شبرًا بشبر وذراعًا بذراع | ما لم تتعلمه النهضة في تونس من سقوط إخوان مصر | تايم لاين في دقائق

شبرًا بشبر وذراعًا بذراع | ما لم تتعلمه النهضة في تونس من سقوط إخوان مصر | تايم لاين في دقائق

28 Jul 2021
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

بعد عقد كامل من الانطلاقة الذهبية لحركة النهضة في تونس، وتصدرها المشهد السياسي، باتت الحركة في وضع صعب، بعد تجميد البرلمان، الذي تهيمن عليه، من قبل الرئيس قيس سعيد.

فكيف صعدت حركة النهضة خلال العقد الماضي؟ ولماذا تعطلت دورة صعودها ووصلت إلى ما وصلت إليه؟

الإجابة نعرضها عبر:

تايم لاين في دقائق

يناير 2011.. (طلع البدر علينا)

في 30 يناير 2011، وصل راشد الغنوشي أرض تونس بعدما قضى 20 عامًا في المنفى.

استقبله الآلاف في مطار تونس-قرطاج بنشيد “طلع البدر علينا”. وهو نشيد شائع بين المسلمين أنه أنشد في استقبال النبي محمد لدى وصوله إلى يثرب.

العودة كانت بعد أسبوعين فقط من سقوط الرئيس زين العابدين بن علي، رمزًا للانبعاث الجديد للحزب الإسلامجي الذي سعى النظام السلطوي لاستئصاله، لكنه انتصر في النهاية.

مارس 2011.. إعادة الإحياء

في مارس 2011، أعلنت حركة النهضة إطلاق حزبها السياسي بشكل قانوني.

ولأن القانون الانتخابي الجديد منع مسؤولي النظام السابق من الترشح، أصبحت النهضة أهم قوة سياسية في البلاد.

 اختار جزء ليس بالقليل من النخبة السياسية الجديدة التي كانت معارضة لبن علي أن تجعل من اصطفافها ضد النهضة خطة انتخابية

أكتوبر 2011.. الرقص على الحبال

بسبب تصدير نفسها في صورة أكثر من عانى في زمن الديكتاتورية، وأنها ضحية بن علي ونصيرة الثورة، فازت حركة النهضة بالانتخابات الأولى،  من خلال الحصول على نسبة 37% من الأصوات و42% من مقاعد المجلس التأسيسي.

بعد ذلك، وخوفًا من انقلاب الشارع عليها بعد وصول الإسلامجية للحكم، تحالفت مع حزبين يساريين: المؤتمر من أجل الجمهورية برئاسة المنصف المرزوقي، والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات بقيادة مصطفى بن جعفر.

وتولت النهضة رئاسة الحكومة، بينما حظي حزب المؤتمر برئاسة الجمهورية، والتكتل برئاسة المجلس التأسيسي.

في الواقع، كانت رئاسة الحكومة هي التي تحظى بأهم صلاحيات السلطة التشريعية وكان الحزب الإسلامجي يتحكم في أهم الوزارات واللجان.

يونيو 2012.. الحرب على الجميع

استغل الباجي قايد السبسي تفكك المعارضة، وقام بتأسيس حزب نداء تونس، وجمع حوله معارضين تاريخيين ونقابيين وشخصيات من النظام السابق يتميزون بقاسم مشترك وحيد وهو معارضتهم للإسلامجية.

تسلّح أنصار حركة النهضة بالشرعية التي منحتها لهم انتخابات أكتوبر 2011، ودخلوا في حرب ضروس مع من يخالفهم الرأي والانتماء، إذ رأوا في ذلك رفضًا لحكم الصندوق.

وهكذا بات معارضون تاريخيون لحكم بن علي محسوبين على الثورة المضادة -لا سيما المحامون الذين كانوا يدافعون عن الإسلامجية أيام الديكتاتورية – وذلك لمجرد عدم مساندتهم لسياسة الحكومة.

شتاء 2012.. إرهاب المعارضة

شهد شتاء 2012 اعتصامًا أمام مقر مؤسسة التلفزة التونسية بتهمة أن الأخيرة لا تعكس إرادة الشعب.

