ما يحدث في الشأن الليبي يحتل الساحة حاليا، خاصة بعد التدخل التركي والدعم العسكري واللوجيستي الذي تقدمه لحكومة الوفاق هناك، التدخل التركي مدفوع بالمصالح إما الاقتصادية في عرض البحر المتوسط أو الأيديولوجية بدعم جماعة الإخوان المسلمين هناك.
فهل يعد التدخل التركي في ليبيا دافعا قويا لتدخل الدول العربية كمصر والسعودية والإمارات؟
أم أن تدخل تركيا له ما يبرره، بالنظر إلى تعدد الأطراف الفاعلة في الساحة الليبية، مثل روسيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها؟
🔊 ضيوفنا في مناظرة دقائق لهذا الأسبوع:
🎙الدكتور مختار غباشي – رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية
🎙السيد فليفل – مدير معهد الدراسات الأفريقية بالقاهرة
🎙محمد عز الدين – باحث متخصص في الشؤون الأفريقية
🎙اللواء جمال مظلوم – المدير السابق لمركز دراسات القوات المسلحة المصرية
المناظرون
(4)
هناك نقطة نغفلها
مختار غباشي - رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية
الأطراف الفاعلة على الساحة الليبية متعددة بالفعل. الأمر لا يقف عند تركيا، فهناك قوى إقليمية ودولية أخرى تتدخل، بينها روسيا وفرنسا وإيطاليا وأمريكا والمغرب العربي.
التدخل العربي “مصر والإمارات والسعودية” ضد تركيا في ليبيا كان ليصح لو كان التدخل التركي منفردًا. بمعنى لو أن أنقرة تدعم فايز
هناك نقطة نغفلها
مختار غباشي - رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية
الأطراف الفاعلة على الساحة الليبية متعددة بالفعل. الأمر لا يقف عند تركيا، فهناك قوى إقليمية ودولية أخرى تتدخل، بينها روسيا وفرنسا وإيطاليا وأمريكا والمغرب العربي.
التدخل العربي “مصر والإمارات والسعودية” ضد تركيا في ليبيا كان ليصح لو كان التدخل التركي منفردًا. بمعنى لو أن أنقرة تدعم فايز السراج، لكان من الواجب من الناحية الأخرى على الدول العربية أن تدخل بدعم الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر، لكن تعدد الأطراف يضعنا أمام أزمة.
التدخل العربي في هذا الوضع لن يكون واضحًا، من مع من ومن ضد من. هل نتدخل مع المشير خليفة حفتر فقط؟ وماذا عن روسيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها؟ وماذا عن دول الجوار الليبي المؤيدين للسراج.. كيف ستنصرف معهم؟
تلك مشكلة أغلب القضايا في العالم العربي، تعدد الأطراف المشاركة فيها، مثل سوريا، لم نتدخل هناك رغم وجود تركيا. لماذا؟ لأن الأطراف متعددة ما بين دول وميليشيات وغيرها، ليقف العالم العربي مكتوف الأيدي.
فالحديث عن التدخل التركي ووجوب الموقف العربي، نستطيع أن نسميه تسليم خاطئ، والمطوب فعلًا هو الحديث عن الوقوف أمام التدخل الأجنبي في ليبيا وليس ضد طرف بعينه، والقضية لابد أن تكون عربية عربية، وتتولاها جامعة الدول العربية.. هذا هو الترتيب المنطقي للأمور، مثلما تدخلت في الحرب الأهلية في لبنان واستطاعت أن تنهيها بجهود عربية.
لكن التدخل الروسي والإماراتي والسعودي ضد تركيا، ليس منطقيًا. ماذا نفعل لو واجهتنا قوات الدول الأحنبية الأخرى؟ ماذا نفعل مع دول الجوار إن تدخلت بموقف مضاد؟
السيد فليفل - عميد معهد الدراسات الأفريقية بالقاهرة
أعتقد أن من الواجب والضروري على مصر أن تتدخل بقوة لمواجهة التدخل التركي في ليبيا. تركيا تدعم رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، الذي رأينا ما تفعله الميليشيات والجماعات التابعة له على حدودنا. لا أعتقد أن مصر ستتخلى عن أمنها أو حق من استشهدوا من أبنائها. هذا حق أصيل.
أما عن الأطراف الدولية الموجودة هناك،
التدخل واجب
السيد فليفل - عميد معهد الدراسات الأفريقية بالقاهرة
أعتقد أن من الواجب والضروري على مصر أن تتدخل بقوة لمواجهة التدخل التركي في ليبيا. تركيا تدعم رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، الذي رأينا ما تفعله الميليشيات والجماعات التابعة له على حدودنا. لا أعتقد أن مصر ستتخلى عن أمنها أو حق من استشهدوا من أبنائها. هذا حق أصيل.
أما عن الأطراف الدولية الموجودة هناك، فلن تتقاطع مصالحنا مع مصالحهم، مصالحنا حقوق مشروعة ولا يستطيع أحد أن ينكرها، الحفاظ على أمننا القومي، طالما تدخلت تركيا فلا يجب أن تترك الساحة لها منفردة.
