأوا استبيانات حول مستوى دعمهم الاجتماعي وخضعوا لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لقياس حجم أدمغتهم كمؤشر على القدرة المعرفية.
وجد الباحثون أن الذين لديهم شخص ما للتحدث معه كان لديهم "عمر عقلي" أكثر شبابا، بحوالي أربع سنوات، من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
يقول الدكتور جويل ساليناس، الذي قاد الدراسة: يبدو أن وجود مستمع جيد في حياتك - سواء كان صديقًا أو فردًا من العائلة أو معالجًا أو أي شخص - مرتبط بقدر كبير من تأثير المرونة المعرفية، وهذا وسيلة لتقليل احتمالية تعرضك للإصابة بمرض الزهايمر أو التدهور المعرفي في حياتك.
وجود صديق مهتم باللياقة البدنية له أهمية خاصة في سن الشيخوخة، حيث وجدت دراسة عام 2003 بعنوان "ممارسة الفعالية الذاتية عند كبار السن: التأثيرات الاجتماعية والعاطفية والسلوكية"، أن الدعم الاجتماعي كان له تأثير كبير على الفعالية الذاتية لكبار السن، مما دفعهم بدوره إلى ممارسة الرياضة بشكل متكرر أكثر.
يقول دنبار إن التمرين المتزامن مع صديقك أو مجموعة من الأصدقاء يجعلك تحصل على إيقاع يشبه الرقص، وهذا لا يساعدك فقط على الجري لمسافات أطول وأسرع، بل يحميك من آلام العضلات، لأنه يؤدي إلى إطلاق الإندورفين، مما يحد من الألم، وكذلك يفيد صحتك الجسدية.
يحفز الإندورفين أيضًا جهاز المناعة، لا سيما ما يسمى بـ "الخلايا القاتلة الطبيعية" التي، كما يقول دنبار، تستهدف، على وجه الخصوص، الفيروسات وأنواعا معينة من السرطان.
الضحك مفيد للروح - ولكنه مفيد أيضًا لجسدك، حيث يؤدي الضحك إلى تحفيز الإندورفين.
وجود صديق ممتع يخرج معك للرقص أو الكاريوكي سيفيد عقلك وجسمك، لأن هذه الأنشطة تطلق الإندورفين أيضًا.
لكن الفوائد تعتمد أيضًا على المتلقي، فإذا كنت أكثر انطوائية أو حزنًا، فإن وجود شخص كثير النكات يمكن أن يكون مزعجًا بعض الشيء، كما يقول دنبار.
وجود صداقات قوية في سن المراهقة يمكن أن يفيد صحتك العقلية في مرحلة النضج، وفقًا لدراسة نشرت عام 2017 في مجلة تنمية الطفل.
تتبعت الدراسة الصحة العقلية لـ 169 مشاركًا في سن 15 و 16 و 25 ووجدت أنه بحلول سن 25، كان أولئك الذين انخرطوا في صداقات عالية الجودة في سن المراهقة يميلون إلى أن يكون لديهم مستويات أقل من القلق الاجتماعي، واحترام الذات، وتقليل أعراض الاكتئاب.
المعانقة والطبطبة مفيدة للجسم. يقول دنبار إن الاتصال الجسدي مطابق لما تفعله القردة عندما تعتني ببعضها البعض، وهو يحفز نظام الإندورفين من خلال مجموعة متخصصة جدًا من الخلايا العصبية في قاعدة كل بصيلة شعر.
في الدراسات التي أجريت على القرود، فإن الإناث اللواتي لديهن الكثير من الأصدقاء لديهن مستويات أقل من الكورتيزول (هرمون التوتر)، وهن أكثر خصوبة، ونسلهن يعيش بشكل أفضل ويتعافين من الإصابات بسرعة أكبر.
يقول دنبار إن هذا ظهر أيضًا في الخيول والدلافين البرية.
يكمن الاختلاف بين التعارف العرضي والصداقة في مستوى الثقة، فوجود شخص يحتفظ بأسرارك أمر حيوي لتحيا بصورة مرضية.
استخدمت دراسة أجريت عام 1987 من جامعة كولومبيا بيانات المسح الاجتماعي العام لعام 1985 لاستنتاج أن الشخص الذي لديه "شبكة مناقشة" أكبر أعرب عن مزيد من السعادة، في حين أن رفاهيته تنخفض إذا كان يعرف المزيد من المعارف العرضية.
وبالمثل، وجدت دراسة أجريت عام 2007 أن الزيادة في مستوى المشاركة الاجتماعية تساوي 85000 جنيه إسترليني إضافي سنويًا من حيث الرضا عن الحياة.
بعبارة أخرى: يمكن أن يؤدي وجود صداقات حميمة إلى تحسين نوعية حياتك بشكل كبير.
أجريت دراسة عام 2012 في مجلة Social Indicators Research، ووجدت أن المزيد من التواصل مع الأصدقاء يقلل بشكل كبير من التوتر، ولكن فقط عندما يتقابل الأصدقاء وجهًا لوجه.
لهذا السبب، إذا كنت ترغب في الحصول على صداقة قوية، فأنت بحاجة إلى تخصيص الوقت، واعلم أن الوقت الذي تستثمره في شخص ما يؤثر بشكل مباشر على الجودة العاطفية للصداقة.
يجب أن ترى كل صديق من أصدقائك المقربين مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، فإذا تراجعت عن هذا المستوى باستمرار لأي فترة من الوقت، فإن تلك الصداقة ستموت بهدوء من حيث قيمتها العاطفية، وكذلك مستوى التقارب العاطفي.
الأصدقاء السبعة الذين تحتاجهم في حياتك (التلجراف)