قاعات السينما أم المشاهدة المنزلية؟ 5 فروق رئيسية قد تحدد مستقبل قاعات العرض | حاتم منصور

قاعات السينما أم المشاهدة المنزلية؟ 5 فروق رئيسية قد تحدد مستقبل قاعات العرض | حاتم منصور

31 Aug 2020
حاتم منصور
سينما عالمية سينما عربية سينما مصرية
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

“التليفزيون هو بداية النهاية للسينما ودور العرض”

العبارة السابقة قديمة جدًا. تعود إلى الخمسينات عندما بدأ انتشار أجهزة التليفزيون في أمريكا وأوروبا.

وقتها شعر أباطرة السينما في هوليوود بالتهديد بالفعل من الجهاز الوليد، وتفنن الجميع في تمييز السينما عن شاشة التليفزيون أكثر وأكثر، فانتشرت هوجات جديدة كان منها هوجة الصورة العريضة في أفلام السينما، بدلًا من الصورة الأقرب للأبعاد المربعة، المشابهة لأبعاد أجهزة التليفزيون وقتها.

مقارنة توضح الجزء المفقود في أجهزة التلفزيون القديمة

لكن بعيدًا عن تفاصيل هذا الصراع تاريخيًا وتقنيًا، فباقي القصة نعرفها الأن. وملخصها أن التليفزيون لم يقتل قاعات العرض أو يهدم صناعة الأفلام السينمائية، بل صار في الحقيقة حليفًا أساسيًا في هذه الصناعة، ووسيطًا إضافيًا يمكن من خلاله بيع وعرض أفلام السينما، ووسيطًا دعائيًا مهمًا للترويج لمشاهدتها في قاعات العرض.

خلال السنوات الأخيرة عادت القضية للظهور، مع انتشار منصات الإنترنت واحتواءها على محتوى حصري ومميز من الأفلام. ثم جاءت أزمة الكورونا لتجعل القضية والسؤال أكثر سخونة: المشاهدة في قاعات السينما أم المشاهدة المنزلية؟

نولان ضد مولان | تفاصيل حرب ستحسم مستقبل السينما | حاتم منصور

سنتجنب الحديث عن تأثير كورونا باعتبارها قضية مؤقتة، ونعتبر أنفسنا لا نزال في 2019. وسنتجاوز أيضًا نقطة المحتوى الحصري المتاح على منصات، وغير متوفر في السينما. النقاش هنا فقط مختص بمقارنة مشاهدة نفس الفيلم على شاشة السينما – شاشة التليفزيون.

5 نقاط رئيسية قد تساعدنا على الإجابة:

1- شاشة السينما أكبر وأوضح والصوت أفضل

هذه واحدة من أقدم نقاط المقارنة، ولا تزال صحيحة عامة بمعايير 2020. يضاف إلى ذلك ظهور تقنيات أفضل للصورة وشاشات أكبر وأكبر، وهو ما توفره أغلب قاعات الأيماكس مثلًا. شخصيًا أعتبر بعض الأفلام واجبة المشاهدة فيها.

لكن في المقابل يصعب إنكار أن الفارق لم يعد كما كان قديمًا، وأنه يواصل التقلص عقدًا وراء عقد.

10 أفلام وتجارب سينمائية يصعب نسيانها في العقد المنتهي | حاتم منصور

في طفولتي وحتى أواخر التسعينيات، كان امتلاك تليفزيون 26 بوصة علامة على ثراء أية أسرة. السائد كان أجهزة بشاشة أصغر من 21 بوصة. والطريف في الأمر أن مشاهدة فيلم سينما بالصورة العريضة الأصلية كاملة على تليفزيون 26 بوصة، كان معناه ظهور شريطين باللون الأسود فوق وتحت الصورة، وهو ما يجعل مساحة المشاهدة الفعلية لا تتجاوز 18 بوصة!

وقتها لم تكن الصورة بنفس صفاء ونقاء الصورة في عصر الديجيتال الحالي، وهو نفس ما ينطبق على الصوت.

تطور أشكال وأحجام التليفزيون

اليوم وبفضل التطور التكنولوجي المستمر، والتنافس بين شركات تصنيع التليفزيون، أصبحت الشاشات بالأبعاد العريضة. وصارت الـ 40 -50 بوصة رقمًا عاديًا وجهازًا في متناول الأسر المتوسطة. وقريبا جدًا سيصبح التليفزيون الـ 80 – 100 بوصة، في متناول نفس الفئات. وهو نفس ما ينطبق على الأجهزة السمعية وملحقاتها.

توصيل أجهزتك بالإنترنت أخطر من ترك باب منزلك مفتوحًا!

باختصار: السينما لا تزال أضخم بمراحل كشاشة، لكن يمكنك الأن أن تحصل على صورة ثرية من حيث التفاصيل والألوان، وعلى صوت ممتاز ومُجسم في منزلك. بالإضافة طبعًا لاحتفاظك بمقعدك المفضل للمشاهدة في كل مرة، وهو ما لا يتوفر في قاعة السينما طوال الوقت بسبب أسبقية الحجز.

على الهامش: نعم يمكننا أن نشكر الرأسمالية، وما تخلقه من منافسات ساخنة على ما سبق من تطور وانخفاض أسعار بخصوص أجهزة المشاهدة المنزلية، ولا عزاء للرفاق المقتنعين بمناهج اقتصادية أخرى!