أنشأ رواد الاعتصام فيما بعد ما يُعرف بروابط حماية الثورة، وهي ميليشيات تتهجم على المعارضين وتعتدي عليهم، كما فعلت مع حزب نداء تونس بعد صعوده في استطلاعات الآراء، إذ بات المنافس الأساسي لحركة النهضة.

لم ترد حكومة النهضة على أعمال العنف، بل تساهلت مع التعبيرات الأكثر تطرفًا للإسلامجية باسم حرية المعتقد.

وفرشت قيادات من النهضة البساط في استقبال دعاة متطرفين مثل المصري وجدي غنيم أو الكويتي نبيل العوضي، وأصبح لحزب التحرير السلفي – الذي يدعو إلى إقامة دولة الخلافة – وجود قانوني، وباتت مجموعة أنصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة حاضرة على الساحة العمومية. يذكرنا هذا باستضافة الرئيس المصري محمد مرسي لإرهابيين مدانين في احتفال ٦ أكتوبر.

حدث كل هذا في سياق من الهجمات الإرهابية التي كانت تستهدف القوات المسلحة.

وفي 18 أكتوبر 2012، انتهت مظاهرة من تنظيم روابط حماية الثورة في مدينة تطاوين جنوب البلاد بسحل مسؤول محلي لحزب نداء تونس حتى الموت.

2013.. اغتيال المعارضين والديموقراطية

تواصلت أعمال العنف مع اغتيال شكري بلعيد ومحمد البراهمي من الجبهة الشعبية، وهي ائتلاف متكون من أحزاب اليسار وأقصى اليسار (غير المتحالفين مع الإخوان) في 2013.

وفى يوليو، أي بعد أسابيع من إسقاط حكم محمد مرسي في مصر والذي سانده -أو قبل به – أغلب شركاء تونس، اجتمع محتجون أمام مقر المجلس التأسيسي للمطالبة بحل جميع المؤسسات الناتجة عن انتخابات 2011.

2014.. التراجع التكتيكي

بات واضحًا بالنسبة لقيادات النهضة أن الشرعية الانتخابية لن تنأى بهم عن خطر الانقلاب، فقرروا التقرب من أعداء الأمس – أي الدساترة – وآثروا طريق التوافق.

قبلت النهضة الانسحاب من الحكم لحكومة تكنوقراط حتى انتخابات 2014.

فاز نداء تونس في التشريعية والباجي قايد السبسي في الرئاسية، بعد حملة انتخابية شديدة العدوانية، قررت فيها النهضة بطريقة مفاجئة عدم مساندة حليفها السابق المنصف المرزوقي.

وبعد حصولها على المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية، اختار الحزب التحالف مع نداء تونس بدعوى المصلحة الوطنية.

كان هذا التنازل الأول وليس الأخير، شاهدًا على التجاذبات التي تعيشها الحركة بين قاعدتها التي يحرّكها الفكر الإسلامجي، وبين ضرورة اللجوء إلى التسوية لضمان بقائها السياسي.

استفادت النهضة كثيرًا في عهد الباجي قايد السبسي؛ إذ كانت طرفًا في الحكم دون أن تكون في الواجهة، كما تمكنت من توسيع دائرة تأثيرها مع تفكك الحزب الرئاسي تحت وطأة النزاعات الداخلية.

ولم يتردد الإسلامجية آنذاك في مساندة مشاريع قانونية مثيرة للجدل مثل قانون “المصالحة” الذي يهدف إلى العفو على الموظفين المطلوبين لدى العدالة لإسهامهم في الفساد خلال فترة حكم بن علي.

2016.. الغنوشي يصبح ديكتاتورًا

أعلنت النهضة الفصل بين الجانب السياسي والدعوي.

وكان المؤتمر العاشر للحزب الذي انعقد سنة 2016 فرصة لتوسيع صلاحيات راشد الغنوشي، الذي بات بإمكانه تسمية أعضاء المكتب التنفيذي قبل المصادقة عليهم من مجلس الشورى.

دفع بعض المرشحين لانتخابات 2019 التشريعية ثمن هذا التغيير باهظًا؛ إذ لم يتردد الغنوشي في تنقيح اللوائح الانتخابية رغم أنها كانت نتيجة لانتخابات أوّلية أقيمت على الصعيد المحلي.