أعتقد أيضًا أنه لنفس الأسباب، تساند الدول العربية كالسعودية والإمارات المشير خليفة حفتر. ولا أرى سببًا منطقيًا لوجود خلاف عربي حول المسألة من الأساس، إذ أن بيان جامعة الدول العربية برفض التدخل التركي يجب أن يُوضع في الاعتبار من الدول الرافضة لتدخلنا نحن هناك.
التدخل التركي في ليبيا لا يوفر دافعًا قويًا لتدخل مصر والسعودية والإمارات في ليبيا فحسب، بل دافعًا لتدخل كل الدول العربية والأفريقية، لحماية ليبيا من محاولة فرض تركيا لأيدلوجية الحكم، أيديولوجية جماعة حكمت في مصر والسودان وفشلت، جماعة الإخوان المسلمين، فبأي دافع تتدخل تركيا في بلد لا تمت إليه بصورة
فتش عن الناتو
محمد عز الدين - باحث متخصص فى الشؤون الأفريقية
التدخل التركي في ليبيا لا يوفر دافعًا قويًا لتدخل مصر والسعودية والإمارات في ليبيا فحسب، بل دافعًا لتدخل كل الدول العربية والأفريقية، لحماية ليبيا من محاولة فرض تركيا لأيدلوجية الحكم، أيديولوجية جماعة حكمت في مصر والسودان وفشلت، جماعة الإخوان المسلمين، فبأي دافع تتدخل تركيا في بلد لا تمت إليه بصورة قومية أو حتى قارية، اللهم إلا مصالح مشتركة متنازع عليها هي الأخرى، سوى لحماية جماعتها هناك؟
بعض الدول العربية ترتكب جريمة بسكوتها عما يحدث في ليبيا، أهمها قطر التي تمارس التدليس كما تمارسه تركيا، والهدف واحد، حماية الإخوان المسلمين، وغير قطر، فالتقاعس من قبل بعض الدول العربية الأخرى عن إدانة التدخل التركي ورفضه بكل قوتها جريمة أكبر من الموافقة نفسها.
وأين الاتحاد الأفريقي مما يحدث؟ رغم قوته وسطوته التي تفوق سطوة وقوة جامعة الدول العربية، لم نراه يتحرك، رغم أن ليبيا أحد مؤسسيه. أنا أخجل لأفريقيتنا وعروبتنا، خاصة وأن وجودنا بجانب بعض يرجح كفتنا في مواجهة الأطراف الفاعلة هناك والتي لا يهمها صالح ليبيا أو الشعب الليبي أو دول الجوار الليبي.
وأعتقد أن الناتو هو من يعطي تركيا القوة والثقة التي نراها بها حاليًا في تدخلها بالشأن الليبي. لا حديث هنا عن تقاطع مصالحنا مع مصالح الأطراف الفاعلة هناك، بإمكاننا استغلال تلك النقطة، تركيا تتخذ وجودها في الناتو كحائط دعم ومظلة للتدخل في الشأن الليبي واعتقد أن الضغط على تلك الدول اقتصاديًا أو سياسيًا على سبيل المثال قد يؤتي ثماره.
اللواء جمال مظلوم - المدير السابق لمركز دراسات القوات المسلحة
نتفق أولا على أن من الواجب مواجهة التدخل التركي في ليبيا. لكن من يستطيع المواجهة ف يظل ظل الظروف الحالية؟ الدول العربية الثلاث الوحيدة التي تستطيع مواجهة تركيا في ليبيا حاليًا هم “مصر والسعودية والإمارات” أما باقي الدول ظروفها سيئة إلى حد بعيد، كل دولة متورطة في شأن أو قضية ما تمنعها من
أمن مصر القومي أهم مبرر
اللواء جمال مظلوم - المدير السابق لمركز دراسات القوات المسلحة
نتفق أولا على أن من الواجب مواجهة التدخل التركي في ليبيا. لكن من يستطيع المواجهة ف يظل ظل الظروف الحالية؟ الدول العربية الثلاث الوحيدة التي تستطيع مواجهة تركيا في ليبيا حاليًا هم “مصر والسعودية والإمارات” أما باقي الدول ظروفها سيئة إلى حد بعيد، كل دولة متورطة في شأن أو قضية ما تمنعها من المشاركة في مواجهة التدخل التركي.
باقي الـ 22 دولة، لا يوجد بينها من هو مؤهل للمشاركة، حتى دول مجلس التعاون الخليجي. اليمن على سبيل المثال “كل سنة وانت طيب”، عمان لا أحد يعرف ما تريد، البحرين دولة ضعيفة، الكويت أيضًا دولة ضعيفة، وبخصوص المغرب العربي هم بالفعل في حضن تركيا.
معهم السودان والصومال. السودان على سبيل المثال لديها الاتفاقات مع تركيا والتي تشمل جزيرة سواكن، الصومال أيضًا لديها اتفاقيات معها.
لذا لا أرى دولة عربية حاليًا تستطيع المواجهة باستثناء مصر: بسبب الأمن القومي، وتساعدها السعودية والإمارات، أما الباقي فغير مؤهلين للمشاركة عسكريًا.
الوضع كان ليصبح مختلفًا لو أن ما يحدث تم من 10 أعوام، صحيح الدول حينها كانت لا تزال ضعيفة، لكنها كانت على الأقل تستطيع فعل شيء حتى لو نقديم المساعدة.
أستطيع أن أقول: الدول العربية ميتة، لا يوجد لدينا دول حاليًا.