إيران في العراق | هل فقد فيلق القدس السيطرة على الميليشيات الشيعية؟| س/ج في دقائق

إيران في العراق | هل فقد فيلق القدس السيطرة على الميليشيات الشيعية؟| س/ج في دقائق

7 Aug 2021
إيران
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

القصة في دقيقة:

في أمسية من أوائل صيف 2020، اجتمع كبار رجال الميلشيات الشيعية في العراق في العاصمة بغداد، “بحضور” إسماعيل قاآني، خليفة قاسم سليماني في قيادة فيلق القدس الإيراني.

تقول الجارديان وناشونال إنترست إن دور قاآني في الاجتماع بدا ضعيفًا “عكس سلفه تمامًا” بينما كان يحاول بصعوبة إقناع الميليشيات أن إيران ترى أن استمرار استهداف المصالح الأمريكية في العراق ليس من مصلحتها.

وبحسب الرواية، يعتقد قادة ميليشيات العراق أن قاآني ليس الرجل الذي يملأ فراغ قاسم سليماني، الذي كان متحكمًا كليًا في الميلشيات التابعة لبلاده، وصاحب الكلمة العليا في قراراتها.

ما الذي تغير؟ وهو كانت شخصية قاآني هي سبب فقدان إيران لسيطرتها على العراق أم هناك أسباب أخرى؟

س/ج في دقائق


لماذا فقد إسماعيل قاآني قبضته على ميليشيات إيران في العراق؟

على الورق، يلعب إسماعيل قاآني نفس الدور الذي لعبه قاسم سليماني، كمزيج من قائد قوات الحرس الثوري الإيراني الخاصة، ورئيس المخابرات، ومبعوث المرشد الأعلي.

ومع ذلك، يقول المتعاملون مع قاآني بانتظام إنه يفتقر بوضوح إلى العنصر الأخير – وهو العنصر الأكثر أهمية؛ فوفقًا لمصادر متعددة، لا يتمتع بوصول مباشر إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، ولا حتى مكتبه.

ووفق روايتي الجارديان وناشونال إنترست، يعاني إسماعيل قاآني من معضلة أخرى تخص الخبرة والتواصل؛ بعدما اقتصرت خدمته لـ 12 عامًا على أفغانستان، دون خبرة في العراق أو سوريا، كما أنه لا يتحدث العربية.

نظرة أعمق | قاسم سليماني.. قائد الظلام الذي لقي حتفه حين خرج إلى النور


هل غياب قاسم سليماني السبب الوحيد لتراجع السيطرة؟

الإجابة تحتمل نعم ولا:

نعم؛

لأنه وبصرف النظر عن مسؤوليته العسكرية، استفاد قاسم سليماني من الكاريزما في السيطرة على ميليشيات العراق وخدمة مصالح إيران هناك بطريقتين على الأقل:

أولاً: التوسط بين مختلف الفصائل الشيعية بعلاقاته المباشرة ومنع الانقسامات بينها.

ثانيًا: استخدام قدراته التفاوضية في التأكد من أن الحكومة العراقية لن تتصرف ضد مصالح إيران.

ولا؛

لأن حكومة بغداد باتت أبعد عن سيطرة إيران، بعدما فشلت إيران في إيجاد توافق على رئيس حكومة يخلف المستقيل عادل عبد المهدي بعد احتجاجات 2019، لتوافق مضطرة على اختيار مصطفى الكاظمي.


كيف تضررت جهود إيران في العراق بوصول مصطفى الكاظمي؟

بالنسبة لإيران، مصطفى الكاظمي مختلف عن سابقيه في محاولته تحقيق التوازن في علاقات العراق الخارجية؛ خصوصًا بين إيران ودول الخليج والولايات المتحدة، والتي دفعته لاتخاذ إجراءات للحد من قوة قوات الحشد الشعبي المدعومة من إيران.

