وفقًا لحنان العتر، خلال سنوات زواج خاشقجي من نصيف، استمرّت الاتصالات مع جمال خاشقجي.
وخلالها، تبادلا الصور ومقاطع الفيديو والرسائل الفكاهية، وأبياتهما المفضلة من الشعر العربي.
لكن شكّل مجيء العام 2018، تطورًا مهمًا في علاقتهما.
بدأ خاشقجي الكتابة في صحيفة واشنطن بوست، فتكررت سفرياته إلى واشنطن التي كانت العتر - مضيفة على خطوط طيران الإمارات - تطير إلى هناك مرتين في الشهر، مما يعني أنهما بدآ في قضاء المزيد من الوقت معًا، وتعمّقت علاقتهما الرومانسية.
بحسب العتر، تكررت زيارتها له في منزله. حتى دعاها إلى عشاء عيد ميلاده في 25 مارس (تاريخ ميلاد خاشقجي الحقيقي هو 13 أكتوبر).
بعد أسبوعين، اقترح عليها الزواج، ووافقت.
سألها: "هل أنت متأكدة أنك تريدين أن تكوني معي؟ حِملي ثقيل، وحياتي غير مستقرة".. ردت: "أنا معك يا جمال. أنا أؤمن بك وأحبك بسبب ما أنت عليه".
جلب زوجًا من الخواتم بلغت قيمتهما ألفي دولار، وقدمهما لعروسه جاثيًا على ركبة واحدة، وفق روايتها المُدعَّمة بإيصالات خاتمي الخطبة.
في الثاني من يونيو، كانت حنان العتر في الطريق إلى الولايات المتحدة لإتمام إجراءات الزواج. راسلها خاشقجي في الطريق: "أستعجل النوم حتى أقطع الوقت الطويل في انتظارك. ستكونين أسعد عروس. أحبك".
وفي مركز إسلامي في مسجد شمال فيرجينيا، اكتملت مراسم الزواج الإسلامي.
لم يوثق عقد الزواج حينها؛ باعتبار أن الظروف لا تسمح بتسجيله مدنيًا، بينما قال إمام المسجد الذي أشرف على عقد القران إنه يوم إجازة موظفين، بالتالي لا يمكن طباعة العقد، واعدًا أن يرسله إلى الزوجين خلال أسبوع.
في تلك الفترة. بدأ خاشقجي التردد على تركيا. وتزايدت مدة البقاء هناك.
استغربت حنان العتر تعدد الرحلات، فأخبرها في رسالة نصية، أنه يذهب إلى هناك لرؤية أخته المقيمة في إسطنبول.
طلبت منه أن ينتقل من واشنطن إلى الدوحة لتحقيق حلمه في رئاسة قناة الجزيرة، لكنه رفض؛ بحجة أنه لا يريد زيادة غضب القيادة السعودية عليه.
لكن زيارات إسطنبول كانت تحمل حلقة أخرى من الرواية، لن تتكشف إلا بعد وفاة بطلها.
في مؤتمر عن الشرق الأوسط حضره جمال خاشقجي في إسطنبول في مايو 2018، رأته طالبة الدراسات العليا التركية خديجة جنكيز، التي كانت تعتبره "أهم مفكر في الشرق الأوسط". اقتربت منه لإجراء مقابلة وبدأ النقاش الذي أدى إلى "علاقة خاصة للغاية".
ظل خاشقجي على اتصال بجنكيز. تقول إنهما كانا يتحدثان يوميًا. حتى جاء وقت "ركعة طلب الزواج" الثانية. أخبرها أنه يريد شراء شقة في إسطنبول. ركع على ركبة واحدة، وقدم لها العديد من الهدايا، بينها مجوهرات، وطلب الزواج منها.
سألته إن كان مرتبطًا فالفعل، فأجابها أنها المرأة الوحيدة في حياته.
أصبحت الأمور أكثر حرجًا بعض الشيء عندما التقى خاشقجي مع والد جنكيز، رجل الأعمال، الذي بدأ في حصاره بشأن نواياه وخلفيته، خاصة حول ما إذا كان لديه أي زوجات أخريات.