2019.. خسارة ثلثي الشعبية

فازت حركة النهضة مجددًا في انتخابات 2019، لكنها بالكاد تتحكم في ربع البرلمان.

كما أن قاعدتها الانتخابية تقلصت من سنة لأخرى، إذ انخفض ناخبوها من مليون ونصف في 2011 إلى 560 ألفًا في 2019.

مجددًا، لعب الحزب ورقة الخطاب الثوري، لكن ظهور كتلتي الدستوري الحر وائتلاف الكرامة جعلا اللجوء إلى سياسة التسوية أكثر هشاشة.

الدستوري الحر يرفض قطعًا كل ما أتت به الثورة وينسب نفسه إلى جمهورية بورقيبة، بينما وجد ائتلاف الكرامة لنفسه مكانًا علي يمين حركة النهضة -رغم كونه حليفًا وفيًا للغنوشي- واستقطب عددًا من عناصر روابط حماية الثورة.

هنا، كان الحليف الوحيد المتاح هو حزب قلب تونس لرجل الأعمال نبيل القروي، الذي اشتهر زمن بن علي وكان من مؤسسي نداء تونس، والموقوف حاليًا بتهمة تبييض أموال، ليصل الغنوشي بهذه الصيغة لرئاسة البرلمان،

وهو أقصى ما يمكن أن يحصل عليه؛ إذ إن العدوانية التي يكنها له الكثيرون لن تسمح له أبدا بالترشح للرئاسة.

سبتمبر 2020.. نصيحة المقربين

في سبتمبر 2020، أرسل 100 قيادي في النهضة رسالة مفتوحة إلى رئيس الحركة، راشد الغنوشي، يطلبون فيها منه عدم الترشح مجددًا لرئاسة مجلس نواب الشعب، وهو حدث استثنائي في الحزب الذي اشتُهر بانضباطه الداخلي.

يناير 2021.. بداية الأزمات

انتخاب قيس سعيّد رئيسًا للجمهورية، والشعبية التي يحظى بها، جعلت الوضع أصعب بالنسبة للنهضة.

فسعيّد -على خلاف السبسي- ليس من الدائرة السياسية. مواقفه لا تقوم على التنازلات التوافقية، ولا يضيّع فرصة للتنويه إلى التناقضات والتنازلات التي يقوم بها خصومه.

بعد تعديل وزاري جزئي قام به رئيس الحكومة هشام المشيشي في 16 يناير 2021 -وقد أملاه عليه كل من قلب تونس والنهضة- رفض سعيّد تنظيم حفل أداء اليمين للوزراء الجدد، وهو شرط لازم لممارسة نشاطهم.

وبينما كانت بعض الأحزاب والمؤسسات تسعى إلى لعب دور الوسيط بين رئيس الجمهورية ورئاسة الحكومة، آثرت النهضة خطاب المواجهة.

فبراير 2021.. العودة للشارع

وفي 27 فبراير 2021، دعا حزب النهضة أنصاره إلى التظاهر دفاعًا عن “المؤسسات والشرعية”.

وهكذا نزل آلاف المتظاهرين إلى شارع محمد الخامس في العاصمة، غير مكترثين بالتباعد الجسدي أو بتدابير جائحة كورونا.

مارس 2021.. الاقتحام

منذ نوفمبر 2020، قاد حزب عبير موسي، الدستوري الحر، اعتصامًا أمام مقر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، تطور في 9 مارس 2021 إلى اقتحام المبنى.

ردًا على ذلك، قامت شخصيات محسوبة على الإسلام السياسي بتنظيم اعتصام مضاد، من بينها نواب ائتلاف الكرامة، وجزء من قيادات النهضة، وكذلك مسؤولون سابقون في الحزب كانت استقالتهم قد أحدثت ضجة كبيرة.

واستمرت الأوضاع تشتعل ثم تضعف، حتى وصل للاقتحامات الكبرى لمقرات النهضة والاحتجاجات الموسعة يوم 25 يوليو، فأعقبها قرار الرئيس سعيد بتجميد البرلمان وإقالة الحكومة.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

تونس.. ما فعله عقد من ممارسة السلطة بحركة النهضة (أوريون 21)


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك