أرشيف البعث | الكاظمي فك شفرته مرتين.. هل تفتح عودته باب الانتقام في العراق؟ | س/ج في دقائق

أرشيف البعث | الكاظمي فك شفرته مرتين.. هل تفتح عودته باب الانتقام في العراق؟ | س/ج في دقائق

10 Sep 2020
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

الولايات المتحدة تعيد أرشيف حزب البعث إلى العراق بعد 15 سنة من نقله إليها، في أعقاب الفوضى التي انتشرت في بغداد عقب سقوط الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.

فماذا يحتوي الأرشيف؟

وكيف كان اكتشافه ونقله للولايات المتحدة؟

لماذا عاد؟

وهل تؤثر عودته على الوضع في العراق؟

س/ج في دقائق


متى تم العثور على أرشيف حزب البعث؟ وعلى ماذا احتوى؟

عندما سادت الفوضى بغداد في 2003 بسبب النهب الذي أعقب إسقاط صدام حسين على يد القوات الأمريكية، سمع الباحث كنعان مكية، ومدير مؤسسة الذاكرة العراقية مصطفى الكاظمي (رئيس الوزراء الحالي)، أن حشدًا يتجمع عند نصب تذكاري لمؤسس حزب البعث السوري ميشيل عفلق. توجها للمكان فاكتشفا أكوامًا من الوثائق الغامضة في قبو كان ممتدًا لأسفل مقر حزب البعث المجاور.

بالنسبة للناشطين، كان الأمر أشبه بالعثور على سجلات Stasi بعد انهيار السلطة الشيوعية في ألمانيا الشرقية.

بموافقة سلطة الاحتلال الأمريكية، نقل مكية أرشيف حزب البعث إلى منزل عائلته القديم في بغداد، وهناك، عمل مع مصطفى الكاظمي ومجموعة صغيرة من المتطوعين لفهرسة الأرشيف، الذي احتوى على سجلات موظفي الحزب، والمراسلات الداخلية، وقوائم المخبرين، وحتى سجل للعائلات العراقية التي ألقى القبض على أبنائها في سنوات الحرب العراقية الإيرانية، تشككًا من قيادة الحزب في مدى ولاء هذه العائلات.

كان أرشيف حزب البعث مخيفًا بحيث تعرض منزل مكية الذي بات يضمه للقصف بقذائف هاون سقطت في محيطه، بينما تلقى فريق الباحثين تهديدات بالقتل.

ومع تزايد العنف الطائفي في العاصمة، تزايد قلق الباحثين من إمكانية تدمير الأرشيف أو الاستيلاء عليه من قبل أعضاء سابقين في نظام صدام حسين أو متطرفين شيعة مدعومين من إيران أو مسلحين من القاعدة في العراق.

وقتها اعتبر مكية أن العراق ليس جاهزًا بعد لمشروع الذاكرة الذي يحاول تدشينه مع الكاظمي، لأن الماضي لم ينته وإنما مازال حيًا.



كيف خرج أرشيف حزب البعث من العراق؟

في محاولة لحماية المخبأ، توصل مكية إلى اتفاق مع بول وولفويتز، المسؤول السياسي الأعلى في البنتاجون، في فبراير 2005، لشحن الوثائق إلى الولايات المتحدة.

اعتقد بعض المسؤولين الأمريكيين في العراق أن المواد قد توفر أدلة حول التمرد الناشئ في العراق، لكن مكية رأى في النقل للولايات المتحدة وسيلة للحفاظ على أرشيف حزب البعث.

احتفظت الولايات المتحدة بالأرشيف في البداية في فيرجينيا الغربية، حيث وظف البنتاجون سكانًا محليين لتنظيمه ورقمنته بمساعدة باحثي مؤسسة الذاكرة الناطقين باللغة العربية.

في النهاية، وصل مؤسسة هوفر، وهي مؤسسة فكرية ذات ميول محافظة في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا. والتي عملت على أرشفتها رقميًا، ومنعت نشر أي من الوثائق على الانترنت، ووضعت قيودًا على وصول أرشيف حزب البعث للعراقيين العاديين.

أسبوع يلخص أزمة العراق | الاغتيالات وإيران وتركيا.. كيف النجاة وكلهم أعدائي؟ | تايم لاين في دقائق


لماذا أعادت الولايات المتحدة أرشيف حزب البعث إلى العراق؟

اشتكى مدير المكتبة والأرشيف الوطني العراقي وبعض أمناء المحفوظات في كندا والولايات المتحدة من أن عملية نقل أرشيف حزب البعث إلى الولايات المتحدة سلبت تراث العراق.

في بيان صدر عام 2008، حثت جمعية المحفوظات الأمريكية ورابطة المحفوظات الكندية على إعادة السجلات إلى حكومة العراق، لكن مكية خرج وقتها وقال إن الحكومة العراقية وافقت رسميًا على ترتيب مؤسسة هوفر.

في 2013، أعادت الولايات المتحدة مجموعة مختلفة من الوثائق دون إعلان عام، مما أثار مخاوف بين الباحثين الغربيين من احتمال استغلالها سياسيًا من قبل رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي، الذي تعرض لانتقادات بسبب سياساته الطائفية، وفقًا لمقال نشره بروس مونتغمري، أمين أرشيف سابق في جامعة كولورادو، في 2019.

هذه المرة، تتعامل الولايات المتحدة مع رئيس وزراء جديد -مصطفى الكاظمي – الذي عمل رئيسًا لجهاز المخابرات العراقي بعد ترك مؤسسة الذاكرة وتولى منصب رئيس الوزراء في مايو 2020.

قرر المسؤولون الأمريكيون إعادة أرشيف حزب البعث كبادرة حسن نية للزعيم الجديد. وأشارت الولايات المتحدة والعراق إلى إعادة الوثائق المعلقة في بيان مشترك في 19 أغسطس.

مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية قال لـوول ستريت جورنال إن العراق طلب إعادة الأرشيف، وإن الولايات المتحدة ليس لديها دليل على إساءة استخدام أي من الوثائق التي أعيدت في 2013.

نُقل أرشيف حزب البعث بسرية للعراق، خوفًا من الميليشيات المدعومة من إيران أو الجماعات الخارجة عن القانون الأخرى التي قد تحاول اعتراض الشحنة، والتي أصبحت الآن مؤمنة بإحكام في مكان غير معروف في العاصمة العراقية.

قال مونتغمري إن العراق يستحق عودة إرثه التاريخي، مع كامل الثقة في تعامل حكومة مصطفى الكاظمي معها، لكنه تشكك في كيفية التعامل معها بعد انتهاء فترة مصطفى الكاظمي.


هل يساهم أرشيف حزب البعث في فتح باب الانتقام في العراق؟

في السنوات الماضية، كان يُنظر إلى أرشيف حزب البعث باعتباره من المصادر التاريخية للشعب العراقي ووسيلة للتحرك نحو المصالحة بين الانقسامات العميقة في المجتمع العراقي. لكن في الوقت الحالي، أصبح الأرشيف قضية حساسة للغاية في ظل الوضع المشحون في بغداد.

قال مسؤول عراقي إن الحكومة تخطط لإقامة الهيكل المؤسسي المناسب للأرشيف، بحيث تكون هذه الوثائق متاحة للجمهور، وخاصة الباحثين للمساعدة في التثقيف حول أهوال النظام البعثي.

وأضاف المسؤول العراقي “نريد أن تكون هذه لحظة تعلم وليس لحظة انتقام”، وقد يستغرق إجراء هذا النوع من الإعداد بعض الوقت.


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك