الموطنون والإحصائيون وغيرهم من الخبراء يعرفون كيفية حساب كل أنواع الأشياء: البطالة ومعدلات الوفيات وحجم اقتصاد كل بلد. حتى أنهم أحصوا عدد الأشجار في الصحراء الكبرى.
لكن لا يزال من الصعب العثور على إحصائيات حول أحد أهم الأشياء: كيف يشعر الناس؟
المشاعر هي المسؤولة عن صعود التعاسة، وتآكل السعادة عالميًا.
بدأت جالوب في تتبع مؤشرات التعاسة العالمية في 2006.
لكن المشاعر السلبية – مجموع التوتر والحزن والغضب والقلق والألم الجسدي – وصلت إلى مستوى قياسي في 2021.
قد لا يكون هذا مفاجئًا؛ فالعالم يعاني من صراع كبير والتضخم وعواقب الوباء الذي يحدث مرة واحدة في العمر.
مؤشر البؤس.. ما هي الدول التعيسة والسعيدة على مستوى العالم؟| س/ج في دقائق
الارتفاع العالمي في التعاسة بدأ قبل وقت طويل من احتلال معظم هذه القضايا عناوين الصحف.
في الحقيقة، التعاسة تتزايد منذ عقد.
تسأل مؤسسة جالوب كل عام ما يقرب من 150 ألف شخص في أكثر من 140 دولة عن المشاعر التي يمرون بها، ومن الملفت للنظر مدى انفتاح الأشخاص حول مشاركة آلامهم أو معاناتهم.
يمكن للعديد من الأشياء أن تجعل الناس غير سعداء، ولكن ظهور التعاسة العالمية له خمسة أسباب رئيسية وفقًا لبحث جالوب: الفقر، والجوع، والشعور بالوحدة، والعمل اليومي الشاق، وانهيار المجتمعات.
الأزمة جاءت من وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أتاحت المقارنة سرقة الفرحة والرضا من المستخدمين.
دخول الناس من جميع أنحاء العالم لبيوت غيرهم، جعلهم غير راضين وتعساء.
لكن هذه المنصات ليست سوى أحد العوامل وراء زيادة التعاسة العالمية، فخمس الذين يعانون في العالم موجودون في أماكن لا يمكن فيها الاطلاع على منصات التواصل الاجتماعي.
السوشال ميديا | شعبي الحبيب الصبور الودود المهاود.. الأخ الألطف يراقبك | عمرو عبد الرازق
لا يمكن لصانعي القرار التظاهر بأن الأزمة تتعلق فقط بالعامين الماضيين وأن نهاية عمليات الإغلاق الخاصة بكورونا ستعمل على حلها.
إذا أراد السياسيون كبح التعاسة العالمية، فيمكنهم البدء بمراقبة منهجية لما يشعر به الناس.
تؤثر عواطف الناس على قراراتهم وأفعالهم وحتى إدراكهم، وهذا ما ترجم في اختلاف نتائج الانتخابات السياسية الأخيرة في العديد من البلدان، وصعود التيار الشعبوي كتعبير عن الحالة المزاجية للسكان، كما يرى جورج وارد، عالم السلوك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
إريك زمور | “ترامب فرنسا” الجزائري سيصل إلى الإليزيه.. ولو خسر الانتخابات! | بروفايل في دقائق