بدأت جهود التخريب الثلاثية الإسرائيلية ضد البرنامج النووي في إيران يوم 2 يوليو 2020 ، بانفجار غامض في مركز أجهزة الطرد المركزي المتقدمة (ICAC) في نطنز ، أحد المواقع النووية فائقة الأمان المنتشرة في جميع أنحاء إيران.
تلك التفاصيل جعلت الإيرانيين في حيرة من أمرهم. بدا وكأن المبنى فجر نفسه.. فكيف يصل عدو إلى تلك النقطة الحصينة؟
القصة بدأت من أعمال تجديد المنشأة في 2019؛ عندما انتحل عملاء إسرائيليون صفة تجار بناء تولوا مسؤولية إمداد المنشأة باحتياجات التجديد.
المواد الإسرائيلية المسربة إلى نطنز كانت مليئة بالمتفجرات، سيجري تفجيرها من مبنى في تل أبيب.
رغم كل ذلك، ورغم الأضرار الجسيمة التي سببها الانفجار، ظل مصنع نطنز نفسه بعيدًا عن اللعبة، تحت طبقة واقية من أربعين قدمًا من الخرسانة والحديد، حيث الحرم الداخلي للقاعة A1000 تحت الأرض، وفيها ما يصل إلى 5000 جهاز طرد مركزي كانت تقرب النظام الإيراني دقيقة بدقيقة من امتلاك سلاح نووي.
هنا، تحولت إسرائيل إلى المرحلة الثانية من الخطة.
اتصل جواسيس الموساد بما يصل إلى عشرة علماء إيرانيين يملكون حق الوصول إلى "قدس الأقداس" هذا. أقنعوهم بأنهم يعملون لحساب "منشقين دوليين" وليس إسرائيل، وتمكنوا من إقناعهم بتبديل مواقفهم.
وافق العلماء المستهدفون على تفجير المنشأة شديدة التأمين. هذا ما تقوله سبكتاتور
تنقل سبيكتاتور عن مصدر إسرائيلي "شديد الاطلاع" أن الموساد اكتشف دوافع العلماء الإيرانيين المختلفة، وأغراهم بأهم ما يريدونه بشدة، بعدما قسمهم إلى دائرة داخلية من العلماء الذين يعرفون المزيد عن العملية، ودائرة خارجية ساعدتهم، ولكن كانت لديهم معلومات أقل.
بقي لغز إدخال المتفجرات إلى المجمع المحصن. وتحقق ذلك بطريقتين:
أولاً، حلقت درونز إسرائيلية في مجال نظنز الجوي، وسلمت القنابل المفككة إلى موقع متفق عليه، ليجمعها العلماء. ثم جاء التهريب بعدة طرق، بينها مثلًا إدخال المتفجرات في الشاحنة التي توصل الطعام.
عملت الخطة. ووصلت القنابل إلى العلماء، الذين جمعهوها وركبوها.
وفي أبريل، عندما أعلنت إيران أنها بدأت في استخدام أجهزة طرد مركزي متطورة من طراز IR-5 و IR-6 في القاعة تحت الأرض، أطلق الموساد المتفجرات، التي دمرت نظام الطاقة الآمن، بما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي، و90% من أجهزة الطرد المركزي ، مما أدى إلى توقف المنشأة عن العمل لمدة تصل إلى تسعة أشهر.
اختفى العلماء على الفور. كلهم على قيد الحياة وبصحة جيدة اليوم. حسب سبكتاتور
بتفجير المنشأة، تحول اهتمام الموساد إلى استهداف إنتاج أجهزة الطرد المركزي نفسها، لتعطيل محاولة النظام إعادة العمل في نظنز.
انتقلت الخطة إلى شركة تكنولوجيا أجهزة الطرد المركزي الإيرانية (TESA)، على بعد ثلاثين ميلاً شمال غرب طهران.
على مدى الأشهر السابقة ، قام فريق من الجواسيس الإسرائيليين وعملائهم الإيرانيين بتهريب طائرة كوادكوبتر مسلحة - تزن نفس حجم دراجة نارية، إلى داخل البلاد ، قطعة قطعة. حان الوقت الآن لنشرها.
في 23 يونيو ، قام الفريق بتجميع المجموعة ونقلها إلى موقع على بعد عشرة أميال من مصنع تيسا. أطلقها العناصر ووجهوها إلى المصنع وأطلقوا الحمولة مما تسبب في انفجار كبير. ثم عادت الطائرة بدون طيار إلى موقع الإطلاق حيث جرى إبعادها لاستخدامها مرة أخرى.
في الأسابيع الأخيرة ، تبادلت إسرائيل معلومات استخباراتية مع حلفائها الغربيين حول تجهيز إيران الأساس التقني لتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 90%، وهو المستوى المطلوب لإنتاج سلاح نووي.
بحسب ذا سبيكتاتور، تؤكد مصادر إسرائيلية أن إيران على وشك التعرض لموجة جديدة من عمليات الموساد بعدما غيرت السياسة الإسرائيلية أولوياتها: "من الآن فصاعدًا ، عندما تثير الميليشيات التابعة لطهران مشكلات في المنطقة ، ستنتقم إسرائيل على الأراضي الإيرانية. لا مزيد من مهاجمة أذرع الأخطبوط. الآن سنذهب للرأس".
ووفق نفس المصدر، لن يأخذ التصعيد شكل غارات جوية أو ضربات صاروخية أو هجمات درونز، بل طلب من المخابرات الإسرائيلية المخيفة تنفيذ عمليات محددة داخل الجمهورية الإسلامية ، وإنزال "عقابًا جراحيًا لكنه مدمر".
كيف ضربت إسرائيل المواقع النووية الإيرانية؟ (ذا سبيكتاتور)
الموساد يستعد لضرب قلب البرنامج النووي الإيراني (ذا سبيكتاتور)