تقول جنكيز: "أبي يعرف جيدًا أن العرب يتزوجون أكثر من مرة في نفس الوقت. سأله: "هل أنت متأكد من أنك لست متزوجًا؟" إنها نقطة حساسة بعض الشيء لوالدي".
أجاب خاشقجي بشكل قاطع: "لست متزوجًا. أنا مُطلّق.. جمال لا يحتاج أن يكذب على أحد".
في النهاية، تمت الخطبة، وقدم جمال خاشقجي المهر بعدما وافق والد الفتاة أخيرًا.
لكن مفاجأة أخرى غير مؤكدة تتكشف في حوار خديجة جنكيز مع لوموند الفرنسية في سبتمبر 2020، قالت فيه لأول مرة إنها لم تكن مجرد خطيبة لجمال، بل زوجته؛ إذ تزوجها زواجًا شرعيًا يوم 16 سبتمبر 2018.
يومها أجريا احتفالًا بسيطًا بحضور عائلتها وبعض أصدقائهما، في انتظار تسجيل الزواج مدنيًا، وهي الخطوة التي استدعت زيارته للقنصلية السعودية في إسطنبول في 2 أكتوبر 2018؛ لاستصدار سجلات طلاق تثبت أنه لم يبق أي امرأة على ذمته، وهي الوثائق التي يحتاجها حتى يتمكن من الزواج في تركيا، حيث تقيم خديجة، أو الولايات المتحدة، حيث يقيم هو.
لكن جمال خاشقجي لم يخرج حيا من القنصلية. وحاكمت السعودية من قتلوه داخلها. بينما ظل الصراع حول حياته العاطفية قائما.
في ذلك الوقت، لم تكن أي امرأة تعرف شيئًا عن الأخرى. كلتاهما نفت أن يكون جمال على علاقة بغيرها. لكن حنان العتر تمكنت من إجبار إمام المسجد الذي وقع عقد الزواج على تسجيله، بعد معركة قضائية انتهت بقبول التصالح. وهي الخطوة التي لم تتخذها خديجة بعد.
تقول حنان العتر إنها لم تكن لترفض أصلًا لو أخبرها خاشقجي أنه ينوي الزواج من أخرى. قالت إنه فعلها من قبل: "أنا زوجة رابعة.. وهو كان متزوجًا من امرأتين في نفس الوقت قبلي".
صديق خاشقجي المقرب، المصري محمد سلطان، يقول إنه لم يكن يعرف شيئًا عن حياته المزدوجة التي تكشفت للتو. لكنه لم ينفها.
قال: "إذا أخبرك أحدهم أن جمال خاشقجي أخبره عن كل شيء عنه، فثق أنه يكذب بنسبة 100%. جمال كان مجزأ. قال لأناس مختلفين أشياء معينة عن حياته. لكنه لم يعط أحدًا نظرة كاملة عنه. احتفظ بكل شيء لنفسه. وقدم لأشخاص مختلفين فقط الأجزاء التي يعتقد أنهم بحاجة لمعرفتها".
هل هناك مصادر إضافية لمزيد من المعرفة؟
مليونيرة سعودية جديدة تبحث عن عريس “مثقف” مسيارًا (العربية – مايو 2010)
قبول استقالة رئيس تحرير” الوطن” جمال خاشقجي (الوطن – مايو 2010)
حنان العتر تقول إنها تزوجت خاشقجي في حفل أبقى سرًا عن خطيبته وبعض أفراد عائلته (واشنطن بوست)
خديجة جنكيز.. “عروس خاشقجي” (لوموند)
حنان العتر المصرية التي تزوجت جمال خاشقجي تحصل على شهادة زواج إسلامية موقعة (واشنطن بوست)
جمال خاشقجي يتلاعب بزوجة سرية وخطيبة تركية في الأشهر التي سبقت مقتله (ديلي ميل)