الحشد الشعبي نفسه يشهد خلافات داخلية منذ 2020، يعدما حاول بعض قادته إظهار أنفسهم على أنهم ملتزمون بالقانون، بينما تمسك غيرهم باستكمال “الجهاد” ضد الوجود الأمريكي، لتنشق 4 ألوية وتشكل هيكل جديد “حشد العتبات”، في ضربة أخرى لجهود إيران للحفاظ على وحدة الجماعات الشيعية في العراق.

ما يزيد الأمور تعقيدًا بالنسبة لإيران هو أن بعض السياسيين العراقيين الذين عُرفوا تقليديًا بأنهم قريبون من إيران قد ابتعدوا عنها، وعلى رأسهم مقتدى الصدر الذي دأب منذ وفاة قاسم سليماني على انتقاد نفوذ إيران في العراق.


ولماذا زاد تغير الأوضاع الجيوسياسية أمور إيران تعقيدًا؟

بعد اغتيال قاسم سليماني، أعلن المرشد الأعلى علي خامنئي أن “طرد القوات الأمريكية من المنطقة” هدف إيران الإستراتيجي. ليصدر برلمان العراق الذي يهيمن عليه الشيعة قرارًا يدعو الحكومة لطرد القوات الأجنبية.

لكن عمليًا، لم تسر الأمور كما كانت تأمل إيران. فرغم بدء الولايات المتحدة في مارس 2020 بسليم بعض القواعد العسكرية للحكومة العراقية، سرعان ما اتضح أن الإخلاء لم يكن مقدمة لانسحاب أمريكي كامل.

ما يعقد الوضع أكثر هو تأثير تركيا والسعودية المتزايد في العراق: فمنذ أوائل 2020، زادت تركيا أنشطتها في شمال العراق، ظاهريًا لمحاربة حزب العمال الكردستاني، وضمنيًا للسيطرة على منطقة الحدود المشتركة، لتندلع خلافات بين إيران وتركيا تكاد تتطور لصراع مسلح منذ مارس 2021.

وسعت السعودية كذلك علاقاتها مع حكومة الكاظمي، فيما يبدو أن الرياض تحاول احتواء نفوذ إيران من خلال إقامة علاقات وثيقة مع العراقفي المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية.


لم يكن قاآني.. فمن ورث نفوذ إيران على ميلشيات العراق ؟

مع ضعف قاآني، ظهر محمد الهاشمي “أبو جهاد” بشكل واضح كرجل تعتقد شخصيات بارزة في العراق وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط أن بإمكانه إنجاز الأمور.

لعب الهاشمي، أحد كبار مساعدي رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، الذي تربطه علاقات قوية بالمعارضة السابقة المدعومة من إيران والمعارضة لصدام، دورًا في التفاوض على انسحاب الميليشيات في يونيو الماضي.

ودفع دوره بعض المراقبين العراقيين والأمريكيين إلى الإشارة إليه بأنه أحد الشخصيات المحلية التي تتولى مسؤولية القرارات بدلًا من قاسم سليماني أو أي إيراني آخر.

الدولة المريضة بالميليشيات‎


هل هناك مؤشرات على تراجع نفوذ إيران داخل العراق؟

انخفضت صادرات إيران إلى العراق من 8.9 مليار دولار (مارس 2018 – 2019) إلى 7.4 مليار دولار (مارس 2020 – 2021).

حدث هذا بينما كان خصوم إيران يزيدون نفوذهم الاقتصادي في العراق.

على سبيل المثال، زادت صادرات الإمارات إلى العراق من 11 مليار دولار في 2017 إلى 13,7 دولار في 2019.

وخلال الفترة نفسها، زات الواردات من تركيا من حوالي 9 مليارات إلى 10.2 مليار دولار.

في الوقت نفسه، دفع اعتماد العراق على واردات الغاز والكهرباء من إيران بعض دول الإقليم للتفكير في الحد من نفوذ إيران من خلال تقديم بدائل لبغداد.

في نوفمبر 2020، أُعلن أن العراق سينضم لشبكة كهرباء دول مجلس التعاون الخليجي مرتبطة بالسعودية، وأعربت قطر على استعداداتها لتصدير الغاز للعراق لإنتاج الكهرباء.


هل هناك مصادر أخرى لزيادة المعرفة؟

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك