متهمة بإغراق البلدان في فترات طويلة من عدم الاستقرار.
يصنف من يسيطرون عليه بـ “صقور التضخم” كوصف يعتبر من يحققه كأنه حاز كأس العالم في الاقتصاد.
السياسيون يفوزون بالانتخابات بوعود مكافحة التضخم.
في 1974، اعتبره الرئيس الأمريكي جيرالد فورد العدو رقم 1 للولايات المتحدة.
لكن: ما هو التضخم أصلًا؟ كيف يحدث؟ كيف يؤثر عليك شخصيًا؟ ولماذا هو مهم للغاية؟
تعريفات في دقائق
ماذا يعني التضخم؟
معدل زيادة أسعار السلع والخدمات في فترة معينة. مقابل ثبات كل شيء آخر، مثل الأجور والمعاشات، بما يفقد العملة قوتها الشرائية.
هذا يعني أن نفس النقود التي كانت تشتري منتجًا لن تكفي لشراء نفس المنتج.
كيف يحدث التضخم؟
يربط مستهلكون التضخم بشكل خاطئ بارتفاع أسعار بعض السلع أو الخدمات الرئيسية، مثل النفط، أو حتى صناعة معينة، مثل العقارات.
لكن التضخم يحدث تحديدًا عندما يرتفع السعر الإجمالي للسلع والخدمات.
لماذا يحدث التضخم؟
يُعتقد أن هناك قوتين رئيسيتين مسؤولتين عن زيادة أسعار السلع والخدمات الإجمالي:
1- التضخم الناتج عن الطلب:
ارتفاع الأسعار نتيجة زيادة في الطلب الكلي لا تقابلها زيادة مماثلة في الطاقة الإنتاجية للاقتصاد.
2- التضخم في دفع التكلفة:
ارتفاع الأسعار عندما يظل الطلب ثابتًا لكن العرض يقل؛ بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج أو نقص المدخلات، مثل العمالة والمواد الخام ورأس المال، وغيرها، بما يؤدي لانخفاض المعروض.
هذا يحدث إما نتيجة تراجع إمكانية توفير المواد الخام (مثلًا في حالة تغير سعر الصرف بما يرفع تكلفة الاستيراد) أو التنظيم الحكومي، أو إقرار أو زيادة الحد الأدنى للأجور بما يرفع تكلفة العمالة.
كذلك، غالبًا ما تتسبب أزمات النفط في انخفاض المعروض وزيادة سعر البترول، وهو عنصر مهم من عناصر المدخلات، بما يؤدي لزيادة الضغط على أسعار السلع والخدمات النهائية.
في الحالتين، يحدث التضخم نتيجة عجز الاقتصاد عن إنتاج المطلوب لاستهلاك السوق، بما يضغط نحو تصاعد الأسعار.
الكل يتأثر.. من الفرد العادي لأصحاب الأعمال إلى الاقتصاد ككل.
عندما يرتفع معدل التضخم أسرع من زيادة الأجور، تنخفض القوة الشرائية. أنت كفرد ستضطر لدفع مزيد من المال لشراء الضروريات.
لن تقع فقط في أزمة مالية، بل ستقلص مشترياتك إلى الحدود الأدنى.
مثلًا: ستدفع 100 عملة في 2021 لشراء ما كنت تشتريه بـ 70 عملة في العام السابق.
أنت ستخسر، وصاحب المصنع سيخسر.
المستثمر سيخسر لأنك ستشتري أقل. أما أنت، فستقل مدخراتك التي ستسحب منها لتمويل شراء الضروريات.
المستثمر سيخسر مرة ثانية لأن البنك المركزي سيعدل أسعار الفائدة قصيرة الأجل، بما ينتج عنه عادة انخفاض سعر الأوراق المالية ذات السعر الثابت مثل السندات، وارتفاع تكلفة الاقتراض الذي يعتمد عليه المستثمرون في تمويل مشاريعهم.
لا. في كثير من الأحيان، ستستفيد لو اقترضت قبل موجة التضخم، خاصة إذا كان توافق مع زيادة الأجور؛ لأنك ستسدد الديون بأموال ذات قيمة أقل مما كانت عليه من قبل.
على العكس، في البيئات التضخمية التي لا تتوافق مع زيادات الأجور،قد يستفيد المقرضون على حساب المقترضين، فغالبًا ما يواجه المستهلكون ضغوطًا قوية لاقتراض الأموال لشراء الأشياء التي يحتاجون إليها، مما يعزز دخل المقرضين، وفي مواجهة الطلب المتزايد على الأموال القابلة للقرض، غالبًا ما يستفيد المقرضون من الضغط التصاعدي على أسعار الفائدة.
يفترض أنه عندما تزداد البطالة، ينخفض الطلب، حيث يقلل المستهلك إنفاقه، فتتراجع الأسعار، بما يساعد على إعادة ضبط القوة الشرائية.
مع ذلك، قد يحدث ما يسمى الركود التضخمي. يستمر ارتفاع معدل التضخم مع، وبسبب، توقف الاقتصاد عن النمو، وزيادة نسب البطالة.
عندما يحدث هذا، تظل الأسعار مرتفعة حتى مع انخفاض الإنفاق الاستهلاكي، مما يجعل شراء نفس السلع مكلفًا بشكل متزايد، والطلب أقل على المنتجات، وبالتالي خروج منتجين من السوق. في دورة مفرغة.
في حين يرتبط التضخم بزيادة عامة في أسعار السلع والخدمات وانخفاض قيمة المال، يشير الانكماش إلى العكس: انخفاض عام في أسعار السلع والخدمات وزيادة في قيمة المال.
قد يكون للانكماش تأثير سلبي مماثل للتضخم على المستهلكين والاقتصاد، فغالبًا ما يرتبط بانخفاض الطلب على السلع والخدمات، مما قد يجبر الشركات على اتخاذ تدابير لخفض التكاليف يمكن أن تزيد من معدل البطالة.
في أوقات التضخم تفقد الأموال المودعة في البنوك بعض قيمتها. هنا يعتبر العديد من المستثمرين الذهب وسيلة التحوط النهائية من التضخم.
لكن الجدل قائم. مثلًا: من أبريل 1968 إلى يونيو 2020، زادت قيمة الذهب بمتوسط 7.6٪ سنويًا. عند تعديلها للتضخم، يبلغ متوسط العوائد 3.6٪.
مع ذلك، في 2013 و2015، انخفضت قيمة الذهب بنسبة 28٪ و 12٪ على التوالي، مما يشير إلى أن الذهب بعيد إلى حد ما عن صورة الملاذ الآمن المستقر الذي يتصوره البعض.
ذلك لأن أسعار الذهب قد تتقلب بشكل كبير بمرور الوقت، ويتأثر بتحركات العملات العالمية، وخيارات السياسة النقدية التي تتخذها البنوك المركزية، ناهيك عن عدم انتظام العرض والطلب.
لذلك ينصح خبراء الاقتصاد بحفظ الأموال في الأسهم والسندات لتجاوز خسائر فترة التضخم.
هل هناك روشتة مضمونة لمواجهة التضخم؟
أكثر السبل استخدامًا لمواجهة التضخم هي رفع أسعار الفائدة، أو فرض الانضباط النقدي على سعر الصرف بربط قيمة العملة بعملة أخرى.
مع ذلك، عندما يكون التضخم مدفوعًا بتطورات عالمية لا محلية، فقد لا تساعد هذه السياسات.