2- خصوصية وسحر قاعات السينما

تجربة السينما مميزة. الشاشة الضخمة واختصاص المكان بالأفلام، يجعل للحضور هناك معنى ودرجة تركيز مختلفة، ويمنح التجربة خصوصية وذكريات غالية. لا يوجد من يذهب للسينما يوميًا، لكننا نشاهد التليفزيون يوميًا. هذا فارق يجعل للسينما هيبتها، ويفرض على المتفرج درجة من الشعور بالتواضع والتقدير، أمام ما يراه على شاشة السينما.

المشاركة الجماعية لها منافعها أيضًا. في الأفلام الكوميدية مثلًا، قد يمنحك الضحك الجماعي طاقة مرح إيجابية، ودرجة استمتاع أعلى بكل نكتة. وبالطبع قد تكون مشاهدة فيلم رومانسي مع شريكك العاطفي، لها تأثير مضاعف عن مشاهدته وحدك.

Marriage Story.. لماذا نحتاج قصص حب عن الطلاق؟! | ريفيو | حاتم منصور

رغم هذا يسهل للأسف جرح تجربة السينما وخصوصيتها، وهدم استمتاعك بأى فيلم فيها. كل ما تحتاجه لذلك تقريبًا، هو قليل من سوء الحظ ومجموعة صغيرة من الأوغاد!

قائمة السلوكيات المنفرة كثيرة، وأحتاج الى مجلدات لذكر ما أمر به بانتظام، لكن أشهرها: دخول القاعة بعد بدء العرض ومقاطعة الموجودين بالمرور – الحديث في قضايا وقصص جانبية أثناء عرض الفيلم – الأسئلة الغبية أو التعليقات التافهة المتبادلة بين اثنين على الأحداث – أصوات تناول الطعام والمشروبات – ضوضاء الأطفال – أجراس وأصوات الهواتف المحمول أو التحدث عبرها – التقاط صور أثناء العرض وظهور إضاءة الفلاشات المزعجة التي تقاطع تركيزك).

البعض يعتبر شرائه تذكرة علامة على أحقيته بالمكان وبفعل ما يشاء! ومن المؤسف أن كثيرين يتعاملون مع نزهة السينما، كما لو كانت لا تختلف نهائيًا عن المقهى أو الجلسة العائلية أمام التلفزيون المنزلي. والمؤسف أكثر وأكثر أن هذه الفئات تزداد نسبتها يومًا بعد يوم، وتجبر عشاق السينما الحقيقيين على الانسحاب.

كيف شكل “يوسف شريف رزق الله” نقطة تحول في علاقة الملايين بالسينما؟ | حاتم منصور

في المقابل يمنحك المنزل مساحة تحكم أعلى في تجربة المشاهدة (على الأقل في حالة عدم وجود أطفال صغار). إذا كنت مدمنًا حقيقيًا للسينما، وتبحث عن ساعتين من الاستغراق الكامل في فيلم، يمكنك مثلًا شراء أكبر تليفزيون يناسب إمكانياتك ومساحات منزلك.. إغلاق هاتفك قبل العرض.. إطفاء أنوار المنزل.. ارتداء ملابسك المريحة.. تحضير مشروبك المفضل. باختصار يمكنك خلق درجة عالية من الخصوصية للمشاهدة إذا كانت هذه رغبتك.

وبالنسبة للمشاركة الوجدانية مع آخرين، فلا يوجد ما هو أمتع من مشاهدة فيلم مسلٍ في حضن شريكك العاطفي.

3- التكلفة المادية

متوسط سعر تذكرة السينما في أي مكان في العالم، قد لا يكون أغلى من علبة سجائر يدخنها ملايين يوميًا، أو تكلفة خروجة على مقهى. لكن بالتأكيد تظل تكلفة مؤثرة في المقارنة، خصوصًا عندما تتعلق الأمور بأسرة من 4 أفراد مثلًا (4 تذاكر). وتزداد التكلفة في حالة الحاجة لسيارة أجرة، أو دفع مقابل انتظار للسيارة، أو غيرها من البنود الاضافية.

10 فوائد في الذهاب إلى السينما وحيدًا

شراء الفيلم أو الاشتراك في منصات الانترنت مثل نتفليكس، قد يكون أوفر في هذه الحالة. بالإضافة طبعًا لإمكانية إعادة مشاهدته عدة مرات دون مقابل إضافي، على عكس السينما.

4- الوقت والجهد المطلوب منك

نزهة السينما تستلزم منك جهدًا ووقتًا إضافيًا، بسبب الطريق أثناء الذهاب والعودة. أما في حالة المشاهدة المنزلية فستحتاج فقط إلى مدة عرض الفيلم ليس إلا.

5- الهروب من الرقابة

تخضع الأفلام في السينمات للمعايير الرقابية لكل دولة، وفي منطقتنا العربية تمتد قائمة الممنوعات للكثير والكثير، وهو ما يتسبب في حذف مشاهد أحيانًا، أو حتى منع وحظر أفلام بالكامل.

من دفاتر صلاح أبو سيف.. الواقعية والرقابة والجنس والنقاد | أمجد جمال

اليوم يوفر لك الإنترنت وسيطًا لمشاهدة الفيلم في منزلك كما يراه باقي العالم، وتذكرة للهروب من تعنت موظفي الرقابة.

أفلام وتجارب سينمائية من العقد الأخير لا تجوز مشاهدتها الا على أكبر شاشات السينما

شخصيًا لا زلت وسأظل غالبًا من رواد السينما، خصوصًا أن بعض التجارب السينمائية لا يمكن تذوقها واستيعابها إلا على أكبر شاشة ممكنة.

ماذا عنكم؟ هل تفضلون المشاهدة في قاعات السينما أم المشاهدة المنزلية؟ ولماذا؟

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك