السرطان يدير لعبة تطورية.. كيف سيهزمه الأطباء بنفس اللعبة ؟| س/ج في دقائق

السرطان يدير لعبة تطورية.. كيف سيهزمه الأطباء بنفس اللعبة ؟| س/ج في دقائق

23 Nov 2021
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

على الرغم من ضخ مليارات الدولارات في أبحاث السرطان، إلا أن النتائج لا تزال مخيبة للآمال للعديد من المرضى الذين يدفعون مئات الآلاف من الدولارات لإطالة حياتهم لبضعة أشهر أخرى فقط.

الأورام السرطانية طورت تغييرات في المادة الجينية لـ” الخلية”، مما جعلها محصنة ضد الدواء، فكيف يتعامل معها الأطباء؟ وهل يقدروا على مكافحتها؟

س/ج في دقائق


ما هي بروتوكولات علاج السرطان الحالية؟

لعقود من الزمن، اشتمل العلاج القياسي للسرطان على قصف المرضى بأقصى جرعة يمكن تحملها من الدواء، في محاولة لقتل أكبر عدد ممكن من الخلايا السرطانية مع تقليل الآثار الجانبية الضارة.

10 علامات على السرطان لا تتجاهلها ولو كنت في حظر كورونا | إنفوجرافيك في دقائق


لماذا يعود السرطان للجسم مرة أخرى؟

الخلايا السرطانية التي يتكون منها الورم ليست كلها متشابهة، فعن طريق الصدفة العشوائية، تطور بعض هذه الخلايا طفرات أو تغييرات في المادة الجينية للخلية، مما يجعلها محصنة ضد الدواء.

لذلك يمكن لهذه الخلايا بعد ذلك أن تتكاثر وتظهر الورم في أماكن أخرى، مما يؤدي إلى مقاومة علاجية تجعل الدواء غير فعال.


وما محاولات الأطباء لمواجهة ذلك؟

عندما يحدث هذا، يتحول الأطباء عادةً إلى دواء آخر يستهدف جانبًا مختلفًا من الخلايا السرطانية، ويستمر هذا حتى يصبح العلاج قادرًا على السيطرة بشكل فعال على السرطان أو لا، وعند هذه النقطة يتم توفير رعاية للمرضى لجعل أيامهم الأخيرة مريحة قدر الإمكان.

أدى هذا البروتوكول إلى تطوير عدد كبير من الأدوية التي تستهدف سمات محددة لبيولوجيا الورم، من تعزيز نظام الدفاع الطبيعي للجسم إلى منع الإشارات الكيميائية على الخلايا السرطانية لمنعها من النمو، على الرغم من أن بعض هذه الأدوية أثبتت فعاليتها بشكل لا يصدق في بعض المرضى، إلا أن هذا النهج لا يصلح للجميع.

قنبلة السكر | حصان طروادة القادر على تدمير ناقلات السرطان في ثوانٍ معدودة | س/ج في دقائق


ماسبق معروف. ماذا عن الجديد؟

لتحسين النتائج طويلة المدى لجميع المرضى، يطرح باحثو السرطان سؤالين مهمين متعلقين بالتطور: كيف تنمو الأورام، وكيف تصبح مقاومة؟ الإجابة عن السؤالين يمكن أن تساعد في هزيمة المرض. ويطلق عليها العلماء “نظرية اللعبة التطورية”، وهي التقنية الجديدة التي يرغب العلماء في تطبيقها في مواجهة السرطان.

لفهم الموضوع بطريقة أبسط، تخيل معنا حيوانات الجربوع، ماذا تفعل لتنجو في الأدغال من “البوم”؟

تقوم بالبحث عن ملاذ آمن بالاختباء في الأدغال المنتشرة عبر الصحراء، لكن ذلك يجعلها عرضة للإصابة بلدغات الثعابين. أي أن تكنيك الجربوع لتجنب “البوم” يجعله أكثر عرضة للدغات الثعابين، وهو ما يسمى بـ”مبدأ الرابطة المزدوجة”، أي أن التكنيك الذي اتبعه الجربوع للهرب من البوم، جعله عرضة لمفترس آخر وهو الثعابين.

مبدأ الرابطة المزدوجة: تكتيك الفريسة لتجنب مفترس يؤدي إلى زيادة قابلية الفريسة للتأثر بآخر.

نفس الأمر في السرطان، يحاول العلماء باستخدام الرياضيات التنبؤ بكيفية تفاعله مع التغيرات في بيئته والتغيرات الخارجية مثل الأدوية والعلاجات، وتأثير كل منها على مساره التطوري، وإيقاعه في نفس الفخ.

فهم ذلك سيمكنهم من إعطاء العلاجات بطريقة تؤدي إلى “ارتباط مزدوج” كما يحدث في الطبيعة، بحيث تجعل السرطان مقاوما لأحد العلاجات وفي نفس الوقت عرضة للتأثر أكثر بالعلاجات الأخرى، وهو مايضع السرطان في فخ تطوري تم إنشاؤه من تكيفاته الخاصة.


 

 


وهل تم استخدام هذه الطريقة في علاجات سابقة؟

نفس التكنيك، ولكن بطريقة أبسط، اتبعه العلماء من قبل وأتى بنتائج إيجابية. هو العلاج المناعي، قام الأطباء بتدريب الجهاز المناعي لبعض مرضى سرطان الرئة للتعرف على الخلايا السرطانية وتدميرها، ثم يليه العلاج الكيميائي لقتل باقي الخلايا السرطانية بطريقة مباشرة.

التعرض للعلاج الأول أدى إلى تحسس الخلايا السرطانية في العلاج الثاني، مما يجعل العلاجات المركبة أكثر فعالية مما كانت عليه لوحدها.

لكن الطريق أمام العلماء والأطباء مازال طويلا، وإن كانوا يأملون أن فهمه بشكل كامل سيمكن العالم من السيطرة على كافة الأمراض السرطانية.

دواء السرطان الجديد “فيتراكفي” ولماذا يختلف عما سبق | س/ج في دقائق


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك